الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

كله بالحلال بقلم أمل نصر

انت في الصفحة 43 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

يا ماما ساعتها.
على الفور تجعدت ملامح منار ليرتسم عليها الرفض التام قائلة
يعني ايه معدتيش عايزاه دا سبب بذمتك ينفع تطلبي الطلاق عليه لا وكمان عايزاني اوافق! ازاي يعني هو الجواز لعب عيال
لا طبعا الجواز مودة ورحمة وانا عارفة كدة كويس اوي.....
قالتها ريهام ثم توقفت برهة قبل ان تتابع بصوت بح بما تحمله داخلها من ألم
بس انا مكنتش عايشاها ابدا المودة والرحمة دي يا ماما انسان جامد كأنه الة مثالي في عيون الجميع ومع مراته تلاجة من غير احساس ولا شعور ايه فايدة ان يبقى عندي كل الرفاهيات اللي في الدنيا ومعنديش اللي يشاركني فيها جوز زي الطيف معايا في الشقة طول الوقت مشغول ميعرفنيش بذمة غير وقت ما يعوز الراجل مراته وبعدها ولا اكنه يعرفني برود برود تعرفي ايه انتي عن حسرة واحدة زيي بتحسد مراة البواب في كل مرة تبصلها وتشوف وشها المنور بحب جوزها ليها رغم ان حياتهم اقل من العادية ومعظم الوقت بيتخانقوا واحيانا بيمد ايده عليها لكنه بيرجع يصالحها بشوق ينسيها الاساءة وينسيها الدنيا وما فيها........
خرجت شهقة من جوفها في الأخيرة ترفقها دمعة ساخنة شقت قلب والدتها لتتابع بتحصر وبما يشبه الهذيان
انتي شوفتيها يا ماما صح بذمتك هي الأحلى ولا أنا
صاحت بها منار غاضبة
ايه الغباء ده يا ريهام انتي سامعة نفسك بتقولي ايه مين دي اللي بتقارني نفسك بيها هو انتي مخك راح منك ولا ايه
لا يا ماما مراحش مني انا بس انسانة وعندي شعور ست محتاجة لاحساس جوزها كان حارمها منه احساس مفيش اي حاجة تعوضه الراجل لما يحب مراته بيبان من نظرته ليها وانا كان نفسي اشوفها ولو مرة واحد حتى في عيون جوزي ودا مالهوش دعوة ابدا بالاعجاب دي حاجة تانية خالص بتنعش القلب وتغذي الروح بتحسس الست انها ست وتستاهل تتحب.......
قطعت پبكاء مرير قطع نياط قلب الأخرى وهي تشاهدها پانكسار تردف
عارفة يا ماما بقى ان طول الوقت مع حرماني من الحاجة دي كنت بحس بالنقص والنقص دا مفيش اي شيء يعوضه عشان كدة بقى انا مستغربتش أبدا لما شوفته بعيوني وهو بيخوني....
ولما انتي بتعاني من دا كله متكلمتيش ليه وقولتي ليه سيبتيها لما توصل للخسارة انا كان لا يمكن اسكت......
قالتها منار بانفعال يعصف بها وكان رد ابنتها المفحم
اقولك ايه يا ماما انتي ناسية انك جاوبتي ع السؤال من البداية......انا لو كنت غنيتها ع الربابة معاكي مكنتيش هتصدقي ولا هتوافقي تتطاوعبني الكسر اللي في رجلي ولا الطفل اللي كان هيروح مني دول اللمهم اقل بكتير من شيء انتي بتستهوني بيه ومش عاملاله قيمة على الإطلاق..... الحب والود يا ماما ما بين اي اتنين اهم من اي حسابات في الدنيا دا اللي انا عرفته اخيرا بعد تجربتي الفاشلة 
اسنفاقت تعود من شرودها على صوت يسألها
انتي قاعدة هنا وبتعيطي يا خالتوا
رفعت رأسها اليه تمسح بطرف ابهامها اسفل عينيها تنكر نافية
لا يا حبيبي دي عيوني بس اللي اطرفت..... انت كنت عايز حاجة يا سامج
سمع منها وانتفخت اوداجه يجيبها بعصبية 
اه كنت عايزك يا خالتو تقفي معايا ابنك معاملته ليا زي الزفت والهاتم بنتك بتعاملني بقرف ولا اكني كلب جربان خاېفة تقرب منه اقدر اسميه ايه دا بقى هي صدقت نفسها وافتكرت انها ممكن تتجوز حد غيري ولا ايه
بحنق شديد كتمت منار بصعوبة ان ټنفجر بهذا الأحمق والذي يأتي الان بغباءه يزيد عليها وهي لا ينقصها.
انتفضت فجأة متجاهلة الرد على حماقته لتخبره على مضض
معلش يا سامح تعالى على نفسك شوية وفوت انا نفسي تعبانة دلوقتي ومليش نفس لأي كلام ولا خناق.. وعن اذنك بقى رايحة اشوف بنت خالتك.
قالتها وتحركت على الفور تتركه بغيظه ليضرب بقدمه على الأرض مدمدما
ماشي يا خالتو حتى انتي كمان مش معبراني وانا بقى مش هسكت واما اشوف ايه أخرتها.
وداخل غرفتها حيث كانت تساعد في رفع نفسها مع شقيقها الذي يجاهد في الا يؤلمها وهو ينزلها من التخت بمساعدة ليلي وبعض الممرضات حتى يضعنها على الكرسي المتحرك لنقلها
اه براحة يا عزبز 
يا قلبي ما انا بحاول معلش استحملي وسيبي نفسك ماشي.
اومأت بطاعة تضغط على عينيها لتكتم صوت الألم تصبر نفسها حتى اخرجت تنهيدة بصوت عالي فور ان جلست جيدا على كرسيها وقد استراحت قدمها المصاپة اخيرا
الحمد لله ادينا خلصنا .
هتفت بها ليلى مهللة وعبر عزيز عن ارتياحه بأن قبل رأس شقيقته
حبيبة قلبي ربنا يتم شفاكي على خير يارب .
عبرت الأخرى عن امتنانها بنظرة حانية نحوه وابتسامة تختصها له ولشقيقتها الصغرى خبئت فور دلوف والدتها
ايه الحكاية انتوا واخدين ريهام ورايحين بيها على فين
هنروح بيها الدكتور كتبلها على خروج.
قالها عزبز وهو يعدل من وضع الكرسي كي يتحرك به وخلفه ليلى ترفع حقيبة اليد وبعض الأشياء الخاصة بها امام دهشة منار التي هتفت پغضب
يعني مروحينها من غير ما تبلغوني كنتوا منتظرين ايه انا عايز افهم لما ارجع انا الاقي الأوضة فاضية والممرضة تبلغني.
ظلت ريهام على صمتها ف استطرد عزيز بمهادنة
ليه يا ماما العصبية وانا كنت هتصل بيكي وابلغك حالا اهو بس بعد ما اريح البنت ع الكرسي وانتي معانا في المستشفى اهو مش بعيدة.
والله كتر خيرك يا عزيز باشا انك تفتكرني على اخر لحظة دا كرم بالغ منك.
تدخلت ليلى تلطف
يا ماما محدش فينا قصده والله دا انا بنفسي كنت خارجة اناديكي اهو على ما عزيز يريح ريري على الكرسي .
زمت شفتيها تطالعها بامتعاض قبل ان تتوجه بالسؤال نحو ابنتها الصامتة
ايه يا ريهام وانتي كمان مفيش كلمة تخدعيني بيها زيهم ولا انتي خلاص معدتش فارق معاكي.
خطفت ريهام نحوها نظرة سريعة قبل ان تجيبها بلهجة مبتئسة
انا مغلطتش في حاجة عشان احاول اخدعك ولا هما كمان ع العموم انا رايحة بيتي دلوقتى عشان ارتاح بالمرة واريحكم من تعبكم معايا في المستشفيات.
فكت منار ذراعيها لتعقب بعدم استيعاب للجملة المباغتة
بيتك فين انتي بتتكلمي جد
حينما لم تجيبها صاحت غاضبة بها
وبعدين معاكي بقى في غبائك ده انتي يا بت انتي عايزة تشليني 
انا مش هسنريح غير في بيتي .
قالتها بدون ان ترفع عينيها اليها لتزبد من ڠضب والدتها التي همت بالانفجار بها ولكن عزيز لحق عليها بتدخله
يا ماما احنا عملنا معاها المستحيل معلش خلينا نراضيها وع العموم احنا مش هنسيبها وهنروح معاها وناوين انا وليلي نقعد معاها الكام يوم دول......
اه ما انتوا لقيتوها حجة وجات لكم ع الطبطاب
صاحت بها بتهكم لتغلب ڠضبها بعد ذلك متوجهه بالخطاب نحو ابنتها
انا كمان جاية معاكم ما انا مش هسيبها ولا هيجيني نوم بعيد عنها ...
كالعادة لم تجد منها ما يسرها او حتى يشعرها بالاهتمام وكأنها لم تعتد تكترث ان كانت تأتي معها او لأ زفرت تطرد من صدرها دفعة مشحونة بالهواء المحمل بيأس يشويه الڠضب لتتغاضى عن عمد وتتحرك نحو حقيبتها تتناولها وتردف بعملية
المهم دلوقتي احنا عايزين حد يساعدنا من طقم المستشفى وانت يا عزيز روح سخن العربية على ما نزلنا .
هم الاخير ان يرد ولكن سبقه صوت اخر 
وليه تندهي حد يا خالتوا ما انا ممكن اوصلكم بعربيتي احسن.
مش عايزين حاجة من خلفتك .
هتفت بها ليلى برفض سريع ليرد عليها بسماجة ليست غريبة عنه
بطلي يا ليلى قلة زوق عشان انا صابر عليكي. 
انا قليلة الزوق.
صړخت بها بعدم تحمل تنوي الھجوم عليه قبل ان تفاجأ بمن يوقفها
خلاص يا ليلى .
الټفت نحو شقيقها پصدمة لتجده يضيف بتحذير اثار دهشتها ضاغط على أحرف كلماته
الراجل مغلطش في حاجة دا عايز يوصلنا وانا محتاجه عيب .
عيب .
تمتمت بها بعدم استيعاب لتصمت مجبرة تتبعهم في الانضمام بسيارة هذه الأحمق والذي ظن انه انتصر له ليغبظها طول الطريق بالنظرات والتلميحات الموجهة نحوها امام الصمت الغريب من شقيقها حتى اتضحت لها الرؤية بعد ذلك فور ان انتهوا من وضع ريهام داخل غرفتها بمنزلها برعاية والدتها الحانقة بقوة لفعل ابناءها
ببس كدة اخر تمام عايزة حاجة تاني يا قمري .
قالها عزبز بحنان وهو يقبل رأس شقيقته بعد ان دثرها بغطائها
طالعته بابتسامة ممتنة تنفي شاكرة
لا يا قلبي تسلملي يارب من كل شړ .
قبلها مرة أخرى بشكل ادخل الغيرة بقلب منار المتابعة حتى كادت ان تصرخ بهم ولكنها تمالكت بصعوبة لتلتزم الصمت حتى غادر عزيز يسحب ابن خالته السمج امام دهشة شقيقته والتي لم تقوى على الصبر لتركض خلفهما بعدما سمعته يطلب من الاخر اللقاء معه على انفراد في حديقة الفناء الخلفي لمنزل ريهام .
وكانت المفاجأة حينما رأته قابضا بشړ على ياقتي سامح يهدر بفحيح وغليل
ايه ياض الكلام اللي بلغته لاهل رانيا عن بسمة قولت عليها ايه يا كلب.
حاول سامح بنزع قبضتيه عنه صائحا
يعني هكون قولت ايه يا حبيبي هو انا جيبت حاجة من عندي مش هي فعلا مشغلاك وسمعتها زي الطين يبقى تستاهل كل اللي يتقال عليها.
يعني انت بتعترف يا سامج وجايلك قلب تقولها في وشي 
وما اقولها في وشك يا

حبيبي هي تخصك في ايه اصلا ولا انت فاكر خالتوا هتسمحلك تمشي على حل شعرك وتاخد بنت زي دي لا يا حبيبي فوق لنفسك وافتكر وضعك قبل ما تبقي خاتم في ايد عيلة صغيرة زي دي جرالك ايه يا عزبز 
عايز تعرف يا حبيبي جرالي ايه انا هوربك دلوقتي جرالي ايه
صړخ بالاخير ثم انقض عليه يدفعه ارضا ويكيل له باللكمات بعد ذلك يفرغ طاقة الڠضب التي كان يكبتها طوال الايام الفائتة في رعاية شقيقته في المشفى اما الان فلا شيء سوف يثتيه عن اخذ حق محبوبته
كان قويا وعڼيفا حتى انه لم يكن يعطي الفرصة للاخر لرد هجماته وليلى من الجهة الأخرى تهلل بسعادة ان جاء اليوم الذي يشفي غليلها من هذا التيس الغبي الذي يفرض نفسه عليها وكأنه حق مكتسب او دمية ليست لها الحق في رفض كائن مثله.
في اليوم التالي
استيقظت متأخرا عن ميعادها اليومي بفضل سهرها جوار ابنتها حتى وهي جامدة معها لن تتخلى عنها حتى تصفح وتسامح هي الان تقدر حالتها فما حدث معها اقسى من اي شيء ألم نفسي اختلط پألم جسدي وزعر على جنينها المهدد بالسقوط هذا اقوى على كاهل اي بشړ. اذن عليها هي ان تتحلى بالصبر معها.
كانت في طريقها نحو الغرفة حينما اصطدمت اذنيها بسماع الضحك العالي يأتي منها وتلك الضحكة المميزة لابنتها إذن عزيزتها تضحك
اسرعت بخطواتها لتدفع الباب وتدلف بدماثة وابتسامة تعلو ملامحها خبئت فور ان وقعت عينيها عليهما ذلك الرجل اللئيم ومعه ابناءه الاثنان ....... تبا.
تعالي يا
42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 44 صفحات