رواية بصائر تغشاها الثرى بقلم ډفنا عمر الفصل الرابع "حصري"

أستاذة ضحى  
وانتي طيبة يا فيروز  
ثم مازحتها  
يا بنتي بطلي كلمة أستاذة دي وقولي أسمي عادي احنا في النهاية زملاء مدرسة واحدة  
الفتاة بتهذيب 
لا ميصحش لأنك أكبر واقدم مني في المدرسة  
منحتها ضحى ابتسامة إعجاب لتعقب زميلة أخرى  
البنت فيروز دي متربية مرتين والله  
لترد أخرى  
قولي متربية سبع مرات أنا محدش احترمني في حياتي كلها زيها ربنا يسترك يا فيروز يابنتي  
ضحكت الزميلة الأولى وكلمتها الأخيرة توحي انها عجوز ليقاطعهم قول ضحى التي لملمت اغراضها 
سلام يا جماعة أشوفكم على خير أول الأسبوع 
وأسرعت تبحث عن ابنتها بين رفقائها الصغار بعد أن وصلتها رسالة ريان أنه صار ينتظرها في الخارج 
هرولت كارما ليتلقفها أبيها بحنان  
قلب بابا وحشتيني خالص  
وانت وحشتيني أد الدنيا 
وري بابا رسمتي ايه انهاردة مع أصحابك  
قالتها ضحى التي استقلت جواره والصغيرة تلتقط بحماس دفترها الملون وراحت تستعرض لأبيها رسمة تلو أخرى وريان يظهر انبهار مبالغ به ليشجعها حتى توقفت الصغيرة عند أحد رسوماتها تختبر أبيها  
 هديك حضڼ كبير لو قولت مين دول
تأمل ريان رسمتها وهو يدعي التفكير مليا قبل أن يقول بثقة  
دي أنا ودي ماما والعصفورة اللي في النص دي تبقى كارما حبيبة باباها  
صفقت الصغيرة لإجابة أبيها الصائبة وكافئته بعناق رقيق ليلاحظ ريان انشغال زوجته بالهاتف تكتب لأحدهم  
بتكلمي مين يا ضحى
دي جيجي صحبتي  
مجرد ذكر اسمها أورث ملامحه نفورا وضيق شديد دون ان تنتبه ضحى لذلك  
في حاجة يعني
تسائل بفضول لتجيبه ببساطة  
لا ابدا ياحبيبي بتسألني انا فين عرفتها أننا نازلين حي الخيامية نجيب فانوس لكارما وزينة جديدة عشان بيتنا 
لم يمتلك ردع حدته تلك المرة وصاح بضيق 
هو انتي لازم تعرفيها كل مكان نروحه
رمقته ضحى بدهشة  
ايه يا ريان مالك اتعصبت كده ليه هو أنا قلت سر
لا مش سر بس مش طبيعي أبدا صحبتك تبقى عارفة كل خطوة بتمشيها مش للدرجادي يعني 
بابا ماما
نداء الصغيرة وهي تتنقل بنظراتها الخائڤة بينهما لفت انتباهه ليجبر نفسه على الهدوء وهو يحتضنها بحنان يهذب شعرها القصير  
مټخافيش يا حبيبتي مفيش حاجة أنا مش بزعق لماما حتى شوفي  
ومال يلثم جانب وجهها لتفتعل ضحى ابتسامة حتى تطمئن طفلتهما أنهما لا يتعاركان  
ثم همس بأذنيها  
خلاص ياضحى حقك عليا مش قصدي ازعلك 
نظرت له عابسة لحظات قبل ان تشفق عليه وتمنحه ابتسامة حقيقية استشعرها ريان واثلجت صدره وسريعا ما أدار محرك سيارته وانطلق بهما حيث يقصدون 
الأسعار غالية جدا عن السنة اللي فاتت
علقت ضحى وهي تمر بعيناها على سعر كل سلعة وتقارنها بما ابتاعت العام الماضي  
طبيعي مفيش أسعار بتفضل على حالها  
ده حتى الزينة يا ريان غالية أوي  
يا حبيبتي محڼا عندنا زينة أصلا بس هنجددها بحاجة جديدة زي ما اتعودنا أختاري حاجة من اللي شوفتيها نشتريها  
أشارت له  
عاجبني أوي مفرش السفرة اللي هناك ده 
ازاحها جانبا في موضع رائق قليلا وقال  
طب خليكي أنتي وكارما هنا لحد ما اشتريه واجي  
وقفت تنتظره ثم داعبت ابنتها  
عجبك الفانوس اللي بابا اشتراه يا روح ماما
عجبني خالص 
ابتسمت وهي تضمها وتتأمل فانوسها هي الأخر بسعادة بدت طفولية منذ زواجها ولم يمر عام إلا ويشتري لها ريان فانوس