رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل الخامس والعشرون
أصلها زهقت من النوم ربنا يشفيهالك يا أستاذ ويطمنك عليها و
أدرك رفعت جيدا الغرض من ود تلك الفتاة ليدس كفه بجيب قميصه ويعطيها نقودا مع قوله تمام أنا هروح اشوفها.
ترجل بعض الممرات حتي وجدها أخيرا جالسة بهدوء على إحدى الأرائك الصلبة تطالع النافذة الزجاجية بشرود كبير نصف حجابها متراجع عن رأسها ذراعيها متدليان جوار صدرها مائلة بكتفها علي الجدار الأبيض نحولها جعل عظام وجهها بارزة وعيناها غائرة لتصير مع شحوبها لوحة مجسمة للإعياء و البؤس لا يدري لما أتاها ربما شهامته التي تأبى تركها وحيدة بتلك الظروف رغم أن النفور نحوها لا يزال متقدا داخل نفسه لكن ما حيلته بترتيبات القدر زفرة مثقلة ندت عنه قبل أن يقترب متخذا مجلسا جوارها بهدوء دون كلمة واحدة شعرت بأحدهم والټفت لتبغت به متعجبة من مجيئه لما أتاها ماذا يريد منها وكل خيط بينهما ذاب حتى انقطع أيعقل أن.
رمقته بنظرة لا تصدق بعد وجوده قبل أن ينطفيء بريق عيناها مكتفية بإيماءة ضعيفة گجواب لسؤاله
ليغمم رفعت قابلت الدكتور بتاعك وقال احتمال كبير تخرجي أخر الأسبوع.
لم تجيبه وهي تعود وتلتفت للنافذة كأن خبر خروجها قريبا لا يعنيها لمن تخرج وكيف سوف تعيش
شخصت عيناها وهي تتذكر زيارتها لها منذ قليل كانت غافية لم تشعر بوجودها جلست جوارها تتأملها وللعجب لم تكن مشاعر الخۏف واللهفة حاضرة بقلبها كأنها أضحت خاوية المشاعر نحو الجميع لا تهتم لأمر أحد حتى والدتها والذي أرعبها أكثر وجعلها تفر شبه مزعورة من غرفتها هو شعور الشماتة الذي غزاها وتملك منها للحظات وهي تنظر كيف أصبحت لا حول لها ولا قوة أمعقول صارت تكره حتى والدتها من تحب إذا لقد أضحت تبغض نفسها ذاتها يا ويلها من حياة تنتظرها وهي مسخ مشوه عديمة المشاعر لكل ما حولها في تلك الحياة.
صوت رفعت ينتشلها من شرودها لتنظر إليه أخيرا بنظرة طويلة قبل ان تهمس كنت عندها من شوية.
رمقها بابتسامة غير مكتملة وصمت برهة قبل ان يستأنف قوله وعزت أخوكي هتسيبيه في السجن مش هتشوفي محامي يساعده
من الجديد تشتعل مقلتاها بالحقد مغمغمة ماليش دعوة ده عقابه وهو يستحق.
_ بس ده أخوكي يا قمر.
هوي نفسها هو من رسم كل شيء بريشة كاذبة كأنها تتناسي عمدا وتنفي عن كاهلها إثمها العظيم بالسبب الحقيقي وراء ما حدث وجعل أخيها يثور كأنها لم تكن بوضع مخجل مزري جعله يفقد عقله وصوابه.
_ براحتك يا قمر اعملي اللي انتي شايفاه صح.
_ ناوية تعملي ايه بعد ما ترجعي البيت انتي ووالدتك أعتقد هتحتاج رعاية خاصة بعد اللي حصلها.
أطرقت رأسها دون ان تجد ما تقوله ليواصل رفعت
أنا ممكن اشوفلك ممرضة تساعدك في خدمة والدتك لحد ما تستردي عافيتك كاملة وتهتمي انتي بيها.
_ عايزة ارجع لأوضتي ارتاح.
هكذا وقفت بغتة لتهرب منه فوقف بدوره
محاولا البحث عن احدا يساعدها وهي تسير بخطي بطيئة متعبة ولا يستطيع مد يد العون لها لأنه محرم عليه لمسها.
_متخفش أنا قادرة أمشي لوحدي.
كأنها سمعت خواطره الصامتة لتريحه من حرجه الثقيل وصلت لغرفتها فعاونها رفعت على إحكام الغطاء عليها قبل ان يخبرها بنخوة تليق برجل مثله أعدلي حجابك يا قمر وحاولي تاخدي بالك بعد كده أنتي تقريبا مش لابساه.
ابتسامة ساخرة سيطرت عليها وكادت أن تضحك بمرارة يلومها لكشف رأسها ماذا إذا لو علم أنها أمام شيطان يختبيء خلف شاشة باردة نظراته كانت تنهشها مثل كلب جائع كلماته كانت أنصال تخدش أذنيها وروحها بما لم تسمعه من قبل علي لسان رجل تنهدت وصوت عقلها يهمس داخلها بأن كم أنت طيب القلب نقي الروح يا رفعت.
لقد أدركت بعد فوات الأوان أنك أعظم خساراتي
وچحيم ندمي الذي لن تخبؤ نيرانه.
عدلت حجابها فوق رأسها امتثالا لأمر مع تمتمتها
حاضر يا رفعت هاخد بالي بعد كده.
منحها إيماءة راضية قبل أن يهتف مستعدا للرحيل أنا همشي وأخر الأسبوع هاجي عشان اوصلك انتي و والدتك للبيت.
نظرة