الإثنين 25 نوفمبر 2024

أسير برائتها ندا الشرقاوي

انت في الصفحة 37 من 98 صفحات

موقع أيام نيوز

 


هتعرفي تمشي عليها علي الاقل لمدة يومين..
نظرت له باستغراب و لم تتحدث فبعد عامان من التجاهل و عدم الاكتراث لها... يعاملها الآن بلهفة جالية
رفع حاجبه و هو ينظر لها بدهشة قائلا
اللي اعرفه عنك انك مش خرسة..
ابتسمت بتلعثم و قالت و هي تحمحم قائلة بتوتر
لاء بس.. اصل حضرتك بقالنا سنتين يعني عمرك ما اتكلمت معايا

أو..
ابتسم بمشاكسة و قال
متأكدة اننا عمرنا ما اتكلمنا يعني علي ما اتذكر ان احنا اتقابلنا قبل كدة في الباص و اتعرفنا علي بعض!!
فغرت فاهها و هي تنظر له مشدوهة لم تتوقع قط أنه يتذكرها أو حتي يكترث لوجودها في حياته!!
اه.. و انت كنت ساعتها مش طايق نفسك
عضت لسانها و هي تقول بخجل من تلقائيتها
احم آسفة..
ضحك و هو ينهض ليجلس بجانبها علي الاريكة و قال..
لا فعلا انا مكنتش طايق نفسي كان عندي شغل مهم و عادة مبحبش حد يكلمني و انا بشتغل و انتي بقا جيتي في طريقي معلش اتعصبت عليكي!!
ابتسمت باشراق ليسرح هو في تلك الابتسامة التي أرقته لمدة عامان عامان يراقبها فيهما و هو يحلم بها في كل يوم..
حضرتك عايش في ألمانيا بقالك قد اية!
بقالي خمس سنين مقولتليش اسمك ليلي اية!
قطبت حاجبيها باستغراب و هي تقول
هو حضرتك عرفت اسمي منين!
هو مش انا الدكتور بتاعك و لا إية!
قالت بعدم اقتناع
اسمي ليلي زين سويلم...
سلامتك يا ليلى...
ابتسمت له برقة فمد هو ذراعه نحوها قائلا
طيب يلاعشان اوصلك لأنك مش هتعرفي تمشي برجلك دي!
تحمحمت قائلة بإحراج
لا شكرا لحضرتك يا دكتور انا هعرف اروح لوحدي...
مش هتعرفي فياريت مترفضيشانا مش هخطفك يعني!!
استجابت له و هي تمسك بكفه و تستند عليه ليساعدها في السير فقالت هي
مش قصدي بس مش عايزة اتعب حضرتك..
اتجهت معا خارج مبني الجامعة.. فقال هو
تعبك راحة يا ستي مفيهاش تعب و لا حاجة
عودة إلي الواقع 
عاد إلي ذلك الواقع المرير الذي خطڤ منه أروع فترات حياته سلب منه تلك الرقيقة.. ليلي!!
نظر نحو مرفت و هو يري دموعها تنساب علي وجنتيها نظر لها بقلق قائلا
مالك يا طنط!
أمسكت كفه بحنان فطري و قالت
يعني عمرك ما هتتخلي عنها مهما تعمل!!
كانت الدهشة مسيطرة عليه عندما قال
انا متخلتش عنها قبل كدة عشان اتخلى عنها دلوقتي!!
فارس انا خلاص مش هعيش اكتر ما عش
شوية و هتبدأ تفوق.. عن أذنك
خرج الطبيب ليبقي هو بجانبها تأمل تلك الملامح الشرقية..
ذلك الشعر البندقي القصير... البشرة البيضاء الذي يسري بها حمرة طبيعية
تجرأ لأول مرة و بيد مرتعشة مد يده يتحسس خصلات شعرها برقة...
و قائلا
اهدي يا ليلي انتي تعبانة و لازم تستريحي شوية!!
هزت رأسها برفض و بدأت طبقة من الدموع تزين عينيها.. امسك كفها ماقتا لتلك الدموع التي تحجب عنه عينيها..
اهدي بس.. مالك!
بدأت تبكي پقهر و هي تقول بدون وعي

ظهرت معالم الصدمة علي وجهه هو لا يعلم عن من تتحدث و لكن بالطبع ما تقوله کاړثة!!
هنا مين.. اهدي بس  علي
الطوارئ و انا علقتلها محاليل عشان عندها انخفاض في ضغط الډم..
شحب وجهه بالطبع هو قلق عليها لكن ما أثار غضبه أكثر هو وجود ذاك الفهد معها
يبدو أنه يسعي لسلب قلبها منه.. و هو ما لم يسمح به قط 
اتجه بخطي مهرولة نحو الغرفة المنشودة
 

 

36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 98 صفحات