درس العمر بقلم ډفنا عمر الجزء الثاني
ربما أثقل عليهم بوجوده الدائم بينهما لكن ماذا يفعل والوحدة ټقتل روحه يوم بعد يوم كلما جلس وحيد شعر بالاختناق فيهرب إلي بيت أبنه ظنا أنه لن يضيق به أبدا لكنه كان واهما ومخطئا بعشمه الزائد فليلزم بيته بعد الأن مهما نهشته الوحدة وعليه البحث عن سبيلا أخر يبدد به وحدته.
_____
يومان مروا منذ صدامهما الأخير وهما يتفادان الحديث معا فتعمدت أن تتركه ليعقل الأمر ويزنه كما يريد لكن نهشها القلق مع غياب العم الذي لم يطأ منزلهما كعادته كل يوم ما أثار قلقها وقررت أن تهبط إليه وتطمئن قبل مجيء زوجها.
ابتسم وهو يدعوها لتدخل مغلقا الباب خلفها.
أومأت له بالقبول وهي تحاصره بنظرات تتفحصه مليا شاعرة بتغير ما به ولا تدري كنهه تظاهر أمامها بالمرح وهما يتناولان الأفطار وأصرت بعدها أن تصنع هي قدحان من الشاي وجلست معه والهدوء يسود للحظات قبل ان تسأله بقالك يومين مش بتطلع زي عوايدك يا عمو ممكن اعرف السبب
ارتشف رشفة ساخنة من قدحه وهو يطالع أمامه متمتما عادي حابب افضل لوحدي شوية.
ابتسم بمرارة قائلا ولا يزال ينظر أمامه بشخوص طفيف بس الونس طلع مش بيحبني.
عقدت حاجبيها والريبة. تتفاقم داخلها مش فاهمة حضرتك تقصد ايه
زفر زفرة طويلة محملة بخيبته وهو يلتفت إليها ليفاجأها بقوله ليان أنا سمعت كلامك أنتي وآدم وعرفت اني بدون قصد يا بنتي كنت متقل عليكم بزياراتي كل يوم وحارمكم من الخصوصية وبسرق يومك وبسببي أهملتي جوزك.
_ أنه مش مرتاح بسببي يا بنتي.. مفيش حكاية تاني تتقال أنا فعلا زودتها معاكم ثم تهكم بقوله ده حتي المثل بيقول يابخت من زار وخفف وأنا بصراحة تقلت أوي أوي عليكم.
لم يجيبها سوي بابتسامة ساخرة رغما عنه ثم ربت علي رأسها مازحا بزيف طب قومي يلا شوفي اللي وراكي ومتعطلنيش أصلي عندي مشوار مهم.
هزت رأيها بعناد لأ مش هتخرج لمكان هتطلع معايا وتقضي اليوم كله عندي هنطبخ سوا ونشوف