الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الخامس

انت في الصفحة 16 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز

أيام بشكل طبيعي ومجاني!
_ يعني قصدك اروح بيها هناك.. وده هيبان طبيعي!
ضوت عينه بغموض مغمغما 
لأ مش انت اللي هتوديها يا سيد عاصم! 
الأخير بتساؤل أمال مين
_________________________
منذ ۏفاة والدته وهو بحال لا يسر.. أنطوى وأصبح لا يستجبب لمحاولتها بإخراجه من عزلته وحزنه.. حتى حين أتى شقيقه أيهم لم يستطع مساعدته.. وبعد فترة اضطر للعودة لعمله وأسرته وحياته وهو يوصيها بشدة على رائد وأنه سيتواجد بأي لحظة يحتاجون فيها إليه..وطلب منها الصبر فحتما ستنقشع الغمة ويذهب البائس عن قلب زوجها ويعود إليها.. وهي صابرة.. لن تكل أو تمل من مساعدته واخراجه من قوقعة حزنه وكآبته.. مهما عاندها وقاومها ستكون جدارا صلب يتلقى كل زوابعه وعواصف عضبه إلى أن يهدأ ويسلم لأمر الله وقدره..!
غاب في غفوته كثيرا.. ستوقظه حتى يأكل ويتناول دوائه! 
عبرت إليه وراحت تداعب خصلات شعره بنعومة ثم تمرر أناملها على ظهره بحركات تعلم أنها تروقه هي عاداته التي تعلمها.. انحنت عليه بصدرها وتمتمت جوار أذنه بحنان حبيبي رائد.. يلا كفاية نوم بقى ياقلبي.. قوم عشان تاخد علاجك وكمان. تقعد معايا شوية انا عملتلك حاجة بتحبها هتفتح نفسك! وكمان هنقرء سوا قرءان لمامتك..! دي الهدية اللي هي بتستناها روحها كل يوم منك! 
تسرب صوتها الحاني لمدارك عقله..فتح جفنيه ببطء وطافت عيناه عليها وتذكر والدته كيف كانت توقظه بهذا الدفء.. أصبحت زوجته تتفنن بكل شيء يمكن أن يشعره بالراحة والسکينة.. ولا يعرف هل تعلم مسبقا ما يحبه.. اما هو من صار يستقبل كل ماتجود به براحة.. اعتدل بنصف جلسه والحزن يشوب وجهه على فراق والدته التي رغم فقدانه كل شيء لم يفقد شعوره بحنانها حتى لو أظهر لها العكس دائما.. ليتها ظلت معه.. ليتها ظلت حتى يتذكر كيف كان يعاملها.. لكنها رحلت وتركته! لتزداد غربة روحه دونها..!
تنبأت بمسار أفكاره فأحاطت وجهه الكئيب براحتيها وقبلت جبينه قبلة طويلة ثم أمالت رأسه على صدرها لتبثه دفء مشاعرها وهي تغمغم 
كل حاجة هتعدي يا رائد..مامتك هتفضل موجودة بروحها حواليك ودعواتها هتفصل باقية ليك..! ثم رفعت رأسه وراحت ترسل لعيناه فيضا من عشقها له وهو يتلقى نظراتها الحانية گ قطرات الندى التي تروي شيئا داخله مستمعا لوعودها الصادقة
أوعي تحس بالغربة وانا معاك.. أنا وطنك يا رائد.. أنا موجودة عشانك انت وبس..حتى لو طوفان دمر كل ماضيك..يمكن يكون ده احسن ليك ومنتهى الخير اللي انت مش عارفه..مين قال ان لو الذاكرة رجعت هتكون مبسوط مش يمكن تكون اتعس إنسان وتقول يا ريتني ما افتكرت! أرضى بنصيبك مهما الدنيا خدت منك ناس حبيتها..احمد ربنا انه عوضك.. انا استنيتك كتير اوي يا رائد..مكانش عندي أمل اشيل اسمك في يوم عشان كده مش هضيعك ابدا ولا هسيبك تحس بالضياع وانا موجودة.. انا الحاضر اللي هتعيشه.. أنا ذكرياتك الجاية واللي اوعدك إنها هتكون جميلة..ساعدني اعديك من المحڼة عشان انا وانت في مركب واحد.. طول ما انت ضايع انا ضايعة وتايهة!
خدرته مشاعرها الجارفة ولآليء دموعها تتساقط على بشرتها الناعمة.. ولمست كلماتها أوتار قلبه..ووجد نفسه گ المسحور بعروس البحر التي شقت الموج الساكن بشاطئه واقټحمت عزلته..وبدون مقدمات جذبها لأحضانه وغمرها بقبلات متلاحقة كأنه أيضا يعدها بألا يضيعها أو يستسلم للضياع بعد الآن..وبلحظات انغمسا سويا بعالم من متعتهما الحلال.. فنسى حزنه وهو ينهل من بحرها ولم يهاب الڠرق.. ونست هي بانصهارها بين ضلوعه من تكون! 
__________________________
أرقدت رأسه على قدميها التي لا تكسوها سوى غلالة شفافة وأناملها تغوص بخصلاته السوداء وعيناها تتأمل استرخاءه الشارد وهو يطالع نقطة بعيدة.. متذكرة بنشوة لحظاتهما الماضية كيف كانت! وكيف ذاب معها دون حواجز بمشاعر بدت كل يوم تتأصل جذورها داخله تجاهها.. لمساته ونظراته وكلماته جميعها تنكهت بحنانه وكأنه يخبرها انه استسلم لقدره عازفا عن فك طلاسم ماضيه مكتفيا بحاضره معها..!
_ من امتى وانتي بتحبيني
باغتها بسؤاله وهو يطالعها من زاوية رقاده كطفل يتوسط برأسه حجر والدته بدلال.. فتألق الليل بعيناها وهي تجيبه بنبرة لمست قلبه بصدقها 
_ من يوم ماعرفت ان في حاجة في الدنيا دي اسمها حب..وقد ما فرحت بحبك وخبيته جوايا.. انكويت بالغيرة عليك وانا بشوفك بتتنقل بين بنات حوا ومش حاسس بحبي وشايفني صديقة..! كنت بتقطع اما بشوفك مع غيري او احس انك ممكن تحب حد.. كنت عايشة بالأمل انك تحبني انا.. رفضت كل اللي كان بيتقدملي.. كنت بشوفك أبو ولادي الوحيد يا رائد! 
رفع كفه ليمرر انامله على وجهها الناعم بحنان وهو يغمغم بصوت يطرب خلاياها الهائمة به 
متحاسبنيش على ماضي مش فاكره.. لكن حاسبيني من دلوقت!
_ احاسبك على إيه
همست بخفوت فاعتدل ليجيب سؤالها وعيناه تطوف على تقاسيمها بحنان ورغبة لا تهدأ كلما بصرها 
_ حاسبيني على الحاضر معاكي.. حاسبيني لو بصيت لغيرك بعد كده.. وأكيد ده مش هيحصل! 
_ ليه
تسائلت بلهفة مترقبة كلماته فجاد عليها بما لم تتوقعه وهو يقول 
اللي آوتني في عز
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 21 صفحات