رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل السادس والعشرون
الأيام لسه فاكرك وانتي طفلة صغيرة بساعدك في الدروس.
_ بس أنا دلوقت مش طفلة أنا كبرت أوي يا أستاذ رفعت وقريب هتخرج وأشتغل كمان.
رغما عنها أصطبغت نبرتها ببعض الحدة ليمنحها نظرة ثاقبة محاولا استنباض ما ضايقها بحديثه وفشل بإدراكه.
ومن جديد تنعت نفسها بالحماقة وهو تحاول تغير الحديث وحضرتك أخبار شغلك ايه.
_ وقمر
بلغت منها الحماقة ما جعلها ټندم لسؤالها هذا مالها ومال طليقته لما تسأله عنها! أعتذرت سريعا أنا أسفة مش قصدي تطفل بس عرفت من نجوي أختي انها في مشكلة و
لم تجد ما تبرر به أكثر فصمتت ليرحمها هو من كل هذا قائلا والشرود يسيطر علي نظراته قبل صوته
قمر في أختبار صعب أوي عاملة زي الغريق اللي مش لاقي طوق نجاه ينجده فقدت حاجات كتير في حياتها ولو معندهاش قوة وعزيمة وإيمان كافي مش هتعدي من الأزمة ده علي خير.
أجابها ولا يزال الشرود يبتلعه وعيناه تطارد الطريق مش عارف بس لو حسيت إنها محتاجاني مش هقدر اتخلي عنها وهي بالضعف ده رغم كل شيء قمر أم أبني الوحيد.
همست سؤالها بنبرة مخټنقة بعبرة تحاول مقاومتها
يعني لو الأزمة أشتدت وحسيتها بټغرق فعلا ممكن ترجعها لعصمتك تاني.
سريعا من امتصت مقلتاها تلك الدمعة الخائڼة وهي تضحك بزيف أسفة حساسية عيني للتراب بتحطني في مواقف بايخة لدرحة اني بمشي بالقطرة المعقمة في الشنطة.
ثم توقف وهي تلوح بعيناها وابتسامة لمح رفعت بها الحزن
ثم رمقته بنظرة مودعة لا تزال مفعمة بالحزن
شكرا يا أستاذ رفعت.
صارت أمامه وغادرته داخل البناية دون أن تنتظر حديثا منه وقد استنزفها لقائها به تلك الليلة بينما وقف هو ينظر بأثرها شاردا متمعنا بالتفكير ومضات خاطفة تبرق بعقله لتفاصيل بعينها كأنها تخبره بشيء ما لكنه فشل بتفسيره رغم وضوحه هناك أمرا ما يحدث داخله تجاه تلك الفتاة أنجذابه نحوها الليلة شيء جديد عليه ما الذي يحدث له
لكنه وللعجب.. أستشعرها.
رنين الجرس المعتاد بهذا الوقت جعلها تنهض بكسل والوقت لا يزال باكر لكنها تدرك الطارق جيدا من غير الممرضة التي كلفها رفعت لترعى والدتها منذ أن غادرا المشفي وكم تحمد له صنيعه فهي غير مؤهلة لرعايتها تلك الفترة لا تزال مشوشة ضائعة لا تدري ماذا تفعل حتى تهورها مع ضرغام وټهديدها له كان أكثر حماقة وهي لا تمتلك فعليا شيء لترهيبه فقط إيصال بالمبلغ الذي أرسلته له بإرادتها لكن ربما خاف منها حقا وأعاد لها نقودها ثم يختفي من حياتها للأبد.
لا هي تستطع الخروج ولا هو سيسمح لها به.
_ صباح الخير يا مدام قمر.
أومأت للفتاة بالتحية وتركتها تتوجه لغرفة والدتها لتطعمها وتعطيها الدواء.
_ تحبي أعملك فطار دلوقت يا مدام قمر
ابتسمت لها الأخيرة بود والفتاة تعاملها بمنتهي الرفق مراعية حالتها الصحية التي لم تتعافي بالكامل
شكرا مش جعانة دلوقت أهم حاجة خدي بالك من ماما.
_ في عنية يا مدام متقلقيش.
عادت لغرفتها تتثائب وهي تنتوي استئناف نومها الذي انقطع بمجيي الفتاة ليدوي صړاخا مدويا جعلها تنتفض ړعبا مهرولة لغرفة والدتها لتدرك ما كانت تخافه ولم تعمل له حسابا لقد تركتها هي للأخري ورحلت عنها تركتها غاضبة عليها تركتها وأخر نظرة بينهما كفيلة بتعذيبها طيلة عمرها الباقي رحلت لټغرق قمر بوحدتها ويعلو مؤشر خساراتها أكثر وأكثر.
رحلت بهدوء دون ضجيج ربما أستغاثت بها ليلا ربما حاولت توديعها ولم تسعفها قدماها وخذلها صوتها المفقود رحلت وتركتها لجحيمها بهذا العالم الذي لم يعد يطاق.
ليت روحها فاضت إثر طعڼة أخيها.
لما أنقذوها وحرموها من رحمة المۏت
لمن تعيش الأن
ولما تعيش
مالك يا رضا
صوتها يعيده لواقعه بعد شروده العميق منذ مقابلته لرفعت للاطمئنان عليه فعلم منه كل ما حدث مع عائلة طليق أشرقت لا يدري هل يخبرها لتعلم كيف أقتص لها الله مما ظلموها أم يصمت ولا يتحدث بهذا الأمر معها
_ ايه يا حبيبي مش بترد ليه في حاجة حصلت
رمقها بنظرة متمعنة قليلا قبل أن يجذبها إليه برفق ويطوقها بذراعيه والصمت يسودهما برهة قبل ان يغمغم في حاجة أعتقد يهمك تعرفيها عشان قلبك يرتاح يا أشرقت عشان مرارة الظلم اللي جواكي تنتهي للأبد.
ضاقت عيناها وهي تحاول فهم مقصده لتعلنها له
أنا مش فاهمة حاجة من كلامك يا رضا تقصد ايه
ترك خصرها ليحوط وجهها براحتيه وعيناه تمدها بالقوة وهو يقص عليها كل شيءمن أول محاولة قتل قمر من أخيها