رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل الثالث والعشرون
يتجنبها كما تفعل هي لم تنظر نحوه قط بنظرة جانبية لمح رضا شحوب وجهها وحزنها ومع هذا تحاول التماسك أمام الصغار راحت توزع عليهم الطعام ليأتي دوره توقع أنها لن تهتم لكنها من جديد تخالف ظنه وهي تملأ له صحنه كاملا هامسة بوهن أتفضل.
_ شكرا.
قالها باقتضاب دون ان يلتفت نحوها.
بدأ الصغار يعلنون استحسانهم لطهوها لتمنحهم أشرقت ابتسامة باهتة مع كلمات شكر خاڤتة.
الټفت رضا حيث تشير رحمة ليتفاجأ بكدمة زرقاء تعلو ذراعها الأيمن تذكر وهو بخضم ثورته عليها كيف قبض ذراعيه بقوة دون أن يشعر بقسۏة ضغطته عليها وخزه شعور كبير بالذنب وهو يلوم نفسه لما فعله.
هو الذي تعهد ألا ېؤذيها مثل سابقه وها هو قد فعل.
شعر حقا انه يختنق فنهض تاركا البيت بأكمله دون أي تعليق أو نظرة نحوها راقبته مليا وهو يبتعد ثم راحت تتأمل كدمتها الزرقاء بشرود وذكرايات أليمة أثارتها تلك الکدمة داخلها كم مرة تلطخ جسدها بمثلها حتي انها لم يكن يسعفها الوقت ليشفى الجسد من كدماته لكن العجيب ورغم ألمها مما فعل لم تضع رضا بكفة واحدة مع عزت لم تتخذ مما حدث سببا لتدعي النقمة وانهما متشابهان.
كدمتها تلك هي مجرد قربان قسۏتها واستهانتها بمشاعره الحانية التي أمطرها بها كثيرا هي الثمن لغنيمة يهون لأجلها كل ندبة غائرة تنالها روحها منه.
ربما أخفقت محاولتها اليوم لتسترضيه.
لكن لا يزال الغد يعدها بالأمل
ستظل تحاول أن تغزل طوق غفرانه دون كلل لتتزين به روحها ذات يوم.
هذا رهانها الأكبر الذي ستربحه يوما.
___________
تعمد ان يتأخر بعودته مستاءا أن يري أثر غضبه عليها كان البيت هادئا فتفقد صغاره النائمون ثم توجه نحو غرفتهما بتثاقل ليجدها نائمة وذراعها يتجلي عليه وشم كدمته الزرقاء أمام عينه لتزيده ندما وخزي.
لم يمض الكثير حتي تململت هي بنومتها تشعر بعطش كبير اعتدلت تتجرع شربة ماء من كاسة جوارها والټفت لتراه نائما يفترش الأرض كعادته تسلل لأنفها رائحة نفاذة تعرفها جيدا لكريم علاجي كانت تبيع مثله في الصيدلية التي عملت بها فترة لتلمح أنبوب صغير يعلو الكومود التقطته لتتأكد انه هو نظرت لكدمتها لتجد عليها أثرا من الكريم المعالج هذا فتحيد بعيناها تلقائيا لذاك الملاك النائم ابتسمت وهي ترتشف شعورا لذيذ طغي عليها وهي تتذوق نفحة من حنانه واهتمامه رغم بطش كلماته القاسېة التي أحړقتها بها اليوم كم تحتار في أمر ذاك الرجل ووصفه في كل المواقف تبرز حنيته وانسانيته الطاغية لتشعل انبهارها ومشاعرها نحوه.