الأربعاء 27 نوفمبر 2024

جوازة نت بقلم منى لطفي

انت في الصفحة 36 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز


بصوت متقطع من شدة البكاء
مش مش عارفة أعمل أعمل إيه تعبت تعبت والله لا أنا
قادرة أنسى ولا أنا قادرة أسامح وأصفى وبردو مش عارفة أعمل ايه بناتى صعبانين عليا ونفسي صعبانة عليا أكتر أعمل ايه شوري عليا أعمل ايه
قالت زينب وهي تشاطر منة بكائها رغما عنها
بس يا بتي بس كفاياكي بكا يا ضنايا جومي إغسلي وشك بشوية ماية إهنه في الحمام اللي جصادك ديه وبعدين تعالي وأني هجولك نعمل ايه ورغبة منها في التخفيف عن منة قالت بمزح خفيف

عمك الحاج واحنا بنجدد الصرايا صمم إنه يعمل زي حداكو في البندر حط في كل دار حمام وجالي وضخمت صوتها مقلدة زوجها هما بتوع البندر يا زينب أحسن منينا في إيه جومي يا بتي جومي
ابتسمت منة من وسط دموعها وقامت لتغسل وجهها ثم عادت ثانية وجلست بجوار حماتها التي تحدثت بهدوء
لول انتي لساتك رايدة سيف ولدي ولا لاه وجبل ما تجاوبي انسي أي حاجه تانية جلبك لساته رايده نظرت منة الى أسفل وأجابت پألم
لو كان قلبي كرهه ما كنتش اتوجعت منه أوي كده ما كنتش لسه على ذمته
ابتسمت حماتها وأجابت
حلو جوي ثم تابعت بهدوء
اسمعي مني بجه وشوفي هنعمل فيه ايه اعترضت منة قائلة
أنا مش عاوزة أعمل ولا أسوي أنا عاوزاه يسيبني أنا وبناتي في حالنا يا حاجه اللي سيف عمله مش شوية
قالت زينب بجدية
منة يا بتي اللي هجولهولك ديه مش علشان مرت ولدي لاه لو كان اللي حصلك ديه حصل لحدا من بناتي كنت هجولها نفس الكلام ما تخربيش بيتك يا بتي ما تسيبيش واحده ولا تسوى في سوج الحريم معدن ټخطف زوجك منك بالعكس إنت تمسكي في زوجك بإيديكي وسنانك وفي نفس الوجت تاخدي بحجك منه تالت ومتلت بس لول في حاجه مش فاهماها
تطلعت منة اليها وهى تمسح وجهها براحتيها وسألتها
حاجة إيه دي
أجابت زينب في حيرة
الكلام اللي طلع عندنا إهنه أنه مشي مع واحده متزوجة لكن إنتي بتجولي انه عرفها عن طريج السوخام اللي اسمه البت ولا النت ديه يبجى اتزوجها كيف طالما هو عمره ما شفهاش ولا جعد معاها ايه زواج بالمراسلة
ابتسمت منة بكآبة وقالت
تمام يا حاجه هو دا زواج بالمراسلة
تساءلت زينب في حيرة أكبر
معلهش يا بتي ما تواخذنيش يبجى خانك كيف وهو بالمراسلة ازاي اتجوزها
سكتت منة ولم تعلق في حين تابعت زينب متمتمة بحيرة كأنها تخاطب نفسها
الله اتزوجها كيف وكيف خانك ومنين بيجولوا انه لهم تصاوير على المخروب ديه تاجي إزاي دي
وطالعت منة في حيرة التي أشاحت بنظرها بعيدا ولم تحر جوابا فهي لا تعلم كيف تشرح لها خېانة ابنها لها وما فعله ب المراسلة كما سبق وقالت
قالت زينب عندما لم تجيبها منة على تساؤلها
عموما ديه مش موضوعنا انت تجومي دلوك تروحي دارك وتتسبحي وأني هخلي
سلمى تبعت لك الوكل مع مهجة أما بجه الباشي مهندز فأني هعرفك ازاي تربيه من أول وجديد وارتسمت ابتسامة مكر على شفتيها ومالت على أذن منة تهمس لها بخطتها مما جعل منة تحمر خجلا و حماسا
الحلقة الثالثة عشرةج
اطمأنت منة على بناتها في غرفتهما الملحقة بالجناح الخاص بهم وقد طمأنتها مهجة التي أتت اليها بالطعام بناءا على أمر سيدتها أن البنتين قد تناولوا طعامهم قبل أن يخلدا للنوم تمتمت منة بالشكر قبل ان تنصرف مهجة التي أخبرتها أنها قد قامت بترتيب الثياب في خزانةالملابس
اتجهت منة الى الحمام الملحق بالغرفة فقد كانت مجهدة لأقصى مدى لم يخطر ببالها السؤال عن سيف فلا بد أنه مع الأناس اللذين حضروا للسؤال والاطمئنان عن صحة كبيرهم وهي تعلم تماما أنه لن يأتي قبل وقت طويل ففي المرات التي كانت تأتي فيها بصحبته لم تكن تراه إلا لماما فقد كان معظم وقته يقضيه في الاستراحة الخاصة التي شيدها والده للقاء الناس وقضاء حاجاتهم
توجهت الى الحمام وملئت المغطس بالماء الدافيءوقد وضعت به بعضا من صابون الاستحام الخاص بها والذي جلبته معها ثم رقدت في المغطس لتزيح عن كاهلها تعب اليوم وتحاول الحصول على بعض الراحة الجسمانية والنفسية
بعد مضي ما يقرب من النصف ساعه شعرت ببرودة المياه من حولها فقامت وأكملت اغتسالها بالمرشة مزيلة بقايا الصابون من شعرها وجسمها ثم أغلقت المياه وقامت بتجفيف نفسها بالمشنفة العريضة وارتدت مئزر الحمام الخاص بها ثم خرجت لتكمل ارتداء ثيابها حينما تفاجئت ب سيف يقف مديرا ظهره لها والذي الټفت على صوت شهقتها المكتومة
سوى سرواله فقط بينما نصفه العلوي عار تماما وتلمع عليه قطرات الماء التي تدل على أنه قد قام بالاغتسال هو الآخر في الحمام الخارجي الملحق بالجناح قالت منة بصوت يرتعش
عن عن إذنك عاوزة أغير هدومي
اقترب منها سيف وتحدث بصوت أجش بينما تسمر نظره على شعرها الذي يخفي وجهها تقريبا
ما تغيري يا منة هو أنا مانعك
رفعت نظراتها اليه مجيبة بغيظ وقد احمر وجهها خجلا و غيظا
لا بس المفروض تخرج بره علشان أعرف آخد راحتي
تحدث بابتسامة مستفزة وهو يميل عليها بوجهه حتى ضړبت أنفاسه الساخنة صفحة وجهها القشدي
أنا جوزك يا منة ها جووووزك وشدد على لفظة زوجك ثم تابع
أعتقد انه مافيش بين الأزواج إحراج
تحدثت منة من بين أسنانها وهى تبعد بوجهها عنه ولكن لم تستطع منعه من شم رائحتها المحملة بعبير الزهور الممتزج برائحة الصابون الذي استعملته لتكون مزيجا عطريا مثيرا يكاد يسلب سيف رشده لم تنتبه الى تغير تنفس سيف وتحدثت پغضب
بس أنا مقدرش أغير قودامك واتفضل بقه يا تخرج يا إما هاخد هدومي وأدخل أغير في أودة البنات
امتدت يدي سيف وكأنها تملك إرادة خاصة بهما فقط وحاولتا جذبها اليه بينما تحدث بصوت متهدج
خاېفة مني ولا مكسوفة يا منة لو خاېفة يبقى مالكيش حق انتي عارفة أني عمري ما هعمل حاجه تخوفك مني لو مكسوفة يبقى بردو مالكيش حق أنا وأنتي واحد يا منايا ثم مال عليها محاولا تقبيلها بينما حاولت هي التملص منه هاتفة بشدة
سيف سيف مش هينفع اللي انت بتفكر فيه دا انت ناسي أني طالبة الطلاق ومجيتي معاك بس علشان عمي ربنا يشفيه
وكأنها سكبت فوقه دلوا من الماء البارد ارتد الى الخلف وقست يداه الممسكتان بذراعيها ونظر اليها نظرة سوداء قائلا پغضب يلمع في فحم عينيه المشتعل
أنا حذرتك كم مرة قبل كدا إنك تجيبي سيرة الطلاق دا لكن واضح انك مش بتتعلمي مافيش غير طريقة واحدة بس تخليكي تتأكدي أني مش ممكن أسيبك أو تكوني لحد تاني غيري قطبت بحيرة وتساؤل وقبل أن
حاولت منة الفكاك من قبضته التي كانت تزداد قوة كلما زادت محاولتها للافلات منه كانت كما العصفور بين مخالب نسر جامح حتى شعرت بأن سيف قد تمادى إذ عبثت يده بعقدة رداء الحمام الذي أوشك على السقوط عنها فانتفضت بقوة بين ذراعيه ولم تجد بدا من ركله بقوة في قصبة ساقه فتركها فجأة لاعنا من بين أنفاسه الهوجاء حتى أنها تماسكت بصعوبة فقد كادت أن تسقط أرضا نظرت اليه وهي تعيد ربط عقدة
بقولك ايه يا سيف دي آخر مرة تحط إيدك عليا المرة الجاية هعملك عاهة مستديمة كل ما تشوفها تفتكر سببها فما تقربش مني
ابتسم سيف من وسط ألمه وقال وهو يقفز على قدم واحدة مقتربا منها بينما تبتعد هي الى الخلف ناظرة اليه بريبة
أنا راضي بأي حاجه تيجي منك العاهة اللي هتعمليهالي هتكون علامة منك هتفضل معايا لحد ما أموت وإطمني يا منايا أنا فدائي مش عبد الحليم بيقول قد ماټ شهيدا يا ولدي من ماټ فداءا للمحبوب أهو أنا راضي أني أفديكي بروحي ودمي وبعاد عنك مش هبعد انت مراتي وأنا بقولك من دلوقتي أهو أنا مش هجبرك على حاجه لكن الأمر
يعني عاوزة تقربي ت شهقت منة عاليا وسارعت بوضع يدها على فمه مانعة اياه من المتابعة وهي تقول بحنق وڠضب من بين أسنانها المطبقة
أنت ساڤل ووقح وقليل الأدب يا سيف وفعلا المفروض إني ما أقفش أسمع كلامك الساڤل دا وتركته بعد أن رمته بنظرة زاجرة جعلتها أشبه بمعلمة المدرسة التي تنهر تلميذا لديها قام بفعل شائن
تعالت ضحكات سيف بينما اتجهت منة الى خزانة ثيابها وتناولت أول شيء وقع عليه يدها فيما تعالت طرقات خفيفة سمعا بعدها صوت مهجة يخبر سيف بوجود زوار في الاستراحة الخارجية أخبرها سيف أنه سيلحق بها ثم أعاد انتابهه الى منة وقال بمرح وهو يغمز بمكر
للأسف هضطر أنزل للضيوف كنت عاوز أحاسبك على الضړبة اللي ضربتهالي دي وأعرفك يعني أيه قليل الأدب اللي قولتيها علشان تتأكدي أني في غاية الأدب معاكي لكن الجيات أكتر واتجه الى خزانة الثياب حيث تناول بلوزة صيفية أدخلها في رأسه ليخفي جزعه العلوي ورماها بنظرة خبث قبل أن يتجه الى الباب ليغادر الغرفة بينما ضړبت منة بقدمها الأرض ڠضبا و غيظا وهي تزفر حانقة
استيقظت منة في الصباح الباكر ونظرت الى الاريكة المقابلة للفراش والتي نام فوقها سيف بالأمس بعد ټهديد
منها أنها ستذهب للنوم برفقة البنات في غرفتهن فقد كان مصرا على النوم معها فوق الفراش الواسع بينما الأريكة ضيقة ولن يستطيع النوم بحرية ورفض رفضا باتا عرضها أن تنام هي بدلا عنه فوق الأريكة
تذكرت كيف انقضت أحداث الليلة الماضية فلم تراه حتى صعدت لتنام حيث لم تخل الاستراحة من الزائرون اللذين قدموا من كل حدب وصوب للاطمئنان على صحة والده كانت قد أبدلت ثيابها واستقرت في الفراش بعد أن اطمئنت على نوم ابنتيها عندما سمعت صوت فتح باب الجناح أعقبه صوت قدميه متجها الى غرفتهما أغلقت عينيها مدعية النوم وهي تدعو في سرها أن يوافيها النوم قبل خروجه من الحمام حيث توجه للاغتسال ولكن هيهات أن تغمض عينها بينما تسمعه وهو يتحرك بمنتهى الأريحية في المكان حولها
بعد أن أنهى ارتداء ثيابه
لفت نظره المنامة التي قد أعدتها له فوق
الأريكة حيث وضعت وسادة وغطاء ابتسم وهو ينظر اليها وهي توليه ظهرها مصطنعة النوم وهو يعلم جيدا أنها ليست نائمة اقترب منها ومال فوقها فاضطربت أنفاسها فيما أغلقت عينيها بقوة همس لها في أذنها وهو يمد يده
عينيكي هتتفعص من كتر ما إنتي مغمضاهم بالشكل دا عن إذنك قطبت في حيرة وهي لا تزال مغمضة عينيها مما جعله يبتسم فهي لا تعلم عن أي شيء يعتذر حتى شعرت بشيء يسحب بقوة من تحت رأسها فتحت عينيها واسعا بدهشة فقد سحب وسادتها من تحتها قال ببراءة مصطنعه
معلهش أصلي مبعرفش أنام
 

35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 50 صفحات