رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل الثاني والعشرون
وتتحمل حتي تنحل العقد بينهما.
انتهي من صلاته وغادر غرفته ليجد طاولة الطعام عامرة ومكتظة بالخيرات..وصغاره ينتظرونه معها كي يتناولوا إفطاوهم..الشكل يفتح الشهية حقا ومع هذا أعرض عنه و لم يشأ حتى لمسه.
ألقي تحيته للصغار دونها
صباح الخير يا ولاد عاملين ايه
ردوا الصغار تحيته ليصيح مازن يلا يا آبيه عشان أنا جعان.
جلس معهم متجنبا المقعد الذي يجاورها لتبتلع هي غصتها وتتجاهل ضيقها بصبر لاحظت أنه لا يأكل شيئا فقط سكب لنفسه كوب شاي بالحليب وراح يرتشفه وهو يتصفح هاتفه باهتمام.
_ مش هتفطر يا رضا.
تسائلت ليجيبها وعيناه لا تحيد عن الهاتف
مش جعان هاكل بعدين.
عزوفه عن تناول طعامها أثار حنقها فنهضت محدثة الصغار كملوا فطاركم يا ولاد ومتنسوش تاخدوا السندويتشات بتاعتكم.
توجهت لغرفتها بعبوس دون أن تنظر نحوه وداخلها يهتف بسخط ما دخل الطعام في الخصام و الڠضب لما لا يأكل طعامها حسنا سوف تحذوا حذوه.. لن تتناول شيء.
شخصت عيناه بعبوس وهو يراها تترك المائدة دون تناول إفطارها رغم انه حذرها ألا تهمل في صحتها لأجل طفله.. خاصتا مع ضعفها الكبير الذي أشارت له الطبيبة.
الټفت للصغيرة وبقايا الشرود تسكن عيناه طيب يا رحمة روحي هاتي شنطتك انتي واخوكي وحطي أكلكم فيها علي ما اجي.
قالها وهو يلتقط بعض الطعام من المائدة ويرصها بصينية صغيرة متوجها لغرفة زوجته.. دلف ليجدها جالسة عاقدة ذراعيها النحيلة حول ركبتيها تنظر للفراغ بعبوس شارد اقترب ووضع صينية الطعام جوارها أمرا إياها ببرود أفطري عشان تاخدي علاجك والفيتامين بتاعك.
هنا رفعت وجهها نحوه ليري عيناها المغرورقة تعاتبه وتشكوه قسوته أين حنانه أين رقته وملاطفته لها وهو يحدثها صار يصب كل أهتمامه علي طفله الذي بأحشائها فقط دون أن يمنحها أي شيء..هل حقا نضبت خزائنه من حبها وفقدت كل رصيدها لديه لا تصدق انه يكرهها.. لا ولن تصدق.
لا تزال ترمقه بذات النظرة العاتبة ليهرب من أمامها كي لا يفقد مقاومته عادت تنظر للطعام بحزن بعد مغادرته لتزيحه بعيدا وتعتدل لتنام..فلا شهية لديها.
ولج لبيته وبحث عنها كعادته حتي وجدها تتمدد غافية علي فراشها وبطنها بدا يظهر بروزه قليلا فاقترب فيصل بحذر واضجع جوارها ومد ذراعه ليحمل رأسها وراح يطالعها بصمت حتى أخذه الشرود في أحداث الأمس وهما يزوران بيت والديها تذكر كيف انزعج من حديث ابن خالتها وتباسطه معها اشتعلت غيرته من جديد وكاد أن يتصرف بحماقة لولا أنه تذكر وعده لها أن يتحكم بغيرته ويثق بها كما تثق به عليه أن يهذب غيرته هذه حتي يا يفقدها ثانيا فهو لا يزال يرمم الشرخ الذي حدث بينهما بعد ظنه القاټل بها هي وأخيه أديب.
وبذكر الأخير ومضت عيناه بحنان وسعادة لأجله والدته أخبرته لتوها أن صغيره يحب فتاة ويريد خطبتها دائما ما يشعر بأبوة ناحية شقيقة أكثر من أي مشاعر أخري سعيد لأجله ولن يقصر معه بأي شيء يحتاجه هو كان وسيظل له السند بعد رب العالمين.
_ فيصل جيت أمتى
الټفت لها بنظرة حانية من شوية ولقيتك نايمة.
استكانت علي صدره بكسل تقول كنت مستنياك بس شكلي نمت من غير ما احس.
_ ده طبيعي من يوم ما حملتي بتنامي كتير اوي.
_ معلش ڠصب عني عارفة اني مقصرة معاك و
قاطعها تقصير ايه يا سيدرا أنا فاهم اللي بيحصلك ومقدر المهم عندي تقومي بالسلامة انتي وابننا الشقي ده.
ضحكت قائلة أه والله يا فيصل الدكتورة قالتلي انه ولد شقي جدا من حركته في بطني.
غمزها بخبث طالع لأبوه.
قرصت وجنته برفق وهي تدلله وأنا أطول يطلعلك يا حبيبي أنت.
احتضنها بقوة حانية لبرهة قبل أن يخبرها
عندي ليكي خبر حلو أديب عايز يخطب.
صاحت بفرحة بجد ما شاء الله أخيرا هيفرح طنط.
_ أه والله دي هتطير من الفرح.
_ علي كده تعرفوا العروسة
_ لأ بس هي ساكنة في منطقة زين صاحبه هسأل عنها وعن أهلها طبعا وبس اطمن هنروح نطلبها علي طول.
_ ربنا يقدم اللي فيه الخير والصالح.
صحيح يا ولاد الأخبار الحلوة بتجي مرة بعضها
قالتها الخالة ووجها يضوي من سعادتها بما سر قلبها أولا معرفتها حمل