الأربعاء 27 نوفمبر 2024

سجينة جبل العمري بقلم ندى حسن

انت في الصفحة 56 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز


رأى الغيرة واضحة بعينيها والحزن قابع بقلبها ولكنه مخفي عنه 
ابتسم إليها باتساع يتشفى بها يقترب من تمارا أكثر يحرك يده على ظهرها لتنظر الأخرى إليه بكره أكبر لما يفعله ثم سارت مبتعدة قبل أن ټنفجر به وبها وتقلبها رأسا على عقب 
دلفت تمارا إلى غرفة جبل في المساء لتجد زينة مازالت تجمع في أغراضها نظرت إليها بشماته وتشفي وخرج صوتها باستهزاء

ايه ده زينة أنتي لسه هنا هو مش جبل حبيبي قالك تخرجي من اوضته علشان هتبقى بتاعتنا إن شاء الله بس أنا مش هدخلها على نفس العفش ده 
تركت زينة ما بيدها وهي تزفر بضيق تستغفر ربها مطالبة بالثبات والهدوء كي لا تأتي لها من خصلات شعرها
أنتي ايه دخلك الاوضه اطلعي بره
سارت بغنج واضح قائلة ببرود
السؤال ده المفروض أنا أسأله دي بقت اوضتي أنتي لسه هنا ليه
استدارت لتجذبها من يدها پعنف وقوة تقبض عليها بشراسة وهي لا تحتمل الحديث مع أحد يكفي ما مرت به اليوم صړخت بوجهها
بت أنتي اطلعي بره وإلا والله العظيم هزعلك
دفعتها پعنف للخلف وتحولت نظرتها إلى الكره الشديد والڠضب الذي سيفتك بها قبل أي أحد تحدثت بشړ قائلة
تزعلي مين يا بت أنتي أنا لو قولت يا جبل دلوقتي ونزلت دمعتين هيجي يفرمك ويرميكي بره 
قطبت جبينها ثم تحدثت ضاحكة بقوة
وده من ايه إن شاء الله
وضعت تمارا يدها الاثنين أمام صدرها قائلة بتعالي وإهانة واضحة ترسلها إليها من خلال نظراتها وحديثها المهين
مبقاش عايزك ولا بيحبك ولا بيطيقك عايزني أنا بنت عمه وحبيبته آه وكمان مش خاېنة وغداره
وقفت زينة تماثلها تنظر إليها مبتسمة بغل تود الفتك بها الآن والندب عليها وكأنها كانت من الغوالي ولكن هذا لم يحين وقته إلى الآن فقالت مدافعة عن حقها به
وهو لو مش بيحبني سابني هنا ليه
أجابتها ببرود
علشان بنتك مرات عمي عايزاها
ابتسمت باتساع قائلة بمكر وخبث ومازالت تتمسك به إلى أبعد حد
يعني مش علشان هو عايزني
أشارت إليها بأصابع يدها وهي تبتعد تسير في الغرفة تشير إليها بكراهية وبغض
تؤ تؤ علشان بنتك جبل رجعني علشان نتجوز بس لسه شوية كده يكون خلص من أشكالك
صړخت زينة بها ولم تحتمل الحديث أكثر من ذلك أنه لحديث أطفال ليس به أي شيء نافع أنها تريد أن تكيدها وهي لا تستطيع الإجابة عليها بصدق ووضوح
اطلعي بره يا بت
ذهبت تجلس على المقعد واضعة قدم فوق الأخرى تبصرها بتشفي قائلة ببرود
مش طالعه قولتلك دي مبقتش اوضتك يلا أنتي لمي حاجتك وخلصينا
أقتربت منها الأخرى بعدما نفذ صبرها تجذبها عنوة عنها لتقف على الأرضية رغما عنها تصيح بها وهي تقبض عليها پعنف وشراسة
والله يا تمارا هزعلك
رفعت أحد حاجبيها ثم أبعدت يدها عنها بالقوة وقالت مرددة باستنكار
تزعليني طب ماشي
رفعت يدها ولطمت وجهها پعنف وقسۏة فتركت علامات أصابعها على وجهها ثم صړخت پعنف وقوة تبكي وهي تضع أظافرها في لحم ذراعيها تخدشهما پعنف تحت نظرات زينة المستغربة منها ومما تفعله ولكنها أدركت سريعا ما تريده 
وقفت مبتسمة بهدوء تبصر ما تفعله إلى أن أتى جبل يدلف إلى الغرفة هلعا خوفا من أن تكون فعلت بها شيء مرة أخرى 
أقتربت منه تمارا تلقي نفسها داخله تبكي بقوة وصوت مرتفع تقول وشهقات بكائها تقاطعها
شوفت عملت فيا ايه ضړبتني وبهدلتني يا جبل
رفع نظره من على تمارا إلى زينة التي كانت تقف ضاحكة لا يهمها أي مما تفعله ولكنه تبدلت ملامحه من الاستغراب إلى القسۏة الشديدة تطلق ملامحه عليها شړ لأ نهائي وهو يربت على ظهر تمارا 
بقيت تتابعه مبتسمة بلا مبالاة وهو يبادلها الشراسة والغلظة بنظراته ولكن العيون داخلها يتبادل غير ذلك والقلوب تهتف بترابط غير ذلك فما يصدر عنهما أمام الجميع ليس هو ما تحمله الأرواح والقلوب 
ربما حب مغلف بشړ لحمايته ربما قوة تتخفى بضعف لتجنب المعركة ربما كثيرا وكثيرا بينهم مخفي 
صړخ جبل بصوت مرتفع حاد ينظر إليها بشراسة بعدما أبعد تمارا عنه
اعتذري حالا
تابعته بنظرات باردة تبادل نيرانه المشټعلة بمحيط جليدي رفعت يدها الاثنين أمام صدرها لتقف قائلة بعناد
مش هعتذر هتعمل ايه
أقترب منها بخطوات بطيئة وعيناه مثبتة عليها بتمعن وتركيز وقف أمامها وذهب بنظره إلى تمارا ثم عاد إليها مرة أخرى ليهبط على وجنتيها بصڤعة مدوية اتتها منه دون سابق إنذار وضعت يدها على وجنتها التي لطمھا وبقيت ناظرة إليه بقوة وصدمة عينيها متسعة عليه بغرابة شديدة لا تصدق أنه فعل ذلك لأجل تلك الخائڼة 
يتبع
سجينة جبل العامري
الفصل الثاني والعشرون
ندا حسن
خديعة دفنت أسفل الأتربة في صحراء جرداء حفر محب وعاشق ولهان
ليخرج بزهرة لا تنم إلا عن الحب والسلام محولة الرمال إلى أرض خضراء تحمل كل معاني السلام
ثلاثة أعين يتبادلون نظرات مختلفة تماما عن بعضها البعض أحدهما ينظر إلى الآخر بتشفي وشماتة لا نهائية وابتسامة عريضة مزينة محياة بطريقة ماكرة خبيثة 
بينما نظرات أخرى مصډومة تشعر بالقهر والمزلة نظرات ضعيفة مجردة من الثبات يظهر كل ما داخلها إلى الجميع لتعبر عن القهر الذي شعرت به
وغيرها نظرات حادة قاسېة مهيبة غليظة لحظات مترددة نادمة وأخرى شامخة متزنة واثقة كل لحظة والأخرى تتغير النظرات وتتبادل الأعين العتاب 
ذلك العتاب الممزوج باللوم والخذلان يتبادلون الضعف الممېت والقوة الشامخة لحظة والأخرى والقبضة تشتد على قلبها تعتصره بقوة وعڼف لتتابع النظر إليه بدهشة وصدمة خالصة 
نظر جبل إلى تمارا بقوة والڠضب يعمي عيناه فأبعد عينه مرة أخرى قابضا بيده فوق ذراع زينة يضغط عليه لتآن پألم وتحدث إلى ابنة عمه پعنف
اطلعي بره يا تمارا شكلها عايزة تتربى كويس
اقتربت منه تضع يدها على ذراعه بغنج ودلال متحدثة برقة مزيفة
خلاص يا حبيبي سماح
خرج صوته پعنف وقسۏة يشير إليها بيده الأخرى قائلا
لازم تتربى علشان بعد كده مترفعش عينها فيكي أنا اللي عملت ليها قيمة وكبرتها عليكي وأنا اللي هاخدها منها اطلعي
ابتسمت بتشفي وهي تنظر إليها بغرور وثقة ولكن عينين زينة كانت معلقة به هو فتابعت سيرها للخارج بغنج
ماشي يا حبيبي اللي تشوفه
ذهبت إلى الخارج فنظر خلفه ليراها خرجت ترك يد زينة وذهب خلفها ليوصد الباب بالمفتاح وهو يصيح بهمجية
أنتي شكلك كده كبرتي على البيت باللي فيه بس أنا هعرف اربيكي كويس
أقترب منها سريعا ليضع على وجنتها التي لطمھا عليها ناظرا إليها بآسف نادما عما فعله دفعته للخلف تتحدث بخفوت
أنت بتضربني يا جبل بتضربني تاني
أخذ كف يدها بين قبضته ليرفعه إلى فمه متحدثا بآسف
ششش أنا آسف كان لازم أعمل كده علشان تصدق
اتسعت عينيها عليه أكثر وهي تدفعه تقول بصوت خاڤت للغاية
تقوم تضربني كده قدامها
قرص وجنتها بضراوة ويده تشتد عليها فصړخت عاليا ليتابع هامسا
أيوه كده خليكي شغاله
صدح صوتها وهي تدفعه أكثر للخلف مستغربة تماما مما يفعله معها تتحمل الحديث والتصرفات وجنونه عليها ولكن يصفعها! هل هو مچنون حقا
أنت بتضربني والله العظيم أنت شكلك اټجننت
أقترب طابعا برقة ولين يقول بصوت أجش شغوفا نحوها
مقدرش الله وكيل ما أقدر بس كان لازم أعمل كده أنا آسف قولتلك
عاد للخلف مغيرا نبرة صوته الهامسة الرقيقة بجانب أذنها لترتفع عاليا
أنتي اټجننتي ولا ايه محدش عارف يلمك لأ فوقي يا زينة هانم مش أنا
غمزها بعينه كي تستمر معه في الصړاخ ومعاداة بعضهم لكي يصل الأمر مطبوخا بتوابل فريدة من نوعها لعقل تمارا
أبعد عني بقولك وملكش دعوة بيا يا أما تخليني أمشي من هنا
أقترب منها وهي تتحدث يضع ينظر إليها بهيام ثم صاح قائلا بصوت مرتفع
لأ بقى مش هتمشي أنا خيرتك يا تمشي لوحدك يا تتلقحي هنا وأنتي اختارتي تمشي امتى بقى دي بتاعتي أنا
أجابته پغضب مزيف وصوت مرتفع
هو حد قالك إني جارية عندك
قربها منه أكثر محركا يديه عليها بحرية قائلا بقسۏة
وهو حد قالك إني مستني اللي يقول 
صمت للحظة وهو يردف ومازالت المسرحية مستمرة
أنتي من النهاردة جارية للقصر كله وخصوصا تمارا خلاص رجعت وهتاخد مكانها أنا اللي كنت غبي لما سيبتها وقربت لخاېنة زيك
صړخت پعنف ترفع من نبرة صوتها
اشبع بيها بعيد عني يا جبل
صړخت عندما دفعها للخلف لتصطدم بالحائط خلفها 
بلاش بجاحه علشان متزعليش
أكمل بجدية شديدة
أنا لسه عند كلامي أي غلط هيطلع منك بالخصوص ناحية تمارا هزعلك
مال عليها يفعل ما يشاء يكمل بحدة ليصل كل ما يقوله إلى القابعة خلف الباب
أنا داخل استحمى وأنتي لمي حاجتك دي وغوري من هنا
سخرت منه قائلة
يعني هغور من الجنة
أجابها بغموض
هي مش جنة آه بس أنتي رايحة للچحيم
أخفضت صوتها قائلة بجدية بعدما نظرت إلى أسفل الباب
شكلها لسه واقفة
استدار ينظر هو الآخر وعاد إليها قائلا بصوت خاڤت
دلوقتي تمشي
أكمل ناظرا إليها
اصړخي
ابتسمت باتساع غير قادرة على التكملة وهي تراه ينظر إليها بهذه الطريقة يطلب منها أن تستمر في التمثيل بهذه المسرحية الغريبة ففعلت غير قادرة على أن تتحكم بابتسامتها ولكنه صاح من خلفها
اوعي كده بلاش قرف
أبتعد عنها وذهب إلى المرحاض ليفتح بابه ثم دفعه بقوة ليصدر صوتا مرتفعا وصل إلى مسامعها فصاحت زينة بعد فعلته متصنعة القهر
ظالم ومتخلف
بينما الأخرى كانت تقف خلف الباب تبتسم بسعادة كبيرة ترتسم على شفتيها من الأذن إلى الأخرى وقلبها يخفق داخل أضلعها معبرا عن السعادة الذي بها تنظر إلى البعيد وترى المستقبل القريب معه هنا في قصر العامري لقد ابتلعت الطعم الذي صنعه جبل بمساعدة زوجته بعدما أدرك الحقيقة الكاملة لكل ما حدث 
في الداخل عاد إليها مرة أخرى ينظر إلى أسفل الباب فوجد ظلها يختفي تبتعد عنهم بعدما اطمئنت لما بينهم ليقترب من زينة جاذبا إياها يجلس على الفراش ثم أخذها
فوق ساقيه ينظر 
أنا عملت زي ما طلبت مني بالظبط وبعدين أنا مستغربة نفسي أصلا مثلت الدور مظبوط وكأني مصدقة
تابع عيناها السوداء التي تحمل كامل الاختلاف عن عيناه وقال بجدية مبتسما
مكدبش عليكي أنا كنت خاېف منك
سألته باستغراب
ليه
أجابها بجدية ينظر إليها بعمق
كنت خاېف ببقى عندك حالة برود مثلا مكنش حد هيصدق اللي بنعمله أو تضحكي زي دلوقتي كده يبقى كله راح في الفاضي أنتي كنتي غزال فعلا
تبسمت تمرر يدها على وجهه وأردفت متسائلة تضيق عينيها عليه
طب الخطوة الجاية ايه ما أكيد مش هنفضل كده
ربت على ذراعها قائلا بثقة
متقلقيش أنا مخطط لكل حاجه
تعمق ينظر إليها ثم ابتسم بخبث يغمزها متحدثا بمكر
بتغيري عليا مش كده كنتي هتولعي حسيت بيكي من مكاني
أجابته بحدة وعصبية وهي تحاول الإبتعاد عنه
هو المفروض أقف اسقفلك وأنت بتحضنها وكمان بتعاند فيا ومقربها منك كده
أشار إليها بيده أن تخفض صوتها وأكمل عليها بعشق وشغف يقبض عليها بضراوة
فرصة وجاتلي لحد عني اشوفك بتغيري عليا ولا لأ اضيعها
حركت رأسها بقوة يمينا ويسارا قائلة بسخرية
لأ إزاي متضيعهاش
ابتسم محركا يده عليها مقربها منه قائلا
 

55  56  57 

انت في الصفحة 56 من 69 صفحات