الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل الثامن عشر

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

راحت تتفقد المطبخ بتمعن حولها مساحته ليست كبيرة ومع هذا شديد التنظيم والترتيب كل شئ في مكانه تذكر ان خالتها وسارة هم من رتبوا لها الاطقم التي ابتاعوها لها لم تكن حينها تهتم لما يفعلونه الجمود كان شعارها وهي تراقب مراسم قيدها الجديد بصمت أنتهت من إعداد مشروبها الساخن لوهلة ومضت بها عاطفة فطرية وهي تفكر أن تعد للصغار شئ يشربونه معها لكن تذكرت نظراتهما العدوانية نحوها فتراجعت بغضهما لها واضح لما تكبد العناء لصنع شيا لهما وهي بالاساس لا تسعى لكسب ودهما
غادرت المطبخ فلم. تجدهما حسث كانا يبدو أنهما ولجا غرفتهما تنهدت براحة و وضعت المشروب فوق الطاولة وجلست تتفقد قنوات التلفاز توقفت عند احد الافلام منتبه لحوارهما شديد العاطفة والوله فتهكمت بضميرها أي حب واي غيرة حمقاء يستحقها رجلا من إمرأته لتلك الدرجة من تحب رجلا وتمنحه كل هذه المشاعر حتما لن تجني سوى العڈاب والذل والمهانة فلتحصن قلبها مهما كانت الاغراءت. وصل لسمعها تلك اللحظة صوت المزلاج وباب شقتها يشرع اتي رضا لتوه.
السلام عليكم يا أشرقت عاملة ايه
هزت رأسها له دون كلمة والسبب ان نغزات الألم برأسها ازدادت ضراوة فسمعته يقول انا جبت شوية فاكهة ليكي انتي ورحمة ومازن وكمان وصيت وانا جاي علي اكلة سمك مشوي جاهز عشان ماتطبخيش انهاردة.
كان يتحدث غافلا عنها وهي تمسد جبهتها پألم واضح فانتبه لها مقتربا بقلق مالك يا أشرقت انتي تعبانة
لم تجيبه ليجد ملامحها تتجعد بۏجع صداع نصفي لعين فتساءل حاسه بايه اروح اجيبلك دكتور
غمغمت بخفوت لأ ده صداع نصفي بيجيلي ساعات وبيعمل فيا كده
_ طب اخدتي مسكن
_ أيوة بس معملش حاجة.
جذبها لغرفتهما ثم وجدته يغيب قليلا ليعود ومعه شئ لم تتبينه أمسك رأسها وارقدها فوق فخذه وهي مستسلمة تماما من فرط إعيائها ليهمس لها فين الۏجع بالظبط
أشارت له عن موضعه دون حديث فراح يمرر قطعة ثلج عليه بهدوء ولا تفهم ما سبب ذلك لكنها ذهلت حين استشعرت أن الألم يخف بالتدريج لم يختفي تماما لكن هدأت حدته كثيرا
_ احسن دلوقت
فتحت عينيها ليقابلها وجهه معكوسا كما لاحظت نومتها على قدمه فحاولت النهوض سريعا ليهاجمها الألم مرة أخرى فتتآوه ليهتف عليها خليكي زي ما انتي ماتتحركيش لحد ماترتاحي واصل ما يفعله وهو ينرر قطعة الثلج فوق موضع الألم متياڤل بغد برهة طمنيني في تحسن الألم هدي شوية
هزت راسها قليلا وتمتمت احسن من الاول.
ثم نظرت له وقالت انت عملت ايه ايه علاقه التلج بالصداع
ابتسم وهو يخبرها التلج بيخدر شوية مكان الألم دي حاجة معروفة
_ مكنتش اعرفها
ثم قالت عموما شكرا.
رمقها بنظرة خبيثة سبقت قوله العفو يا حبيبتي بس الشكر يبقا كده.
لتفاجأ به ينحني برأسه عليها ليطبع قبلة شديدة الرقة فوق شفتيها نهضت سريعا معتدلة لتتآوه ثاتيا من هجوم الألم ليضحك وهو يشاكسها شوفتي ربنا عمل فيكي ايه عشان مش عارفة تشكري جوزك ازأي.
صدح رنين الباب بغتة فنهض رضا قائلا ده تلاقيه أوردر السمك وصل هروح اجيبه وانتي خليكي زي ما انتي.
عاد بعد قليل شوية سمك بقا هيعجبوكي جدا انا عرفت من خالتك انه اكلتك المفضلة.
ترمقه بشرود ومن جديد تشتعل المقارنة بينه وبين من سبقه فيكتسح رضا. كل فعل يصدر منه يزعزع بروحها حفنة من المخاۏف التي تحتلها لكنه لم بنتزعها كلها لا تزال بقايا مخاوفها تقيدها وتتوقع الأسوأ دائما لن تثق ان تمنحها الدنيا السعادة دون أن تغدر بها لا داعي للإفراط في الأمل حتي لا تسقط قتيلة الخذلان. 
_ انا مش جعانة اتغدى انت واخواتك لوحديكم. 
جاات نبرتها جافة ليقترب منها محتوي كتفيها قائلا مفيش حاجة اسمها ناكل من غيرك انتي بقيتي مراتي وفي مقام اخت كبيرة لمازن ورحمة لازم نتعود نتلم كلنا ونتشارك اللقمة عشان ربنا يبارك في النعمة ثم رفع خصلات من شعرها من فوق عيناها و قال بإعجاب هو انا قولتلك قبل كده اني بحب شعرك وهو مفرود كده
زفرت بحنق وراحت تبرم خصلاته وتكوره ليضحك قائلا متهيئلي ان الصداع كده خف من شوية مكنتيش قادرة تتكلمي كلمتين وبتشاوري زي البكم.
ثم تنهد مع استطرداده الجاد أشرقت انا عارف انك لسه مش بتحبيني

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات