رواية بصائر تغشاها الثرى بقلم ډفنا عمر الفصل الخامس "حصري"
ملل تتلمس منه سعادة داخلية لا تشعرها مع أصيل رغم كل ما يفعله لأجلها.. هناك نقص داخلها يؤرق مضجعها دائما..نقص تتسع دائرته بروحها ولا تدري كيف توقف اتساعه.. حياتها تفتقد شيء ما تبحث عنه بين الطرقات دون هدى..وازداد هذا الشعور داخلها منذ لقائها بضحى زوجة رفيقه.. وحكايا رفيقاتها المشابهة عن قصص حب خاضوها واستمتعوا بها.. كأن الجميع يتآمر عليها لتتحسر على حياتها الباردة أكثر وأكثر..رغم حب أصيل لا تشعر بالدفء..حتى صغارها لا يشعروها بهذا الدفء ولا يكفوها لترضى بحياتها وتقنع.
توالت الأيام بها وحالها مستقر نوعا ما..لكن متى دام شيء على حاله وذاك الزميل الذي لم تكترث له من وقت حضوره ېختلس نحوها النظرات دون غيرها كأنه يعلن إعجابه بها.. هذا ما فضحته عيناه ولا تسألون كيف تيقنت من ظنها تلك أمور تدركها المرأة ولا يخطئها حدسها هذا الرجل مجذوب لها شيء من الغرور والرضا الخفي توهج بروح غزل لأن سهم فتنتها لازال نافذ يخترق القلوب ليس بجديد أن ينجذب أحدا لسيدة بفتنتها لكن الجديد والخطېر دون مبالغة أن تنساق هى لجاذبية هذا الرجل وسامته لا تستطع تجاوزها قوامه الرياضي أناقته تثير الإعجاب حتى تتعجب داخلها كيف يكون مجرد زميل معهم وهو يليق أن يكون رئيس لهم كل شيء بهذا الرجل يسوقها لأحاسيس تخشى عواقبها لو رضخت لها بلحظة ضعف..وما أكثر لحظاتها الهشة.
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
اطاعته شاردة منذ عادت من عملها تفكر بأمر الزميل رغما عنها.. وسريعا ما وضعت قدح الشاي أمام أصيل على طاولته الصغيرة جلست تتأمله ودون شعور راحت تقارن زميلها الوسيم بزوجها فقير الوسامة ذوق ملابسه العادية دون أناقة ملفتة خيالها يشرد عنها مثل جواد جامح فقد صاحبه اللجام ذهنها مشوش وذاك الزميل يفرض سيطرته على أفكارها الخفية طيلة الوقت تشعر بالخۏف لانحراف خواطرها تحاول مبارزة مشاعرها الخطېرة هذه بسيف التجاهل لكنها من جديد تفشل وتظل أسيرة أفكارها اللعېنة.
ترجلت غزل خارج بناية الشركة بعد انتهاء عملها لتقف تهمهم بسباب ساخط وهي تنظر لكعب حذائها المكسور أوف على النحس ده وقته ياربي هرجع البيت ازاي.
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
غزل.
التفتت لتجده هو "رامي" يقترب نحوها حتى وقف قبالتها وهو يرمق حذائها بأسف.
شكل في مشكلة معاكي.
تنحنحت لتخفى أثر ارتباكها منه.
عادي أنا هتصرف.
هتتصرفي ازاي يعنى
ثم أشار لسيارته اتفضلي اوصلك.
لا شكرا يا استاذ رامي انا هعرف اشوف حل و..
قاطعها غزل من فضلك بلاش الرسميات دي واتفضلي معايا انا هوصلك مش هخطفك يعني.
شعرت بالضيق لتباسطه معها لتصيح بحدة نبعت من تأثرها به.
ابتسم يرمقها بنظرة غامضة قبل أن يقول بهدوء.
أنا أسف.. حبيت نتعامل مع بعض بطريقة بسيطة لأننا زملاء عمل في الأخر.
ولو.. بردو يبقى فيه حدود يا أستاذ رامي.
أومأ معتذرا.
تمام وأسف يا مدام غزل مش قصدي أتعدى حدودي.. ثم أشار لسيارته.
ممكن تتفضلي اوصلك
رفضت بحسم.
شكرا..هاخد تاكس.
وليه منا ممكن أوصلك لأقرب محطة تركبي منها.
صاحت بضجر.
قلت لحضرتك شكرا..عن أذنك.
وابتعدت دون إعطائه مجالا لمجادلته.. تهرب من تأثير نظراته الغريب نحوها..هذا الرجل يرمقها كأنه يعرفها.. والعجيب شعورها أنها قابلته في مكان ما يلح عليها.. لكن لا تتذكر أين ومتى..وأثناء شرودها هذا ألتوت قدمها لتسقط أرضا تصرخ من الألم.. أسرع نحوها يغيثها.
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
أغمضت عيناها وملامح الۏجع جلية عليها ليمد لها يده بتلقائية قائلا.
أمسكي إيدي وقومي معايا.
نظرت لكفه الممدودة لها دون استجابة..حاولت النهوض لتفشل وهي تسقط من جديد.
مدام غزل خليني أساعدك و أوديكي المستشفى بسرعة.. احتمال رجلك تكون اتكسرت.
هكذا كانت تشعر والألم الرهيب ينم حتما عن تهشم عظام قدمها.. اضطرت الاستعانة بكفه لتنهض.. شعرت بتوتر شديد ما أن تلامست أيديهم ونغزة من تأنيب ضميرها لفعلتها حتى لو كانت مجبرة.. فلا يجوز بأي حال من الأحوال لمس رجل أخر.
ثواني أقرب العربية منك عشان مش هتقدري تمشى.
نظرت حولها بارتباك وهو يقف أمامها ويفتح باب السيارة يدعوها لتستقل جواره.. بعد تردد عاجزة عن الوقوف على قدميها رضخت اخيرا لدعوته واستقلت سيارته تدعوا ألا يراها أحدا من زملائهما فلن تسلم من الأقاويل حينها.
شوفتي بقا طلعت مش وحش هياكلك ويفترسك لو ركبتي العربية معايا.
ابتسمت ابتسامة باهتة دون تعقيب ليستطرد
في مستشفى هنا قريبة ربع ساعة ونوصل عندها.
غمغمت.
لو سمحت وصلني عند باب المستشفى وامشي وأنا هتصرف.
اعترض بقوله.
أزاي اسيبك في الحالة دي وانتي مش قادرة تمشي.
معلش أنا هتصرف.. هتصل بجوزي يجيني.
أومأ متفها قلقها ليتمتم بإحباط.
عندك حق.. الأفضل جوزك هو اللي يبقى معاكي.. عموما اللي يريحك.
توقف أمام المشفى لتغادر سيارته بصعوبة من فرط الألم ثم جلست جانبا فوق الدرج عاجزة عن صعوده.
طب خليني أساعدك لحد ما تدخلي الأستقبال.
وجدت نفسها تحدثه بحدة مما تشعر به من ضغط.
من فضلك يا أستاذ رامي أمشي وكتر خيرك لحد كده.. هتصل بجوزي وهو اللي هيساعدني.
استقبل حدتها بحزن وغمغم بحرج.
أنا أسف كان قصدي أساعد.. مش هاين عليا أسيبك في الحالة دي لوحدك.
شكرا لحضرتك.. اتفضل وأنا هتصرف.
لم يبقى له سبيلا إلا الرحيل لتهاتف زوجها وتخبره بما صار معها..استشعرت خوفه الشديد وهو يقول في عجالة.
خليكي مكانك يا حبيبتي دقايق واكون عندك.
لم يمضى القليل إلا و وجدت سيارة أصيل تقف أمامها يغادرها بلهفة مهرولا نحوها يتحسس قدمها المصاپة بحزن.
ايه اللي حصل يا حبيبتي.
كعب جزمتي اتكسر..حاولت امشي رجلي اتلوت من غير ما اقصد.
حملها بين ذراعيه يمنحها نظرة دافئة وهو يصعد بها الدرج المفضي لردهة أستقبال المشفى.
سلامتك يا حبيبتي.. إن شاء الله بسيطة.
أخفت وجهها بكتفه تشعر بالخزي لمواجهته..هل لو علم أصيل أن رجل غيره لمس كفها وساعدها لتصل إلى هنا سوف يمرر الأمر
جيتي ازاي هنا لوحدك
توقعت سؤاله وأعدت الإجابة مسبقا.
طلبت أوبر وصلني لحد هنا بس مقدرتش اطلع السلم لوحدي.
لثم رأسها لتشعر بحرج مما ينظرون لهما وهو يعبر بها ردهة الأستقبال وسريعا ما تعامل المختصين معها.
شرخ في الكاحل.. هتحتاج أسبوعين أو تلاتة متمشيش على رجلها لحد ما تخف تماما.
هكذا قال الطبيب الذي استكشف حالة قدمها وشرع في لف جبيرة حولها تحت نظرات أصيل الحزينة لأجلها..حملها بين ذراعيه متوجها لسيارته وأسكنها بحرص في المقعد الأمامي متخذا موضعه جوارها.. التقط يدها وقبلها بحنان.
ألف سلامة عليكي حبيبتي.. معلش في ميزان حساناتك.
أومأت له شاعرة بالإجهاد والضيق معا لتعبر عنه.
هعمل ايه في شغلي يا أصيل.
متقلقيش هروح بكرة اطلبلك إجازة ومعايا الإشاعة بتاعة رجلك.. مفيش حاجة أهم من صحتك دلوقت.
وعدل لها وضع ظهر مقعدها لترتاح في جلستها استرخت مغمضة عيناها تهرب من نظراته.. تشعر أنه لو دقق النظر إليها لكشف كذبها بشأن مجيئها إلى المشفى.. كما وخز ضميرها يؤنبها لكن ماذا كانت تفعل وهي عاجزة عن النهوض وحدها..ما كان أمامها إلا الاستعانة برامي.. الأمر بسيط لا يحتاج منها كل هذا الجلد من ضميرها..ليكف هذا الأخير عن لومها.. لا ينقصها لومه.
في نفس لحظة مغادرة ريان البناية كانت هي مقدمة عليه مفترشة ابتسامة تخبر