رواية بقى منها حطام أنثى لمنال سالم
في أسكندرية
_ توجهت بها نحو أحد محال المثلجات الشهيرة ثم قامت بحجز كوبين من المثلجات وذهبت لأحضارهن من الداخل في حين أنتظرتها إيثار بالخارج حتي رأتها تأتي فتقدمت نحوها
روان بصي أنا جيتو بالشوكليت والكراميل والفانيليا
إيثار بشهية مفتوحه تسلم أيدك
_ ألتقطته منها ثم ألتفتت فجأة لتصتدم به وتسقط بعض قطع المثلجات علي قميصه
إيثار وهي ترمش بعينيها عدة مرات ااا اسفه اا.....
مالك بلهجة غير مباليه مش مهم حصل خير الحمد لله ان القميص أسود
_ أخرجت منديل ورقي من حقيبتها ثم مسحت به على قميصه بصفو نية في حين صدم هو من فعلتها تلك ولكنه شعر بالسعادة لأقترابها منه وملامستها الغير مقصودة لصدره .. بينما أنتهت هي وكادت تلقي المنديل بصندوق المهملات الموضع جوار المحل ولكنه أسرع قائلا
انا عايزه
إيثار بعدم فهم ليه
مالك بسرعة بديهية عادي همسح القميص تاني
روان طب روح هات ايس كريم بدل اللي باظ ده
مالك بأبتسامة متسعة بس كده طيران وراجعلكوا
إيثار لالا مش عايزة خلاص
مالك بعدم إكتراث مش هتأخر خليكوا هنا
روان وهي تغمز له بعينيها طب أنجز
_ نظرت إيثار لهاتفها لترى كم الساعة فأطمئنت عندما وجدت أن الوقت مازال متاحا لديها.. وما هى إلا لحظات حتي وجدته قد حضر ممسكا بكوب كبير الحجم من المثلجات يتميز بالأطعم المختلفه ففغرت شفتيها بذهول ثم رددت قائله
مالك وهو يشير لملعقتين بيده أحنا الأتنين
إيثار وهي تتلوي بشفتيها اها
_ أشار مالك بيده اليسرى وهو يقول
مالك في مكان حلو أوي تعالوا نروح هناك بدل الزخمة دي
إيثار وهي تنظر حولها بترقب اا ايوه بس ااا.....
مالك ناظرا لروان متقلقيش انتي اصلا خارجه مع روان .. انا جيت صدفه
إيثار وهي تتمعن بعينيه ثم أردفت مستنكره صدفه!
_ قهقهت بخفوت ثم رددت ب....
إيثار طب يلا عشان هنتأخر
_ سلط بصره على مبسمها وهو يتغزل بها داخل نفسه مرددا
وجمال ضحكتها لا يضاهي إشراق شمس بعد رعد وبرق وماء
_ كان يلملم الأوراق والمستندات المكسدة الموضوعة علي سطح المكتب حتي يغادر العمل ويذهب لمنزله .. فوجد صديقه بالعمل محسن قد آتي للتو بعد أن أنهي عمله
عمرو بتأفف بلم الورق اهو وهمشي مكنتش أعرف إن الشغل هنا مرمطه كده
محسن بإبتسامة برزت أسنانه المصفره علي أثر النيكوتين معلش انت أصلك مخدتش علي الشغل معانا لسه
عمرو ناظرا لساعة يده يدوب ألحق أروح وأتغدي عشان أنزل أتفرج علي الماتش بالليل
محسن وهو يغمز بعينيه يابختك ياعم لقمة سخنه وهدمه نضيفه عايش ملك .. ېخرب بيت العذوبيه
محسن بلهجه سريعه لأ عازب ويوم الأجازة بالنسبالي مرمطة عشان بضطر اجيب أكلي من الشارع
عمرو طب اي رأيك تيجي تتغدي معايا بكرة دي الحجه عليها نفس مش علي حد
محسن مدعيا الضيق ياعم مش عايز أضيق عليكوا
عمرو وهو يلكزه بخفه في كتفه عيب عليك ياجدع هستناك بكره بعد العصر أوعي متجيش
محسن وهو يحرك كتفيه خلاص اللي تشوفه
_ أبتسم من زاوية فمه
بمكر بين ثم تحدث لنفسه قائلا
محسن عالله بس تكون موجودة أحسن كل ده يطلع علي فشوش ............
الفصل الثامن
ولمحت في عينيها وميضا
فسلب عقلي رغما عني
وأرداني في محراب حبها قتيلا ...
استمتعت إيثار بالوقت الذي قضته بصحبة روان وأخيها مالك ..
كم ودت لو استمرت تلك اللحظات الممتعة للأبد .. فهي قلما تقضي وقتها بصورة طبيعية .. ولكن لكل شيء نهاية ..
وقبل أن ينقضي اليوم قرر مالك إصطحاب الاثنتين إلى مكانه المفضل ..
في البداية اعترضت إيثار قائلة
كده أنا هتأخر ومش حابة يحصل مشاكل مع بابا وأخويا
نفخت روان من الضيق وغمغمت بخفوت
اخوها الغلس أبو بوز
إلتقطت أذني مالك ما همست به أخته فلكزها وهو يرمقها بنظرات محذرة
خفي يا خفة !
لوت فمها لتقول بضجر
الله
!
رسم مالك إبتسامة بلهاء على ثغره متسائلا
ها يا إيثار موافقة
لفت روان ذراعها حول كتف إيثار وهتفت بحماس
يالا يا ريري مش هنتأخر عشان خاطري وافقي . بليز بقى
أضاف مالك قائلا بحزن زائف
ايوه عشان خاطر الغلبانة دي
اضطرت إيثار تحت تأثير إلحاحهما المستمر أن توافق وهزت رأسها قائلة بإستسلام
ماشي بس هي نص ساعة بالكتير
رد عليها مالك بسعادة بادية عليه
ياه .. ده نص ساعة هتكفي وتزيد
سارت روان وهي متأبطة في ذراع إيثار وإلى جوارهما مالك الذي لم يكف عن الحديث عن مكانه المفضل ومدى جماله وطبيعته الساحرة ...
تشوقت إيثار كثيرا لرؤية المكان الذي استحوذ على تفكير مالك وبات بقعته المفضلة ...
وصلنا
قالها مالك وهو يشير بيده نحو كورنيش البحر حيث صفحة مياهه الزرقاء ورذاذ أمواجه المتلاطمة والهوجاء ...
ضيقت إيثار عينيها وأمعنت النظر في هذا المكان المميز الذي خطڤ أنظارها فور أن رأته ..
لفحت نسمات الهواء العليلة وجنتيها فأصابتها بإنتعاشة رقيقة ..
ورغم مرور بعض الوقت منذ إنتقالها للعيش مع أسرتها في الإسكندرية إلا أنها لم تقم بزيارة واضحة لمنطقة الكورنيش الشهيرة ..
كانت تلك البقعة من الكورنيش شبه خاوية من الأهالي والمارة .. بها سكون آسر .. وسحر خلاب ..
قفزت روان عدة مرات من السعادة وهي تهلل قائلة
واو يا مالك المكان تحفة انت عرفت الحتة دي ازاي
غمز لها قائلا
عشان تعرفي
ثم سلط أنظاره على إيثار وسألها بإهتمام
ها إيه رأيك
تملكها شعور بالإرتباك وهو محدق بها بنظرات وترتها .. فتلعثمت وهي تجيبه
أنا .. أنا مش عارفة أقولك ايه بجد المكان فوق الخيال أنا .. متوقعتش إنه بالحلاوة دي !
سألها
بنبرة ماكرة وهو يتفرس ملامحها بإهتمام
ها يستاهل إنك تيجي عشانه
أخفضت نبرة صوتها وهي تجيبه
أكيد
سعادة غامرة سيطرت على مالك وشعور غريب زاده حماسة لوجود شيء مشترك مع إيثار ...
تأملها بشغف واضح في عينيه وحفر في مخليته إيماءات وجهها البسيطة وتلك الغمازات التي تزيد من طابع حسنها ..
راقب حركة يدها وهي تضحك وتأجج حماسة وهي تخفي إبتسامتها بأصابعها ..
آه لو طالت لحظات بقائها فأرتشف بلا توقف رحيق عشقها وأروي ظمأ روحي بجمال وقرب روحها ....
....................................
لاحقا عادت إيثار إلى منزلها وهي في حالة نفسية ومعنوية عالية ..
صعدت الدرجات قفزا وهي تدندن بسعادة .. ولكن توقفت في مكانها مصډومة حينما رأت سارة تطلع إليها بنظرات غير مريحة فزفرت بخفوت ورددت بجمود
سلامو عليكم
ثم أكملت صعودها للأعلى ولكن جاءها صوت سارة من الخلف سائلا إياها بنبرة أرجفتها إلى حد ما
شكلك مروقة على الأخر كنتي فين
عبست إيثار بوجهها ورفعت حاجبها للأعلى وردت عليها بنبرة محتدة
ميخصكيش يا سارة !
ثم عقدت ساعديها أمام صدرها وأضافت بضيق
وهو أنا بسألك عن أمورك
ردت عليها سارة ببرود
لأ .. !
ثم صعدت خلفها درجتين وأكملت بخبث
بس عاوزاكي تعرفي إني حاطة عيني عليكي وواخدة بالي كويس من اللي بتعمليه !
انقبض قلب إيثار لوهلة وتسائلت بقلق بالغ
قصدك ايه
رمقتها سارة بنظرات لئيمة وهزت حاجبها وأردفت قائلة بنبرة جافة وهي تعاود النزول
انتي فاهمة قصدي ! سلام يا .. يا بنت عمي !
إزدردت إيثار ريقها پخوف وتسائلت مع نفسها بتوتر
هي بتكلم عن ايه بالظبط
أفزعها صوت أخيها عمرو وهو ينزل على الدرج قائلا بغلظة
كنتي فين كل ده
جفلت منه وضمت حقيبتها إلى صدرها وردت عليه بإرتباك
كنت مع .. مع روان
احتقن وجهه نوعا ما وضاقت عينيه وهتف بصوت منزعج
انا مش قايلك ماتخرجيش معاها !!
ردت عليه بصوت شبه منفعل
أنا .. أنا خدت موافقة بابا يعني مخرجتش من رواه
سألها بجدية دون أن تتبدل ملامح وجهه المتصلبة
وهي فين مش كانت معاكي !
ردت عليه بإرتباك يشوب نبرتها وهي ترمش بعينيها
هاه .. مع .. مع أخوها
إتسعت حدقتيه بضيق أكبر وهتف بنبرة شبه غاضبة
نعم !
بررت إيثار جملتها الأخيرة ب
أصل هي قابلت اخوها في الشارع وآآ.. واحنا راجعين فأنا سبتها معاه وطلعت !
وقف قبالتها ورمقها بنظرات جادة قبل أن يأمرها بغلظة
تاني مرة ماتكررش ! مافيش خروج مع البت دي ولا مع غيرها
تجهم وجهها وتشنجت قسماته ثم زفرت قائلة بضجر
يووه دي حاجة تخنق !
وأكملت صعودها إلى المنزل وهي تغمغم پغضب فقد أفسد أخيها لحظاتها الجميلة ومن قبله ابنة عمها المقيتة ..
.........................................
أوصل مالك أخته روان إلى المنزل ثم نزل مجددا ليعود إلى بقعته المفضلة ومعه آلته التي يعشقها الكمان .. لقد عاد تلك المرة وإحساس غريب تمكن منه وأشعره بوجوده ..
جلس مالك حيث جلست إيثار وتلمس بأصابعه تلك الحافة التي كانت تقبض عليها بأصابعها الناعمة ..
تنهد بحرارة وأسند الكمان على كتفه ثم بدأ في عزف لحن جميل ..
أغمض عينيه ليتمتع بتلك النغمات الرقيقة وليستشعر بقلبه سحر تأثيرها ..
تجسد في مخيلته صورة إيثار بإبتسامتها العذبة وعينيها الشقية .. وحركاتها العفوية .. فإرتبط اللحن بها وانسجمت نغماته مع إيماءاتها ..
لم يدر كم مر عليه من الوقت وهو يعزف .. ولكنه أفاق على صوت تصفيقات مشجعة حينما أنهى المقطوعة ..
تملكه الحرج وابتسم مجاملا لمن حوله .. ولوح بآلته ممتنا .. ثم نهض من مكانه وتحرك عائدا إلى المنزل ..
مرت الأيام وزادت اللقاءات بين مالك وإيثار إما في مقهى الجامعة أو في قاعات الدراسة أو عند البقعة المميزة بالكورنيش ..
نبتت بذرة مشاعر بينهما ولكن لم يتجرأ أحدهما على البوح للأخر بما يشعر به ..
ولكن الألحان التي برع مالك في عزفها بحرفية كانت كافية للتعبير عن حبه ..
تأملت إيثار وجهه بجرأة غير معهودة منها وهو يعزف بروحه ويلعب على الأوتار بعصاه السحرية فيلهب صدرها بحب صادق تمنته ..
راقبته وهو مغمض لعينيه فإستمتعت بشغف برومانسيته الحالمة ..
أدار مالك رأسه في إتجاهها و رمقها بنظرات دافئة وهو يسألها بخفوت
عجبتك
أومأت برأسها بخفة وهي تبتسم بنعومة .. فتابع قائلا بصوت رخيم
دي عشانك
نظرت له مصډومة إلى حد ما ورددت وهي ترمش بعينيها
عشاني
هز رأسه وأسبل عينيه نحوها وأجابها بتنهيدة مطولة
أيوه .. أنا .. أنا حسيتها وعزفتها عشانك وبس !
توردت وجنتيها خجلا وأجفلت عينيها حرجا وظلت تفرك أصابعها متوترة ..
فقد تلمست كلماته المنتقاة قلبها ..
راقبها بحب بادي في عينيه وقرر أن يستجمع شجاعته ليعبر عن مشاعره الصادقة نحوها فأخذ نفسا عميقا وزفره على عجالة ثم هتف