الأربعاء 27 نوفمبر 2024

قطة في عرين الأسد للكاتبة سمرة

انت في الصفحة 43 من 76 صفحات

موقع أيام نيوز

رآه .. أطبق مراد بقبضتيه على ملابسه ونزعه من الكرسي نزعا ولكمه الى ان سقط ارضا .. قال حامد للسكرتيرة بفزع 
اطلبي السيكيوريتى بس ........
لم يكمل كلامه فقد أوقفته لكمة أخرى من مراد جعلت الډماء ټنفجر من فمه وأنفه لتسيل على ملابسه .. لم يكد يفيق من اللكمة حتى أعقبه مراد بالأخرى وأطبق على ملابسه ليسدد له ركله بركبته اليسرى فى بطنه جعلت حامد يحبس أنفاسه من شدة الألم ويسقط أرضا أمام قدمى مراد .. قال مراد وهو يقبض بأصابعه على شعره ويرفع رأسه 
بتتعدى على أختى يا تييييييييييييييييت فاكرنى هسكتلك .. ليه مش شايفني راجل أدامك .. ده أنا هموتك بايدي .. أنا هربيك يا تيييييييييييييت من أول وجديد
أعقب كلامه بلكمة اخرى ألقت ب حامد على الارض فى وضع الجنين وهو لا يقوى حتى على الصړاخ من شدة الألم كان يتنفس بصعوبة وبجواره بركة من الډماء التى اتفجرت من فمه بعدما فقد بعضا من أسنانه .. اخذ مراد يكيل له الركلات حتى حضر السيكيوريتي وأبعدوا مراد عنه بالقوة .. خلص مراد نفسه من قبضتهم ثم اقترب من حامد وصړخ قائلا 
والله ما هسيبك يا تيييييييييييييييت .. وهطلع حالا اعملك محضر فى القسم
حاول رجلى الأمن مساعدة حامد واتصل أحدهما بالإسعاف أما مراد ثم توجه الى المكتب وحمل حاسوبه وألقاه أرضا وحطمه تحطيما ثم أخذ هاتفته الموضوع على مكتبه واخرج الميمورى ثم ألقى بالهاتف من النافذة ليسقطت متهشما على الأسفلت بعدما عبرت احدى السيارات فوقه
الټفت أحد رجال الأمن يحاول الإمساك ب مراد فصړخ

به مراد قائلا 
هتعمل ايه هتسلمنى للبوليس انا اصلا اللى رايح أبلغ دلوقتى عن التييييييييييييييت ده وهقول فى المحضر انى ضړبته
نظر رجل الأمن الى مراد بشئ من القلق .. فقد كانت من الواضح من فرق الطول والحجم أنه إن دخل مع مراد فى معركة فسيخرج وحاله ليس بأفضل من حامد .. نزع مراد نفسه من يده وخرج من الشركة التى كانت خالية من الموظفين فى مثل هذا الوقت.
روعة يا سامر
ابتسم لها معانقا اياها وقال 
ده مكانى المفضل باخده واطلع بيه وانسى الدنيا كلها
ابتسمت قائله 
حلو اوى بجد
أعاد ترتيب خصلات شعرها التى عبثت بها الرياح ونظر اليها قائلا بهيام 
هاا ايه رايك .. أجيب صحابي 
بدا عليه التردد فحثها قائلا 
حابب ان المكان ده هو اللى يكون شاهد على حبنا .. وعلى جوازى منك يا سهى
صمتت والحيرة والتردد فى عينيها فقال لها هامسا 
انا بحبك اوى ومقدرش أعيش من غيرك .. احنا خلاص بقينا روح واحدة يا سهى ومش ممكن نبعد عن بعض أبدا .. يا ترى انتى بتحبينى زى ما بحبك 
أومات برأسها قائله 
طبعا بحبك يا سامر
قبل يدها وأخرج هاتفه واتصل بصديقين له ثم الټفت اليها قائلا 
حالا وهيكونوا هنا
وبالفعل كما لو كان قد اتفق معهما مسبقا .. لم يمضى الكثير من الوقت حتى أتى صديقاه .. ليشهدان على ما أسموه زواجا .. وتركا الإثنين لينعمان بليلتهما الأولى فى هذا الزواج الباطل والذى افتقد شرطين مهمين من شروط الزواج الصحيح .. الشرط الاول هو الاشهار بين الناس والذى لم يتحقق فى هذا الزواج السري الذى اخفياه عن أعين الجميع .. وأما الشرط الثاني هو اذن الولى .. فلا يجوز للمرأة ان تزوج نفسها بنفسها فلابد لها من ولى كأب أو أخ أو
عم أو خال حتى ولو كانت المرأة بالغة .. فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل كررها ثلاث مرات .. وقال الله عز وجل فى سورة النساء فانكحوهن بإذن أهلهن .. لم يكن الشيطان ثالثهما فحسب .. بل كان الشيطان
متوغلا فى أعماق كل منهما يزين لهما المعصية فتتحول الڼار الى جنة .. والخطأ الى صواب .. والحرام الى حلال .. والقذرارة الى لذة
أوقف مراد السيارة أمام قسم الشرطة تحت انظار مريم التى أخذت تنظر الى ملابسه الممزقة الدامية وهى لا تدرى اهذه دمائه أم دماء حامد .. كانت تشعر بالفزع لكنها خشيت الحديث معه وهو فى هذه الحاله .. خرج من السيارة دون أن يلتفت اليها وأحكم اغلاق السيارة .. ظلت قابعه فى السيارة لأكثر من ساعة الى أن رأته يعود أدراجه بعدما قدم البلاغ .. سار بالسيارة فى صمت .. التفتت تنظر اليه بدا أهدأ وان كانت مازالت علامات الڠضب على وجهه .. توقف بالسيارة فى مكان خالى تجهله .. ساد الصمت .. لم تحاول قطع هذا الصمت .. نزل من السيارة ووقف يستند على مقدمتها وقد أولاها ظهره .. تركته لفترة طويلة واقفا هكذا .. ثم نزلت من السيارة وتقدمت منه ببطء وحذر .. وقفت بجواره .. ثم قالت بصوت هادئ 
انت كويس
لم يجيبها ولم يلتفت اليها .. فقالت 
ممكن لو سمحت موبايلك أطمنهم علينا زمانهم قلقانين
بدا وكأنه لم يسمعها .. ثم بعد لحظات .. أخرج هاتفه من جيبه وأعطاه لها دون أن ينظر اليها .. أخذت الهاتف وبحثت فى سجل المكلمات الصادرة فقد تذكرت انه اتصل ب سارة وهو على الطريق .. ثم ابتعدت قليلا واتصلت بها 
أيوة يا سارة
................
أنا معاه
................
ايوة كويس
.................
راح للراجل ده وبعدين راح القسم قدم بلاغ
................
طيب ماشى لو فى جديد هبلغكوا .. بس طمنى طنط ناهد زمانها قلقانه
................
ماشى .. مع السلامة
أنهت مريم المكالمة وعادت ل مراد مدت يدها بالهاتف .. فلم يلتفت اليها .. أعادت يدها الممدودة وهى تتطلع اليه .. كانت تعلم بأنه يشعر بشعور قاسى للغاية .. صډمته فى تصرفات أخته و فى تصرفات هذا الرجل الذى يقول أنه صديق مراد .. بالتاكيد لم يكن ليتخيل ان يصدر منه شئ كهذا .. ثم خوفه وفزعه على اخته وما كان سيحدث لها لولا ان نجاها الله وحفظها .. ظلت واقفه بجواره ساكنه للحظات .. ثم تركته وعادت الى السيارة وهى تشعر بالوهن والإرهاق من تلك الاحداث المتلاحقة .. امضى عدة دقائق واقفا ساكنا .. ثم رأته يلتف ويركب بجوارها .. ظنت بأنه سينطلق بالسيارة .. لكنه نظر اليها وتطلع الى ملابسها قائلا بصوت هادئ 
انت ازاى خرجتى كدة 
نظرت مريم بإضطراب

الى ملابسها .. فقد كانت ترتدى عباءة استقبال داكنة اللون .. تصلح لأن ترتديها أمام الناس لولا أنها مخصرة قليلا فأبرزت القليل من تفاصيل ج سدها الأنث وى .. قالت بتوتر 
دى عباية .. يعني فى ناس بتلبسها عادى
قاطعها مراد قائلا 
ضيقة متخرجيش بيها تانى
تلاقت نظراتهما .. لمحت نظرة غريبة فى عيناه لم تألفها من قبل .. أشاحت بوجهها بسرعة وهى تشعر بقلبها تتعالى دقاته .. فعل المثل وأشاح بوجهه ونظر أمامه وانطلق فى طريقه الى البيت.
الحلقة الثامنة عشر.
ضيقة متخرجيش بيها تانى
تلاقت نظرات هما .. لمحت نظرة غريبة فى عيناه لم تألفها من قبل .. أشاحت بوجهها بسرعة وهى تشعر بقل بها تتعالى دقاته .. فعل المثل وأشاح بوجهه ونظر أمامه وانطلق فى طريقه الى البيت.
سبقته الى الداخل .. استقبلتها ناهد قائله بلهفه 
ايه اللى حصل يا مريم
قالت مريم وقد بدا عليها الإرهاق 
تعالى نطلع فوق يا طنط وهحكيلك انتى والبنات
دخل مراد البيت ودون أن يتفوه بكلمة دخل مكتبه وأغلق الباب خلفه .. صعدتا الى غرفة نرمين حيث كانت سارة جالسة بجوارها على الفراش .. قالت نرمين بلهفه 
ايه اللى
حصل يا مريم
جلست مريم على أحد المقاعد وقالت 
خرج من هنا وهو تعصب جدا كنت خاېفة يتهور أو يعمل حاجة غلط .. معرفش لقيت نفسي بجرى وراه وبركب معاه العربية .. راح للراجل ورجع بعد فترة وهدومة مبهدلة وعليها ډم بس أعتقد ده ډم الراجل مش دمه هو
حثتها ناهد قائله 
هااا وبعدين
قالت مريم 
راح بعدها القسم يعني أكيد قدم بلاغ فيه
قالت ناهد بحرقه 
حسبي الله ونعم الوكيل فيه .. أنا مش عارفه مراد عرف الأشكال دى منين
قالت سارة 
ما هو يا ماما الراجل ده يبان محترم وابن ناس ..مراد هيعرف منين يعني ان أخلاقه كده .. أنا واثقه لو مراد كان عرف مكنش اتعامل معاه أبدا
التفتت ناهد الى نرمين قائله بأسى 
آخر حاجه كنت أتوقعها يا نرمين هى انك تعملى كده وتخونى ثقتنا فيكي بالشكل ده
اڼفجرت نرمين باكية وهى تقول 
والله معرفش عملت كده ازاى .. أنا فعلا غلطت جامد .. عشان خاطرى متزعليش منى يا ماما مش هيبقى انتى كمان كفايه مراد
اقتربت منها ناهد وأخذته قائله 
المهم انك تكونى عرفتى غلطتك يا نرمين ومهما حصل متكرريهاش تانى أبدا .. أنا عارفه ان مراد شديد عليكوا بس ده لمصلحتكوا يا بنتى .. الدنيا معدتش أمان .. ودلوقتى متقدريش تميزى بسهولة بين الكويس والۏحش .. ربنا يحفظكوا يا بنتى انتوا وبنات السلمين
رفعت نرمين رأسها وقالت بأعين دامعه 
مراد عمره ما هيسامحنى أبدا
ربتت ناهد على رأسها وهى تقول 
اصبري عليه اكيد اللى حصل مكنش سهل عليه
قامت مريم لتتوجه الى غرفة مراد .. ما كادت تدخل الغرفة حتى انتبهت أنها مازالت تحمل هاتف مراد فى يدها .. فتركته فوق الكودينو .. ودخلت لتأخذ دشا علها تريح أعصابها قليلا .. خرجت وهى تفكر فى الأحداث التلاحقة التى حدثت فى اليومين الماضيين .. توقفت أمام هاتف مراد الذى يضئ ويطفئ فى صمت .. ترددت للحظة ثم أمسكته وتوجهت الى الأسفل .. طرقت الباب بهدوء .. لم تسمع صوتا .. همت بالمغادرة عندما فتح الباب .. نظرت اليه كانت تبدو علامات التعب واضحة جلية على وجهه .. وكأن هما كبيرا يؤرقه .. قالت بصوت خاڤت وهى تمد يدها بالهاتف 
موبايلك
أخذه مراد منها وقال وهو يفسح لها الطريق 
ادخلى عايزك
توجست خيفه ودخلت وهى تشعر بالتوتر .. سبقها وجلس الى أحد الأرائك آمرا اياها أن تغلق الباب .. فعلت فأشار لها بالجلوس على مقعد أمامه ففعلت وهى تشعر بالتوتر .. نظر اليها قائله 
عايز أسمع منك اللى حصل بالتفصيل
قالت مريم 
نرمين قالت كل حاجه
قال بحزم 
عايز أسمع منك انتى
تحدثت مريم وروت له كل ما حدث وكل ما أخبرتها به نرمين .. ساد الصمت بينهما الى أن قال 
انتى واثقه انه معملهاش حاجه
قالت مريم بسرعة 
أيوة واثقه أنا كنت شيفاهم من فوق .. وأول ما لقيتها خرجت من الفيلا وبتفتح باب العربية نزلت جري .. وأول ما خرجت من البوابة شوفته وهو بيخدرها وساعتها جريت وقفت أدام العربية وصړخت لحد ما فى اتنين كانوا ماشيين ساعدونى
كان مراد يستمع اليها وهو يمعن النظر اليها .. ثم قال وكأنه يلوم نفسه 
دى غلطتى انى مش حاطط سيكيوريتي
42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 76 صفحات