رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل الخامس والعشرون
والتوتر يغزونها وشعورها الفطري يحذرها من عواقب ما هي بصدده لكن خۏفها من غضبه ثم فقده جعلها تنقر علي ذر الإرسال بإندفاع كأنها تلقي عن كاهلها جبلا من التردد ولم تدري الصغيرة ابنة الأربعة عشر عام ان ما فعلته كان اول خطوة في جحيمها القادم وليس لها وحدها بل لأخري ليس لها ذنب فيما أقحمت به دون علم وكل ذنبها أنها استجابت لطلبها أن تري بعض قمصان النوم التي ابتاعتها والدتهما لأجل جهاز عرسها صورتها بمرح متبادل بينهما ومرام تستعرض جمالها بمرح ثم تضحك قائلة
لتعدها أيتن أنها سوف تمحي الصور متعللة أن هاتفها ليس به مساحة كافية لتئزين المزيد.
صدقتها مرام ووثقت بها.. وهي خانتها.
وعلي الطرف كان ضرغام تتجلى أسنانه الصفراء خلف ابتسامة ظفر رخيصة وقد نجح بإخضاع الصغيرة لتنفيذ مطلبه وإرسال صورا شهية لشقيقتها الكبري سال لعابه من فتنتها وهو يتفحص تفاصيلها وهنأ نفسه بفخر علي غنيمته الليلة صور گهذه تستحق الكثير الصغيرة صارت گقطعة المطاط بين يديه يشكلها ويعبث بها كيفما شاء هو يخطط وهي تنفذ على أكمل وجه كم ساذجة تلك الطفلة.
ارسلتها له الصغيرة تكاد تبكي شاعرة بفداحة ما فعلت لكن ما حيلتها وهو السبيل الوحيد لإرضاء حبيبها الغامض المتواري خلف شاشة هاتفها كلماته أضحت لها إدمان يرسم لها العالم بشكل ساحر لم تجربه من قبل لم يعشقها أحدا مثله همساته لها بقصائد الغزل فيها ترهف قلبها الأخضر وتذيبه هو يحبها وسوف ينتظرها حتي تكبر قليلا ويخطبها هكذا أخبرها هي الأن تعيش قصة حب مثل بطلة الروايات التي تدمنها هؤلاء الصغيرات التي يقعن في الحب ويحارب عشاقهن لأجل الفوز بهما ومجابهة كل العقبات للفوز بهن هي أضحت مثلهن لها فارسها المغوار.
عاتبته بكلماتها الصامتة أمال ليه هددتني تسبني وتبعد عني لو مش عملت اللي طلبته وبعدين مالك بأختي مش انت بتحبني أنا ليه طلبت أصورها
لم ترى ابتسامته الخبيثة وهو يكتب لها عشان يا أمورتي الحلوة كنت عايز اي دليل يثبت انك بتحبيني وإنك هتنفذي اي طلب اطلبه منك وهتكوني زوجة مطيعة ليا في المستقبل.
زوجة مطيعة
ليواصل أرسال كلماته الخادعة قلت اشوفك هتوافقي ولا هتزعليني بس حبيبتي نجحت في الأختبار ومش زعلت حبيبها ولعلمك انا همسح الصور اللي بعتيها دلوقت.
_ بجد هتمسحها
اللهفة سبقت حروفها وهي تسأله بفرحة ليجيبها بكلماته
طبعا يا أمورتي وأنا هحتفظ بيها ليه وأنا معايا صور حبيبتي القمر وخلاص أتأكدت من حبك وطاعتك ليا
لعلمك أنتي أجمل من أختك بكتير اوي.
أنتشت الصغيرة بسذاجة مرسلة له بجد أنا أجمل يعني دلوقت بتحبني أكتر عشان بسمع كلامك
_ طبعا يا أمورتي.
كتبت والهيام يسيطر عليها قولي يا صغيرتي زي بطلات الروايات.
تجلت أسنانه القبيحة من جديد مع ابتسامته الماكرة وهو يدرك جيدا أحتياج تلك الصغيرة الساذجة المتأثرة بعالم الروايات الزائف وأرسل لها ما روى رغبتها
صدر من الصغيرة همهمة وشت بمقدار سعادتها ليواصل ضخ كلماته هسيبك تنامي دلوقت عشان مدرستك الصبح ونتكلم بكرة في نفس المعاد سلام.. سلام يا صغيرتي.
كنتي فين يا أيتن
فزعت متباغتة من استيقاظ شقيقتها الأن وهتفت متلعثمة
كنت.. كنت.. أه كنت في الحمام.
ابتسمت مرام دون أن تلاحظ توترها بعتمة الغرفة هاتفة بعد تثائب قصير ماشي.
واستأنفت وهي تغادر فراشها الفجر خلاص قرب تعالي صلي معايا وبعدين كملي نوم.
نفور غريب غزي الصغيرة كيف تصلي بعد ما فعلته هي تعلم أنها مخطئة بما فعلت لكن تأثير حبيبها الغامض شديد وعاجزة عن مقاومته تنساق خلفه كأنه مسلوبة الإرادة وشعور الذنب يكون حصادها في كل مرة خاصتا الليلة فطرتها تدرك جيدا أنها خانت شقيقتها وانتهكت حرمتها ولا تبرير لهذا كيف تصلي
_ ايه يا أيتن مالك واقفة كده ليه بقولك صلي معايا وبعدين.
_ معلش يا أبلة مش قادرة افتح عيني ولازم ارجع انام عشان مدرستي الصبح.
ابتسمت مرام بتفهم وهي تربت علي رأسها بحنان ماشي يا حبيبتي ولو إن كان الأفضل مادام صاحية تصلي الفجر.
وتركتها وراحت تستعد للصلاة لتندس الصغيرة بفراشها والضيق يؤرقها وهي تتقلب دون راحة.
لعلمك أنتي أجمل من أختك بكتير اوي.
ليصدح صدى جملته السحرية بعقلها فارتسمت ابتسامة بلهاء فوق شفتيها راضية كل الرضا عن إطراءه الذي أشعرها أنها حقا بطلة رواية.. ها هي حظت بحبيب مثل أقرانها الذين يتفاخرون بقصصهن لقد صارت مثلهن.. لها قصتها.
_ لو سمحت مش دي غرفة مدام قمر اللي..
قاطعته العاملة التي انتهت لتوها من تغير ملاءة الفراش هاتفة أيوة يا أستاذ هي بس زملتي بتمشيها شوية برة علي ما انضف الأوضة