رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الرابع
كما أحضر عابد ألعاب الشطرنج والطاولة والدومينو ليلعب كل فريق منهم على حدا .. إلى أن تسائلت زمزم أمال فين عمو عاصم وطنط درة وبلقيس.. أتأخروا أوي مش هايجوا يسهروا معانا لا إيه.
تبادل أدهم وكريمة النظرات فأسرع عابد يجيبها بلقيس تعبانة شوية يا زمزم.. وطبعا هما معاها.. انتي عارفة بقى بنتهم الحيلة وبيخافوا عليها زيادة.. بس أكيد هنعوضها..السهرات الحلوة في بيوتنا مش هتخلص إن شاء الله!
تبادل مع والديه نظرة قلقة لم تغيب عن أنظار محمد المتابع بصمت فأردف عابد بصي هي أكيد هتكون نايمة دلوقت.. خليها بعدين وانا واوعدك أخدك هناك تشوفيها
رضخت لنصيحته وأكملوا سهرتهم متبادلين أحاديث هم الدافئة وذكريات الأصدقاء إلى أن مضى الوقت سريعا..وبدأ النعاس يداعب أحداق الجميع..!
تمتمت فدوة بترحيب أكيد عشان نتبارك بيكم ونتشرف بحضوركم..!
عبير بامتنان كلك ذوق يافدوة.. بلاش تعب ياجماعة احنا مش غرب!
أردفت بصدق وهو الأحتفال بيكون للغريب وبس.. بالعكس أحنا مشتاقين للتجمعات الحلوة دي.. قبل ما الدنيا تلهي كل واحد فينا..!
يكونوا ارتاحوا يومين من سفرهم.. ويكون يزيد جه وسلم عليهم..واحنا كده كده مع بعض!
واصلوا الحديث عن تجمعات مرتقبة احتفالا بمحمد وعبير وأولادهما والذين وشكروا لهم مشاعرهم الطيبة وحفاوة استقبالهم!
أما عطر.. فعصفت عيناها بشوق هاج داخلها بذكره وقد مضت أشهر طويلة ولم تراه أو تحادثه.. حتى عندما علم بحاډث بلقيس لم يتثنى لها فرصة لتبادله كلمة واحدة رغم وجودها بمحيطه.. وبالأدق هي من تجنبت أي لقاء أو حديث بينهما.. لقد عاهدت نفسه ألا تسعى إليه بعد الآن حتى وإن ظل قلبها اللعېن يشتاقه ويناديه.. لكن هذا أفضل من عڈابها كلما رأت توهج عشقه لأبنة العم يضوي بعيناه گشعاع شمس ټحرقها وحدها يكفيها عذابا إلى هذا الحد.. ولتصب كل تفكيرها وجهدها بدراستها وإثبات نفسها.. يجب أن تتميز ليرى عطر جديدة غير التي يعرفها.. لن تعود صغيرته بعد الآن.. ستصبح أنثى تبصرها عينه يوما ما كما تستحق أن يراها.. وحينها.. حينها فقط.. ستتجلى أمامه بكل ثقة.. بكل كبرياء.. ومن يدري.. ربما ېموت داخلها تلك النبتة الهائمة تجاهه.. ويشفى قلبها العليل من عشق مبتور إحدي طرفيه!
في صباح اليوم التالي
استنشق محمد رائحة القهوة باستمتاع متمتما الله على القهوة وريحتها..ثم قضم واحدة من بسكويت طيب المذاق وهتف بإعجاب طعمه حلو أوي البسكوت ده أدهم!
ربت على كتفه بحنان بالهنا والشفا ياحبيبي.. أم السعد مظبطاكم.. وكمان كريمة عملت أصناف ليكم بأيدها من فرحتها بوجودكم!
أدهم.. هو في حاجة حاصلة معاك انت وعاصم ومعرفهاش! وأرجوك تصارحني لأن متأكد إن في حاجة مش طببعية ومن حقي اعرفها..!
تنهد أدهم وشعر بثقل همومه وحزنه.. وأيقن أن لا مفر من إخبار محمد بكل شيء بعد أن أصبح بينهما بشكل دائم.. وربما الآن أفضل توقيت لقص كل ما يخفى عن دائرة علمه!
أطرق محمد رأسه پألم وحزن كبير كل ده يحصل لاخويا وبنته وانا معرفش.. ويزيد اللي روحه في بلقيس.. أكيد نفسيته تعبانة سواء بعد اللي حصل معاها..ثم رفع عيناه الدامعة لشقيقه كان لازم تعرفني من بدري يا أدهم عشان اكون في معاكم..!
ربت علي ركبته متمتما كان كفاية عليك غربتك يامحمد.. هقولك إيه بس.. أنا كل اللي قدرت اعمله أني قولتلك انزل..والحمد لله أديك مخزلتنيش ونزلت بعيلتك.. وانا واثق إن كل حاجة هتبقي بخير مادام بقينا سوا.. ولادنا هيسندوا بعض وزمزم هي كمان هتكون أحسن وسط ولاد عمامها وهتعيش حياتها.. طول ما كلنا سوا هنخرج من أي محڼة..!
أومأ بحزن عندك حق.. وانا اوعدك