رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الخامس
أيام بشكل طبيعي ومجاني!
_ يعني قصدك اروح بيها هناك.. وده هيبان طبيعي!
ضوت عينه بغموض مغمغما
لأ مش انت اللي هتوديها يا سيد عاصم!
الأخير بتساؤل أمال مين
_________________________
منذ ۏفاة والدته وهو بحال لا يسر.. أنطوى وأصبح لا يستجبب لمحاولتها بإخراجه من عزلته وحزنه.. حتى حين أتى شقيقه أيهم لم يستطع مساعدته.. وبعد فترة اضطر للعودة لعمله وأسرته وحياته وهو يوصيها بشدة على رائد وأنه سيتواجد بأي لحظة يحتاجون فيها إليه..وطلب منها الصبر فحتما ستنقشع الغمة ويذهب البائس عن قلب زوجها ويعود إليها.. وهي صابرة.. لن تكل أو تمل من مساعدته واخراجه من قوقعة حزنه وكآبته.. مهما عاندها وقاومها ستكون جدارا صلب يتلقى كل زوابعه وعواصف عضبه إلى أن يهدأ ويسلم لأمر الله وقدره..!
عبرت إليه وراحت تداعب خصلات شعره بنعومة ثم تمرر أناملها على ظهره بحركات تعلم أنها تروقه هي عاداته التي تعلمها.. انحنت عليه بصدرها وتمتمت جوار أذنه بحنان حبيبي رائد.. يلا كفاية نوم بقى ياقلبي.. قوم عشان تاخد علاجك وكمان. تقعد معايا شوية انا عملتلك حاجة بتحبها هتفتح نفسك! وكمان هنقرء سوا قرءان لمامتك..! دي الهدية اللي هي بتستناها روحها كل يوم منك!
كل حاجة هتعدي يا رائد..مامتك هتفضل موجودة بروحها حواليك ودعواتها هتفصل باقية ليك..! ثم رفعت رأسه وراحت ترسل لعيناه فيضا من عشقها له وهو يتلقى نظراتها الحانية گ قطرات الندى التي تروي شيئا داخله مستمعا لوعودها الصادقة
أرقدت رأسه على قدميها التي لا تكسوها سوى غلالة شفافة وأناملها تغوص بخصلاته السوداء وعيناها تتأمل استرخاءه الشارد وهو يطالع نقطة بعيدة.. متذكرة بنشوة لحظاتهما الماضية كيف كانت! وكيف ذاب معها دون حواجز بمشاعر بدت كل يوم تتأصل جذورها داخله تجاهها.. لمساته ونظراته وكلماته جميعها تنكهت بحنانه وكأنه يخبرها انه استسلم لقدره عازفا عن فك طلاسم ماضيه مكتفيا بحاضره معها..!
_ من امتى وانتي بتحبيني
باغتها بسؤاله وهو يطالعها من زاوية رقاده كطفل يتوسط برأسه حجر والدته بدلال.. فتألق الليل بعيناها وهي تجيبه بنبرة لمست قلبه بصدقها
_ من يوم ماعرفت ان في حاجة في الدنيا دي اسمها حب..وقد ما فرحت بحبك وخبيته جوايا.. انكويت بالغيرة عليك وانا بشوفك بتتنقل بين بنات حوا ومش حاسس بحبي وشايفني صديقة..! كنت بتقطع اما بشوفك مع غيري او احس انك ممكن تحب حد.. كنت عايشة بالأمل انك تحبني انا.. رفضت كل اللي كان بيتقدملي.. كنت بشوفك أبو ولادي الوحيد يا رائد!
رفع كفه ليمرر انامله على وجهها الناعم بحنان وهو يغمغم بصوت يطرب خلاياها الهائمة به
متحاسبنيش على ماضي مش فاكره.. لكن حاسبيني من دلوقت!
_ احاسبك على إيه
همست بخفوت فاعتدل ليجيب سؤالها وعيناه تطوف على تقاسيمها بحنان ورغبة لا تهدأ كلما بصرها
_ حاسبيني على الحاضر معاكي.. حاسبيني لو بصيت لغيرك بعد كده.. وأكيد ده مش هيحصل!
_ ليه
تسائلت بلهفة مترقبة كلماته فجاد عليها بما لم تتوقعه وهو يقول
اللي آوتني في عز