رواية تحفة بقلم ډفنا عمر الفصل الخامس عشر
حقدها رغما عنها.
ما الزائد بها عن شقيقتها التي ترملت ولم يكن حظها سوي عجوزا ترعاه قبل ان ترعى أولاده تعيش بشقاء دون أن تجد خيارات افضل بعد ان ظلت دون زواج ثلاث سنوات لا يطرق بابها غير معيوب يريد ان يكمل نقصه بها ولأنها ضجرت من عيشتها تزوجت الرجل الخمسيني ورضيت ان تكون أما بديلة لأولاده وها هي تعيش مثل غيرها عيشة والسلام.
افاقت من شرودها علي صوت جلال فقالت جاهزة في الشنطة قدامك
صمتت هنيهة قبل أن تغمغم بمكر
_ بس تعرف يا جلال لسه مستغربة إن اختك لقيت حد يتجوزها بالسرعة دي مع انها بقيت ست مطلقة أنا اللي افتكرتها مش هتعيده تاني
رمقها بضيق صائحا ومتلاقيش ليه أشرقت يتمناها أحسن راجل في الدنيا أختي مش قليلة يا ست رباب.
جز علي أسنانه وهو يحذرها رباب أخرسي وبلاش غلط بدال ما اخليها ليلة نكد عليكي وسيبيني اكمل لبسي عشان أروح لأختي وابقا معاها وهي بتشتري شبكتها.
صمت قليلا قبل ان ينظر نحوها بقوة مع قوله بجد مش عارفة ليه طيب انا هقولهالك صريحة أنتي مش بتحبي أختي بأي حق بقا عايزة تشاركيها فرحة يوم مهم في حياتها زي ده وانتي جواكي أسود ناحيتها.
قالتها باستنكار ليصيح عليها بحدة أيوة انتي يا رباب ولا فاكراني مش كاشف اللي جواكي أنتي مش فيكي خير ليها خليكي بعيد كفاية اللي شافته منك زمان.
أنهي حديثه معها وأستدار ليثبت ساعته حول معصمه ببرود وهي ترمقه پغضب قبل أن تراه يأخذ شيئا من درج الكومود لتتسائل بفضول لم تستطع مقاومته العلبة دي فيها ايه يا جلال خاتم دهب صح
أحمر وجهها غيظا كما توقع وهي تتمتم علي ايه ده كله يعني هي كانت بنت بنوت ده انت معملتش كده أما اتجوزت عزت اللي كان اول بختها.
أطرق رأسه بأسف وخيوط الحزن تزحف سريعا علي وجهه هامسا كأنه يخاطب ذاته وقتها كنت ببيعها بالرخيص وعمري ما كنت سند ليها انما المرة دي مختلفة أنا عاهدت نفسي أرفع راسها قصاد عريسها عشان يعرف انها غالية مش رخيصة واني من انهاردة هكون سندها طول ما فيا نفس.
هتاخدنا معاك يا أبيه رضا وانت بتشتري دهب العروسة
استدار بخيبة أمل تغزوه لشقيقته الصغري رحمة كان يتمني تلبية طلبها وأخذها هي ومازن فهم عائلته الصغيرة ومن حقهما مشاركته تلك الذكري الأهم في حياته لكنه ېخاف من توابع مجيئهما اليوم لا يريد أول لقاء لهما مع عروسه يكون فاترا هو يتفهم جيدا نفسية أشرقت ربما تعاملت بفظاظة معهما وهذا ما لا يطيقه عليهما لكن حتما لو عاشروها فيما بعد سوف يختلف الأمر هو يراهن علي رقة وصفاء قلبها.
انتشل نفسه من شروده الطفيف قائلا وهو يجثو للصغيرة معلش يا حبيبتي بلاش انهاردة احنا هنروح بسرعة من غير زحمة كتير نشتري شبكة طنط واوعدك أجيبها تشوفوها وكمان هعزم العروسة هنا قريب عشان تشوفيها انتي وميزو.
طوقته الصغيرة بحب ماشي يا أبيه بس انت شكلك حلو خالص وزي القمر لما اكبر هتجوز واحد زيك.
ضحك وهو يلثم رأسها بحنان ربنا يديني العمر لحد ما أجوزك يا قلب اخوكي وأكيد عريسك هيكون أحسن مني.
_ مفيش أحلي منك أصلا يعني.
مزح وهو يقلدها أصلا أصلا يعني طب يلا هسيبك وخدي بالك من أخوكي لما ما أجي أوعي يلعب في حاجة.
_ متخافش يا أبيه أنا كبيرة وهعرف اخد بالي منه هجيب كرتون ونتفرج لحد ما تيجي.
بدت وكأنهم يسوقها لحكم إعدام آن آوان تنفيذه ها هي تسير بينهم والجمود ينحت ملامحها بخطوط من استسلامها