رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل السادس والعشرون
ونجاتها ثم سجن عزت وأخيرا مۏت من أذاقتها ألوانا من العڈاب بعد أن نال منها المړض.
البكاء الصامت كان رد فعل زوجته الوحيد ليأخذها رضا فوق صدره تاركا لها مساحة التعبير كما يحلو لها.
علها تفرغ أخر ما تبقي داخلها من شعورها بالظلم والقهر الذي عاشته علها تودع تلك الحقبة من تاريخها وتنساها.
_بتبكي وزعلانة عشانهم بعد اللي عملوه فيكي!
أنا مش ببكي عشانهم يا رضا ببكي لأني فرحانة إن ربنا انتقملي دار في عقلي شريط طويل وافتكرت ظلمهم وجبروتهم وطغيانهم افتكرت كل حاجة حرموني منها أنا وكلت ربنا فيهم ومخذلنيش وخدلي حقي.
لثم جبينها بحنان طاغي هامسا
دعوة المظلوم لا ترد يا أشرقت.
أومأت بقوة قائلة
الحمد لله ربنا أنصفني تعرف يا رضا أنا حاسة بإيه دلوقت
مشط قامتها بنظرة عابثة ريشة
لكزته وهي تضحك
لينتشي بعودة ضحكتها مطلقا تنهيدة حارة وهو يغمسها ثانيا بين ذراعيه هامسا
ثم ابتعد ليربت علي بطنها مستطردا فكري في حلمنا اللي جاي وازاي هنربيه.
ابتسمت بحنان وهي تشاركه سعادة اللحظة هيتربي زي ما ربيت رحمة ومازن تعرف إني في يوم من الايام اتمنيت ولادنا يبقوا زيهم.
_ ربنا يقدرنا ونربيهم أحسن كمان يلا بقا روحي اعمليلي فنجان قوة وتعالي نقعد في البالكونة شوية.
طب هشرب فنجان معاك ماشي.
_لأ.. ممنوع لحد ما تولدي أخرك تشربي لبن أو تاكلي فاكهة.
صاحت بدلال عله يتراجع عشان خاطري يا رضا نفسي فيها والله فنجان صغير خالص.
_ برضو لأ.
أبتعدت عنه متذمرة بهمهة ساخطة معترضة ليبتسم بحنان وهو يراقبها والراحة تغزوا لما وصلا إليه ثم توجه ليتوضأ ويصلي ركعتي شكر لله على استقراره وسعادته الطاغية معها داعيا الله بدوامها بينهما وعدم زوالها يوما.
صوت مرام المغموس بالفزع قاطعها ليسقط قلبها بقدميها ړعبا والفواجع تتابع عليها بشكل غريب.
إزاي ده حصل يا مرام!
أطرقت برأسها صامتة ولازالت هي نفسها لا تدري كيف حدث والأكثر غموضا هو لماذا تقدم فتاة صغيرة مثل أيتن علي الأنتحار ما الذي طرأ علي حياتها البريئة ليجعلها فريسة هذا القنوط من رحمة ربها ما الذي تخفيه الصغيرة ولا تعلمه هي شعورها بالتقصير نحوها يوخز قلبها هي وحدها المسؤولة والدها يسعي علي رزقه بدولة أخري ووالدتها سيدة شديدة الطيبة والبساطة ترعي شقيقها الأصغر المصاپ بالتوحد ويحتاج كل اهتمامها وتركيزها لذا هي وحدها المكلفة برعاية شقيقتها أيتن الكاملة ولم يزعجها هذا بل اعتبرت الصغيرة أبنتها لكنها انشغلت عنها بدراستها مؤخرا ولم تنتبه لها تستعيد الساعات الأخيرة وكيف كانت شقيقتها شاحبة الوجه لا تأكل ظنتها مريضة وطالبتها بالراحة وغابت عن البيت بضع ساعات ليأتيها أتصال والدتها الصارخ المستغيث بأن تلحق شقيقتها الغارقة بدمائها.
_ أحمدي ربنا إنك لحقتيها يا حبيبتي واتماسكي شوية عشان والدتك اللي هتقع من طولها.
استدارت نحو والدتها المنزوية تبكي لتنتقل إليها وتحتويها بعناق قائلة بخفوت مټخافيش يا ماما أيتن بخير.
رفعت العجوز عيناها تتسائل ليه أختك عملت كده يا مرام هي معاكي ليل نهار والمفروض تعرفي مالها ده أبوكي المسحول في غربته مش حارمكم من حاجة وهي بالذات كل اللي بتطلبه بتلاقيه ليه طفلة زيها ټنتحر يا بنتي فهميني.
عجزت عن إجابة ليأتي مرور الطبيب نجدة لها فتلحق به مرام سريعا أختي عاملة ايه دلوقت يا دكتور
أجابها بهدوء الحمد لله حالتها استقرت بعد نقل الدم شوية وتقدروا تاخدوها البيت.
ثم عدل من وضع عويناته قبل ان يستطرد بإهتمام إنساني
أختك محتاجة رعاية نفسية الفترة الجاية واضح إن في شيء مزعلها وانتوا لازم تعرفوه وتحلو مشكلتها وإلا أتوقع ان محاولة انتحارها مش هتكون الأخيرة.
شهقت مرام رغما عنها وحديث طبيب أجج رعبها أكثر لتحوط مودة كتفيها بعد ان سمعت معها حديثه ليسترسل الطبيب بتفهم أنا مش قصدي أخوفك يا أنسة بس بنبهك باللي لازم يحصل بعد خروجها.
جسدها الصغير راقدا بإعياء وعيناها جامدة بنظرة أعطتها عمرا يفوق عمرها الصغيرة انزلقت لحفرة هي من حفرتها لنفسها دون أن تدري أين كان عقلها وهي تجاري ذاك النذل