رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء العاشر
طفولتهما في شيء..خلفيتها تتطلى بألوان انوثتها التى أصبح يبصرها ولم يعد يتجاهلها او يطمسها تحت مسمى طفلة..معها يتذوق أشياء لم يتذوقها من قبل..كان يغار وقت اقترانه ببلقيس لكن لم يجرب ابدا ان يغار احدا عليه..ا..! الغيرة شيء من التملك..وشعور انك تريد الاستحواذ على شخص تهتم لأمره..وهى تفعل هذا..عطر تهتم به حتى إن حاولت ألا تطهر اهتمامها هو يستشعره بقوة.. واشتعال غيرتها يزيدها فتنة ويجعل رجولته تتلذذ بهذا الإحساس للمرة الأولى!
أما هى فطامتها الكبرى اعتقادها الخاطيء انه لم ينسى عشقه للأولى..وتحويل بوصلته إليها بالنسبة لها المستحيل بعينه..مهما فعل..مهما قال..مهما اظهر لها اهتمام..أو لمح بغيرة.. سيظل وهم عشقه بلقيس هو الحقيقة الوحيدة الراسخة داخلها..!
أنقضت العشر الأوائل من رمضان وآن آوان عودتهم للقاهرة.. ورغم تشبعها طيلة الأيام الماضية بدفء عائلتها وبناء علاقتها معهم بشكل أكثر ودا وقرب..فضلا عن وعدها للطبيب أن تواصل حياتها وتسقط من ذاكرتها كل ما مضى وتخمد نيران انتقامها باللجوء لخالقها..ظلت أفكارها تحرضها على الذهاب للأفعي لمواجهتها قبل أن تغادر المنصورة وهي تضع احتمال كبير أنها لم تعد تقطن نفس البلدة.. لكنها محاولة ربما وجدتها.. وفعلت!..وصلت للبناية وحين تسائلت كان جواب الحارس العجوز.. مافيش حد ساكن هنا بالأسم ده
وقفت وعيناها الشاردة تمشط كل البنايات المجاورة وعقلها يفكر.. لأيهم تلج أي الأبواب تطرق وتسأل عن تيماء! كم تمنت رؤيتها لټحطم أضلعها وتبعثر معالم وجهها وتقتنص منها إجابات لأسئلتها الكثيرة..ثم تزهق أنفاسها القڈرة بقبضتيها.. لكن لم تجد لها أثرا..!
_ صباح الخير يابلقيس.. ايه اتحركتوا من المنصورة
_ لسه ياظافر..!
_وامتي ماشين
_ اما ارجع البيت!
تسائل ليه هو انتي مش في البيت امال انتي فين
حتما لن تخبره سوى بما يجب أن يعرف.. فغمغمت
_ أنا حبيت اعمل زيارة لشخص عزيز عليا ونفسي اشوفه من زمان.. ومش هينفع اسيب المنصورة قبل ما اطمن عليه!
_للدرجادي الشخص ده مهم عندك طب اقدر اعرف هو مين
ابتسمت وهي تستشعر لأول مرة غيرته..فتلبستها روح المكر هاتفة برقة ده واحد مهم عندى فوق ماتتصور ولو كنت مشيت من غير ما اشوفه كنت هرجع المنصورة تانى!
نجحت بإشعال جذوة غيرته أكثر..فقال بشىء من الحدة وبعدين معاكى..اتكلمى وقولي تقصدى مين بدون غير ألغاز..!
نفذ صبره فتهكم شكل الصيام أثر على عقلك!
ضحكت اخيرا وقالت أيوة واتلبستنى روح شريرة كمان بس حرام مقدرش على زعلك..
وواصلت ده ياسيدى عمو راغب! ده كان السواق اللي كان بيودينى اى مكان ويلازمنى طول منا برة البيت بأمر من بابا!..ثم کسى صوتها لمحة حزن عرفت من ماما انه بقى مريض وقلت لازم أشوفه قبل ما امشي!
هتف ليجذبها بعيدا عن مسحة الحزن البادية بصوتها لو قولتي وانا لسه في المنصورة كنت زورته معاكي..!
_بجد ياريت كنت هتشوف أطيب قلب في الدنيا..!
تمتم تتعوض مرة تانية.. وابقي عرفيني حالته ولو اقدر اساعده مش هتأخر..!
همست ممتنة شكرا ياظافر مافيش داعى..ماما قالتلي إن بابا وعمو ادهم عملوا الواجب معاه..أصله غالي على الكل!
أوما مجيبا ربنا يشفيه..عموما ابقي كلميني اما توصلي البيت وخدي بالك علي نفسك!
ابتسمت هاخد بالي متخافش.. أنا أصلا اتمشيت شوية وحشتني بلدنا وحسيت اني عايزة امشي فيها بهدوء..تعرف حسيت بإيه وانا ماشية لوحدي
_ بايه
_حسيت اني حرة..مافيش قيود.. مافيش خوف.!
كنت الفترة اللي فاتت بمشي وسط الناس وأنا قلقانة شايفاهم وحوش!
_ودلوقتي شايفاهم ايه
_شايفاهم من عيونهم اللي بتعكس حقيقتهم..عيون بتبصلي باستغراب.. والتانية بلامبالاة والتالتة بلمحة غيرة قادرة استوعبها..أما اللي غلبتهم كانت عيون سكنتها الإعجاب! بس إعجاب بريء!
ودون تخطيط أثارت غيرته عليها ثانيا فغمغم محاولا السيطرة على صوته وعرفتي منين انه إعجاب بريء
ابتسمت بثقة لأنه من غير أذى! مجرد نظرة عابرة مقدرش امنعها.. لكن لو تعدت الحدود أقدر أواجهها.!
وصمتت برهة ثم همست مش هو ده اللي كنت بتقوله ليا دايما! الناس أصناف كتير فيهم الطيب وفيهم الخبيث واني لازم اعرف اتعامل مع كل صنف من غير خوف
وصلتها تنهيدته.. فطرحت عليه سؤال مباغت ظافر.. هو انت بتغير عليا
أربكه سؤالها وعجز عن الإجابة والتزم الصمت.. فعادت تهمس حسيت من شوية انك غيرت عليا..!
لا يعرف لما خدعها ونفى كڈبا لا طبعا وهغير ليه!
وهغير ليه
أعادت كلمته بصوت عقلها وألمها إنكاره..!
هناك حاجز بينهما