الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل السابع عشر

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

بس بنت خالتك اللي حمارة.
_ أنا حمارة يا خالتي ماشي الله يسامحك.
يابنات جاهزين ولا لسه العريس والمعازيم كلهم برة والكوشة منصوبة وكله جاهز.
صاحت الخالة جاهزين اهو يا حاج وطالعين. 
واستطردت وهي تستعد يلا يابنات عشان نخرج رضا مستني مراته برة. 
أشرقت بعناد طفولي انا لسه مابقيتش مراته علي فكرة.
دفعتها خالتها جانب رأسها حانقة بقولها  يا شيخة اتلهي ده كلها دقايق وهيكتب عليكي بلا ۏجع دماغ ودلع ماسخ. 
لتستطرد محذرة أسمعي يا بت أنتي أي حركة كده ولا كده تعمليها عشان تضايقي عريسك في الفرح والله ما هيهمني اننا وسط ناس وهبهدلك واجيبك من شعرك! 
سارة مازحة أيوة يا شوشو أحذري خالتك وقت ما بتتعصب بتتعامل بالشبشب وهيبقا شكلك وحش اوي گ عروسة.
واحتمال السوشيال ميديا ينتشر فيها الخبر العريض
عروس ټضرب بالشبشب ليلة زفافها
مطت أشرقت شفتيها بضجر وهي تدفعهما أمامها 
يلا يا خالتي نطلع أحسن خفة دم بنتك الظريفة دي هتجبلي غكارتجاع في المريء. 
_ماشي يا شوشو هستحملك عشان انتي عروسة بس. 
خطفت بصره ما أن رآها أتية نحوه مطرقة رأسها منشغلة برفع ذيل فستانها الطويل بضحر دون أن تراه بعد ابتسم وهو يراقب عبوس وجهها وكأنها تتعارك مع ثوبها أبهرته طلتها  من أول وشاحها الأبيض المزين بتاج فضي أنيق وثوب عرسها المحتشم الذي أضفي عليها مظهر ملائكي شديد البراءة يدعوا الله أن يكون في عونه ويلهمه الصبر إلي أن يختلي بها وهي زوجته وحلاله.
حان وقت رفع وجهها إليه لتراه للمرة الأولى رعدة خفية أصابت قلبها وهي تتقابل مع عيناه المصوبة نحوها بنظرة متخمة بعاطفة جياشة لفت نظرها هيئته التي لا تنكر جاذبيتها الشديدة وذقنه الحليق المرسوم بحرفية وبشرته الصافية وبذلته السوداء وقميصه ناصع البياض لوهلة قارنته  في خيالها بعزت فربحت كفة رضا وأضخى بالنسبة له گ الأمير أكثر وسامه وأصغر عمرا وأقوي تأثيرا نفضت عنها تأثرها وهي تستعيد ثباتها وهي تقترب منه ليلتقط كفها برقة واضحة ويعلق ذراعها الرفيع بذراعه ويميل عليها هامسا 
زي القمر وتجنني يا أشرقت ربنا يخليكي ليا.
كل مرة يلقي عليها إطراءه بهذا الصوت وتلك النظرث الدافئة يترك أثرا قويا بروحها رغبته بها واضحة لا تحتاج دليل هو يريدها لكن ماذا بعد أن ينالها ويطفيء شوقه
كيف ستكون حياتهما بعد ان تصبح كيان مهمل بحياته ملك يمينه وقتما يشتهي ربما حينها فقط تظهر عيوبه الحقيقية.
فلا أحد يبقي طيبا وحنون طيلة الوقت. 
سينكشف قناعه يوما ما ويكون صورة مما سبقه.
لكن ستكون هي مقيدة بقيد زواجهما الأبدي طيلة العمر. 
ليدوي داخلها هاتف خبيث يهمس لها
ومن قال انه قيد أبدي
بمقدورها ان تنهي تلك الزيجة حين تريد بطريقتها. 
من يقدر على منعها
ألم تحقق للجميع رغباته 
في يوم ما ستهتم فقط بتحقيق رغبتها.
إقامة أديب المؤقتة في بيت صديقه زين سمحت له بحضور الحفل البسيط الذي أقيم قريبا من شارعه تلك ميزة الأفراح الشعبية الجميع يستطع الحضور دون دعوة وها قد فعلها أتي ولا ينكر ابدا أنه أتي ليراها كيف ستكون لا يبحث لفضوله هذا عن تفسير لا يهم فليحقق رغبته وحسب. 
لمحها متفاجئا بطلتها المميزة بحق وهي تتجول بين المدعوين تشرف بمساعدة غلامين على توزيع أطباق حلواهم وتمنحهم زجاجات المياة الغازية تعمد أن يقف في مرمي بصرها لينجح بلفت نظرها نحوه وها هي تقترب إليه قائلة بدهشة أستاذ أدهم متوقعتش اشوفك هنا خالص.! 
ابتسم وعيناه تتفحصها عن قرب هاتفا بمزاح 
قلت أجي اخد طبق جاتوه وحاجة ساقعة. 
ضحكت ضحكة قصيرة جعلتها تصير أكثر جمالا ثم  أشارت لأحد الغلامين  ليحضر له طبقه الخاص مغمغمة  اتفضل نصيبك من الجاتوه و بالهنا والشفا عقبال فرحك. 
_ اللهم أمين. 
ثم تنحنح قليلا قائلا علي فكرة شكلك حلو أوي. 
تخضب وجهها بالحمرة هاتفة وهي تنسحب من أمامه 
طب عن إذنك عشان أهتم بباقي الناس.
_ لحظة بس. 
أوقفها سريعا مستطردا  أنا أسف بجد لو ضايقتك مش قصدي حاجة وحشة اقسم بالله. 
_ عن إذنك. 
قالتها باقتضاب وهي تبتعد عنه لينعت نفسه سرا بالغباء لتسرعه وجعلها تخجل لها كل الحق لتتركه وترحل زفر بقوة قبل أن يلتهم طبق حلواه باستمتاع وعيناه تراقبها أينما حلت ليكتفي بهذا القدر مغادرا بعد أن لاحظ توترها لنظراته التي علي ما يبدو لم تغفل عنها.
حان وقت رحيل

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات