حكاية عائلة
مرتاحين
وأردفت تقول بعد ما عجنت لكما الحناء خفت من أن يبكي أولادي ويقولون أني لم أعد أحبهم مثلما أحبكما فعجنت لهما الحناء في إناء آخر أجابتها الفتاة تقول لها لا داعي لهذه العناية كلها يا أماه يكفينا أنك أطعمتنا واويتنا وهذا خير كثير منك
فردت عليها الغولة مستنكرة قولها أستغفر الله يا إبنتي ماذا عملت لكما كي تقولي هذا أنا لم أعمل لكما أي شيء أنتما مثل أبنائي وكم سيكون سروري لو رضيتم البقاء بيننا تعيشان مع أبنائي
فرحت الغولة بكلام الفتاة وارتاحت واطمأنت لها وتوهمت أنها قد تمكنت من خداع الفتاة وأخيها فقالت تجيبها البيت بيتكما يا أبنائي وأنا أمكما وأبنائي هم إخوانكما قالت ذلك وطلبت من الفتاة أن تمد رجلها لها مع رجلي أخيها فمدا لها الطفلان أرجلهم
تظاهرت الفتاة بالنوم وطلبت من أخيها أن يتظاهر بالنوم مثلها وما أن ذهبت الغولة إلى حجرة نومها وأطفأت السراج الذي يضوي المنزل حتى قامت الفتاة وآخذت تنزع الرماد اعن قدميها وقدمي أخيها وقامت بعدها بنزع الحناء من أقدام أبناء الغولة ووضعت لهما الرماد على أقدامهم
أبناء الغولة وبقيت الفتاة مستيقظة تراقب تصرفات الغولة بحذر شديد
عندما أيقنت الغولة متوهمة بان الأطفال قد استغرقوا في النوم قامت من مكانها خلسة وآخذت تتحسس طريقها إلى حجرة نوم الأطفال بحذر وآخذت تشم رائحة أقدامهم في الظلام للتعرف على فريستها
صباح اليوم التالي
عندما يستيقظان من نومهما ليتناول منه طفليها بقي الطفلان يرقبان في الظلام تصرفات الغولة وخوف شديد يتملكهما وبقيا متسمرين في مكانهما حتى اطمأنا إلى انشغالها في المطبخ
كلما تصورا الغولة تصنع بهما ما صنعت بطفليها وكانا اثناء سيرهما يتلفتان ورائهما بين الحين والاخر خوفا من ان تكون في إثرهما وما كادت الشمس ترسل أشعتها إلى الوادي حتى شاهدا شبح الغولة تجري وراءهما
فحاولا تسلق الصخرة مرات عديدة ولكن دون جدوى فخشيا من أن
تلحق بهما الغولة وبينما هم على هذه الحالة
نظرت الفتاة إلى أعلا الصخرة
فرات راعيا شابا يراقبهما من مكانه بصمت
فقالت له الفتاه متوسلة أرجوك ساعدنا على الطلوع لان الغولة تجري وراءنا وتريد قتلنا و آنا وأخي ثم قصت عليه ما جرى لهما مع الغولة
ألا أن الراعي الذي كان قد أعجب بجمالها ووقع في حبها اشترط