رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل السابع عشر
كوبان من العصير.
_ اتفضلي.
نظرت ليده بتردد قبل ان تلتقط منه الكوب وترتشفه الحقيقة انها تشعر بعطش كبير والعصير أتي بوقته.
ساد بعض الصمت وهي تنظر لوجه النيل الهاديء أما رضا كعادته لا يضيع فرصة تأملها وهي شاردة وملامحها هادئة مسالمة لا ترمقه پغضب أيام قليلة ويحتوي هذا الوجه بين كفيه ويقبل بها ما يشاء هل يبدأ بعيناها التي ټخطف قلبه أم وجنتيها التي تثير به چحيم اللهفة لترفرف شفتيه عليها أم يبدأ بشفتيها ويقسم ان مذاقها سيكون أجمل مذاق عرفته كل خواسه خيالاته تتشعب بشكل أجهده حقا فقال ليطفيء لهيب مشاعره المخيفة هذه حتى يحين الأوان ويطلقها دون رادع يردعه.
تعجبت رافعة حاجبيها من شهيته المفتوحة لتهتف بعفوية
هو انت مش هتتخانق معايا
عقد حاجبيه بدهشة حقيقية متسائل أتخانق معاكي ليه
أطرقت برأسها تغمغم بخفوت كأنها تحدث نفسها مش شوفت الفستان بيقولو إن ده فال وحش قبل الفرح والمفروض تحصل بنا مشكلة دلوقت.
صمت قليلا بوجه جامد يستوعب ما وصل لسمعه قبل أن ينفجر ضاحكا دون سيطرة وهو يصفق كفيه قائلا يا بنت اللذينا.. وأنا عمال اسأل نفسي ايه هداكي وخلاكي ترضي عني وتتصلي عشان نشوف الفستان سوا أتاري ليكي غرض خبيث.
الخرافات دي مش ممكن تأثر معايا مفيش حاجة ممكن تخليني اسيبك يا أشرقت.
أشاحت وجهها عنه تقاوم تأثرها بنبرته ليمازحها بقوله
بلاش تلجأي للأفكار العبيطة دي تاني عشان هتتعبي.
عادت تنظر نحوه بحدة جعلتها شهية أكثر أمامه وهي تصيح بقولك ايه بلاش غلط لو سمحت أنا مش عبيطة علي فكرة.
أصر علي مشاغبتها بتسلية وأفواه السعادة تزغرد في قلبه لقد أختار لتوه ثوب عرسهما أيام قليلة وتكون له هل هناك سببا أكثر من هذا ليفتح شهيته علي الحياة كلها وليس الطعام وحده!
_ طب من فضلك عايزة امشي.
_ هناكل لقمة الأول والله ھموت من الجوع يا أشرقت وحياة خالتك يا شيخة توافقي ناكل سوا قبل ما نروح سندويتشات الكبدة بتاعة الراجل اللي هناك ده هتعجبك اوي.
رائحة الكبدة الشهية تكاد تزكم أنفها وتطيح بثباتها و صراحتا تريد تذوقها والجوع بدأ حقا ېهدد معدتها الخاوية حسنا لن تكسفه لقد حلفها بالغالية علي كل حال.
_ ماشي اتفضل هات خلينا ناكل ونمشي.
ابتسم ممتنا لها وسريعا ما غاب ليحضر لهما الشطائر ويبدأن بالتهامها سويا وكلا منهما ينظر لوجه المياة الهاديء ولا تدري هي انه يتأمل وجهها المنعكس علي صفحة النيل وهي تأكل شطيرتها برقة والشرود من جديد يغزوها يحدث نفسه أنه يوما ما سيشاركها حتي أفكارها هذه فلا تشرد عنه ابدا.
قالها وهو يمشطها سريعا بنظرة فاحصة لتلتفت نحوه متفاجئة بما لم تراه سوي وقاحة لتصيح أحترم نفسك وبلاش الكلام ده.
ضحك ضحكة قصيرة متلذذا من جديد بإثارة حنقها هاتفا كلام ايه هو انا قلت حاجة ولا عارف أنطق بكلمة
_ يا سلام! أمال اللي قلته ده ايه مالك أنت أنا رفيعة ولا تخينة يخصك في ايه.
تخضب وجهها بمزيد من الحمرة التي حاولت مدارتها قائلة بفظاظة يعني انت بتحب الرفيعين ماشي كويس اني عرفت.
حدجها مضيقا عيناه بريبة قبل أن يهتف مازحا ايه ناوية تاكلي حلاوة وطحينة لحد الفرح عشان تزيدي عشرين كيلو مثلا والله مچنونة وتعمليها.
منحته ابتسامجة سمجة ساخرة منه ليميل قليلا هامسا
حتي لو عملتيها جمالك مش هيقل في عيوني.
_ ممكن نمشي بقا.!
قالتها لتحاول الفكاك من حصار مشاعره الذي صار يعلنها بشغف كلما أتته الفرصة شغف تخافه بقدر ما يروق لها ويصيب موضعا بروح الأنثي داخلها.
تعج الطرقات هنا وهناك بأناس وجوه أصحابها تحمل الكثير من المآسي وكذلك المسرات لتكون الأولي من نصيب ذاك الشاب الذي يسير شاردا بلا هدى دون أن ينتبه لموضع خطاويه أين تأخذه كلمات أحدهم القاسېة تدوي بأذنيه گأنها تطارده وتنخر قلبه الموجوع بأثرها في نفسه لا يزال الحذر غائب عن خطاواته ليداهمه صياح أجفله.
حاسب يا أستاذ
صوت فتاة تصرخ اقتحم شروده ليتفاجأ بسيارة نقل تسرع نحوه