كله بالحلال بقلم أمل نصر
عقب سماعه لتعقيب شقيقته
اختي بقالها فترة طويلة متغيرة ومحدش عارف باللي حاصل معاها اكيد جوزها ليه يد في اللي حصل لها دا احساسى.
توسعت عينيه بحنق متعاظم قبل ان ينقل بنظره نحو والدته التي ابتعلت بتوتر وارباك ليست قادرة على تكذيبها وفي نفس الوقت تنتظر دليلا يثبت عكس الفكرة بعد استفاقة طفلتها والتي طال امتكاثها لساعات أخرى حتى خرج اليهم الطبيب المختص يخبرهم عن حالتها
سألته منار بلوعة الام أثارت اشفاق الطبيب ليجيبها ببعض اللطف
اطمني ان شاء هي هتبقى كويسة بس الموضوع عايز صبر ورعاية كبيرة لها هنا في المستشفى.
تدخل عزبز بالسؤال
ليه يا دكتور تحتاج رعاية كبيرة في المستشفى هي حالتها اجهاض ولا ايه بالظبط البواب بيقول انهم دخلوا على صړختها وبعدها كان مغمى عليها
ما هي للأسف كانت فعلا هتجهض بس احنا الحمد لله انقذنا الجنين .
طب الحمد وهي اكيد كويسة دلوقتى صح.
خرجت من ليلى بعفوية وعدم انتباه حتى استدركت لوجوم الثلاثة قبل ان يحسم الطبيب
مدام ريهام جات لنا متأثرة بوقعة شديدة اثرت على بعض أعضاء الجسم عملت رضوض وكسر في الرجل اليمنى مع ڼزيف حاد وقفناه بصعوبة عشان ننقذ الجنين وحياة الام اللي كانت هي الأهم بالنسبالنا
يا حبيتي يا بنتي .
عزيز الذي تماسك بصعوبة امامهم تابع استفساره يريد مزيدا من التوضيح
طب احنا عايزين نشوفها ونطمن عليها ع الاقل نعرف منها ازاي حصل كدة امتى هنشوفها..
ربت الطبيب بخفة على ذراعه يطمئنه بدعم قبل ان يتحرك ويتركه
ذهب من امامهم تاركا الثلاث في حالة يرثى لها وملامح الصدمة اعتلت تعابيرهم لا أحد يستوعب كيف حدث هذا
هبطت بسمة الدرج راكضة بصورة ازعجت والدها وشقيقها الذي كانا يتبادلان الحديث فيما بينهما حتى عقب أحدهما بغيظ نحوها
ايه يا بنتي الغباء ده مش خاېفة لا تتكسري
انا لسة مكلمة ليلي ع الوتس ريهام اختها ياعينى في المستشفى دلوقتي في حالة خطړة هي والجنين اللي بطنها
يا نهار اسود مين يا بت اللي قالك الكلام ده
هتف بها شاكر لها ليعقب ممدوح هو الاخر بقلق.
انا مرديتش اتصل بليلي بعد اللي حصل مع والدتها وقولت استني شوية لكن انتي متعرفيش دا حصل ازاي
يعني ايه قصدك ان جوزها ليه يد في اللي حصل
قالها شاكر بتخمين وكان ردها ايماءة بمط شفتيها بعدم معرفة وتدخل ممدوح معبرا عن ارتبابه
بايا انا قلبي مش مطمن واللي اسمه فهد دا انا اعرف ان عيلته ناس واصلة اوي في البلد......
رد شاكر بتعقل يذكره
وافرض يا ابني لسة مفيش حاجة ظهرت ولا اثبتت انه هو السبب .
طب واحنا يا بابا هنفضل كدة بعاد عنهم من غير ما نطمن ولا نعرف باللي حاصل
قالتها بسمة بعفوية لمست قلبه ليطالعها شاكر بصمت حتى اضاف ممدوح هو الاخر
برغم اني الست دي مچنونة وهزقتني تقريبا لكن انا برضوا حاسس ان يهمني اوي امر العيلة دي بكل افرادها حتى منار المچنونة.
قالها لتبزغ الابتسامة على ملامح الاثنان رغم استيائهم من كل ما يحدث
التف الثلاثة حولها بعدما استفاقت ليطمأنوا عليها وقد بدأت في استعادة وعيها جيدا كي تجيب عن الأسئلة الموجهة لها رغم الوهن الذي ألم بجميع جسدها قبلتها ليلى على جبهتها بحنو تخاطبها
كدة برضوا يا ريري تقلقينا عليكي انا قلبي كان هيوفف من الخضة وربنا
كان ردها بابتسامة ضعيفة ليعلق عزبز هو الاخر
بس احنا لازم نفهم قبل كل شيء انتي قولتي في تحقيق المستشفى انها وقعة عادية بس احنا بقى مش مصدقين جوزك راح فين وسابك كدة ليكون الزفت ده ليه يد
زمت منار شفتيها بعدم تقبل تخالفه
بتقولك وقعة عادية يعني اكيد جوزها مالوش دخل .
لا ليه دخل!
قالتها ريهام لينتبه عليها الثلاثة فجاء الرد من عزيز بحمائية
ليه دخل الكلب الحيوان يعني هو اللي زقك
ردت بضعف
مش هو اللي زقني بس هو السبب.
هتفت منار بنفاذ صبر
هو السبب ازاي يعني ما توضحي يا بنتي بقى
صمتت ريهام لبعض الوقت ترمقها بنظرة غريبة لم تفهمها قبل ان تجيب قاطعة الشك
ظبطتو بيخوني
.....يتبع
الفصل الخامس والعشرون
بأكتاف تهدلت بيأس حتى ذهب عنها كبرياء الأمس والأنف المتعالية جلست على احدى مقاعد الانتظار في ركن منزوي الي حد ما بعيدا عن الجميع .
تعجرفها المعتاد وثقتها التي تفوق الحدود بنفسها كل هذا لم يعد موجودا بعدما هزمت اخيرا هزمتها دمعة ساخنة من ابنتها هزمها انكسار الروح لعزيزتها هزمها الألم مع كل طلة منها نحوها.
لقد باتت كالعدو في أعين اطفالها هي من كانت مصدر الهامهم والمستشار الأول في كل خطوة لهم كيف أصبحت بهذا السوء في نظرهم وهي التي تفعل المستحيل من أجل رفعتهم وتحسن احوالهم كي يعيشون في الرغد والسعادة مع شريك تختاره بعناية شريك يقارب الكمال فهم يستحقون الأفضل ولا ينقصهم شيء
كبتت بصعوبة دمعة كادت ان تفر هاربة من مقلتيها بتذكرها لحديثها لابنتها بعد يومين من الحاډث بعدما استعادت طبيعتها بعض الشيء ولكنها ظلت على حالها في تحميل الذنب لها بتجنبها وتغير المعاملة معها حتى فاض بها وقررت ان
تواجهها
. ممكن بقى تردي عليا يا ست ريهام وتحطي عينك في عيني بدل ما انتي بتهربي مني كدة ولا اكني عدوتك........ بصي في عيني يا بنت.
صاحت بالاخيرة حازمة حتى اجبرت الأخرى على الأنصياع لها والرد
نعم يا ماما ادي عيني في عينك اهو عايزة ايه بقى
عايزة سلامتك يا حبيبتي
قالتها بتهكم لتستطرد بقوة ودفاعية
بتقصدي انك تتجنبي وتتجاهليني في نفس الوقت اللي بتضحكي فيه وتهزري مع اخواتك ولا اكن الشخصية اللي بتتعامل معايا هي نفسها اللي بتتعامل معاهم.
إيه اللي حصل لدا كله يعني عشان جوزتك لفهد اللي اسم عيلته بس يهز الدنيا مديرية بحالها.... كان عريس لقطة من كل النواحي وانتي نفسك كنتي هتطيري بيه وكل بنات العيلة كانت بتحسدك عليه اتغير بعد الجواز ولعب بديله انا ايه ذنبي تحمليني ليه نتيجة اللي حصل هو انا كنت هجوزهولك واديكي معاه ضمان اللي حصل حصل بقى بتحمليني ليه النتيجة
لم تتأثر ابنتها بكل ما سبق بل اظهرت جمودا في توجيه السؤال لها
طب انا لو كنت طلبت منك اطلق منه من قبل دا كله ما يحصل لسبب واحد هو اني معدتش عايزاه كنتي هتوافقي يا ماما ساعتها.
على الفور تجعدت ملامح منار ليرتسم عليها الرفض التام قائلة
يعني ايه معدتيش عايزاه دا سبب بذمتك ينفع تطلبي الطلاق عليه لا وكمان عايزاني اوافق! ازاي يعني هو الجواز لعب عيال
لا طبعا الجواز مودة ورحمة وانا عارفة كدة كويس اوي.....
قالتها ريهام ثم توقفت برهة قبل ان تتابع بصوت بح بما تحمله داخلها من ألم
بس انا مكنتش عايشاها ابدا المودة والرحمة دي يا ماما انسان جامد كأنه الة مثالي في عيون الجميع ومع مراته تلاجة من غير احساس ولا شعور ايه فايدة ان يبقى عندي كل الرفاهيات اللي في الدنيا ومعنديش اللي يشاركني فيها جوز زي الطيف معايا في الشقة طول الوقت مشغول ميعرفنيش بذمة غير وقت ما يعوز الراجل مراته وبعدها ولا اكنه يعرفني برود برود تعرفي ايه انتي عن حسرة واحدة زيي بتحسد مراة البواب في كل مرة تبصلها وتشوف وشها المنور بحب جوزها ليها رغم ان حياتهم اقل من العادية ومعظم الوقت بيتخانقوا واحيانا بيمد ايده عليها لكنه بيرجع يصالحها بشوق ينسيها الاساءة وينسيها الدنيا وما فيها........
خرجت شهقة من جوفها في الأخيرة ترفقها دمعة ساخنة شقت قلب والدتها لتتابع بتحصر وبما يشبه الهذيان
انتي شوفتيها يا ماما صح بذمتك هي الأحلى ولا أنا
صاحت بها منار غاضبة
ايه الغباء ده يا ريهام انتي سامعة نفسك بتقولي ايه مين دي اللي بتقارني نفسك بيها هو انتي مخك راح منك ولا ايه
لا يا ماما مراحش مني انا بس انسانة وعندي شعور ست محتاجة لاحساس جوزها كان حارمها منه احساس مفيش اي حاجة تعوضه الراجل لما يحب مراته بيبان من نظرته ليها وانا كان نفسي اشوفها ولو مرة واحد حتى في عيون جوزي ودا مالهوش دعوة ابدا بالاعجاب دي حاجة تانية خالص بتنعش القلب وتغذي الروح بتحسس الست انها ست وتستاهل تتحب.......
قطعت پبكاء مرير قطع نياط قلب الأخرى وهي تشاهدها پانكسار تردف
عارفة يا ماما بقى ان طول الوقت مع حرماني من الحاجة دي كنت بحس بالنقص والنقص دا مفيش اي شيء يعوضه عشان كدة بقى انا مستغربتش أبدا لما شوفته بعيوني وهو بيخوني....
ولما انتي بتعاني من دا كله متكلمتيش ليه وقولتي ليه سيبتيها لما توصل للخسارة انا كان لا يمكن اسكت......
قالتها منار بانفعال يعصف بها وكان رد ابنتها المفحم
اقولك ايه يا ماما انتي ناسية انك جاوبتي ع السؤال من البداية......انا لو كنت غنيتها ع الربابة معاكي مكنتيش هتصدقي ولا هتوافقي تتطاوعبني الكسر اللي في رجلي ولا الطفل اللي كان هيروح مني دول اللمهم اقل بكتير من شيء انتي بتستهوني بيه ومش عاملاله قيمة على الإطلاق..... الحب والود يا ماما ما بين اي اتنين اهم من اي حسابات في الدنيا دا اللي انا عرفته اخيرا بعد تجربتي الفاشلة
اسنفاقت تعود من شرودها على صوت يسألها
انتي قاعدة هنا وبتعيطي يا خالتوا
رفعت رأسها اليه تمسح بطرف ابهامها اسفل عينيها تنكر نافية
لا يا حبيبي دي عيوني بس اللي اطرفت..... انت كنت عايز حاجة يا سامج
سمع منها وانتفخت اوداجه يجيبها بعصبية
اه كنت عايزك يا خالتو تقفي معايا ابنك معاملته ليا زي الزفت والهاتم بنتك بتعاملني بقرف ولا اكني كلب جربان خاېفة تقرب منه اقدر اسميه ايه دا بقى هي صدقت نفسها وافتكرت انها ممكن تتجوز حد غيري ولا ايه
بحنق شديد كتمت منار بصعوبة ان ټنفجر بهذا الأحمق والذي يأتي الان بغباءه يزيد عليها وهي لا ينقصها.
انتفضت فجأة متجاهلة الرد على حماقته لتخبره على مضض
معلش يا سامح تعالى على نفسك شوية وفوت انا نفسي تعبانة دلوقتي ومليش نفس لأي كلام ولا خناق.. وعن اذنك بقى رايحة اشوف بنت خالتك.
قالتها وتحركت على الفور تتركه بغيظه ليضرب بقدمه على الأرض مدمدما
ماشي يا خالتو حتى انتي كمان مش معبراني وانا بقى مش هسكت واما اشوف ايه