جوازة نت بقلم منى لطفي
يا بتي انتو كلاتكم كنتو في اسكندرية سوا
أقسمت منة قائلة
والله العظيم يا حاج كلنا كنا في اسكندرية انا وبابا وماما واحمد ومراته وبنته ومعايا البنتين وسيف كمان
ولم تستطع سوى قول ذلك فهذه مهما كانت هي الحقيقة وهي لن تؤثم فهي لم تقسم بالله زورا وبهتانا لقد أقسمت على تواجدهم جميعا في الإسكندرية وهذا ما حدث بالفعل
ربنا يطمن جلبك زي ما طمنتيني يا بتي أجوم بس من وعكتي دي وأني أعرف مين إبن الفرطوس اللي جال الحديت العفش ديه على ولدي
أجابت منة بابتسامة
انت بس شد حيلك وقوم لنا بالسلامة واللي عايز تعمله كله اعمله بس علشان خاطرنا خلي بالك من نفسك يا حاج انت ضهرنا وسندنا قوم لنا بسرعه يا حاج
خير يا منة طمنيني
فتحت عينيها لتنظر اليه مجيبة بابتسامة شاحبة
الحمدلله اطمن
يا سيف انا سايبه الدكتور معاه دلوقتي وان شاء الله خير عمي هيقوم لنا بالسلامة بإذن الله
بأبوة وقال لهذا الشاب الذي لم يجلس دقيقة واحده منذ وصوله الى المشفى قلقا على حالة والده الصحية
اطمن والدك تقريبا عدى المرحلة الحرجة نظر الى منة الواقفة تستند بضعف الى الحائط خلفها وتابع بابتسامة
تقريبا آنسة منة ليها الفضل بعد ربنا سبحانه وتعالى في تحسن حالته الواضح دا واضح جدا انه بيحبها أوي وتقريبا كلامها معاه الدقايق دي كان له مفعول السحر اللي مقدرتش كل أدويتنا أو معداتنا تعمله هي بفضل الله عملته وفي اقل من عشر دقايق
أصل حضرتك متعرفش غلاوتها عندنا كلنا قد إيه وهي بالذات ليها عند الحاج معزة خاصة جدا
أومأ الطبيب موافقا وقال
واضح جدا عموما تقدروا كلكم تروحوا دلوقتي مالوش لزوم قعدتكم كدا وان شاء الله من هنا للصبح يكون مؤشراته الحيوية اتحسنت أكتر ونقدر ننقله أودة خاصة لغاية ما نحدد معاد القسطرة
ثم استأذن منصرفا في حين اقترب سيف من منة وهمس لها وهو يقف على مقربة منها مستندا بيده على الحائط بجوار رأسها
أشاحت منة بنظرها بعيدا وأجابت بهدوء
انت عارف ان عمي غالي عندي أوي وعلى قد ما أقدر لازم أساعده انه يقوم بالسلامة وفي الاول والآخر الشفا دا بإيد ربنا سبحانه وتعالى واحنا كلنا أسباب
ممكن أتسند عليكي يا بتي
نظرت منة بدهشة الى حماتها تلك السيدة التي كانت حانية عليها أول الأمر ثم ما لبثت أن تبدلت قليلا بسبب تأخر حملها أول الزواج لتعود وتنقلب عليها ما ان رزقها الله ببنتين ولم تنجب ذكورا كما لم يحدث حمل آخر من وقتها استغربت من هذه السيدة قوية الشكيمة والتي لم تكن تمتنع عنها الا بأمر من زوجها هو الوحيد الذي كان يدافع عنها بل ويزجرها إن سمعها وهي تلقي اليها بكلمات جارحة لم تكن منة أبدا تشتكي سواءا له أو لزوجها بل كانت تلجأ في شكواها الى الله وحده لم تكن تفصح عما يحزنها حتى لأقرب المقربين منها ولا حتى لوالدتها نفسها
ابتسمت منة وتناولت يد حماتها قائلة
انت تؤمري يا حاجه وإن شاء الله الحاج هيقوم لنا بألف سلامة
امسكت حماتها بيدها وقالت لسيف
سيف يا ولدي بناتك هيرجعوا معانا في عربية فضل زوج أختك سميحة وانت هات معاك سمية وسلمى وحصلنا بس لول مشي الرجالة مالوش عازة وجفتهم إهنه
قطب سيف معترضا
طب ما أروحكم أنا يا أمي وسمية وسلمى يركبوا مع فضل
نظرت اليه والدته قائلة بصوت منخفض ولكن بجدية تامة
البنات خلاص ركبوا مع فضل وبعدين أنا عاوزة مرتك معاي أتسند عليها اعمل زي ما جولتلك وانصرفت زينب محاطة ببناتها تحت أنظار سيف المندهشة
جلست زينب فوق فراشها تساعدها منة كانت زينب قد صرفت بناتها كل واحده الى منزلها فيما عدا سلمى بالبطبع التي رافقت بنات أخيها تحت إلحاح من زينب لغرفتهما في الجناح المخصص لسيف حيث تقوم بالاشراف على اغتسالهما تساعدها مهجة الخادمة وقد أمرتها زينب بأن تهتم بإطعامهما فمنة متعبة ويجب عليها الخلود الى الراحة اعترضت منة باديء الأمر ولكنها سرعان ما أذعنت تحت إصرار كبير من حماتها
جلست زينب الى الفراش وهى تتنهد وطالعت منة التي وقفت بجانبها لترى إن كانت تريد مساعدتها في شيء آخر قبل أن تنصرف للاهتمام ببناتها فهي لم تعتد على أن يراعي شؤون بناتها غيرها
ربتت زينب بيدها على الفراش
بجوارها قائلة
تعالي يا بنيتي إجعدي جاري إهنه
جلست منة حيث أشارت زينب التي نظرت اليها بابتسامة حانية قبل ان تتحدث قائلة
جبل أي حاجه أني عاوزة أشكرك و أتأسف لك
شهقت منة معترضة
تتأسفي لي على إيه يا حاجة ما فيش أم بتتأسف لبنتها وبعدين أنا معملتش حاجه تستحق الشكر
ترقرقت الدموع في عيني زينب وهي تقول
كلامك ده أكبر دليل إنك تستحجي الواحد يشيلك فوج راسه شيل
اعترضت منة بشدة
حاجة لو سمحتيلي لو حضرتك فضلتي مصممة على حكاية الأسف والأعتذار دي
أنا هقوم
ابتسمت زينب وقالت وهي تمسكها ما إن همت بالنهوض بالفعل
استني بس إصبري ما تبجيش حنبلية إكده
انتظرت حتى جلست منة ثانية قبل ان تواصل حديثها وهى تلتفت اليها بكليتها
يا بتي اللي غلط لازمن يعترف بغلطه وما تجاطعنيش سيبيني أجول اللي في نفسي قالت هذا عندما شاهدتها تحاول مقاطعتها أذعنت منة بالموافقة مومئة بصمت فأكملت زينب حديثها
أولا أنا سمعت الدكتور وهو بيجول أن الحاج صحته اتحسنت بعد ما ډخلتي عنديه علشان إكده لازمن أشكرك أنا متوكدة إنك جولتيله حاجه عن اللي حوصل وكان السبب في اللي جراله دي حاجه الحاجه التانية اللي لازمن أجولها إني غلطت في حجك لما كنت بلجح عليكي بالكلام في الرايحة والجاية وانت عمرك ما رديت عليا بحرف واحد حتى عمرك ما حكيتي لجوزك لأنك لو كنت جولتيله كان لازمن هيفاتحني ويعاتبني ولدي وأنا عارفاه زين ميعرفش يداري اللي في جلبه الوحيد اللي كان بيسمعنا بالصدفة كان عمك الحاج وهو اللي كان ياما بيزعل مني ويجوللي بكرة ټندمي يا زينب على حديتك الماسخ ديه مع بنت االناس لما تعرفي معدنها صوح تمام زي ما أني جريتها من أول مرة شوفناها هي وأهلها فيها ربك والحاج أنا كنت بغير منيكي طالعتها منة بدهشة وتساؤل فتابعت زينب اعترافها بخجل
ما هو أصلي حاسيت إنك أخدتي ولدي مني ومش بس إكده لا وزوجي كمان لما كنت بتكلم مع سيف على انكو إتأخرتوا في الخلفة كان بيجفل الكلام في ساعتها ويجوللي أنا مبسوط معها وان ربنا راد عطانا من فضله ديه كرم ربنا سبحانه وتعالى ما رادش يبجى ديه نصيبنا من الدنيا وأني راضي بيه أي حاجه تهون إلا أن منة تبعد عني عارفة وجتها كنت بحس بڼار بتجيد فيا جد إكده ولدي بيحبك وبيخاف على زعلك وكل مرة لازمن يأكد عليا ماجبلكيش سيرة الموضوع ديه واصل ولما الحاج سمعني في مرة بعد ما ربنا عوضك بهنا وفرح وأني بجولك أنك لازمن تخاويهم بولد علشان يشيل اسم العيلة من بعد أبوهم بعد عمر طويل يا رب سمعني كلام جامد جوي كان بيجول الولاد دول عطية ربنا انتي هتدخلي في رزج ربنا لولدك ولما جولت له أن الشرع محلل للراجل مش بس واحده لاه أربعة كمان جالي تجدري تتوكدي كيف إنه برضيك هيجيب ولاد ما يمكن خلفته تكون كلاتها بنات وجتها كنت بسمع من ودن وأطلع من التانية لغاية ما عرفنا بحكاية سيف وإنه أتزوج عليكي وجتها أني مافهمتش هو ليه الحاج إتعصب جوي إكده وجولت له حجه يتزوج علشان الولد وجتها صړخ فيا جامد وجالي ابنك جاب لنا العاړ وحط راسنا في التراب يا ريتني ما خلفته يا ريت خلفتي كانت كلاتها بنات هو ديه الولد اللي أنت عاوزاه لولدك الولد اللي يجيب لأهله العاړ يبجى جلته أحسن و ۏجع في لحظتها جريت عليه ابكي وأنوح وخصوصي كمان لمان سلمى جات لنا الناجص منعم زوجها طردها بعيالها من البيت هو ديه كمان اللي خلاه يتعصب ويتنرفز بزيادة وجه كلامي معاه غطى ووطى بصي يا بتي أنا معرفاش إنتي جولتي إيه للحاج ومافهماش ايه اللي حوصل بالظبط من سيف ولدي لكن اللي حاساه إنه عمل حاجه وعرة جوي صوح ولا لاه
لم تستطع منة الانكار والتزمت الصمت بينما بدأت عيناها تسبح بالدموع ربتت زينب على يدها الموضوعه في وقالت بلهجة حانية
منة يا بتي يشهد ربنا إن غلاوتك زادت في جلبي وانك بجيتي كيف بناتي الاربع
وأكتر أني عاوزاكي تصارحيني بكل حاجه واطمني الحديت اللي بيننا دلوكيت مش هيطلع لحد واصل ولا للحاج ذات نفسيه بس لازمن أعرف ابني عمل إيه يمكن الكلام اللي جولتيه للحاج صدجه لكن انا ست يا بتي والست ما تفهمهاش غير ست زييها واني إحساسي بيجولي إنك موجوعه من جواتك علشان إكده لازمن أعرف كل حاجه
لم تستطع منة التزام الصمت أكثر من
ذلك أمام حنان حماتها فهي لم تتحدث مع أي كان في هذا الأمر حتى والديها إكتفت بما علموه من شقيقها ولكنهم لم يفاتحوها في هذا الأمر خوفا عليها من تذكيرها بما لن تنسه يوما نظرت الى زينب وقالت ودموعها بدأت تسيل بصمت
هحكيلك يا حاجة لأني بجد تعبت أوي وفعلا أنا موجوعه أوي أوي قلبي وجعني أوي يا حاجه أوي
وطفقت منة تروي لحماتها كلما حدث منذ لحظة اكتشافها خېانة سيف لها حتى وقتها هذا
إبكي يا بتي لو البكا هيريحك إبكي
منة من بين دموعها المنهمرة كالشلال وشهقات بكائها الحار