رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الرابع
بلعڼتها وانا بشوف جسمه بيطير من صدمة سيارة ظهرت في طريقنا فجأة وفي ثواني كان واقع على الأرض غرقان في دمه و لفظ أنفاسه الأخيرة بين إيدي وهو بيقولي
كسبتي التحدي يازمزم.. شكلي عمري ما هشوف شعرك الأبيض.. بس هشوفك في الجنة بشباب ابدي..
صدمتي وقتها خلتني افقد النطق بس روحي كانت بتصرخ.. عقلي رفض إنه ماټ.. وإنه خلاص مش هيشوف شيبتي ويسندني زي ما وعدني..أنعزلت واستخبيت في عالم بعيد بشوف فيه زياد وبس!..كان بابا وماما واخويا يكلموني وانا مابردش عليهم واستأنفت وهي تجفف دموعها
يابلقيس..شيء هيخليكي تقاومي وترجعي تضحكي وتعيشي حياتك شيء مخدش يعرفه غيرك انتي..!
وأخر حاجة عايزة اقولهالك إني فخورة بيكي أوي.. إنتي مش بس جميلة.. لأ.. إنتي طلعتي بنت قوية.. قوية فوق ماحد يتصور..اللي حاول يأذيكي أفتكرك وردة ضعيفة ماشافش شوكك اللي هزمهم كلهم وعزلتك دي مش ضعف قد ما هي حماية لنفسك وإعادة حسابات أنا فاهمة كويس بتفكري ازاي دلوقت.. أحيانا العزلة بنعيد فيها تهذيبنا لنفسنا الهدنة دي هتنتهي قريب أوي ووقتها هنتكلم سوا في حاجات كتير وهنكون أصحاب جدا..! وانا منتظراكي!
لم يحدث يوما أن تلصص على أحدهم!
لكن تعبيرات زمزم الحزينة جعلته يقترب ويتابعها من زاوية غير مرئية ليصل لسمعه أخيرا سر حزن إبنة العم وقصتها مع زوجها الراحل وهاهي قارورة أخرى عانت وقاومت عزلتها وعادت للحياة مع صوت صغيرها الذي يتشبث به الآن بأصابعه الصغيرة! فلثمه عابد وتمتم
شكرا إنك رجعت ماما تاني.. تستحق مني مكافأة كبيرة يابطلي وصاحبي الصغير!
_كان لازم تقولي يا اخويا عشان اقف جمبك!
عاصم كنت هقولك إيه بس يامحمد.. أنا كنت في عالم تاني خالص وبعدين إنت كمان كنت في محڼة زمزم اللي بردو معرفتهاش غير دلوقت! كل واحد فينا خاف يشيل همه للتاني بس ربك خير معين والحمد لله ان زمزم أحسن دلوقت!
محمد الحمد لله ياعاصم ومتأكد إن بلقيس قريب أوي هترجع أحسن. من الأول!
_عندك حق يامحمد. وطول ما احنا مع بعض هنعدي أي أزمة..!
عاصم بامتنان أنا عمري ما هنسى وقفة ولادك ومراتك معايا يا أدهم..كنتم سندي بعد ربنا..!
فاضت عين الأخير بتأثر كام مرة هقولك إنهم ولادك ومراتي أصيلة وبتحب درة وبلقيس مهما حصل هنفضل عيلة واحدة ومترابطة!
تمتم الأشقاء دعواتهم الصادقة وذهب محمد ليحضر باقي أسرته ليطمنوا على بلقيس.. خاصتا بعد إعلامهم عاصم أنه ينوي الأستقرار بعض الوقت في القاهرة كما نصحه طبيب ابنته فلعل تغير الأجواء يفيدها وتعود لعهدها الأول.!
بإحدي المولات التجارية!
_ مسافر بكرة المنصورة
_ أيوة يا احمد عمي محمد نزل من أوكرانيا ولازم أشوفه واسلم عليه.. ثم أشار أمامه وواصل
إيه رأيك في الحزام ده لعابد بيحب الأستايل ده!
_ جميل يا يزيد بس هات الأسود منه.. هو انت لازم كل اما تروح تزورهم تشتري هدايا..
_ مش دايما بس احيانا بغيب زي المرة دي فبحب افرحهم بحاجات رمزية..تعالي نروح الأتجاة التاني عشان اجيب حاجة لجوري.. وبالفعل انتقلا لمحل اكسسوارات تعشقها شقيقته فتمتم بقولك إيه يا صاحبي ساعدني اشوف حاجة حلوة احسن البت جوري دي بتحب حاجات غريبة في الأكسسوار!
ساعده أحمد بانتقاء ما يظنه مناسب ثم لفت نظر يزيد شيء فوقف أمامه وهتف
الكوتش ده هيعجب عطر أوي..!
_ مش دي اللي في هندسة أجابه يزيد بأيماءة فواصل الأول هي لسه مش بتكلمك
_ لأ.. ومش عارف اشوفها الهانم زعلانة على الأغلب
_ دي طولت أوي شكلك عكيت معاها
_ ابدا منا حكيتلك بسبب تطاولها علي بلقيس وقتها رديت عليها پعنف شوية لأنها فعلا غلطت.. بس روحت اصالحها وجبت هدية وهي اتعاملت بسوء