رواية بصائر تغشاها الثرى بقلم ډفنا عمر الفصل الثالث "حصري"لموقع أيام.

كست ملامحها لتخفيها سريعا قائلة بود ظاهر 
ربنا يخليكم لبعض حبيبتي بصراحة يعني ريان يستاهل انا مشوفتش راجل بيحب مراته وبنته وبيته زيه..حقيقي حاجة نادرة في الزمن ده. 
لتضحك مازحة ما شاء الله يعني احسن تقولي بحسدك.
ضحكت مع قولها لا مټخافيش مش بآمن بموضوع الحسد ده وبعدين انتي صاحبتي حبيبتي ومستحيل تقولي أو تعملي حاجة تأذيني يا جيجي. 
ثم رفعت يديها بوضع الدعاء 
يارب يرزقك براجل زي ريان واحسن كمان. 
_ يا ستي عايزاه نصه حتى انا راضية. 
واكملت المهم كده خلصنا كل حاجة والتورتة والجاتوه عملتهم فاضل يسقعوا شوية في التلاجة.. ويارب يعجبوا جوزك.. ضروري تعرفيني رأيه فيهم. 
ضحى اكيد طبعا هقولك هو انا بخبي عنك حاجة وهيعجبوه مادام انتي اللي عاملاهم..لأني بصراحة فاشلة في قصة التورت دي وكنت هشتري من برة. 
_ تشتري من برة وانا موجودة ده انا أستاذة فيهم. 
واسترسلت يلا بقا انا همشي عشان اسيبك تروحي للكوافير تروقي على نفسك عايزة ريان يجي يلاقي عروسة مستنياه. 
حدجتها بامتنان مش عارفة من غيرك في حياتي كنت هعمل ايه يا جيجي عمرك ما بتتأخري عني ابدا منين ما احتاجك بلاقيكي انتي اكتر من أختي. 
_ متقوليش كده ربنا يعلم بحبك ازاي. 
ثم غمزت لها المهم دلوقت هسيبك تجهزي قبل ما يجي سي ريان. 
ثم اقتربت تهمس لها قميص النوم اللي اشتريناه سوا على ذوقي هيجننه ومتشوقة تحكيلي رد فعله لما يشوفه عليكي الليلة.. عايزة اعرف كل التفاصيل. 
ابتسمت بمسحة خجل لا تزال محتفظة بها
بس يا بنت عيب مالكيش دعوة بالحاجات دي. 
_ بقى كده يا ست ضحى ماشي بردو بكرة مش هسيبك غير لما تحكيلي كل حاجة بالتفصيل الممل. 
ضحكت ثم قالت. 
_طب ثواني اجيبلك نصيبك من الجاتوه انتي وطنط قبل ما تمشي. 
وقفت جيلان منتشية لشعورها أنه الليلة سوف يتذوق ما صنعته يداها.. لقد وضعت كل مشاعرها بتلك الحلوى رغم غيرتها التي بدأت تغزوها ولا تقدر على ردعها.. لكن يجب أن تتحمل وتظل قريبة منهما.. ربما.. ربما تجد لها فرصة بين جدران هذا المنزل يوما ما.
وبينما هي تنتظر وقع بصرها على شيء أمامها كأنه يوحي لها بفكرة ما لم تخطر في بالها قبل اللحظة..ألتقطته خلسه وعبرت للمرحاض تخفيه لتغيب برهة قصيرة وتخرج ونظرة غامضة تبرق بعيناها. 
_ اتفضلي يا ستي وابقي سلمي على طنط.
أفتعلت لها ابتسامة باهتة وشبح ذنب طفيف يحتلها وهي تأخد منها طبق الحلوى ورحلت شاعرة بالتوتر وانها أخطأت ولكن ماذا تفعل.. فكأن شيطان نفسها يتحكم بها دون إرادة وهي عاجزة عن صده.
بقدر حرصها لتكون ذكرى زواجهما يوما مميز كان هو الأخر ينتقي هديتها باهتمام بالغ متشوقا لرد فعلها عاد لمنزله الذي فاحت منه رائحة ذكية وبدا له مختلفا ابتسم وهو يهمس لنفسه يحصلك حاجة لو مغيرتيش نظام البيت كل شوية وغيرتي مكان كل حاجة ثم راح ينادي عليها. 
_ضحى انتي فين يا حبيبتي.
لحظات لم يسمع ردها قبل ان تفاجئه من الخلف بعناق.
_حمد الله على السلامة يا حبيبي. 
استدار لها وملامحه تنضح بمشاعره قبل ان يطلق صفيرا مبهورا مع همسه ايه الجمال ده كله. 
أنعش قلبها إطراءه وراحت تدور حول نفسها ليطير معها شعرها المسترسل مستعرضة طلتها قائلة 
بجد النيولوك ده عجبك 
_ عجبني جدا. 
_ وشعري لونه حلو والقصة الجديدة لايقة عليا
تمتم بإعجاب حقيقي تحفة ويجنن. 
استرسلت بالمزيد لتغترف من نظراته الدافئة وإطراءه والقميص يا ريان ايه رأيك فيه وفي لونه. 
همس وعيناه تنضح بالإعجاب . 
_عايزة رأيي بالكلام ولا بالفعل
منحته ضحكة رقيقة مدركة مقصده لتتدلل وهي تطوق عنقه نطفي الشمع الأول وندوق التورتة وبعدها.. وصمتت ونظراتها العاشقة تعده وعدا بليلة دافئة تليق به ليحملها ريان بغتة هامسا بس انا دلوقت عايز ادوق حاجة تانية أشهى من التورتة.
_ ريان.. 
غاب معها يلاطمان امواج مشاعره بعالمهما الخاص.. ثم أغمض عيناه يكاد يقع بغفوة قبل ان تداعب وجهه بمشاكسة ريان معقول هتنام من غير ما نطفي الشمع وناكل من التورتة وتاخد هديتك.
ابتسم وأشرع جفناه يحارب شعور الغفوة الثقيل الذي أصابه وتمتم خلاص يا حبيبتي مش هنام هقوم اخد حمام يفوقني عشان اعرف اسهر معاكي شوية. 
غاب دقائق استعدت هي بارتداء ثوب اخر بعد اخذ حمام دافيء في مرحاض غرفة نومها.
اقتطعت له قطعة حلوى وضعتها في صحنه. 
_ يلا دوق وقولي رأيك. 
تمتم بعد تذوقها باهتمام. 
حلوة اوي يا حبيبتي تسلم ايدك.. ظبطت معاكي المرة دي. 
_بالهنا والشفا على قلبك بصراحة جيجي اللي أنقذتني انهاردة وعملت بنفسها التورتة والجاتوه كمان. 
كاد ريان يبصق ما ابتلعه وهو يزوى حاجبيه بضيق. 
_ وجيجي تعملها ليه مش فاهم 
_ عادي يا ريان مانت عارف اني بفشل في التورت وبتبوظ مني.. وكنت هشتري بس جيجي قالتلي انها شاطرة فيهم وجت من الصبح تعملهم وتنظم البيت معايا. 
وواصلت بعفوية. 
_انت مش ملاحظ ان ترتيب البيت متغير
تهكم بقوله.
_ ملاحظ طبعا ومش عاجبني. 
_ مش عاجبك
قال بجمود. 
_ أيوة.. وبكرة هتطلع مرات البواب تساعدك ترجعي البيت زي ما كان الاول. 
شعرت بالحزن والإحباط ليستطرد. 
_ وعلى فكرة التورتة دي وحشة ومش عاجباني. 
اندهشت ببراءة. 
_ بس انت لسه قايل ان طعمها عجبك يا ريان. 
_ كنت بجاملك يا ضحى.
لتجده يفعل اخر ما توقعته وهو يلملم باقي قالب التورتة والحلوى بصحن كبير ثم هاتف البواب واخبره أن يصعد له.. وسرعان ما أعطى الرجل الحلوى ثم أوصد الباب خلفه.
شعرت بقساوة تصرفه فلم تسيطر على دموعها التي تدفقت من عيناها مطرقة رأسها أمامه لا تدري لما ثار وضخم أمرا تراه لا يستحق ثورته وغضبه وانتابها الحزن لختام ليلتهما بما لا تتمناه..همت بتركه إلى غرفتها ليجذبها لصدره مغمغما بخفوت وقد ټأذى قلبه لرؤية دموعها. 
_ متزعليش.
لينسكب المزيد من دموعها فوق كتفه فيربت عليها هامسا باعتذار مقبلا سائر وجهها ليمحو أثر ڠضبها منه..ثم جلس فوق احد المقاعد المقابلة للطاولة واخذها فوق قدميه كعادته معها مجرفا برفق بقايا دموعها بأنامله قائلا. 
_ حبيبتي انا مقصدش ازعلك بس انتي عارفة اني مبحبش اكل غير من إيدك.. انا من بعد جوازنا مبقيتش بستطعم حتى اكل امي واخواتي البنات.. والمفروض دي حاجة تفرحك يا ضحى. 
_ ايوة يا ريان بس مكانش في داعي تكبر الموضوع كده والتورتة مكانتش سيئة للدرجادي. 
_ لأ سيئة بس انتي اللي مش واخدة بالك يا ضحى. 
كان يرمي بقوله لشيء أبعد من ظاهره ليغمغم وهو يلاطفها. 
_ خلاص بقى يا ضيحا روقي وخلينا نكمل احتفالنا. 
_ هنكمله كده من غير حاجة حلوة
_ مين قال إن مفيش حاجة حلوة استنيني دقيقة. 
وغاب قليلا لتراه عائدا يحمل صحنان يتوسط كلا منهنا قطعة كيك لتضحك معلقة. 
_ يا نهارك ابيض! انت فتحت شنطة الحاجات الحلوة بتاعة كارما وأخدت الكيك بتاعها دي هتفضحتا لما ترجع. 
مازحها. 
_ يا ستي هجيب غيره قبل ما ترجع.. يعني هخفي الچريمة قبل ما تكتشفها. 
واقتسم قطعة صغيرة بواسطة الشوكة وقربها من ثغرها لتلتقطها منه وتفعل له بالمثل ليقول بمرح. 
_ ادينا احتفلنا يا ستي.. كيك بالكريمة ده ولا لأ يا متعلمين يا بتوع المدارس. 
ضحكت وهي تقر من بين ضحكاتها. 
_ كيك يا باشا وزي الفل. 
_ تعرفي فاضل ايه عشان نختم