رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء العاشر
تنفيذه حين تواتيه الحظة مناسبة..والصبر لحينها ملاذه الوحيد..!
والله لسه بدري والله ياشهر الصيام
تنبعث كلمات اغنية وداع رمضان من كل صوب في حي السيدة زينب ملقية بظلال من الحزن لقرب فراق ايام الرحمة والمغفرة..ولكن ما يثلج الصدور هو حلول عيد الفطر بفرحته وطقوسه المميزة بين الشعوب كافة..والشعب المصرى خاصة!
_ هنعمل ايه..رمضان كده ضيف خفيف وبيمشي بسرعة!
_ عندك حق..ومهما قعد مش هنشبع منه..
واستطردت وهى تتأمل معالم حولها
بس ياسلام على جو السيدة زينب..يجنن والله
كريمة امال ايه..السيدة زينب من اكتر الأحياء المصرية اللي فيها جو خاص خصوصا رمضان..كويس ان لحقنا في الأخر الزيارة دي..كل سنة وانتى طيبين!
ضحكت مټخافيش انا عارفة الطريق وياما جيت هنا انا وادهم والعيال..تعالي اما افرجك على حاجات هتبهرك في الشارع ده!
وذهبت ليتجولا بخبايا السيدة زينب !
زمزم مهند فرحان اوي وكل اما يشوف حاجة عايز يمسكها وياخدها..اللئيم فضحنى..وأن بتفرج على اشكال العاب حلوة واشتريت اللي عجبنى ومشيت لقيته واخد منهم لعبة في ايده..قام البياع نادى وهو بيضحك ويشاور على اللي في ايد مهند..اتكسفت ورجعتها واعتذرت بس هو طلع راجل ذوق ولاعب مهند وصمم يسيبله اللعبة. بس طبعا صممت ادفع تمنها..!
_ كنت واقف بتشتري حاجة لجورى الناحية التانية!
_بس انا سبتك مع ماما وطنط عبير ماسبتكيش لوحدك
_عادي منا سبتهم بعدها عشان اتفرج على حاجات تانية..ايه المشكلة ياعابد ..ليه متعصب
زفر ليتحكم بضيقه وغيرته لمزاح البائع مع الصغير وهى بمفردها..وتمتم مش متعصب ولا حاجة بس كنتي ادفعي تمن اللعبة اللي مسكها مهند وامشي من غير كلام زيادة!
_وبعدين يازمزم قلت مش متعصب انتى هتعصبينى بالعافية!
رمقته برهة ثم غمغمت بنبرة فاترة طب عن اذنك هروح لماما وطنط كريمة! ..وذهبت عابسة دون انتظار رده..فمسح على وجهه ليهديء غضبه الذي فشل في مواراته عنها..فقد فارت دمائه لما قالته لكن لم يقصد ان يغضبها..زفر ثانيا ولحقها ليلطف الأجواء معها مرة أخرى!..لكنها أفشلت اى فرصة تجمعهما وتتيح له الحديث معها!
_طبعا العيلة كلها جاية هيفطروا عندنا..انا عازمهم من اول الشهر على يوم 27..خليهم يجربوا اجواء سهرات مطعمنا في رمضان قبل مايخلص..وشد حيلك واعمل برنامج حلو..!
_بإذن الله..ويارب جوري تكون هديت شوية وتقبل اعتذارى المرة دي!
_بإذن الله ربنا يهدي الحال!
همس بقلق بفكر اقولها انهاردة بس خاېف رد فعلها
_ اكيد هتزعل..بس هي لازم تعرف مافيش معاك وقت
_فعلا..هنتهز فرصة وجودها واقولها وربنا يستر..!
في الشركة!
وزعت أطباق مخبوزاتها التى صنعتها للعيد على زملائها في الشركة..كما فعلت مع أحمد وتركت ليزيد نصيبه بغرفته لحين حضوره ثم توجهت لمكتبها لتنجز سريعا باقى عملها قبل ان تبدأ اجازة العيد التى ستمتد عدة ايام بعده..دلفت حجرتها لتشهق مذهولة مما رآت بها!
مجموعة كبيرة من البالونات الملونة معقوصة بخيط مثبت طرفه على حرف مكتبها..متطايرة ببهجة فى فضاء الغرفة تتراقص على ضوء الشمس ويتوسط المجموعة بالونة كبيرة بشكل قلب أحمر مكتوب عليها عيد سعيد..
اقتربت ومازالت تحت تأثير الدهشة ليتضح فوق سطح المكتب علبة مغلفة بشكل أنيق وملصق عليها ظرف صغير..فالتقطته وعيناها تقرأ من خط عليه ودى عديتك فتحت المغلف فوجدت بضعة ورقات نقدية ومعها كارت صغير..فقرأته بصوت خاڤت كل سنة وانتى طيبة يا أمونة..يارب اكون قدرت افرحك بهدية العيد..وبعد قراءة كلماته فتحت العلبة لتجد تشكيلة كاملة من مخبوزات العيد ورائحتها الشهية تزكم انفها وتحرضها على التذوق..لكنها تذكرت أنها صائمة..!
ابتسمت حادت بنظرها للنقود الجديدة وعيناها مغرورقة تأثرا بما فعل أحمد واهتمامه بتهنئته المميزة بعيد الفطر..!
أن يتذكرها احد ويخصها بشىء في مناسبة كتلك هو أمر له صداه العميق في نفسها ..استطاع بلفتته الرقيقة ان ينثر حولها رائحة سعادة حقيقية..فتركت كل شىء وتوجهت إليه ودلفت بعد طرقتين على بابه وسماحه بالدخول..وما أن رآها حتى رمقها برهة بترقب وكأنه يحاول قراءة أثر مفاجأته عليها..فتحير بصمتها..وهتف مازحا انا عارف ان العيدية الضخمة ابهرتك..يلا قلت لو عليكى ديون تسديها.
ابتسمت وجارته في مزاحه لتوارى تأثرها ده انا هسدد ديونى واشيل الباقى لمستقبلى..دول خمسين جنيه بحالهم..يعنى ثروة!
ضحك وهو يترك مكتبه مقتربا منها عشان تعرفى انى راجل ايدى فرطة وسخى! وعلى فكرة مخبوازات العيد بالسمنة البلدى يا باشا..يعنى حاجة نضيفة!
ثم همس برقة وهو يشير لصحن صغير يعلو مكتبه بس اكيد مش هتكون أحلى من مخبوزاتك اللى جبتيلى منها انهاردة وريحتها هتفطرنى...!
_يارب يعجبك العك بتاعى ده..هنتظر رأيك لما تفطر
_اكيد مش عك طبعا ومتأكد انها هتعجبنى ..تسلم ايدك مقدما.!
ابتسمت وهى تطالعه بامتنان ينضح