رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء العاشر
لا تراه سوى أحداق القلوب..وهي تراه جيدا..حاجز يمنع قربه بالصورة التي تتمناها..كانت تظنه سيصارحها أنه غار عليها..فلو كانت مكانه لاحټرقت غيرة.. لكن هو ليس مثلها..كل تصرفاته يزنها العقل.. بينما مكيالها الوحيد عاطفتها القوية نحوه..تصارحه حين تشتاق وتعترف حين تغار وهو گبئر عميق ظلامه غطيس وغامض!
نفضت أفكارها البائسة وأجلت صوتها هاتفة دون حماس أنا تقريبا وصلت لبيت عمو راغب.. هكلمك لما اخرج من عنده.. سلام!
شيء يجعله يتقدم تجاهها بحذر شديد!
وصلت لباب شقته وطرقته منتظرة بلهفة ان يطل عليها بوجهه الطيب وعيناه الحنونة..وانفرج الباب لتظهر ابنته بوجه هاديء سرعان ما تغير لذهول هاتفة بلقيس هانم! مش معقول!
_الحمد لله بخير خصوصا لما شوفتك
ثم استطردت باحراج أسفة سايباكى واقفة على الباب..اتفضلى ولو ان البيت مش قد المقام بس
قاطعتها بعتاب هزعل منك يا مى..
ثم تسائلت وعيناها تبحث عنه فين عمو راغب
تغبرت ملامح الاولى ببعض الحزن..فتوجست بلقيس
ساكتة ليه يا مى و فين عايزة اشوفه!
غمغم بصوت متهدج غير مصدق انها أمامه بلقيس هانم انتى بخير بقيتى تتكلمى خلاص
تمتم بابتسامة رضا
_من فترة طويلة والحمد لله على كل حال..اتأقلمت على حالى وعايش..ومى مش مقصرة معايا ربنا يبارك فيها..ثم قال بصوت غافته البهجة بعض الشيء مش مى بنتي اتخطبت
_بجد ألف مبروك يا مي ربنا يسعدك
_الله يبارك فيكى حبيبتى!
العم راغب ماصدقتش لما مى جابتلى صورة من خطوبتك..وقتها دعيتلك من قلبى بالسعادة وتمام الشفا
همست بامتنان وربنا استجابلك يا عمو راغب..وادينى جيت اشوفك قبل مانرجع القاهرة
_تقدر تقول هبقى بين هنا وهناك لأنى ناوية اشتغل مع بابا وكمان خطيبى مستقر في القاهرة!
تمتم بمحبة ربنا يوفقك ويسعدك فين ماتكونى..واوعدينى منين ماتزوري المنصورة تطلى على عمك العجوز..انا خلاص مبقتش اقدر اتحرك زي زمان!
_أكيد كل اما اجي هزورك..وبكره تخف وتبقى كويس..ربنا قادر يشفيك وترجع زي ما كنت واحسن!
ابتسم لها الحمد لله يابنتى انا شاكر ربنا على فضله..وكفاية انى شوفتك تانى بخير..
ربنا يبعد عن ولاد وبنات الحړام!
رددت دعوته بعقلها متعجبة من دقتها..وكأنه يعلم من نالها الآذى على يداهم! ابتسمت وقالت ماتتصورش دعوتك دي ازاى لمستنى ياعمو..اللى آذونى كانوا ولاد شياطين مش بس ولاد حرام!
_ماهو الآذية مابتجيش غير منهم..شياطين الإنس..ربنا يحميكى منهم يابنتى..!
_اللهم امين!
واستطردت انا مضطرة اسيبك دلوقت لان راجعة مع بابا وماما القاهرة..وأكيد هزورك تاني!
_ وانا منتظرك!
_عشان خاطرى لو احتاجت حاجة عرفنى!
_والله يابنتى والدك وعمك ما قصروا معايا..ولا ناسينى..ومش عارف اودى افضالهم فين!
_اوعى تقول كده ده حقك..انت غالى علينا اوى!
_تعيشى ياست البنات!
بعد اسبوعان!
رمضان جري بسرعة ..بس تفتكرى يا دره الليلة ليلة القدر معرفش ليه حاسس بكده!
_ مش بعيد..اى ليلة فردية ممكن تكون ليلة القدر..ربنا يبلغنا اياها ويتقبل دعواتنا ..وكل سنة وانت طيب ياعاصم!
_وانتى بالصحة والسلامة..! هما الجماعة راحوا فين
_ بيشتروا حاجات للعيد....وكريمة وعبير معاهم عشان بعدها هيروحوا السيدة زينب!
_ليه هيروحوا السيدة
_ زمزم نفسها تروح هناك بابنها وتشوف أجواء السيدة اللي كانت بتسمع عنها..وقالت فرصة قبل ما رمضان يخلص ومعاها محمود وعبير..وكريمة راحت عشان تكون معاهم لما انا قولتلهم مش هقدر اخرج معاكم
_وانتى ماروحتيش ليه
_ انا ورايا حاجات عايزة اعملها وهما مش هيتأخروا
وواصلت هو يوم سبعة وعشرين الفطار في مطعم ظافر
_ايوة هو عزم الكل..بصراحة والدته اتصلت بكل اخواتى ومهتمة جدا كلنا نتجمع..!
_ طب و استاذ ناجى وفدوة وولادهم مش هيقضوا العيد معانا هنا فدوة كده هتكون لوحدها من غير اختها..!
_الحقيقة الولد ذوق جدا.. أتصل بناجي وعزمه بنفسه هو وأسرته كلها
صاحت بفخر ماشاء الله عليه مايفوتوش الواجب ابدا.. تعرف ياعاصم.. ظافر ده هو دعوتي لبنتي.. فاكر لما كنت بقولك سيب الدنيا تمشى لوحدها معذور ومش تحيز والله..بس هو يلاقى زي بنتىمال وجمال وتعليم وذكاء و كل حاجة حلوة..كلامي صح ولا أنا غلطانة!
ٱومأ لها شاردا وهو بواد أخر..تراوده خواطر كثيرة لا يريد مشاركتها مع زوجته التي تبني قصورا علي رمال أحلامها بارتباط بلقيس وظافر.. أما هو فالأمر معه يأخذ شكل مختلف تماما.. وهناك قرار ما ينوي