درس العمر بقلم ډفنا عمر الجزء الأول
زي حضرتك.
_ ما هي مش زي حضرتي.
وواصل بنبرة جادة حماتك دي زي البالونة منفوخة على شوية هوا.
وجدتها فرصة لتروي فضولها بشأنهما عمو أنتوا ليه انفصلتوا معقول عشرة السنين بينكم مقدرتش تعدي بيكم لبر الأمان وتمنعكم من قرار زي ده
تنهيدة طويلة صدرت منه قبل أن يغمغم سؤالك يبان بسيط أوي يا ليان بس إجابته مش سهلة وعايزة وقت وتفاصيل كتير وأنا بصراحة مش عايز اتكلم في حاجة من اللي عدت اللي حصل بنا قدر ومكتوب والحمد لله على كل حال.
هكذا صاحت وهي تتوجه بلهفة نحو باب شقتها لتستقبل والدته بحفاوة صادقة يا أهلا وسهلا يا طنط والله النور زاد بحضورك النهاردة.
اكتفت بتصافح بارد مع قولها المقتضب ميرسي يا ليان.
ولجت لتجده جالسا فوق الأريكة لمعة حنين خاطفة ومضت بعيناها لم تدم غير ثوان معدودة وأدتها سريعا مسدلة قناعها البارد أما هو ما أن رآها حتى وقف قائلا بترحيب يشوبة السخرية يا أهلا بإنجي هانم سليلة البشوات وصفوة المجتمع الراقي.
_ سيبه يا آدم باباك عمره ما هيغير طريقته دي ابدا أنا اتعودت علي كده ومش بزعل منه خلاص.
ابتسم بهدوء فعلا عدينا من زمان مرحلة الزعل دي يا إنجي.
_ يلا يا جماعة السفرة جاهزة والأذان فاضله دقيقة.
هكذا صاحت ليان لتغلق عليهم دائرة التراشق المشحونة بينهما صدح الأذان وقاموا بأداء صلاة المغرب جماعة قبل أن يستديروا حول المائدة تعمدت أن تجلس جوارها لتهتم بها جيدا.
منحتها ابتسامة هادئة وتناولت القليل من الطعام الذي ملأ معدتها ثم مسدت فمها بمحرمة ورقية لتعترض ليان مش ممكن! حضرتك كده فطرتي ده أكلك زي ما هو يا طنط شكل أكلي مش عجب حضرتك.
ثم استعانت بزوجها شوف مامتك يا آدم.
تدخل الأخير ايه يا ماما لحقتي أكلتي كملي احنا لسه بنبتدي.
واستطردت والأكل كله حلو تسلم ايدك يا ليان.
_ بالهنا والشفا يا طنط
تنحت جانبا وتركتهم يكملون إفطارهم لتجدها فرصة لتتأمل الزينة والأنوار المعلقة علي سائر الجدران لتنتقد ما تراه بقولها ايه كل الأنوار والزينة دي يا ليان هو احنا في مولد بصراحة منتهي الفلح كان كفاية لمسات بسيطة تعبر عن الأجواء.
واستطرد بما أثار حنقها بقوة أما الأنوار الكتير اللي مش عاجباكي دي منتهي البهجة والجمال بس