رواية چريمة من الماضي بقلم ډفنا عمر الفصل الحادي عشر والثاني عشر
المفروض ترفضي الارتباط من اساسه وتكتفي بابنك.. بس بقولهالك تاني انتي انانية..
حبيتي الاحساس اللي عيشتيه مع غسان اتغريتي بحبه وتعلقه بيكي! وبالشعور ده كنتي عايزة تسعدي نفسك وترضيها وفي نفس الوقت تحافظي على حقوق ابنك ومصلحته.. ونسيتي زوجك وسعادته وحقوقه عليكي إنك تمنحيه حاجة طبيعية بيتمناها..! ولولا زوجك ألح في رغبته الصريحة بطفل منك. كنتي فضلتي مانعة نفسك وفاكرة انك كده صح مادام غسان راضي وساكت!
ولا اتعاطف معاكي ولا اغضب واسيبك وامشي..!
أطرقت رأسها خجلا واحتقارا لذاتها التي تعرت أمامه بكل قبح.. وشعرت بالاختناق والضيق ودموعها تسيل بغزارة ندما وحزنا لما اقترفته.. العم حسن لم ېكذب هي بالفعل أنانية ولم يستحق زوجها ذاك الجزاء! كما لا تستحق هي زوج مثله!
بينما هي على تلك الحالة يتأملها والد غسان بحيرة
_ انتي عايزة ترجعي لغسان! وليه
وكأن بسؤاله أعاد لها الحياة فهتفت فورا دون تباطؤ أكيد عايزة ارجعله.. لأني بحبه والله وھموت من غيرو يا بابا حسن.. وبعترف إني كنت انانية معاه وغلطانة! وندمانة على اللي عملته ونفسي يسامحني ويديني فرصة تانية!
_ مستحيل يكون زيه.. أنا واثقة ومتأكده.. وحتى لو حصل في يوم وبقى كده يبقى وقتها تصرفي هيتبني على أساس مش مجرد أوهام في دماغي ضيعت مني وقت كنت ممكن اسعد فيه غسان.. أنا اتعلمت من الدرس يا بابا حسن.. اتعلمت ما اخدش قرارات مصيرية على مجرد افتراضات في دماغي! ممكن تكون حقيقة أو وهم.. صح أو غلط والتجربة بس هي اللي هتحدد.. ارجوك ساعدني ارجعله واعوضه اللي فات!
فتمتم ومعالم وجه توحي بالتفكير هنشوف يا حسناء أيه ممكن يتعمل.. وربنا يقدم اللي فيه الخير!
______
الفصل الثاني عشر
مأزق لم يلوح بخاطر مروان قبل تلك اللحظة!
حين أتى بحسناء إلى بيته.. متناسيا وجود ليلى باليوم التالي كيف إذا يتواجدان في نفس المكان.. والأمر سيكون اقسى حين تشاهد ليلى كريم أبن زوجها الراحل وأيضا حسناء التي كانت بوقت من الأوقات ضرة لها..كيف يتفادى هذا الموقف بينهما..!
مروان ازاي يعني
ملك دي فرصة يتعرفوا وتنشأ بينهم علاقة صداقة وود.. قبل ما تنكشف شخصيتهم لبعص ويكون وقتها في حساسية بينهم ونفور.. ع الأقل اما يجي وقت تعارفهم الحقيقي يكون علاقتهم المسبقة دعم من كل واحده للتانية لأن اصلا الأتنين ظلمهم شاهين مافيش واحدة فيهم ظلمت التانية!
كلامك مقنع فعلا يا ملك اننا نخليهم يتصاحبوا من قبل ما يعرفوا بعض وتكون مشكلة حسناء اتحلت اصلا وترجع بيتها لأن لو عرفت ليلي في الوقت الحالي أكيد مش هتفضل موجودة معانا..!
_ بالظبط كده. فأنت سافر لغسان وسيب الموضوع كله عليا أنا هخليهم يقربوا من بعص بطريقتي!
وواصلت بس هو لازم تسافر بالليل كده ماتخليها للصبح!
_ لأ ياملك مش هقدر استنى لازم اشوف غسان واعرف الحكاية أيه! انتي حضريلي بس شنطة فيها لوازم شخصية بسيطة تكفي يومين!
_________________________
ثمة شعور داخله يرفض تصديق ما فعلت حسناء!
هي لم تخدعه.. لم تكذب.. وبالطبع ليست انانية.. هي تحبه.. هي!
بل كاذبة.. مخادعة حسناء.. لن يجمل قبح ما فعلت!
ولن يغفر لها ما يجتاح روحه الآن من عذاب.. من احبها لفظت من عقلها فكرة أن تحمل أحشائها روحه التي انتظر أن تمنحه إياها.. حاربت وجود نطفته وقټلتها بحبوب صغيرة.. فارتكبت جرمها الأكبر بحقه.. ولن يغفر!
قبل بزوغ الشمس بإحدى شواطيء الأسكندرية!
ذراعه القوية تشق صفحة وجه الماء البارد وجسده يسبح متوغلا بعمق البحر.. والشمس تبدأ بأول خيوط شروقها البرتقالي.. محاولا غسان تفريغ طاقته الغاضبة وهو يشق الماء بقوة عله يهديء صخب عقله ويوقف في قلبه ذاك الحنين الخائڼ إليها.. إلي صوتها ..وجهها الصبوح.. ولمستها