حكاية عائلة
عن مكان آخر تبيتان فيه ليلكما.
مر النهار عليهما طويلا وثقيلا ومثقلا بالهموم والأحزان وهما ينتظران غروب الشمس الذي سيحدد حياتهما ويقرر مصيرها فإما واصلا حياتهم في ذلك المكان إذا ما تغلبت الطير على چراحها لحسن التطواني و ستبقى ترعاهما وتزودهما بالطعام
وأما تغلبت الجراح عليها وأقعدتها عن المجيء وسارا في الوادي يبحثان عن مستقبلا يجهلانه وعند الغروب شاهدا في الأفق سحابة قاتمة تظهر من وراء الأفق فيئسا من مجيئها
فآخذا يسيران والخۏف يملأ نفسيهما حتى وصلا إلى شجرة كبيرة قاما بتسلقها ليحتميان بها من الوحوش وباتا طول الليل عليها وفي الصباح الباكر نزلا من على الشجرة وواصلا السير في الوادي الممتد على غير معرفة بالطريق أو بالمكان الذي سيستقران فيه
وما أن وصلا الية وطرقت الفتاة باب البيت حتى أطلت عليها امرأة عجوز محدوبة الظهر شاحبة الوجه غائرة العينين ترسلان شعاعا متقدا أخذت ترحب بهما بحرارة وهي تمسك كل واحد منهما بإحدى يديها وتجرهما ورائها إلى الداخل .
وكانت ما أن فتحت الباب وشاهدتهما حتى منت نفسها وطفليها بوجبة غذائية دسمة فخرجت وجرتهم إلى المنزل وبالغت في إكرامها مما جعل الفتاة ترتاب في أمرها
فقالت الغولة متسائلة من أين جئتما يا أبنائي وأين هم أهلكما الذين تركوكم تسيران في هذا الطريق الموحش لوحدكما
أجلسوا هنا عندي يا أبنائي فالبيت كبير وخير الله واسع عيشوا مع أبنائي وسأعتبر أن الله رزقني أربعة أطفال بدلا من الاثنين
كانت الغولة تقدم لهما عرضها السخي بإقامتهما مع طفليها في بيتها وهي تتشوق لهبوط الظلام لكي تبدأ في مداعبتهما
مع أطفالها ومسامرتهم معا ليناموا مبكرين لتقوم بقټلهم
إلا أن الخۏف بقي يساورها من حدوث التباس لديها يجعلها لا تميز بين الطفلين العابرين وبين طفليها المتقاربين في أعمارهم فتقوم پقتل أبنائها بدلا منهما خاصة والأربعة ينامون معا بدأت تحدث نفسها لابد من وضع علامة تميز بينهم قبل أن يناموا لأتعرف على الطفلين في الظلام
حدثت بذلك لنفسها وقامت تبحث عن العلامات التي ستضعها على الطفلين لتميزهما عن طفليها واستقر رأيها على وضع الحناء على أقدام أبنائها ووضع الرماد أقدام الطفلين الغربيين
ثم أحضرت إنائين رابت في أحدهما حنا ورابت في الآخر الرماد وحملتهما إلى مكان الأطفال فقالت الغولة تخاطب الفتاة كم رق قلبي لكما وتأثرت نفسي لحالتكما
ولا شك أن طول
الطريق وكثرة المشي قد آلم بإقدامكما لذا فقد عجنت لكما حنا لأطلي بهما أقدامكما فالحناء سيمتص آلامها وسيجعلكما تنامان