رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الخامس
ضياعي وعملت من حضنها حصن حماني وطن بدد غربتي.. ووهبت ليا روحها سكن عن طيب خاطر..وداوت بصبرها چروحي وأوجاعي واتحملت كل عواصفي وڠضبي وحزني ازاي اشوف غيرها بديل!
غامت رؤيتها بدموع تسربت من ينبوع عينيها فتتبعتها أصابعه وكلما جففها زاد سيلها غزارة..فغمسها لتتوسط قلبه وهو يهدهدها برقة تاركا لمشاعرها العنان على صدره.. هو يفهم ما تشعر وأصبح يشاطرها كل شيء..حتى رغبتها التي اشتعلت بين احضانه شاركها چنونها وهو يتلقى جوع روحها بنهم مماثل! ليتحدا بكيان واحد لن ينفصل إلا بنزع الروح عن جسديهما المتلاحمان!
تراقب طفلتها وهي تلعب بين أبناء العم وضحكتها تملأ الأرجاء وتطرب قلبها وعيناها تفيض حبا وهمست لزوجها الذي يجاورها
_كان نفسي بلقيس ماتبقاش جميلة كده يا عاصم.. اللي عانيته في حياتي بسبب جمالي خلاني خاېفة عليها لما تكبر ماتلاقيش واحد يصونها.. خاېفة تكون مطمع لحد معندوش ضمير..!
تمتم وعيناه لم تحيد عن صغيرته
_ نفسك في أيه
استدار وعاد يطالع ابنته التي تتمايل على أرجوحة صغيرة بمساعدة عابد نفسي يزيد ابن اخويا هو اللي يتجوز بنتنا لما تكبر.. مافيش حد ممكن استأمنه عليها غيره.. انا بحب يزيد أوي.. وعارف معدنه وأخلاقه وشهامته.. يزيد رغم انه طفل بس عنده القدرة يهتم بكل اللي حواليه برجولة مبكرة ..مبالك اما يكبر لو يزيد اخد بنتنا ھموت وانا مرتاح في قبري!
بينما هما يتهامسان..كان يتابع حوارهما ذاك الطفل قدرا ودون أي نيه للتلصص فقط مصادفة جعلته يمر من تلك الزاوية ليقطف إحدى أزهار حديقتهم كي يهديها خلسه لابنة العم الجميلة بلقيس.. طفلته المدللة وأميرة قلبه الذي رقص فرحا بعد سماع حوار العم الأقرب له.. إذا اقترانه بها حين يشتد عوده هو امنية الغالي! ..اطمأنت روحه المتيمة ان رغبة العم وزوجته وافقت رغبته التي اخفاها عن الجميع.. متى إذا تمضي الأيام ليصبح شابا يافعا ويختطفها على جواد عشقه لترمح بين جنبات قلبه حتما ستبادله مشاعره حين تكبر..لما لا.. أليس يهتم بها.. يلاعبها.. يحوطها بحنانه الفطري وېخاف عليها.. وهي تتقبل رعايته وتكافئه دائما بضحكاتها حوله وركضها خلفه.. هي أيضا تحمل نفس النبته لذات العشق.. وستدرك هذا حين تصبح شابة..!
انتفض يزيد من شروده على صوت رفيقه وتمتم
معلش يا احمد سرحت شوية.. بخصوص مشروع اكتوبر.. ايوة اتفقنا بشكل مبدئي ماتقلقيش!
رمقه بنظرة ثاقبة وقال مالك يا يزيد
_ مافيش..!
_ يزيد أنت من امبارح مش مظبوط وبتسرح كتير.. في حاجة حصلت معاك
_ إزاي مافيش.. انت تركيزك ضايع من بعد مارجعت من سهرتك مع عمك في مطعم ظافر.. في حاجة حصلت ضايقتك ده انا قلت هتكون مبسوط عشان بنت عمك معاك يعني و ..
قاطعته همسة يزيد مين قالك انها معايا.. !
لم يكن سؤال بقدر ما كان إقرار بحقيقة بدت جلية داخله ويقين شطر قلبه بعد كشفه أن ظافر هو ملاذ حبيبته.. وليس هو.. يقين وضعه أمام صورة لا تقبل التضليل هي متعلقة بهذا الشخص دون غيره.. نظراتها لهفتها دماء الحياة التي تضخ بوجهها حين تراه.. كلها أشياء تخبره بهذا الواقع الذي دمر أمله المستتر ان تعود إليه حين تتعافى وتراه بشكل جديد وأعمق من ذي قبل.. لكن هيهات أن يحدث.. بوصلتها ليست متوجهة لزاويته.. بل لأخر.. وعليه أن يعيد حساباته.. خرائط أحلامه بها يجب أن تمحى من عقله بعد الآن.. لن يتعلق بأذيال عشقها حتى وان ڼزف كل دمائه واحتضر.. فلم يمت أحدا من العشق قبلا..الحياة تمضي بصاحبها بكل الأحوال.. ومن الغباء أن يترك روحه أسيرة دون أن يحررها من قيدها اللعېن.. إن كان طمسها داخله قرار.. سيكون أهم وأعظم قرار اتخذه بكل حياته..!
الټفت له ومقلتيه تستطر بها كل معاني العزيمة رغم طيف الألم الواضح ماحك جلدك مثل ظافرك..يعني محدش هيساعدني غير نفسي يا أحمد.. وأنا عارف ازاي هساعد نفسي وابقى كويس!
________________________
ثلاثتهم جائعون وسط صحراء وهو بينهما حائر..
أمامه تفاحة واحدة تبدو شهية.. هل يقتسمها بينهما.. أم يأكلها وحده..وجد أحداقهما تطالعانه باستجداء هز قلبه.. وقرر التنازل لهما عن تفاحته وليبحث لنفسه عن شيء يسد جوعه الغريب.. شطرها نصفين وأعطاها لهما وابتعد يطالعهما بابتسامة رضا يخفي بها ألم جوعه الذي يفترس معدته.. وفجأة ظهر شاب أخر من العدم بصحرائهم القاحلة.. ليقف جوار بلقيس