رواية بقلم سارة مجدي
و التقفيل على أعلى مستوى أكيد يعنى هنعرف نوزعه و نبيعه
أومئت بنعم ثم قالت
أنا فكرت فى حكاية منفذ البيع إللى حضرتك كلمتني عنه
ظل صامت ينظر إليها و ينتظر باقى كلماتها
أهل البلد لازم يستفيدوا كمان من شغل ولادهم ... وتكون
أسعاره ثمن تكلفته مع زيادة بسيطه علشان كل الناس هنا
فى البلد تقدر تشترى و كمان يعود بمكسب للشغالين
خلاص من بكره هنبدء فى تجهيز المحلات
أنزلت قدميها أرضا و قالت ببعض التردد
بابا ... فى فكرة فى دماغى مش عارفة حضرتك هتوافقنى عليها و لا لأ
أعتدل ينظر إليها باهتمام كبير و قال بقوة حانية
قولى إللى أنت عايزاه يا قدر و طالما اقدر عليها مش هتأخر فى تنفيذها
أبتسمت بسعادة و هى تنظر إليه بأمتنان ثم قالت
أقتربت سناء فى تلك اللحظة و هى تقول
و الله يا قدر أنت ما فيش منك ... ربنا يسعدك يا بنتى و يقومك بألف سلامه
أبتسمت قدر لعمتها بحب ثم عادت بنظرها إلى رمزي الذى قال
ثم أقترب بوجهه منها قليلا و قال
أنا معاكى فى كل خطوة و فى ظهرك قدام أى صعب ... و قادر بعون الله ألغى أى متاعب أو مشاكل ممكن تحصل ... خليكى ديما مطمئنة يا قدر ... أنا فى ظهرك و طول ما أنا فى ظهرك عمرك ما هتوقعي
وصلت رسالته كاملة لسناء و فهمت ما يرمى إليه ... وكانت هى تنظر إليه بشكر و أمتنان و سعادة كبيرة وراحة و أمان لم تشعر به من أمان أحتواء أب يصنع المعجزات من أجل أبنته ... ېحطم الأسوار و يفتح الأبواب المغلقة ... و يجعل أحلام أبنته حقيقة ملموسه
أقتربت بهدوء و جلست أرضا بجواره تستمع إلى صوته العذب و عيونها تتجمع بها الدموع خاصة حين بدء فى قرأة
سورة مريم
بسم الله الرحمن الرحيم
26 فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا 27 يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا 28 فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا 29 قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا 30 وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا 31 وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا 32 والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا 33
صدق الله العظيم
نظر إليها ليجد الدموع ټغرق وجهها فابتسم حتى يخبىء ألم قلبه على حزنها و حرمانها الذى كان هو بعد قضاء الله و أمره سببا فيه
أغلق كتاب الله و وضعه بإحترام و مد يده يمسح تلك الدمعات و هو يقول
حقك عليا يا سناء ...
بس و الله عمرى ما يئست من رحمة ربنا و كرمه
لتهز رأسها بقوة ... و ت يديه المستريحة وجنتها و قالت
لكل واحد فينا ٢٤ قيراط بياخدهم فى الدنيا هما دول نصيبه لا هيزيدوا و لا هينقصوا ... و لو نصيبى الحلو كله من الدنيا أنت يا رمزي كده كرم كبير اوووى من ربنا كرم و انا لازم أحمد ربنا عليها ليل نهار و أصلى شكر لله كمان و من بعدك أنا مش عايزه حاجه من الدنيا
ت يديه عده مرات و هو ينظر إليها بحب. يصل إلى الهيام ... عشق كبير لم يقل يوما بل يزيد ... لتكمل هى كلماتها
أنا كان نفسى بس أسعدك ... كان نفسي أجيب للدنيا رمزي تانى ... قلب شبه قلبك و عقل زى عقلك ... كان نفسي أجيب للدنيا راجل حقيقى و بجد كان نفسى أجيبلك جيش كبير شبهك
أنت كل جيوشي و أنت الحړب الوحيده إللى مش عايز أنتصر غير فيها و كمان مستعد أنهزم علشانها
أخفت وجهها فى تجويف ه كلماتها و عشقها له و ذلك الدوار اللعېن جعلها لا تستطيع الرد على كلماته أعتقد أنها قد غفت فعدل من و ضعيته حتى تكون مستريحه فى نومها و أغمض عينيه ليغرق فى النوم هو الآخر ... غير مدرك لحالتها التى تزداد سوء
مر أسبوع كان العمل بكل الورش على قدم و ساق حتى يتم تجهيز كل شىء خاص بالمعرض ... و أيضا الملابس الخاصة بالمدرسة رغم أن هناك وقت على بداية العام الدراسى الجديد إلا أن قدر أرادت أن يوم إفتتاح المدرسة يوم مميز و إن لا يكون هناك أى شىء ينقص المدرسة أو يقف أمام دخول بنات البلده إليها
و رغم تعبها و إرهاق ها و أقتراب موعد ولادتها إلا أنها أشرفت على كل شىء بنفسها .... لم تترك تفصيله واحده إلا و قد تابعتها بنفسها
لم يترك رمزى أو سناء جانبها طوال الوقت و يساعدوها رغم حالة القلق التى تسيطر على سناء بسبب كلمات أصلان و القلق الذى يسيطر على رمزى بسبب ذلك الدوار الذى لاحظه يصيب سناء من وقت لآخر و لولا ضيق الوقت لأ خذها دون تردد
إلى الطبيب
فعتدل قليلا و رفع قدمه و دفعها بها حتى سقطت أرضا تصرخ پخوف من المفاجئة و أيضا
من ألم السقطة
لم يمهلها الوقت لتستوعب ما حدث
غادر ال دون أن يهتم أن يرتدى ملابسه
و جمع ملابسها من الأرض ألقها فى وجهها و قال أمرا
ألبسى
فى ثوان معدوده كانت قد أرتدت ملابسها و كان هو قد أحضر المال المتفق عليه ألقاه فى وجهها لتمسك هى به سريعا و أنحنت تجمع ما سقط منها
تلك المرة سوف يرى
فى صباح اليوم التالى كانت البلد أجمعها على قدم و ساق لتجهيز و الإستعداد لأستقبال المحافظ و مندوب من وزارة التربية و التعليم ... و بعض المسؤلين لأفتتاح أول مدرسة للبنات فى البلده
و أيضا حضور معرض كبير للملابس ... و كل هذا تم بجهود ذاتيه من قدر و رمزى و بعض الرجال الأغنياء
و بيد أبناء البلده أجمع
و كانت هى أيضا تستعد فى غرفتها ... و كأنها عروس و اليوم هو يوم عرسها ... اليوم تحقق حلمها ... اليوم الخطوة الأهم فى حياتها و النجاح الذى أوشك أن يكون حقيقه ملموسه
أخذت نفس عميق و هى تبتسم بسعادة و وضعت يدها بروز معدتها و قالت
و سعادتى الكون مش هيساعها يوم ما أشوفك داخلة المدرسة و يوم ما تدخلى الجامعة و تحققى كل إللى بتحلمي بيه
أغمضت عيونها لثوان و ذلك الألم يتكرر من جديد ... لا تعلم هل ستلد اليوم
رفعت عيونها إلى السماء و هى تتمنى من الله أن يمر
هذا اليوم فقط بخير و إن تظل واقفه على قدميها حتى يتم الإفتتاح على خير
طرقات على الباب أخرجتها من أفكارها و أبتسمت حين طلت عمتها من الباب و هى تقول بابتسامتها الحنون
جاهزه يا قدر
أومئت قدر بنعم لتقول سناء بحنان
حلمك أتحقق يا قدر ... قدرتي يا بنتى ... النهارده يومك
أتسعت إبتسامة قدر و عيونها تشع بنظره فخر و ثقه و أمل فى حياة قادمة أفضل و من داخلها قوة كبيرة قادرة على مواجهة أى شىء و كل شىء
ربتت سناء على كتفها و هى تقول
أنا هسبقك و متتأخريش رمزي بعت لنا العربيه من بدرى
حاضر نازله وراكي على طول
أغلقت المذكرات و أعادتها إلى مكانها و وقفت أمام المرآة من جديد تأكدت من هيئتها ثم غادرت الغرفة
و مباشرة إلى السيارة و معها عمتها
وصلت السيارة أمام المدرسة و وجدت هناك عمها يقف بهيئته المهيبه و التى تجعل الأنظار تتوجه إليه مباشرة و تحترمه بشده
و فى نفس اللحظه علت أصوات السيارات تنبئهم لحضور المسؤولين
وقفت قدر جوار رمزى و بالجهة الأخرى وقفت سناء بفخر بزوجها الذى كسر قيود كل النساء و الفتايات
و بأبنة أخيها التى وقفت أمام عقول أكلها الجهل و التقليد
الأعمى و التفاخر الكاذب بالذكوريه التى لم يكن
لهم يد او دخل فى أنهم خلقوا ذكور
وصل مندوب من وزارة التعليم و المحافظ و أستهم رمزي بثقه وقوة و ثبات و توجهوا لمكان وقوف قدر
الذى نظر إليها المحافظ بفخر و قال
أحيكى يا مدام قدر