الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الخامس

انت في الصفحة 20 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز

الثقة..
انتبه فجأة أنها تهم بابتلاع قطعة لحم ضخمة دون أن تعي فحذرها قائلا لا أستني ماينفعش تبلعي قطعة الأستيك كلها بدون تقطيع تحبي اقطعها قطع صغيرة عشان تاكلي بسهولة!
أشارت له بإيماءة فشرع پتمزيق شريحة اللحم وفتتها لقطع صغيرة ووضعها فوق حبات الأرز هاتفا يلا بقى خلصيها كلها عشان أوصلك لبيت والدك..!
أطاعته وهي تأكل وربما لا تشعر بمذاق أو حتى جوع فقط تطالعه.. بعد برهة شعرت بامتلاء معدتها حد الآلم وآنت من كثرت ما تناولته.. فأزاحت صحنها بعيدا.. فأردف شبعتي 
هزت رأسها فقال وهو يناولها محرمة معقمة طب خدي دي نظفي مكان أكلك..!
فعلت ومازالت أهدابها عالقه بوجه فشرد وعقله يتسائل
لما أصابتها تلك الحالة وهذا الخرس!
الخرس!! كيف مع همسها أمس!.. يبدو أنها تتحدث أحيانا..أشتعلت رغبته الفضولية لمعرفة ما همست له أمس فأحنى كتفيه قليلا وتمتم 
كنتي بتقوليلي إيه امبارح وانتي بتستلمي الكوبون! 
حدقتاها تتحرك على وجهه فيعود ليهمس إنتي تعرفيني قبل كده ممكن تكوني شوفتيني في المنصورة صح أكيد شوفتيني هناك!
سعلت فجأة واختنقت فهرع يناولها كاسة مياه تجرعتها كاملة ثم صارت أنفاسها تلهث أثر اختناقها القصير فتمتم
أنا أسف لو وترتك بأسئلتي.. خلاص يلا عشان أرجعك بيتك! 
.
المارة يحدجوهما بنظرات متعجبة وهم يشاهدون تشبثها الغريب بذراعه فحاول إثنائها برفق وقد صابه حرج شديد 
أنسة بلقيس ..مايصحش تمسكيني كده أهدي ومټخافيش..! سيبي دراعي وانا همشي جمبك! لم تستجيب فواصل 
الناس كده هيفهموا غلط.. اسمعي كلامي وامشي جمبي وانا واوعدك مافيش حاجة هتأذيكي.. يلا وريني الشجاعة! 
تعجب لاستجابتها تلك المرة وأصابعها تحرر ذراعه ببطء لترتخي جانبها وعيناها معلقة بمحياه أغلب الوقت أما هو عيناه تتفقد الطريق باهتمام فاحتمالات تعثرها واردة بكثرث لتركيزها المشتت بين الطريق والنظر إليه!
تعمد ألا يستقل معها سيارة أولا لقرب البيت بمسافة تسمح بالترجل.. وثانيا كي يجعلها تسير بجوار المارة حتى تعتاد احتكاك الأخرين افترض ان هذا سيفيدها.. ربما وفق بهذا التصرف لقراءته كتب متخصصة بالطب النفسي الذي يجذبه أحيانا لمطالعته والإبحار في خباياه..!
هل تتشبث هكذا بالجميع هل ېلمس ضعفها كل عابر سبيل.. كم يشفق عليها بحالتها تلك وجمالها الملحوظ هي مطمع لكثيرين.. ومازال يتعجب لثقة أبيها أن يتولى هو توصيلها.. لما لم يفترض أنه شخص سيء ومستغلا لفتاته لو كنت بموضعه ما استأمنت أحدا..!
ظلت التساؤلات ترتع وتجول بذهنه وهو سائر جوارها وحالتها تستفزه ليحلل تصرفاتها دائما..وغموضها يثيره بشكل كبير..! 
لاح الآن منزلها.. وها هي والدتها تقف قرب البوابة ويبدو عليها علامات القلق ..قلت ما أن اقتربت السلام عليكم.. مټخافيش حضرتك.. هي جت المطعم بس انا اتصلت فورا بسيد عاصم عرفته بوجودها وطلب مني أوصلها وقالي انه هيبلغ حضرتك ويطمنك!
تمتمت وهي تتفحص ابنتها قالي وكتر خيرك انك وصلتها لهنا..!..فواصل واضح أنها حفظت الطريق خصوصا انه مطعمي مش بعيد عنكم..!
_ أيوة فعلا واضح كده.. طب اتفضل يا ابني عاصم في الطريق ووصاني ارحب بيك! 
_ لا أعفيني يا امي مش هقدر.. لازم ارجع عشان شغلي! 
عاتبته يعني مش عايزنا نرد جميلك.. طب حتى فنجان قهوة على السريع.. يلا اتفضل وعاصم دقايق هيكون هنا هو قال عايزك بخصوص شغل بينكم! 
تذكر ظافر بالفعل أنه أخبره بطلبية مواد غذائية. جديد لمطعمه فرضخ بتهذيب طيب تمام.. بس اتمنى عاصم بيه ما يتأخرش! ..
_ لا اطمن هو. على وصول!
تبعها بعد ذلك ووصله همس السيدة المدلل لابنتها وهي تحدثها 
زمانك جوعتي يانور عيني.. هحضرلك أكل حالا
حمحم بحرج قائلا أنا أسف حضرتك للتدخل بس الأنسة بلقيس اتغديت كويس جدا ومش هتاكل دلوقت!
درة بدهشة اتغديت غريبة دي تقريبا مش بترضيي تاكل بسهولة من حد غيري.. يمكن بالصدفة أكلتها حاجة بتحبها!
_ أنا معرفش هي بتحب إيه.. بس هي أكلت شريحة استيك ورز أبيض!
اتسعت عيناها بذهول مردفة استيك أكلته بجد
غمغم بتأكيد أيوة والله أكلته ما شاء الله! 
مازالت على ذهولها وهي تقول بس بلقيس عمرها ما حبت اللحمة بكل أنواعها..!! مستحيل كانت تاكل لحوم!
شابته الدهشة هو الأخر ولم يجد ما يعلق به فصمت ثم تسلل إليه سعادة من نوع أخر إنتشاء رجولي أنه استطاع انجاز شيء معها لم يفعله قبله.. تلك الجميلة لا تأكل اللحم.. لكن تناولته من يده هو.. وهذا استثناء ارضاه بشكل لا يفهمه! ألهذا الحد يؤثر بها لما عاد السؤال يطوف داخله إلى وصلا إلى ردهة الأستقبال بفيلتهم الأنيقة فقالت درة 
اتفضل يا ابني هطلع بلقيس أوضتها وهاجي يكون عاصم وصل! 
أومأ لها بتهذيب فرحلت وعين بلقيس عالقة به حتى توارت عن ناظريه تماما.. فجالت عيناه أرجاء محيطه بدايتا من بعض الثرايات الرقيقة المعلقة بسقف الردهة ثم قطع الأثاث الكلاسيكي القديمة الموزعة بشكل أنيق في الأركان وألوان الجدران التي تناغمت مع كل هذا وأضفت على المكان طلة مريحة للنفس والعين ..!
بينما حدقتاه تطوف الزوايا وقعت على برواز فخم يضم بين أضلعه بلقيس بشعرها شديد الطول والسواد ووجهها يضحك
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 21 صفحات