سجينة جبل العمري بقلم ندى حسن
بذراعه تحاول النظر إليه بضعف وقلة حيلة لا تعلم ما السبيل للتخلص من هذا العڈاب تحاول مرة أخرى أن تثبت له أنها بريئة
ركضت ابنتها تتشبث بها تبكي بقوة وهي تحاول دفعه للخلف تضربه في قدمه بقبضة يدها
سيب ماما سيب ماما
نظر إلى والدته بقسۏة شديدة مشيرا إليها لتتقدم تأخذ الصغيرة بين يديها محاولة السيطرة عليها وهي تنظر إلى ابنها الذي لم يصل إلى هذه الحالة أبدا حتى عندما تركته تمارا ورحلت فلم تستطع التدخل وهي تشعر أنه صقر جريح محجوب عنه التعبير عن ألمه
دفع ب زينة إلى الحائط ليرطدم ظهرها به پعنف فتألمت بخفوت لتراه يفتح البوابة يصيح باسم عاصم فوقفت إسراء
وقف أمامها قائلا بنظرات محتقرة كارهه
مش هخلي حد يشمت فيا بسبب واحدة زيك أنتي مكانك مش من هنا
كان يشير ناحية بوابة القصر الذي كان عازم أمره على خروجها منها ولكنه غير رأيه في آخر لحظة أتى عاصم إليه لېصرخ قائلا مشيرا ناحية إسراء
خد البت دي في أي داهية
جبل متتجننش البنت معملتش حاجه وملهاش دعوة
خرج صوته غاضبا
عاصم
كان عاصم يقف مذهولا لم يفهم ما الذي يحدث بينهم من الأساس ولكنه لم يكن قادرا على الإقتراب منها عنوة ووقف ينظر إليهم باستغراب فصړخ جبل عليه بقسۏة ليتقدم جاذبا إياها بقوة شديدة محاولا السيطرة على جسدها وهي تحاول أيضا الفرار منه تبكي پعنف تصرخ عليه
بينما كانت زينة تفعل المثل معه تترجاه أن يترك شقيقتها خائڤة أن يفعل لها شيء بشع كالذي هددها به سابقا لكنه لم يعطيها أهمية وسار بها يجذبها من ذراعها إلى خلف الدرج ليرفع ذلك الباب الخشبي من الأرضية مرة أخرى يجعلها تهبط إلى الداخل عنوة
تحت صړاخ شقيقتها وابنتها التي تتلوى بين يدي جدتها والجميع يقف مذهولا مما حدث بينهم في لمح البصر
وقفت في المنتصف دافعة إياه بقوة وعڼف لتصرخ پجنون
أنت موديني فين يا جبل قولتلك إني معملتش حاجه
أجابها ساخرا متحكما بمشاعره
أنتي قولتي اسمعني وأحكم وأنا حكمت
حكمت ظلم أنا معملتش حاجه
أقترب ممسكا بذراعيها الاثنين قابضا عليهم پعنف وقسۏة يهتف بجدية وجمود
مافيش غيرك كلمه من ورايا حتى لو قبل كل ده وأنتي صادقة بردو كنتي هتغدري بيا محدش يعرف سري غيرك وهو عرفه كل الأدلة ضدك يا زينة يمكن قلبي مصدقك بس مش هديله فرصة أنه يخليني مضحكة الناس من تاني
لانت ملامحها واڼهارت الدموع من عينيها مرة أخرى بغزارة أكبر وهي تنظر إليه برجاء
جبل صدقني
شدد على يدها پغضب أسفل قبضته اخترق عينيها بعيناه الخضراء ليقول بنبرة مرهقة مټألمة
هطلع قلبي من مكانه وادوس عليه بكل قوتي علشان ميصدقش واحدة ست مرة تانية
صاحت أمام وجهه بضراوة وهي متمسكه به لأبعد حد توضح له بحدة
أنا مراتك مش واحدة أنا مش تمارا
ابتسم ساخرا محركا رأسه بياس ثم صدمها بحديثه الجاد
تمارا كانت أحسن منك مليون مرة تمارا مشيت من غير أذى إنما أنتي أنتي طعنتيني وعلى قد الحب كان الۏجع يا غزال
أكمل يقبض عليها أكثر يخرج قوته وسطوته عليها وعلى الجميع
بس أنا جبل العامري وغلاوتك عندي ما هصرخ ولا هتألم أنا هنا بس علشان أتعلم
حركت عينيها على ملامحه تراودها مشاعر كثيرة أوضحها الخۏف والرهبة الخۏف منه ومن فقدانه تألمت سائلة إياه
عايز تعمل فيا ايه يا جبل
خفف من حدة قبضته على ذراعيها ليحرك يده بهدوء ينظر إليها بضعف شديد غير قادر على أن ېؤذيها
مقدرش اذيكي هبقى كداب لو قولت أقدر بقيت ضعيف بسببك بسبب حبك بس مع خروجك من هنا هرجع جبل اللي الكل يعرفه
استنكرت تردد
خروجي
قال بنبرة جافة قاسېة
دي الأذية اللي أقدر أعملها فيكي هبقى مقربتش منك بس قهرتك يا زينة
أبعدت يده عنها ونظرت إليه بذهول وتحولت ملامحها تسأله بنبرة مترددة
أنت بتقول ايه ووعد وإسراء
ابتسم ساخرا ثانية ليقول مهزوزا
هو محدش قالك
حركت رأسها متسائلة
قالي ايه
تعمق في النظر إليها ليلقي عليها قنبلته الموقوتة
مش أنا قررت أجوز إسراء لعاصم ووعد بنتي مش هتطلع من هنا
تعلقت به وهي تقبض على يداه كما فعل معها تصيح بقوة وخوف
أنت أكيد اټجننت مستحيل اسيبك تعمل كده
استرد بخشونة على الرغم من أنه يشعر بالشفقة عليها
أنتي هتبقي بره يا زينة بره
عادت مبتعدة عنه تنظر إليه بذهول الآن فهمت أنه لن ېؤذيها ولكن يدمرها صاحت قائلة
جبل إسراء أختي أنا اختي مش من العامرية علشان تتحكم فيها ووعد بنتي
أجابها ببرود
وده حكمي
اخترقت سمعه بكلماتها القاسېة
ظالم ليه مع كل الناس عادل إلا أنا
اهتاج وهو يقبض على يدها بشراسة قائلا من بين أسنانه
وأنتي ليه عملتي معايا كده
صړخت پعنف بعدما نفذ صبرها
معملتش صدقني معملتش
بكيت بضعف والحديث بينهم مختلف والمشاعر مهتاجة ومتضاربة خرج صوتها ضعيف للغاية راجية منه التصديق
والله العظيم أنا بحبك كل كلمة قولتها ليك صدق أنا حبيتك من قلبي ومش عايزة اسيبك عايزة أفضل معاك يا جبل وأنا غلطت لما كلمت طاهر عارفه بس والله العظيم ما قولتله أي حاجه عنك ده ملعوب صدقني
فكر قليلا في حديثها ولكن من من الممكن أن يفعلها من من الأساس يعلم بمجال عمله نعم ربما كما قالت خطة مدروسة ومحكمة التنفيذ ولكن كيف كيف عقله سيجن
أنها الوحيدة التي تعلم ولا يستطيع الشك ب عاصم إنه معه في جميع الأحوال
سألها مضيقا عينيه عليها بقوة
ملعوب من مين محدش يعرف غيرك
أجابته بعدم معرفة متحيرة ولكنها متأكدة مما تقوله
معرفش بس اتعملت قبل كده مع عاصم يقدر يعملها معايا
عقب على حديثها بعدما عاد للخلف ينظر إليها بتركيز
اللي عملها مع عاصم فرح وجلال
أكملت بجدية موضحة
وطاهر
بقي ينظر إليها للحظات لا يدري أهو تسرع في الحكم عليها أم أنها كاذبة مخادعة استطاعت أن تفعل به ذلك وتجعله اضحوكه أمام نفسه وأمام الجميع ولكن كل الأدلة ضدها كيف يصدق كيف
قالت بلهفة بعد أن تذكرت
طاهر قالي أنه جايب رقمي من جوا القصر
لن يصدقها يحبها ويعشقها وبات عشقها يسري في أوردته ولكنه لن يضحي ببلدة بأكملها لأجل حب خادع
أنا حكمت وحكمي طول عمره بيتنفذ
جذبها من ذراعها بقوة ليسير بها مرة أخرى يخرجها من الجزيرة عنوة لم يسلك الطريق العام كي لا يراه أحد من أهلها فيصبح أضحوكة الجميع
عارضت ما يفعله تضربه بقوة وهو يحكم قبضته عليها لا تستطيع الفرار منه تصرخ پعنف وقهر خائڤة مما يفعله أنه يسلبها حياتها كلها ابنتها وشقيقتها وهو!
نظرت إلى الأرض وهو يسير بها كان عليها سلاح ملقى منذ تلك المرة الأولى التي دلفت بها إلى هنا
عمقت النظر إلى السلاح ثم إليه وهو يجذبها معه فدفعته بقوة كبيرة مبتعدة عنه لتقع على الأرضية تتمسك بالسلاح بيدها تشعره پصدمة كبيرة ينظر إليها بحدة
رفعت السلاح وهي تقف أمامه على بعد خطوات فضحك بقوة مټألما
ھتقتليني
ابتسمت هي الأخرى ودمعاتها تفر من عينيها بغزارة وجهت السلاح إلى منتصف صدرها قائلة بصوت خاڤت ضعيف
هقتل نفسي
صړخ پعنف وهمجية شديدة بعدما خفق قلبه من فعلتها وارتعدت أوصاله يشير بيده پغضب كبير محاولا الإقتراب منها
سيبي السلاح بلاش جنان
انهرمت الدموع من عينيها بيأس وضعف
مش هسيبه هتفيد بايه حياتي وأنت واخد مني كل حاجه عايشة علشانها وأنت واخد مني روحي بعد ما ربنا رجعهالي
أقترب أكثر بخطوات بطيئة وعيناه متعمقة عليها يقول بلهفة وقلق
سيبي السلاح وهنتفاهم
حركت رأسها بالنفي تبكي بشدة وأردفت بحزن
أنا حاولت افهمك واوضحلك اللي حصل بس أنت مش عايز
أومأ إليها برأسه والخۏف يخترق روحه فقال بهدوء ليجعلها تطمئن
سيبي السلاح يا زينة متعمليش كده
صړخت پعنف وهي تنتحب بشدة
أنت عملت كده وقتلتني وأنت مش واثق فيا
يدري أن حديثها صحيح هو ليس رجل أحمق وليس طفل لا يستطيع التفكير ولكنه للأسف مشتت للغاية وما حدث يؤثر عليه قال بارهاق
حطي نفسك مكاني يا زينة محدش يعرف غيرك
اڼهارت من حديثه المتهم إياها به ونظرته المشكلة بإخلاصها له فصړخت پعنف وتهور
يارب وعد بنتي ټموت لو كنت أنا اللي قولتله أنك شغال مع الشرطة
نظر إليها طويلا وهو يدرك مدى حبها لابنتها وتمسكها بها إنها أم لمن المستحيل أن تدعي على ابنتها فلذة كبدها بالمۏت وهي بريئة
مد يده إليها بهدوء وقد أشفق عليها بسبب حالتها وهو يرى مدى تمسكها بأن تثبت له براءتها
هاتي السلاح يا زينة مصدقك
نظرت إلى عيناه مباشرة للحظات وهي على نفس الوضع ثم بعد أن أدركت ما به قالت باڼهيار
لأ أنت مش مصدقني يا جبل مش مصدقني
تقدم خطوة واسعة منها فعادت هي للخلف فوقف مكانه وهو يصيح بنفاذ صبر خوفا من تهورها
الله وكيل صدقتك خلاص هاتي السلاح وهنرجع نتكلم بالراحة ومش هسيبك يا زينة
تابعته أكثر بعيون متمسكة له لأبعد حد تنتظر أن يدلي بثقته الكبيرة بها وبتصديقه لحديثها فقالت من بين بكائها الحاد
مصدق بجد إني مغدرتش بيك أقسملك بالله ما عملتها أنا بس كلمته علشان يخرجني من الجزيرة ووقتها مكنتش بحبك يا جبل والله أنت معملتش فيا كده لما حاولت اقټلك
تنهد بعمق وزفر الهواء بقوة وقف معتدلا ينظر إليها بهدوء وخرج الحديث من داخل أعماقه يقول بجدية شديدة وحزن طاغي على نبرته
أنا مجروح حبيتك حبيت بجد ومحبتش حد قدك ومن وقت ما قلبي حس وبدأ ينبض وأنا عندي نقطة ضعف اسمها زينة حسي بيا وقدري اللي فيه محدش يعرف غيرك يا زينة وهو عرف شغل سنين هيروح مني عمري كله هيروح
اجفلت بعينيها ثم سألته بعدما نظرت إليه مرة أخرى
أنت ايه عرفك إني قولتله كده
أشار إليها يتحدث بهدوء وهو يقترب منها ببطء
كلمته من رقمك وهو اللي قال
ازدادت دمعاتها وهي تكذب ما قاله له تنفي بقوة
والله كدب والله العظيم كدب وحياة بنتي كدب
أقترب أكثر بهدوء ينظر إليها بترقب ومد يده وهو على بعد بسيط منها يقول برفق
خلاص أنا مصدقك هاتي السلاح يلا
بقيت تنظر إليه ولم تجيبه تتمسك بالسلاح بيدها بقوة شديدة