الأربعاء 27 نوفمبر 2024

قطة في عرين الأسد للكاتبة سمرة

انت في الصفحة 42 من 76 صفحات

موقع أيام نيوز

.. كان شابا فى الخامسة والعشرين متوسط الطول ابيض البشرة ذو عينين رمادتين .. قالت له مريم 
عايزين بس نطمن عليها لانها تعبت شوية واغمى عليها
نظر أحمد الى نرمين التى يبدو عليها آثار البكاء فشرحت له مريم قائله 
هى زعلانه على مۏت عمتها الله يرحمها
أجهشت نرمين فى بكاء حار فجلست مريم بجوارها وعانقتها .. فقال أحمد 
متقلقيش هى بس تريح نفسها وتاخد الدوا ده وان شاء الله هترتاح كتير
أخذت مريم منه الروشته وشكرته .. فقال 
هو مراد لسه فى الصعيد مش كدة
أومأت برأسها فقال 
لو تحبوا أستنى معاكوا هنا .. لولا ان ماما تعبانه ونايمة فى السرير كنت كلمتها تيجي تعد معاكوا
قالت مريم بسرعة 
لا مفيش داعى وكمان بلاش تقلق طنط .. هى نرمين شوية وهتبقى كويسة
أومأ برأسه ونظر الى نرمين بقلق ثم قال 
طيب لو احتجتونى فى أى وقت كلمونى
قالت مريم 
شكرا
أوصلته للبوابة وأغلقتها خلفه جيدا .. وعادت الى نرمين .. كانت سارة بجوارها جلست مريم أمام نرمين وهما يتبادلان النظرات .. قالت مريم بهدوء 
احكيلى اللى حصل بالظبط
نظرت اليها نرمين قائله بصوت مضطرب 
انتى شوفتيني 
قالت مريم 
كنت واقفة فى البلكونة وشوفتك وانتى خارجة من البوابة ولقيتك بتركبي العربية معاه جريت ساعتها عشان أشوف مين ده اللى خرجتي تركبي معاه ومن غير ما تقولى لحد انك خارجة .. اول ما خرجت من البوابة شوفته وهو بيخدرك فجريت على العربية واعدت اصړخ لحد ما اتنين كانوا مشيين جم وساعتها هو خاف ورماكى من العربية
شهقت سارة وهى تقول 
الكلام ده صح يا نرمين 
اجهشت نرمين فى البكاء وهى تقول 
انا فى مصېبة .. مراد هيقتلنى
جلست مريم بجواها وعانقها قائله 
حبيبتى اهدى واحكيلى كل حاجة عشان نقدر نتصرف
قصت عليهما نرمين كل شئ بالتفصيل من اول مكالمات حامد وخروجها معه الى ابتزازه لها بالصور .. ثم أضافت باكية 
والله العظيم اللى فى الصور ده محصلش .. انا معرفش هو ازاى عمل كدة
قالت مريم بإهتمام 
وريني الصور كدة
قالت نرمين 
مسحتها
ثم قالت فجاة 
لأ استنى آخر صورة اللى بعتهالى النهاردة ممسحتهاش
أخذت مريم تنظر الى الصورة جيدا بنظرات خبيرة ثم قالت بحزم 
على فكرة واضح جدا انها متفبركة ده شغل فوتوشوب وشغل هواه كمان مش بروفيشنال
قالت نرمين وقد شعرت بالأمل 
بجد يعني واضح انها مش حقيقية 
قالت مريم بثقه
ايوة لو دققتى فيها هتعرفى انها مش طبيعية .. وكمان انتى

نسيتى ان أنا ديزاينر يعني اقدر بسهولة اميز الفرق بين الصورة الأصلى واللى داخل عليها تعديلات
قالت نرمين باسى 
بس مراد لو شافها مستحيل يصدق انها متعدلة
قالت مريم بحزم 
انتى ليه فكرتى بالشكل ده يا نرمين .. ليه فكرتى انه هيقتلك وليه فكرتى انه مش هيصدق .. أظن اخوكى عارفك كويس وعارف اخلاقك .. ايوة انتى غلطتى وكان المفروض تعترفى بالغلط ده بدل ما تصلحى الغلط بغلط اكبر .. الراجل ده كان هيفضل يبتزك طول عمرك ومكنش هيقف عند حده أبدا .. عارفه ليه .. لانه عرف واتأكد انك ضعيفة وجبانة ونقطة ضعفك هى خۏفك من أخوكى .. عشان كدة قدر يستغل نقطة ضعفك دى كويس .. أما لو كنتى من البداية لما عرفتى انك غلطتى جيتى ل مراد واعترفتيله بكل حاجة مكنش الراجل ده قدر يبتزك وكان مراد قدر يوقفه عند حده .. لكن للاسف انتى بضعفك وبخوفك سمحتيله انه يتحكم فيكي .. الحل كان فى انك تعترفى بغلطك وستتحملى عقاپ اخوكى ساعتها .. كان الموضوع هيكون أسهل بكتير أوى من كل اللى حصل ده ..
قالت نرمين بأسى 
انا كنت خاېفة .. كنت خاېفة مراد يعرف
قالت مريم بحزم 
وخۏفك ده خلاه يتحكم فيكي أكتر وطلباته تزيد أكتر وخلاكى تسرقى ملف من مكتب اخوكى وخلاكى تروحى تقابليه أدام الفيلا وتركبي جمبه فى العربية .. وأظن انتى عرفتى دلوقتى ايه اللى كان ناوى يعمله .. ولو كان ده حصل كان هيفضل برده يبتزك لانه عرف انك ضعيفة وهتخافى تحكى لاخوكى وكنتى هتفضلى فى الدوامة دى طول عمرك .. يبأه ايه الأسهل .. انك تعترفى بغلط صغير وتتحملى عقابلك عليه .. ولا تتمادى وتصلحى كل غلطة بغلطة أكبر وأكبر وتضيعي نفسك وحياتك وتسمحى لواحد حقېر زى دة انه يتحكم فيكي 
قالت سارة بقلق 
طيب والحل دلوقتى
قالت مريم بحزم 
لازم اخوكوا يعرف .. محدش هيوقفوا عند حده غيره
قالت نرمين باكية 
طيب نحاول نحل الموضوع مع بعض وانتى يا مريم ممكن تتصلى ب حامد وتهدديه
قالت مريم بصرامة 
اللى زى ده عايز راجل يقفله .. لو أنا اتصلت هيعرف ان أنا كمان خاېفة من مراد .. وهيعرف انه قدر ېلمس نقطة ضعفنا كلنا .. ومستحيل هيتراجع .. وحتى لو تراجع .. اللى زى ده لازم يتربى .. لازم يعرف ان مش من الساهل انه يتعدى على حرمة غيره .. مينفعش واحد زى ده نسكت عليه .. لازم يتربي ويتعلم الادب
نظرت الى نرمين قائله 
نامى دلوقتى وبكرة لما مراد ييجى انتى بنفسك هتحكيله كل حاجه
قالت نرمين بضعف 
مش هقدر احكيله .. قوليله انتى يا مريم
نظرت اليها مريم وقالت بإصرار 
لا يا نرمين انتى اللى هتحكيله .. يسمع منك احسن ما يسمع منى أو من أى حد تانى
دثرتها مريم وبقيت بجوارها الى ان نامت .. ودخلت غرفة مراد وهى تفكر فى هذا المأذق الذى وقعت فيه نرمين .
فى اليوم التالى اتصل مراد ب سارة ليخبرها بأنه و ناهد فى طريقه الى القاهرة .. ظلت نرمين تبكى طوال الوقت وسارة و مريم بجوارها يهدؤنها .. انتفضت بفزع عندما سمعت صوت سيارة مراد .. نزلت مريم وفتحت البوابة التى تغلقها طول الوقت بإحكام .. توقف مراد بسيارته ونظر اليها قائلا 
قافلين البوابة بالنهار ليه
قالت مريم وهى تتحاشى النظر اليه 
عادى
سبقها مراد بسيارته التى اوقفها أمام باب الفيلا نزلت ناهد وسلمت عليها مريم قال مراد وهو يعود لركوب سيارته 
انا راجع المكتب يا ماما
لفت مريم بسرعة حول السيارة وقالت له 
لا .. لو سمحت فى حاجه لازم نتكلم فيها
تركتهما ناهد يتحدثان معا وصعدت الى غرفتها .. نظر اليها مراد بقلق وقال 
فى ايه
بلعت مريم ريقها بصعوبة كانت تخشى تلك المواجهة ولكنها تعلم أنها شئ لابد منه .. قالت بهدوء 
ممكن نتكلم فى مكتبك لو سمحت
نزل مراد من السيارة وهو يرمقها بنظرات متفحصه
.. سبقها الى المكتب فقالت 
ثوانى وراجعه
لم يتكلم مراد بل سدد اليها نظرات تريد اختراقها لتصل الى معرفة ما يحدث .. صعدت مريم الى غرفة نرمين وقالت 
يلا يا نرمين .. أخوكى مستنينا فى المكتب
قالت نرمين بفزع 
قولتيله حاجه
قالت مريم وهى تنظر اليها بشفقة 
لا يا حبيبتى قولتلك الاحسن انتى اللى تحكيله بنفسك
امسكتها من يدها وسحبتها ورائها .. كانت نرمين تشعر بأن قبلها على وشك التوقف من شدة الړعب .. دخلتا الى غرفة المكتب وأغلقته مريم خلفها .. نظرت مريم الى مراد الذى وقف وقد شبك يديه خلف ظهره وأخذ ينقل نظره بينهما فشعرت بالړعب هى الاخرى وعذرت نرمين فى خۏفها .. لم تعد قدما نرمين قادرتان على حملها فجلست .. قال مراد بصرامة 
فى ايه .. ايه اللى بيحصل بالظبط
اقتربت منه مريم وقالت بهدوء وهى تحاول أن تخفى توترها 
نرمين عايزة تقولك حاجه .. بس لو سمحت خليك هادى واسمع كل كلامها للآخر .. هى هتحكيلك بنفسها .. يعني محدش فتنلك عليها

.. لا .. هى اللى جتلك تتكلم بنفسها
التفتت مريم لتنصرف فنادتها نرمين قائله بصوت باكى 
لا يا مريم عشان خاطرى متمشيش
اعادت مريم ادراجها .. نظر مراد الى نرمين وقال بقلق 
فى ايه يا نرمين
نظرت نرمين الى مريم التى أومات برأسها تشجعها على الكلام .. فاخذت نفسا عميقا وهى تحاول التماسك .. واخذت تقص عليه كل شئ بصوت مرتجف مبحوح من كثرة البكاء .. انتهت من كلامها وران الصمت فى الغرفة لا يسمع فيها الا صوت عقارب ساعة الحائط .. ما هى الا لحظات من السكون قبل أن تهب العاصفة .. صاح مراد وهو يمسكها من ذراعها ليوقفها بقوة 
بتقولى ايه .. ايه اللى انتى بتقوليه ده
اسرعت مريم تحاول نزع ذراعها من يده وهى تقول بلهفه 
براحة عليا .. هى غلطت ومعترفه بده وجت حكيتلك بنفسها
بدا وكأن مراد لم يسمع كلمة مما قالتها مريم واشتدت قبضته على ذراع نرمين الى ان صړخت وبكت من الألم وهو ېصرخ قائلا 
دى التربية اللى انت اتربتيها .. دى الاخلاق اللى علمنهالك .. مش مكفيكى مقابلتك له راحه كمان تركبي معاه العربية .. افرضى كان قدر الحقېر ده انه يخطفك .. عارفه كان هيحصل فيكي ايه يا نرمين
بدا وكأنه سيهم بضربها .. بكت مريم وهى تحاول تخليصها من قبضته وهى تقول 
مراد لا يا مراد عشان خاطرى .. هى غلطت بس عشان خاطرى متضربهاش .. هى جت اعترفتلك هى لو كانت وحشة مكنتش اتكلمت .. سيبها بأه عشان خاطرى
كانت نيران الڠضب تشتعل داخل عيناه ..دفعته مريم بقدر ما استطاعت وخلصت نرمين من قبضته وقالت لها بلهفه 
بسرعة اطلعى على أوضتك
خرجت نرمين مسرعة وهى تبكى استقبلتها سارة بالخارج وأصعدتها الى غرفتها .. وقفت مراد وبدا وكأنه يوشك على الفتك بشخص ما .. قالت له مريم وهى تتحدث بسرعة 
فكر قبل ما تعمل اى حاجه .. ما تأذيش نفسك مامتك واخواتك ملهمش غيرك .. لو اشتكيته انا هشهد عليه ودول كذا قضية فى بعض خطڤ وابتزاز يعني هيورح فى داهية ان شاء الله
بدا وكأنه لم يسمع كلمة مما قالت .. كانت تعبيرات وجهه تشع ڠضبا ويضم قبضتى يده بقوة .. ثم خرج مسرعا متوجها للخارج .. شعرت مريم بالفزع .. خشت أن يتهور وېقتل حامد .. أسرعت خلفه بعدما أخذت طرحة لها كانت تركتها فى غرفة الجلوس لفت بها شعرها ونزلت مسرعة وفتحت باب السيارة وركبت بسرعة قبل أن ينطلق .. كانت عيناه تشعان ڠضبا بدا وكأنه لا يشعر حتى بوجودها معه .. خرج من البوابه وانطلق بسيارته كالسهم .. توقف بالسيارة أمام شركة حامد هم بالنزول فامسكته مريم من ذراعه قائله 
فكر قبل ما تعمل اى حاجه ټندم عليها
نظر اليها وبدا وكأنه يريد الفتك بها وصړخ فيها پغضب 
اخرسى خالص .. ومتتحركيش من العربية .. لو نزلتى منها هموتك
خرج مراد من السيارة بعدما أحكم اغلاق ابوابها ..
ظلت مريم تدعو وتستغفر ربها .. وهى تشعر بالقلق والخۏف
صعد مراد الى الشركة وتوجه الى مكتب حامد كالثور الهائج الذى لا يستطيع أي شئ ايقافه .. قامت السكرتيرة تقول 
لو سمحت يا فندم .. ساعات العمل النهاردة انتهت
لم يتلفت اليها مراد بل لم يسمعها اصلا اقتحم مكتب حامد الذى فزع عندما
41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 76 صفحات