رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الرابع
أذكاره ونهض يصلي ويستعد للذهاب للمنصورة!
________________
لم يستطع منع نفسه من المرور عليها أولا فما أن خطت قدماه المنصورة حتى توجه كي يرى ابنة العم ويطمئن عليها..!
..
_يزيد حمد لله على السلامة ياحبيبي!
_ الله يسلمك ياطنط.. أخباركم إيه وأخبار بنت عمي دلوقت!
_ بخير الحمد لله.. فتسائل ممكن اشوفها
وتركته لتتفقدها وبعد برهة استدعته ليذهب إليهم..ثم تركته معها لتحضر له ضيافته بنفسها.. فولج حيث تجلس بشرفة تطل على حديقتها.. فوجدها كما تركها.. ساكنة لا تتفاعل مع من يأتيها..تنهد وتجرع ماء حنجرته كأنه يبتلع غصته ويهديء أنفعالاته فمازال تأثيرها عليه كما هو كلما رآها ينتفض قلبه رغما عنه وكأنها مرض يتملكه دون أرادة.. اقترب منها ثم أجلى صوته وهو يسألها بنبرة حانية إزيك يابلقيس!
لم تستجيب.. أو تلتفت إليه! فظل يحدثها ببضعة كلمات يبثها أمله مش هيأس إني ادعيلك في كل صلاة إنك ترجعي تاني زي ما كنتي.. حتى لو مبقاش ليه نصيب معاكي بس كفاية عندي إنك تكوني بخير!
تراقبه محتجبة خلف ستار بعيد رغما عنها استمعت لحديثه.. مازال يزيد يحتفظ بمشاعره الصافية لأبنتها ويتعذب لأجلها..ليت أبنتها أدركت قيمة عشقه وظلت تحت كنفه وله.. لكنها إرادة الخالق.. هو الأعلم بغيب الأمور..!
فتمتم بحرج خوفا أن تكون أنصتت لحديثه
تعبتي نفسك يا طنط.. أنا خلاص همشي بس حبيت اطمن على بنت عمي الأول!
منحته بتسامة حانية وهي تربت على كتفه
وماله ياحبيبي.. فيك الخير.. ومش غريب عليك الذوق والأصول يايزيد.. وأنا اكيد مش هعطلك انك تروح لأهلك بس ع الأقل تشرب العصير اللي عملته ليك بأيدي!
_ هو صحي من بدري أوي فطر مع بلقيس واطمن عليها.. وبعدين راح عندكم عشان يشوف عمك محمد
ويتناقشوا في أمور خاصة بيهم!
ابتسم على ذكر العم الغائب يااااه.. من إمتى ماشوفتش عمي محمد.. وحشني جدا..ياترى بقى شكله إيه دلوقت!
_ اللهم أمين.. وتمتم بعد إنتهائه من تناول العصير طيب هستأذن حضرتك.. وسامحيني لو ماقدرتش اعدي تاني.. انا هقضي معاهم انهاردة وهرجع القاهرة بكرة عشان شغلي!
_ ولايهمك وكتر خيرك انك عديت علينا الأول.. متعطلش نفسك يا يزيد.. وكفاية تليفوناتك الدايمة وسؤالك عننا..!
ليه بلقيس لابسة الجاكت الجلد ده في البيت.. وبعدين شكله مش بتاع عمي..
_هو فعلا مش بتاع عاصم ولا نعرف هو بتاع مين.. كل اللي اعرفه ان يوم الحاډث كان معاها والمستشفى سلمته لينا..!
أردف بحيرة غريبة طيب بردو ليه بتلبسه
_ مابترضاش حد ياخده منها يا يزيد.. اما حاولت كذا مرة اخليها تقلعه اتمسكت بيه بشدة وفضلت ترتجف وخاڤت مني وبعدت عني.. تصرفات كتير لبلقيس مش قادر افسر سببها.. منهم ارتباطها بالجاكت ده والبرفان اللي كان جواه لدرجة ان عاصم جابلها منه تاني لما لقيناها بتبص للإزازة الفاضية بحزن وكأنه زعبانة انها خلصت ..! أنا باخده وهي نايمة اغسله واحط البرفان عليه وارجعه زي ما كان جمبها بدون ما تحس!
لفحة غيرة أحړقته بلهيبها وهو شارد بحديث العمة وعيناه مسلطة على بلقيس.. أو بالأحرى على ردائها الجلدي الغريب الذي تتلمس منه الأمان..وعقله يحاول تفسير تصرفها..ماذا يعني تشبثها الغريب به.. هل تعرف صاحبه.. أيعقل أن تكون مدركة لمن يخصه هو دون غيره
_ عموما مافيش ضرر انها تفضل لابساه يا يزيد مادام ده مريحها.. يلا انت ياحبيبي متعطلش نفسك عن كده.. عارفة أجازتك قصيرة ويدوب تلحق تشبع من أهلك!
اخرجه صوت العمة من عمق شروده وتمتم
عندك حق يا طنط.. عموما هبقى اتصل اطمن عليكم.. اسيبك في رعاية الله!
_ اتفضل ياحبيبي ربنا يحفظك وسلم على الجميع!
غادرها ومازال قلبه يكابد لفحة الغيرة التي أحتلته لمجرد لمس جسدها لرداء ينتمي لشخص لا يعرفه!
تبادل يزيد مع العم العائد عناق حار متمتما بمشاعر جارفة أخيرا شوفتك ياعمي.. وحشتني