غابة الذئاب والسحر الأسود بقلم فاطمة الألفي
يقود سيارته بسرعة فائقة وهي تنزوي على حالها بجانب النافذة تخاف ان
ماذا سيحدث لها هل هي مخطۏفة من قبله واخبرها عن جده ووالدته للايقاع بها فهذا هو الطعم لاصطياد ضحيته.
وأثناء شرودها وافكارها المتخبطة توقفت السيارة فجأة تطلعت حولها بترقب لتجد نفسها داخل حديقة واسعة وعندما سمعت صوته يأمرها بالترجل من داخل سيارته خطت بقدميها أرضا وهي تتطلع بانبهار من الأزهار والأشجار العملاقة المحاطة بأسوار الفيلا
هيا اتبعيني
تسمرت مكانها خوفا منه ولكنه سبقها للداخل وعندما ولج لداخل الفيلا لم
يجدها خلفه زفر
اصعد لغرفة كارم وتحدث معه فمنذ عودته وهو رافضا للحديث وحبيس لغرفته
هز رأسه بالايجاب
حسنا أمي وهم في خطواته مبتعدا عنها ولكن توقف فجأة عندما تذكر فتاة الورد فنظر لوالدته وقال
قالت والدته بلهفة
بائعة الورد
أجل وهي بالحديقة الآن يبدو أنها خائڤة مني
أبتسم بخفة ثم اكمل طريقه في صعود الدرج ثم توجها إلى غرفة شقيقه
وسارت جميلة تغادر الفيلا لتجد الفتاة تنظر حولها بقلق ولكن عندما اقتربت منها جميلة أبتسمت لها الفتاة بارتياح وتنفست الصعداء بعدما أطمئن قلبها بأن الشاب كان صادق معها.
ما أسمك
زينة
اتفضلي يا زينة والدي منذ أن راءك وهو يريدك ودائما يتسأل عنك حمد لله أن تميم وجدك هيا معي اريد التحدث معك بأمر هام
رافقتها داخل الفيلا وبعد أن جلست معها قصت عليها عرضها بالعمل داخل الفيلا ولكن عملها يقتصر على مراعاة والدها فقط الاهتمام بموعد الدواء والجلوس معه بالحديقة والتفتل معه خارج الفيلا وكل شيء خاص به تكون مرافقة له وتظل جواره واذا تطلب الامر المبيت فلا مانع لها بذلك تريد إقامة كاملة من أجل راحة والدها.
هذا عرض جيد ولكن علي أن أتحدث مع والدتي واخبرها بالتخلي عن قطف الأزهار وبيعها وان عملي سيستغرق ساعات أطول
حسنا زينة وانا انتظر ردك ولكن لا تتأخري بالرد ما رأيك في رؤية والدتي وتناول طعام الغذاء معا
لا مانع أن أرا الجد عزيز ولكن لا داعي لشيء اخر
هز جميلة رأسها رافضة لحديثها وقالت بود
نهضت عن مقعدها ومدت كفها لزينه وهي تقول
هيا لنصعد إلى غرفة والدي لكي تري فرحته بنفسك عند رؤيتك
سارت معها وهي تتشابك بيدهم في ألفة منها ومحبة ثم طرقت باب غرفة والدها ودلفت قائلة بحب
ما رأيك في هذه المفاجأة والدي العزيز
مرحبا يا صغيرتي أين ورد الجوري
ضحكت جميلة وغادرت الغرفة بهدوء لتترك لهم حرية الحديث فهي تعلم بأن الفتاة ستقبل بعرضها بعدما وجدت بينهما تلك الألفة..
اما عن الغرفة الخاصة ب كارم
جلس تميم أمامه يحاول فهم سبب حالته تلك
ما سبب كل هذا الحزن ألم تخبرني سابقا أنك مجبر على الخطبة لكي تهرب من ضغط والدتك الزائد ولم تكن ل سيران أي مشاعر وكل ما كان يجمع بينكم صداقة طفولة ليس إلا ما حدث لكل هذا التغير الجذري ولما حزين بهذا الشكل يجب عليك أن تحتفل لقد تحررت من قيود الخطبة وتحكم والدتك أيضا وستفعل ما يحلو لك دون تدخل من احد
هتف غاضبا
أصمت تميم أنت لم تفهم شيء
رفع حاجبيه مندهشا من نبرة شقيقه ثم قال متسألا
حسنا وأنا هنا لكي افهمك هيا أنصت لك جيدا
وقعت بحبها وانتهى الأمر قلبي هذا الذي
ضحك تميم على شقيقه وقال غير مصدقا
انت تمزح.. تتوهم ذلك هذا وهم كارم عندما بعدت عنك شعرت بأنك تحبها وتعشقها هكذا فجأة يبدو أنك تتوهم يا شقيقي
لا لم اتوهم هذا حب حقيقي
قال باستهزاء
حسنا كم مرة أخبرتها بأنك تحبها وتعشقها لهذا الحد ماذا فعلت لها لتثبت لها حبك هيا أخبرني
الحب يا شقيقي أفعال وليست أقوال فقط مواقف صادقة تقارب واحتواء مشاركة في كافة تفاصيل الطرف الآخر علاقة مبنية على التكامل لا يوجد بها نقصان ترابط تلاحم لا يوجد طرف مضحي وطرف ضحېة لا علاقة مترابطة قوية لا تتزحزح ولا تعصف بها الرياح
لكنك لم تعطي سيران هذا الحب كنت دائما تهرب من قيودها عندما تريدك ان تكون جانبها في أمر ما كنت الطرف الذي يتحجج ويتهرب من العلاقة وحتى عندما اقتربت منك فتاة أخرى لم تصدها إذا كان قلبك حقا ليس بداخله الا سيران ما كنت ضعفت ولو اغوتك أجمل فتاة بالعالم انت تتوهم الحب هيا حرر نفسك من هذا الوهم وعود كما كنت كارم عش الحياة بحرية وافعل كل ما تتمناه وعندما يدق قلبك ستتغير حياتك بأكملها ثق بحديثي
انت لم تفهم شيء عن الحب وكيف تنصحني وانت حياتك ضائعة بائسة
كركر ضاحكا ثم قال
عندما تأتي من ټخطف قلبي من بين ضلوعه أعدك بأن اكون شخصا أخر وينتهي عصر الضياع التشتت الذي اعيشه.
ما رأيك في سهرة خاصة بالمساء
هز رأسه نافيا
لا أريد سهراتك دعني وشأني
ترك غرفة شقيقة وسار بالرواق ليستمع لصوت ضحكات رنانة تأتي من غرفة جده اقترب بخطواته حيث هناك ثم دار مقبض الباب وفتحه برفق وطل من خلفه ليجد الفتاة جالسة بجواره جده تشاطرة الحديث والضحك وهي تلعب لعبة الشطرنج المفضلة لديه هو وجده ولم يشاركه غيره لاحت شبح ابتسامة أعلى ثغره وقال متوعدا لها بعدما علم ما تنوي والدته فعله لابد وانها تريد أن ترافق جده دائما رفع حاجبه وقال هامسا لنفسه بتلذذ
سوف أنال منك يا بائعة الورد..
الفصل الثاني عشر ألتئام روح
كم وعدها لاواي بتحرير الروح الشريرة التي سكنت بجسد شقيقها سادم
دلف لاواي لغرفة سادم واوصدها خلفه بعدما نام الجميع وأغلق أضاءة الغرفة ثم جلس أرضا بمنتصف الغرفة أستعان بقوته الشيطانية للقضاء على الروح الساكنة بجسد الصغير.
عاد لهيئته الأولى جنى بجسد أضخم ومخالب أقوى وقرون حمراء غليظة وملامح وجهه تشتعل بحمرة الڠضب وعينان كالوهج المستعر أشعل النيران حوله ليتحول في لمح البصر لكومة دخان يسير حيث فراش الصغير الممدد على فراشه دون حراك والتف الدخان حول جسده بأكمله من رأسه لاخمص قدمة ولم يعد ظاهرا من ملامحه شيء ليرتفع جسد سادم عن الفراش كالريشة المتطايرة في الهواء وظل جسده مرتفع وعاد الدخان يتحول لنيران ترتفع
أمرك تشارلي بأن تغادر الجسد الآن
خرج صوته الغاضب من جسد سادم الذي يرتجف بقوة
لن أغادر إلا عندما يقبض روحه هذا عقاپ من يلعب معي دون الخضوع لاوامري
اسكته بلهجة عڼيفة وقال بحسم
_تشارلي انت تعلم أني لاواي ملك ملوك جان الأبالسة وسوف تخضع لقراري أنا الملك المنتظر بعد الملك دهمان الاعظم أنا المخلد والروح الأبدية ستفارق هذا الجسد الان وإلا أقسمت عليك بلعنتي ان تغادر روحك أبديا ولن تستطيع العيش داخل أرواح البشر بعد الآن
خضع له تشارلي لكي تظل روحه ساكنة بين البشر وقرر الخنوع إلى أمر الجن لاواي
وغادر جسد سادم دخان طفيف خرج من بين أصبع قدمه اليسرى منما جعل لاواي يبتسم بلذة الإنتصار فهو ملك ملوك الجان المنتظر وهذا ما جعله يسيطر على روح تشارلي.
اختفى الدخان وغادر الغرفة بأكملها وهدات نيران لاواي وعاد على هيئة بشړي وفي لمح البصر طرق بأصبع يده ليحظر الجني خاصته في الحال همس له بفحيح كالافاعي لا يفهمه غيرة ليؤمي الجان وينحني اليه في خضوع وهو يقول
سمعا وطاعة يا مولاي
ثم اختفى في لمح البصر وعاد جسد سادم إلى فراشه كما كان وما زال مغمض العينين وضع لاواي كف يده على جبينه ثم نقش بأطراف أنامله نجمة سوداء سداسية الشكل ووضع بمنتصفها نقطة حمراء ثم قال تعويذة بصوت همهمه ومح أثر ما فعله وهم بمغادرة الغرفة وهو لا زال قابضا على القلادة الذي يريد معرفتها هل هي وهم حقا كما سمع ام لها سر أخر ويوجد بالفعل ترياق الحياة أكسير الحياة كما أخبره والده ولكن وجدها طوق نجاة لتلبية رغبته في الزواج من بشړية سوف يصنع هو الترياق ويعطي القلادة لوالده ويوهمه بأنه حصل على
البشرية التي التقى بها والده قبل قرن.
اما عن سيران فقد جفاها النوم وتركت فراشها بقلق أرادت أن تذهب لغرفة شقيقها الآن تتفقده وحينما همت بالولوج لغرفة سادم كادت ان تصطدم بلاواي وهو يغادر الغرفة في ذلك الوقت.
عادت للخلف وطالعته بدهشة
تبسم لها وقال بحبور
لا تندهشي هكذا كنت بالداخل لاطمئن عليه وهو بخير وسوف يسترد وعيه في الصباح وتنتهي تلك الغمة
ضيقت عينيها وقالت بتسال
هل أنت واثق من ذلك حقا سادم يتعافى
حاوطها بذراعيه وصوب مقلتيه على بريق عسليتيها الساحرة وقال بصوت حاني
وعدتك بالأمس بأن علاج سادم سيكون على يدي وها قد فعلتها هيا أخبريني ما هي مكأفاتي الآن
طالعته بعدم فهم وقالت هامسة
ماذا تريد أن أكافئك
تقلصت المسافة بينهما ولكنها جحظت عينيها پصدمة وعادت خطواتها للخلف.
استقام لاواي وقال معتذرا
اعتذر لم أقصد أن أتجاوز حدودي
توردت وجنتيها بحمرة الخجل الطفيفة ودارت وجهها مبتعدة عنه لتعود إلى حيث غرفتها كما كانت والابتسامة تنير وجهها ولا تعلم لما تشعر بخفقان قلبها الذي يقرع كالطبول داخل صدرها
علم لاواي بما تشعر به فهو لديه قدرة على قراءة أفكارها وهذا ما جعله يضحك بصوت جلي
تميم ماذا بك ولماذا تقف هنا أمام غرفة جدك
تنحنح قائلا
لا يوجد شيئ كل ما في الأمر أردت أن أطمئن على جدي مع هذه الفتاة
تبسمت جميلة وقالت بحنو
لا تقلق عزيزي جدك سعيد جدا برؤيتها ويتحدث معها كما لو أنه يعلمها منذ أعوام بينهما ألفة
لوى ثغره بضجر تأفأف قائلا وهو يهم بالسير مبتعدا عن غرفة جده
حسنا سوف أغادر الآن فلدي أجتماع خاص بالعمل
رفعت حاجبيها مستنكرة وقالت بحدة
أجتماع عمل بعد منتصف الليل تراني بلهاء لأصدق تراهاتك التي لا تكف عنها
زفر بحنق وهمس قائلا
أنا رجل في منتصف عقدي الثالث لست بفتاة لكي تمتنع من الخروج
قالت غاضبة
سوف أخبر والدك بكل تصرفاتكم الحمقاء لقد سأمت من أفعالكم التي لم تنتهي
وانتظر مكانك سوف تصل زينة لمنزلها
أشار إلى نفسه في تعالي وغرور
وهل أنا السائق الخاص ببائعة الورد المشردة تلك
كنت تغادر الغرفة في ذلك الوقت وأستمعت لما قاله تميم بسخط منما جعلها تفقد السيطرة ونظرت له بحدة مماثلة لغروره وردت بثقة
من المشرد يا هذا
اعتذر لك زينة تميم لم يقصد اھانتك و
قاطعها تميم بضيق وقال وهو ينظر بقوة بمقلتي زينة
بلا اقصد ما قولته وأخشى على وجود هذه الفتاة مع جدي طوال الوقت نحن لا نعرف أصل لها ولا من أي چحيم اتت
تبسمت له ببرود