جوازة نت بقلم منى لطفي
بعض المفروض لما يشوفها كدا يحصل ايه
نظرت اليها ايناس واجابت بتلقائية
اكيد مش هيفوت الليلة كدا ثم ضحكت متابعة
هيعملوا ليلة دخلة من اول وجديد
نظرت اليها منة قائلة بجمود
بس مش دا اللي حصل اللي حصل انه باسني وقاللي معلهش يا منون انا جاي تعبان تصبحي على خير حبيبتي
فتحت ايناس عينيها على وسعهما شاهقة بدهشة وقالت
منة بحسرة
هعمل ايه يعني بوسته وغطيته ولمت نفسي إني محسيتش بيه أنه جاي تعبان ونمت عادي مش بقولك طلعت مش بس نايمة على وداني لا وبشخر كمان عارفة يا ايناس اليومين اللي فاتوا دول كنت براجع فيهم كل السنين اللي مرت عليا انا وهو كانت تتحاشى ذكر اسمه فإسمه كفيل بجعلها تشعر بۏجع عميق وألم دفين لا تستطع احتماله اكتشفت انى فعلا كنت مغفلة ومع سبق الاصرار والترصد بس عذري اني حبيته أوي وآمنت له أوي أوي وعمري ما تصورت انه ممكن في يوم يحصل حاجه زي كدا
منة وقد بدأ شعور بالدوار يلفها وهي تحاول مغالبته
هقولهم يا ايناسبس مش دلوقتي لما أهدى الأول علشان اعرف أتكلم معهم
قطبت ايناس ملاحظة منة وهي تضع يدها على جبهتها وقد زاغت عيناها سألت ايناس پخوف
منة مالك أجابت منة بصوت ضعيف متقطع
هرعت ايناس الى الخارج وهى تقول
ثوان حبيبتي
لم تغب ايناس أكثر من دقيقة لتعود فتفاجأ بمنة وقد أرتمت فوق الفراش تقدمت منها وهى تناديها ولكن ما من مستجيب وضعت كوب الماء جانبا وأمسكت رأس منة وربتت على وجنتيها وهى تناجي پخوف
منة منة حبيبتي فوقي منة و ولكن منة استحالت في يدها الى قطعة باردة من الرخام مما جعلها تهرع الى الخارج وهي تصرخ منادية زوجها أحمد
أومأ عبدالعظيم برأسه قائلا وهو يرافق جارهم الطبيب الذي سارعوا للاستنجاد به ما ان وقعت منة مغشيا عليها
نفى الطبيب حامد الرجل الأربعيني العمر بهزة من رأسه
ازاي تقول كدا دا الجيران لبعضها بردو عموما أنا تحت أمركم أي حاجه كلمني بس وانا مسافة السلم أكون عندكم انت عارف شقتي فوقكم على طول
غادر الطبيب تصحبه دعوات عواطف التي سارعت بالدخول لابنتها فيما غادر أحمد الذي كان يلازمها لدى معاينة الطبيب لها قال احمد لعواطف
عاد احمد بالعلاج الذي وصفه الطبيب ودخل ليطمئن على منة فوجدها لا تزال نائمة يرافقها أمه بينما ذهبت ايناس بالاطفال الى الحديقة المجاورة كي لا يصابوا بالقلق لدى رؤيتهم لمنة وهي ترقد مريضة
نادى عبدالعظيم احمد
احمد تعالى عاوزك
علم أحمد أنه قد حان الوقت للافصاح عما حدث بين شقيقته
وزوجها
ما إن أغلق أحمد بابا غرفة الجلوس خلفه حتى وقف والده امامه آمرا اياه بمنتهى الصرامة والحزم
حالا تقولي ايه اللي حصل بين أختك وجوزها انا كنت ساكت الاول ومش عاوز أدخل بقول مهما كان البيوت اسرار ومنة أنا عارف دماغها لكن الموضوع يوصل انها كانت ممكن تروح من ايدينا يبقى لأ لازم أعرف كل حاجه وبالتفصيل
نظر أحمد الى ولده وزفر عاليا وهو يقول بلهجة التسليم بالأمر الواقع
أنا هقول لحضرتك على كل حاجه
احترم أحمد صمت والده الذي تحدث بعد برهة زمنية
قصيرة قائلا بصوت خرج أجشا رغما عنه حزنا على صغيرته
كلمه يا أحمد عاوز أشوفه
عقدت الدهشة لسان أحمد لثوان قبل ان يفيق من ذهوله ويتحدث بحيرة
نعم عاوز تشوفه يا حاج الموضوع خلص خلاص ومافيهوش فصال
نظر عبدالعظيم لإبنه بنظرة مټألمة وصوت طغى الحزن على نبراته
أختك معاها بنتين منه يا احمد والبنات بيحبوه ومتعلقين بيه اوي واختك نفسها مش شايف حالتها ازاي دي مش حالة واحده بايعه
ليفاجئهم صوت ضعيف ولكن بثقة
واحدة ضايعه بعد الصدمة اللي خدتها يا بابا
نظر كلا من عبدالعظيم واحمد بدهشة الى مصدر الصوت لتفاجئا بمنة وهى تقف مستندة الى ذراع كلا من والدتها وايناس قام احمد من فوره وأجلسها بجانب والدها الذي احتواها بين ذراعيه مربتا عليها بحنان الابوة بينما أطلقت هي لدموعها العنان ولم تستطع أمها كتم بكائها بينما اكتفت ايناس بالوقوف جانبا وعينيها يغشاهما الدمع
قال عبدالعظيم بمنطق الأب الحاني الحكيم
ليه يا منة خبيتي علينا
منة من بين شهقات دموعها
ما كنتش قادرة أتكلم يا بابا سيف سيف قتلني يا بابا قتلني
وتفاجأ الجميع بمن يقول بصوت أشبه بالعويل
لو قتلتك يبقى قټلت روحي وانا مش ممكن أقتل روحي يا منة
نظر الجميع الى هذا النمر الجريح الذي اندفع الى الداخل بعد أن فتحت له هنا ابنته فأشار اليها بالصمت ودعاها
شهقت منة وهى ترفع رأسها من فوق صدر والدها الحامي هاتفة بعدم تصديق
سيف
أنا جيت لغاية عندك يا عمي أي حاجه تطلبها منة أنا موافق عليها بس أرجوك يا عمي خليها ترجع معايا أنا مش طايق البيت من غيرها هي والبنات حياتي كلها اتلخبطت من غيرهم
نظرت اليه منة پغضب تأجج ما ان سمعت صوته وقد ذهب شعور الشفقة الذي داهمها حياله ما إن وقع نظرها عليه أدراج الرياح بينما تحدثت عواطف بغيظ واضح
إنت ليك عين كمان ليقاطعها صوت والدها الجهوري قائلا بصرامة
أم منة صمتت عواطف على مضض في حين أكمل عبدالعظيم بحزم
عواطف خدي بنتك وادخلوا جوه
قامت منة بمساعدة والدتها يساندها احمد الذي تركها لتتلقفها ايناس وغادرن الغرفة بينما يلاحقها سيف بنظرات مشتتة كاد يركض اليها ما ان سارت بمحاذاته مغادرة يكاد يجن من فرط شوقه إليها قاطع صوت عبدالعظيم استرسال افكاره ونظراته الملاحقة لطيف محبوبتها بلا هوادة قال عبدالعظيم بجدية وهو يشير الى أحد المقاعد
اتفضل يا سيف اقعد علشان نعرف نتكلم
جلس سيف بينما اعتلى وجهه تعبير لهفة واضحة وما ان استقر عبدتاعظيم في مقعده أمامه حتى هتف
انا عارف إني غلطت ومستعد لأي ترضية تطلوبها بس متحرمونيش من مراتي وبناتي
تقدم أحمد الذي كان يقف على بعد خطوات قليلة منه وتحدث بصوت مكتوم غيظا وڠضبا
انت بتستعبط هو اللي انت عملته شوية
قاطع صوت عبدالعظيم الجهوري ابنه
احمد بهدوء علشان نعرف نتفاهم ثم عاود النظر الى سيف متابعا بحسم
ايوة يا سيف انا سامعك و انت معترف بغلطك وعاوز مراتك وبناتك صح
ليجيبه سيف بلهفة واضحة
آه أكيد أنا مقدرش أعيش من غيرهم ثانية واحده الايام اللي فاتت دي كانت سنين بالنسبة لي ولولا اني حبيت منة تهدى الأول كنت جيت وراها من اول دقيقة
عبدالعظيم ببرود وهو يطالعه بنظرة أسى
للأسف يا سيف غلطتك مش بسيطة دا لو سميناها غلطة لأنها مش غلطة يا سيف دي في حق نفسك ومراتك وبناتك وفي حق ربك قبل أي حاجه ومن غير كتر كلام بنتي مش هتوافق وأنا مش هضغط عليها اللي حصل مش خڼاقه عادية سمعتها كلمتين ولا حتى رفعت ايدك عليها لا يا سيف الموضوع أخطر وأكبر من كدا
بكتير
سيف وقد بدأ تماسكه الواهن يتزعزع
يعني ايه قصد حضرتك ايه
عبدالعظيم وهو يقف انهاءا للنقاش
علشان اكون صريح معاك يا سيف مش من مصلحتك انك تسألني دلوقتي قصدي ايه لأني لو عليا هقولك مالكش لا زوجة ولا بنات عندي أمشي دلوقتي يا سيف بس أنا مش هقدر أوعدك بحاجة
وقف سيف ناظرا اليه پخوف حاول اخفائه بينما فضحه نبرات صوته المهزوز
يعني همشي من غيرهم نظر اليه محاولا التماسك وهو يتابع
أنا همشي بس قبل ما أمشي عاوز حضرتك
تعرف حاجه مهمة أوي أنا غلطت واعترفت بغلطي ومستعد لأي حاجه إلا إني أبعد عن مراتي وبناتي أنا هرجع تاني والمرة الجاية يا ريت نقدر نتفاهم أحسن من كدا أنا مقدر طبعا غضبكم علشان منة لكن ربنا غفور رحيم وانا غلطت وتبت وندمت و ياريت حضرتك تبلغ منة رسالتي أنا متمسك بيها هي وبناتي طول ما أنا عايش ومهما حصل عمري ما هسمح أنهم يبعدوا عني سنتيمتر واحد عن اذنكم
وانصرف تاركا احمد ينظر في أثره پحقد بالغ بينما يتابعه عبدالعظيم بنظرات خيبة الأمل والأسف
بعدين يا عبده هنسيب البنت كدا زفر عبدالعظيم بيأس ونظر الى زوجته التي لحقته الى غرفتهما تاركة منة في عهدة إيناس نظر اليها بحزن وقال وهو يهز برأسه بأسى
هتبقى كويسة ان شاء الله منة قوية يا عواطف وعقلها كبير بس لازم نسيبها تهدى شوية اللي عمله جوزها مش بسيط ولا سهل
عواطف پغضب
أنا مش مصدقة ان سيف يطلع منه كدا مصدقتش نفسي وايناس بتحكيلي بعد ما سبناكم الا صحيح هو قالك ايه يا عبده
أجاب عبدالعظيم
مش مهم اللي قاله اللي قاله انا متوقعه سيف مش هيفرط في مراته وبناته المهم هو هيعمل إيه علشان منة تقدر تسامحه المهم مش عاوزك تفتحي معاها كلام خالص دلوقتي انت شايفه البنت اعصابها مش مستحمله انا عموما بفكر أننا نسافر نغير جو في أي حتة اجازة نص السنة خلاص كم يوم وتبتدي وفرصة احمد موجود أهو ايناس تلهيها شوية
أشادت عواطف قائلة
تسلم افكارك يا عبده فعلا لما تغير جو انا متأكده انها هتبقى أحسن ان شاء الله
أمن عبدالعظيم قائلا
ان شاء الله يا عواطف ان شاء الله
كانت ايناس جالسة بجانب منة في غرفة الجلوس بعد أن استعادت منة قواها أخيرا وكان قد مر على قدوم سيف يومين كان خلالها يهاتف والدها للاطمئنان منه عليها وعلى بناته فلم يكن أحمد ليجيب اتصالاته وأراد سيف أن يترك لمنة مساحة كافية للهدوء والتفكير في أمرهما مليا وإن لم يكف عن
ارسال رسائل حب وشوق ملتهبة تجعلها تبتسم حينا وتبكي أحيانا
صوت رنين جرس الهاتف قاطع الحديث الدائر بين ايناس ومنة لتجيب ايناس وبعد ثوان لاحظت منة لون ايناس الذي شحب فجأة وسمعتها تشهق هاتفة بذهول
ايه انتي بتقولي يا سحر انتي متأكده أمتى الكلام دا حصل أنصتت قليلا لتنهي المكالمة ودموعها تنهمر تغسل وجهها قامت منة متجهة اليها وهي تسألها في خوف وترقب
فيه ايه يا ايناس سحر قالت لك ايه خلاكي كدا
تكلمت ايناس بصوت متقطع من بين شهقات بكائها الحار
نشوى نشوى