رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الخامس
انت في الصفحة 21 من 21 صفحات
ملصقة وجنتها بوجنة أبيها.. ومقلتاها يضوي عسلها بروعة ونظرتها مفعمة بالثقة والذكاء وربما لمس لمحة غرور لكن لم يراها منفرة.. فمن حظى بفتنها يليق به بعض الغرور وإن كان لا يفضل تلك الصفة إن تجاوزت الحد .. شرد بها وباسباب تحولها لتلك الفتاة الهشة الخائڤة من مجرد صوت صاخب حولها.. من سرق تلك النظرة وأين ذهب شعرها الذي نقص من طوله الكثير.. كم هي لغز بالنسبة له ولا يعرف له حلا.. ظل على شروده وهو يحلل وجهها ولم يعي لشيء إلا حين سمع أحدهم من خلفه السلام عليكم!
عاصم أسف تعبناك معانا وعطلناك يا ظافر..!
_ لا أبدا مافيش تعب! بس
عاصم بس أيه
ظافر بدون زعل يعني.. بنت حضرتك ماينفعش تروح مكان لوحدها بحالتها دي.. زي ما انت فاهم مافيش أمان.. ممكن تتعرض لأي موقف يأثر عليها أكتر..!
أثنى عاصم داخله على أخلاق هذا الشاب وأمانته.. هو محق لا يجوز الثقة بأحد.. وهو بالفعل لم يمنحه ثقته كما ظن ظافر فكل خطوة خطتها قدم ابنته ولحظة قضتها خارج حدود عرينه كانت تحت أنظاره من خلال مقاطع بث مباشر تابعه بهاتفه بعد أن استعان لأجلها بأحد رجال الحراسات الخاصة والمدربة على المراقبة دون لفت انتباه والقدرة العالية على الحماية إذا لزم الأمر..منحها الحرية.. لكن وهي تحت بصره.. لن يتركها تتأذى مرة أخرى.. كما لن يقيدها بعد ذلك!
هكذا تمتم طافر فأجابه عاصم بالعكس كلام صح جدا وبشكر أمانتك وصدق النصيحة ياظافر..!
عاصم بيه.. الجاكت اللي حضرتك طلبته!
تناول المعطف من الخادمة وأمرها بالرحيل ثم. نزع عنه غلافه البلاستيكي الشفاف ووضعه أمامه والتزم بعص الصمت ثم غمغم بعدها وكأنه يحدث نفسه تعرف إن صاحب الجاكت ده هو اللي انقذ بنتي!
_ يعني انت اللي انقذت بنتي يا ظافر
رفع عينه ونظر إليه فوجد رجلا أخر مغاير لذاك المتماسك القوي.. وجد أب بأقصى صور الضعف ودموعه مسالة على وجه.. كم مؤلم بكاء الرجل وكم هو حدث جليل..والد معذب مفطور القلب على ابنته.. لم يتحمل قلب ظافر رؤية اڼهيار ذاك الرجل المهيب فاقترب منه وأمسك كفيه بقوة وهو يحدثه برفق عملت اللي قدرت عليه يومها.. ياريتني قدرت انقذها من البداية.. بس للأسف لما شوفتها كانت !
هدأت وتيرة بكاءه قليلا وقص له باقتضاب ملابسات ماحدث بعدها.. فسبح ظافر بقصاص ربه العادل بوقتها واستحقاق ثلاثتهم ذاك المصير المأساوي!
..
مضى بعض الوقت استعاد عاصم رباطة جأشه وراح يقص له كل تحليلات الطبيب واستنتاجاته وربط تعافي بلقيس به.. وبعد أن صار كل شيء واضح تسائل ظافر
_ يعني الطبيب محتاج يقابلني
_ أيوة.. بيقول انك انت الوحيد بعد ربنا اللي تقدر تساعد في علاج بنتي وتخليها ترجع لطبيعتها تاني..!
غمغم ظافر بشهامة هي سمة من سماته وانا أي حاجة في ايدي وممكن تساعد بنتك هعملها.. وبإذن الله هزور الطبيب انهاردة مش هستنى لبكرة.. وربنا يمن عليها بشفائه عن قريب!
..
تركه ظافر وراح يلملم ذاته المبعثرة المآخوذة بفعل اكتشاف تلك الحقيقة..أن الفتاة التي أنقذها هي ذاتها بلقيس! كيف حدثت كل تلك الصدف بينهما.. وكأنها عالقة به بخيط رفيع لا تبصره عين.. اينما وجد أحدهم.. حضر الأخر بطريقة ما..!
ترى..
ماذا تخبيء المقادير لبلقيس
هل بظهور تيماء مرة أخرى ستصاب بمحڼة جديدة وينالها كيد حية رقطاء
وهل وجود ظافر سيمثل فارقا لها وتتعافي بشكل كامل
انتظروا الفصل القادم