رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الخامس
الكافيه والمطعم بتاعي أنا وعامر سنتين الحمد لله وناويين نعمل احتفال مميز..فلو تشرفوني هكون مبسوط جدا.. وعشان نعوض المرة اللي فاتت خصوصا إني عايز اعرف تقييم ورأيك للأصناف اللي هتتقدم لأن في منها من ابتكاري الخاص!
تمتم بإعجاب واضح ماشاء الله! مشروعكم عمره سنتين بس وازدهر كده ومش بحسد والله بس حقيقي شيء يدعو للفخر لتجربة شباب زيكم! برافو يا ظافر وواضح انك بتعشق مهنتك جدا مش مجرد مشروع مربح..!
_ ومين السبب في حبك لطهو الطعام واحترافه!
_ جدتي الله يرحمها..كانت من أصول سوريا عشان كده صممت المطعم بطراز دمشقي..وواصل استرساله بنبرة دافئة كنت بحس ان جدتي دايما ليها نكهة خاصة في اي أكلة أو حتى مشروب بتعمله..وسألتها مرة ليه نفس الأكلة لما بيعملها أكتر من شخص بنفس الطريقة بتطلع بنكهات مختلفة رغم ان المكونات واحدة! ..وكان جوابها بقدر بساطته ابهرني!
وفي الفرحان اللي طبقه بيضحك من جماله.. وفي الڠضبان وبتتحرق أكلته زي دمه الفاير من غضبه.. باختصار الأكل بيتأثر بمشاعرنا وبيحس بيها..!
كلام جدتي خلاني احب اكتشف العالم ده وهي اللي علمتني ازاي اعرف الأشخاص من اختيارات أكلها .. ولما بحثت واثقلت بحثي بدراسة وكورسات.. عرفت إن الطعام بيمثل هوية للإنسان وحضارة شعوب وبيدل على مدى تطورها.. عشان كده كل شعب له وصفاته اللي بتميزه عن غيره وبتحسسه بالأنتماء لوطنه.. بدليل أي مغترب عن بلده بيكون حريص انه يدور على أكلات معينة ريحتها بتنقله من مكانه وتزرعه وسط أهله وحبابيبه وبيحس بنفس الدفى!.. بيعيش في خياله نفس الذكرايات.. يعني باختصار أكلات كل شعب هي تراث صعب يتنازلوا عنه.. زيها زي الأثار القديمة اللي لا تقدر بتمن!
هز عاصم رأسه نفيا بالعكس.. انا استمتعت بكلامك لدرجة اني عايز معلومات اكتر ولأول مرة هتخليني اجرب اقرأ في المجال ده رغم ان ليا ميول محددة في القراءة!
_ لو حابب اساعدك باقتراحات معينة انا تحت أمرك..
_مش عارف اقولك إيه المشكلة ان بنتي بتتوتر شوية من الزحمة وخاېف اي تصرف منها يفسد أجواء احتفالك..
عاجله ظافر مين قال كده أنا مستوعب كويس إن الأنسة بتنزعج من الزحمة والصوت العالي عشان. كده جهزت لحضرتك ركن مخصوص وهادي ليكم وللمهندس أحمد ويزيد.. خصوصا اني عامل فقراة بسيطة للأطفال والكبار كمان اعتقد هتبسط بنت حضرتك وانتم كمان هتقضوا سهرة مبهجة!
هتف عاصم باستحسان شكله هيكون يوم مميز فعلا.. خلاص بإذن الله نحضر مادام مصمم!
تسربت الراحة لتقاسيم ظافر بعد أن أخذ وعدا صريح وواصل بحماس شكرا لحضرتك.. وبإذن الله يكون يوم. مميز بيكم!
وقبل أن يغادر ظافر عاجله عاصم بسؤال طرأ على ذهنه بغتة إنت منين ياظافر
_من المنصورة..!
____________________
_ هو ياسين اخوكي راح فين..
عطر وهي تلوك بعضا من الفول السوداني الذي تحبه
_ قال هيعدي على خالتو وعابد!
_ وانتي ماروحتيش ليه معاه..
_ ورايا مذاكرة يابابا.. بس لو حضرتك روحت بالليل هروح معاك..!
_ ومالوا نروح كلنا بالليل نسهر معاهم.. التجمعات دي مابتتعوضش يا عطر.. ربنا يابنتي يديمكم لينا وتملوا حياتنا..!
نهضت وجلست على ركبتيه ويحفظك لينا يا بابا..! إيه رأيك تشرب مسكافة معاية
_ مسكافة لا يا قلب ابوكي بلاش..النسكافيه بيعلي الضغط والدكتور قالي اخفف من شرب الحاجات دي..!
قبلت خده سلامتك يا روح قلبي!
_ يا سلام على السهوكة.. قومي من على رجل ابوكي.. العضمة كبرت ومايتحملكيش يا دبدوبة!
ضحك ناجي لجملة زوجته فأغاظها أكثر دي غزالة.. وقولتلك بطلي غيرة من بنتك!
فدوة بعبوس حقيقي الغزالة بتاعتك دماغها ناشفة وبتضيع منها فرص مش هتتعوض!
ادركت عطر أين يتجه حديثها فنهضت من فوق قدمي أبيها واستأذنتها وذهبت غرفتهما..!
فنظر ناجي لزوجته بضيق
وبعدين معاكي يافدوة.. ده كلام يتقال..أنا بنتي ترفض اللي هي عايزاه.. إيه يعني بترفض العرسان.. دي لسه صغيرة.. وبعدين اوعي تكلميها كده تاني..عطر لسه بتكمل دراستها.. ليه نستعجل عليها.. كل البنات بتتجوز.. لكن مش كل بنت هتكون مهندسة وتحقق ذاتها