رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل الثاني والعشرون
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
الفصل الثاني والعشرون
_________________
توجه لأقرب سوبر ماركت وراح ينتقي لصغيره وأولاد أخيه سامي بعض الحلوي والمقرمشات التي يفضلونها ثم توجه لبناية أخيه وقد اشتاق لطفله ووالدته الماكثة لديه منذ فترة.
استقبلته بحنان كعهدها كما رحبت به زوجة أخيه ليمزح رفعت بقوله ماما أعملي حسابك هترجعي معايا بكرة مش هسيبك أكتر من كده ولا عاجبك القاعدة عند سامي وهتنسي ابنك رفعت
رفعت والله أخويا ده صاحب مزاج طب هو فين
_ بيوصي علي أوردر السمك المشوي والجمبري وجاي.
_ طب وابني وولاد عمه فين مش شايفهم
_ كلهم فوق في الروف بيلعبوا.
لتستطرد أطلع استنانا معاهم يا حبيبي وانا ونجوي هنحصلك مع سامي لما يجي
قاطعته يا حبيبي اسبقنا واسمع كلامي ده الجو فوق هيعجبك اوي ولا مش وحشك ابنك
لم يقتنع رفعت لكنه لم يجادلها وأخذ الأمر ببساطة وصعد للأعلى مشتاقا حقا لطفله بمجرد أن بلغ أخر درجات السلم وصل لسمعه ضحكة أنثوية غريبة عليه فتراجع خطوتان لعل هناك سكان صعدوا للروف وربما يزعجهم بوجوده قرر ان يهبط ويعود مع عائلته ليكون الأمر أكثر لياقة وقبل أن يبتعد كثيرا سمع قهقهة طفله التي لن تخطئها أذنيه دفعه فضوله واهتمامه ليتلصص برأسه من زاوية الباب المشرع كي يري مع من يضحك لمح فتاة نحيلة فارعة القوام تركض بخفة وثوبها الفضفاض الطويل يرفرف حولها مع حجابها الرقيق المتطاير وكفيها يحتجزان كرة قدم ملونة تقذفها نحو صغيره الذي حاول تلقفها فلم تساعده يديه الصغيرة وأخفق بالتقاطها لتضحك وهي تقترب وتحمله بين ذراعيها وتلاطفه فتعلو ضحكاته نمى لديه فضول ليري وجهها المحجوب عنه وهي تعطيه ظهرها لتحين منها التفاتة جعلته يضيق عيناه بتركيز والملامح تبدو مألوفة لديه لقد رأى هذا الوجه قبل ذلك لكن الذاكرة لا تسعفه ليتذكر قبل ان تتسع عيناه بغتة وهو يهمس في نفسه مودة.!
تجمدت مودة في موضعها بعد أن أدركت من صاحب الصوت وتخشب جسدها فاقدة السيطرة عليه وعيناها المتسعة ترمقه بدهشة غير متوقعة مجيئه لم تخبرها نجوى انه سوف يأتي الليلة وظنت قدومه في صباح الغد لو علمت ما أتت هي تشاركهم السهرة فوق الروف بعد ان دعتها بإلحاح والدة رفعت.
وجدته يدنو نحوها محافظا علي مسافة مناسبة لتتجرع ريقها بصعوبة وهو يبتسم لها تلك الابتسامة الرائعة مع صوته الرخيم أزيك يا مودة أوعي تكوني نسيتي أنا مين!
قاطع شرودها الطويل بكلمتيه لتتنحنح بحرج هامسة لا طبعا فاكراك يا ..أستاذ رفعت.
منحها ابتسامة أخرى كأن ينقصها انجذاب له لتخفض بصرها سريعا قائلة مكنتش أعرف ان حضرتك جاي انهاردة.
_ وانا برضو مكنتش اعرف إنك هنا بس أكيد مبسوط إني شوفتك يا مودة.
نطقه لأسمها بهذا الود زاده حلاوة بأذنيها تشعر أنها أضحت متطرفة بتأثرها به وتخاف أن ينسكب سيل عواطفها من عيناها كالحمقاء فلترحل الأن.
_ عن أذنك.
_ أنتي مش هتسهري معانا.
_ لأ.
قالتها سريعا لتقطع أي تردد مواصلة أنا لازم امشي عشان ورايا حاجات مهمة اعملها..عن أذن حضرتك.
بدا عليه الأسف مع قوله خسارة كنت اتمني تفضلي واتكلم معاكي واعرف أخبارك بقالي سنين ماشوفتكيش.
ثم تذكر شيئا ليتبع قوله علي فكرة الأكل بتاع المرة اللي فاتت كان تحفة واتفاجأت ان انتي اللي عملتيه تسلم ايدك.
سرها كثيرا سماعها إطراءه لطهوها ربما هذا أفضل شيء تختم به حديثهما القصير هذا مع ردها المقتضب الخجول الله يسلمك أستأذن أنا.
رحلت سريعا من أمامه خوفا من أن يستمع لدقات قلبها الصاخبة بين ضلوعها ألتهمت الدرج دفعة واحدة ثم توقفت تتمالك نفسها قليلا عند مدخل البنايه ثم تابعت