الأربعاء 27 نوفمبر 2024

جوازة نت بقلم منى لطفي

انت في الصفحة 27 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز


مرور الايام وان كان الامر لا يخلو من بعض المناوشات والشجارات الخفيفة ولكن حب منة لسيف كان يجعلها لا تقوى على خصامه كثيرا كما كان عشق سيف لمنة لا يجعله يقوى على رؤيتها حزينة فكان يسارع لمصالحتها
نشوى ومدحت تزوجا ولكن عانت نشوى الأمرين من غيرة مدحت المفرطة وما زاد الطين بلة أنه قد ثبت لديها أن مدحت يعاني من مرض الانفصام في الشخصية وهذا المړض للاسف لا يظهر بوضوح على المړيض فمن يراه أو يجلس معه يكاد يجزم أنه سليم مائة بالمائة ولكن من يحتك به هو

من يلاحظ علامات غريبة عليه هي علامات هذا المړض
تزوج احمد وايناس وأتى والد ايناس لأحمد بعرض مغر في البلد العربي التي يعمل بها هو ووالدتها وقرر احمد خوض التجربة والسفر فاقتصر العمل على سيف وعمر ومنة وسحر بعد ان تركت نشوى العمل نزولا عند رغبة مدحت والذي قد اصطنع شجارا مع سيف في آخر زيارة له لنشوى مصطحبا اياها في العودة فكان غيورا كثير الشك بها
انقطعت اخبار غادة بعد الانتهاء من العمل الموكل لمكتب سيف
اقترب موعد ولادة منة وتقرر مكوثها عند والدها لحين ولادتها كان سيف يذهب اليها يوميا بعد العمل الذي امتنعت عنه منة بأمر من سيف نفسه خوفا عليها ولم تكن منة قد علمت جنس المولود رغبة منها لجعلها مفاجأة
جاء يوم الولادة حيث فاجأت منة آلام المخاض فجرا اتصلت عواطف بسيف الذي جاء راكضا على جناح السرعة حيث كان يقود سيارته على السرعة القصوى قاطعا جميع الاشارات
وضعت منة مولودها بصورة طبيعية بعد مخاض طويل وصعب كاد سيف خلاله أن يفتك بالطبيب بل وبطاقم التمريض بأكمله
جاء والدا سيف على جناح السرعة عندما علم بولادة منة التي انتقلت الى غرفة خاصة بينما تم ايداع المولودتين في غرفة المواليد الخاصة بهم فكانت المفاجأة ان المولود لم يكن واحد بل اثنين أو بمعنى أدق إثنتين بنتين آية في الجمال وقد أسماهما سيف بعد شجار طويل مع منة والتي أصرت على تسميتهما بنفسها كانا في غرفتها بالمشفى ومعهما عائلتها ووالدي سيف عندما اعترضت منة قائلة
يعني أنا أتعب ويطلع روحي وانت تاخد على الجاهز قال سيف بضحك
يا سلام نظرت اليه منة وسط ابتسامات الموجودين المتابعين للجدل الدائر امامهم بمرح أجابت منة بحنق
ليه ان شاء الله مين اللي شالهم في بطنه 9 شهور مش انا ومين اللي شاف بعينيه وهو بيولدهم مش انا تقدر تقوللي حضرتك تعبت في ايه نظر اليها سيف الجالس بجوارها على الفراش بخبث ومال عليها هامسا بمكر كي يضمن عدم سماع الباقين له
أقولك تعبت في ايه وما تزعليش ايه هتعملي زي القطط تاكي وتنكري بقه أنا متعبتش طيب عيني في عينك كدا دا كان تعب ومجهود كبير كمان قطبت منة قليلا محاولة فهم مقصده وما لبثت ان فهمت ما يرمي اليه وهى ترى غمزته الماكرة له كتمت شهقة غيظ ثم أشارت اليه باصبعها ليقترب منها ومالت على أذنه هامسة بكلمة واحده جعلته يفغر فاه دهشة ويفتح عينيه على وسعهما ثم هتف دهشة
منة انت بتقولي ايه قالت منة بهدوء وجدية
اللي سمعته حضرتك وربنا ما يترد على كلامك الا بالكلمة دي
قال سيف بأسف زائف وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا
لا لا يا منة انت بئيتي أم دلوقتي فيه أم تقول الألفاظ دي بردو إنت اخلاقك اتغيرت خالص
لتجيبه منة بذات الهدوء والثقة
من عاشر القوم حضرتك تربيتك
ليتعالى صوت والد سيف بضحك
انتم عمالين تتحدتوا بصوت اصغير ليه خلاص يا سيف أم البنات جالت هي اللي عتسمي يبجى هي اللي عتسمي
نظر سيف اليها قائلا بحنق مفتعل
افهم انت عملت ايه في الحاج خليتيه ما يرضاش عليك الكلمة حتى نظرت اليه بغرور قائلة
سر المهنة يا بابا كواليتي يا فندم كواليتي
وتعالت الضحكات ولكن نفذ سيف رغبته وأسمى ابنتيه هنا و
فرح
هنا فرح ابعدوا عن اللاب بتاع بابا لو شافكم هيضربكم انتم حرين
ركضا كلا من هنا وفرح ذوات الثلاث سنوات هربا من أمهما التي أتت محاولة انقاذ الحاسوب الشخصي لسيف من بين براثن ابنتيها الشقيتين فهي تعلم أن سيف يحتفظ عليه بعمله كاملا جلست امام الحاسوب وهى تتوعدهما قائلة
ماشي يا هنا انت وفرح انا هكلم بابا أخليه ما يجيبش الشوكولاته اللي بتحبوها زي كل يوم ثم انتبهت الى شاشة الحاسوب امامها وهى تقول
غريبة أول مرة ينسى اللاب مفتوح هقفله علشان الزئرديتن دول ما يلخبطوش حاجه في الشغل بتاعه
ما ان همت منة بضغط ازرار الحاسوب لغلقه حتى تراءى لها أسما غريبا في قائمة الاصدقاء لدى زوجها في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك والذي من الواضح أن سيف قد سهى عنه وتركه مفتوحا قطبت مندهشة من الاسم لا تعلم أي هاجس أسر لها بفتح صندوق الرسائل الواردة لتفاجأ بزلزال يهدم حياتها الهادئة مطوقا اياها تحت أنقاض حبهما الذي كان يلفظ أنفاسه الأخيرة أمامها وهي تقرأ شهادة ۏفاته المتمثلة في بضع عبارات تربط بين حبيبها وأخرى لتعلنهما زوجا وزوجة في جوازة نت
لحلقة العاشرة
لم تعلم منة كم مر من الوقت وهي على حالها أمام جهاز الحاسوب الشخصي الخاص بسيف كانت كالتمثال في مكانها لا تنظر الى أي من بنتيها اللتان ركضا اليها مطالبينها باللعب معهما كانت نظراتها شاخصة على الكلام الظاهر أمامها في الشاشة وكأنها استحالت الى صنم لا شيئ يظهر
أنها كائن حي سوى دمعة وحيدة يتيمة نزلت من عينها لتلمع على وجنتها القشدية
انتبه البنتان إلى صوت قفل الباب ثم خطوات أبيهما وهو ينادي بلهفة كعادته دائما
هنايا فرحي منايا انتو فين يا أغلى حاجه عندي
دائما ما كان ينادي بناته بذلك فقد أسر لمنة أن سبب تسميته لهما بهنا وفرح أنهما هنائه وفرحه أما هي ف مناه
دخل سيف الى غرفة الجلوس ليشاهد طفلتيه مفترشتين أرض غرفة الجلوس يلعبان بدماهما اقترب منهما ولم يكن قد انتبه بعد الى تلك القابعه خلف حاسوبه الشخصي وكأنها تمثال من الشمع
مال فوق طفلتيه وقال بابتسامة
اللاه منة انت هنا انا ما اخدتش بالي منك اول ما دخلت لم تجبه بل لم يطرف لها رمش قطب جبينه في حيرة وتساؤل
منة حبيبتي فيه حاجه مالك حبيبي مالت فرح على أذنه وهمست كمن يسر له أمرا
ماما ثحلانه مننا بث أنا ليشي دحوه هنا هي اللي قالت لي نلعب كيمس جيمز واحنا قلنا لها كتييي اننا آثفين بث هي لثه ثحلانه
ازداد عبوس سيف ولكنه ابتسم لأبنتيه وقال وهو يضعهما أرضا
طيب حبايبي روحوا العبوا في أودتكم دلوقتي وقبلهما ليركضا الى غرفتهما بينما تطلع هو الى منة القابعة في مكانها بجمود تام وكأنها ليست معهم
اقترب سيف منها قائلا حيث كانت خلفية الحاسوب في مواجهته بينما استدار ليقف بجوارها مواجها لشاشة الحاسوب والتي لم يكن قد انتبه اليها بعد
ايه يا منون انت زعلانه من البنات فعلا يا شيخه دول أطفال سيبيهم يلعبوا انت ليبتر عبارته عندما فوجيء بصفحة الرسائل الخاصة به في حسابه الشخصي على موقع الفيس بوك وتحديدا الرسائل الخاصة ب قلبي دليلي أحد الاصدقاء لديه
ترنح سيف في وقفته وانحسر اللون من وجهه ونقل نظراته بين وجه منة الشاحب والذي يحاكي شحوب المۏتى وبين العبارات المصفوفة أمامه بكل بساطة نسي الكلام لوهلة فتح فمه كثيرا ليتكلم فكان كالسمكة التي علق بفمها صنارة الصياد وكأن صوته قد غادره حتى أذا ما وجده تكلم بصوت مهزوز وهو ينظر الى منة بعينين مذعورتين مملوءتين بالتوسل والرجاء الحار
منة منة حبيبتي منة الموضوع مش زي ما انت فاهمه منة أنا هفهمك ولكن لا حياة لمن ينادي رفع يده ليضعها على كتفها وهو يلح عليها بينما بدأت عيناه تمتلئان بدموع حارة أبت أن تنسكب
منة أنا هشرح وكأن مسا كهربائيا قد لمسها اذ انتفضت في جلستها لتطالعه بنظرات شرسة وهى تنفض يده من على كتفها هاتفة پغضب قوي
ابعد عني اوعى تلمسني هبت واقفة تنظر اليه بمنتهى الڠضب والحقد و الأسى وقف سيف على بعد خطوات منها وقال بصوت مترج مستعطف
منة منة ارجوك اديني فرصة أتكلم
نظرت اليه وعينيها تسبحان بدموع عتاب ولوم وتكلمت بلوعة من بين شفتين مرتجفتين
ليه لم تعطه الفرصة للاجابة وتابعت وسط دموعها التي انهمرت تغسل وجنتيها الشاحبتين وعينيها تقتلانه بنظرات لوم وعتاب
ليه يا سيف ليه أنت يا سيف انت يا سيف ټخونني خ خېانة خېانة يا سيف وغطت وجهها براحتيها منخرطة في بكاء عال وهى تتردد من بين شهقات بكائها الحار
أنا مش مصدقة مش مصدقة اندفع سيف اليها راجيا وهو يحاول ازاحة يديها جانبا
منة الموضوع مش زي ما انت فاهمه مافيش خېانه ولا أنا اقدر اخونك انت عارفة أنا بمۏت فيكي أد ايه وبعشق بناتي لا يمكن أخونك يا منة نفضت يديه الممسكتين براحتيها بقوة وقالت بينما انتفض شعرها ثائرا حول وجهها وهى تواجهه پغضب الأنثى المطعونة بيد حبيبها
أومال اللي انا شوفته وقريته و وسمعته يا سيف دا يبقى ايه
هتف سيف بيأس
مش خېانة أنا مش ممكن أخونك أبدا دا
لتقاطعه منة بتحد
دا ايه يا سيف
أجاب بلهفة حاړقة لجعلها تتفهم ما يقوله
دا دا نت
عبست منة وسكتت لثوان وكأنها لم تسمع جيدا ثم نظرت اليه عاقدة حاجبيها مكررة عبارته الاخيرة بحيرة وتساؤل
دا إيه نت ليوميء برأسه ايجابا وهو يهتف برجاء
اقترب منها سيف
عاقدا أصابعه وهو يقول محاولا تهدئتها
اهدي بس يا منة واسمعيني انا عمري ما لمست واحده غيركولا ولا قابلت حد من وراكي انا عمري ما خنتك
لتهتف به پغضب صارخ
صړخ سيف بانفعال فاقدا لتماسكه فهو يرى حبيبته في أقصى درجات الاڼهيار بسببه هو بسبب نزوة طيش أصابته في لحظة وسوس له فيها شيطانه مزينا له الخطيئة في لحظة ضعف كان يعاني فيها من ابتعاد حبيبته عنه وانشغالها بأمر التوأمين كانت علاقته بتلك الأخرى قد بدأت كأي إثنان يتعرفان عن طريق الانترنت عبارة عن محادثات فقط ولكن ليتطور الأمر بعد ذلك الى ما لا يحمد
عقباه صړخ سيف هاتفا
افهمي كل اللي انت بتقولي انك قريتيه وشوفتيه دا نزوة انا غلطت بعترف بكدا لكن دي مش خېانه بلاش الصورة البشعة اللي انت بتصوريها بيها دي انا الست دي ما شوفتهاش ولا قابلتها خالص كله نت في نت
دا نت بجد يعني الموضوع عادي وتابعت باستخفاف وسخرية
ما هو طالما ما تقابلتوش في الحقيقة يبقى خلاص انت ما خنتش واللي حصل دا مش مشكلة ما هو أصلك لازم تمسكها بين ايديك علشان يبقى اسمك خڼتني لكن
 

26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 50 صفحات