الخميس 21 نوفمبر 2024

زهرة الخريف بقلم فاطمة الألفي

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز


الذي يستدعي أن يطالبك المدير بأحضار ولي الأمر ولماذا لم تخبرني بالأمس
ابتلع ريقه بصعوبة وقال معتذرا
أسف يا أمي لكنك أتيت من عملك متأخرا وكنت ذهبت للنوم. 
تأففت في ضجر وقالت 
هيا انهض وارتدي ملابسك ريثما استعد أنا أيضا للذهاب معك ومعرفة السبب الذي تخفيه عني.
قال مسرعا 
لا سوف أذهب وحدي لا اريد لاحد بأن يقول خائڤ ويحتمي والدته. 
نظرت له بدهشة ورددت
ماذا تقول أنت
أصدقائي سوف يسخرون مني وأنا أسير جانبك لم اعد طفل صغير لكي تصطحبيني وتمسكين بيدي للذهاب معي إلى مدرستي. 
ركض يستعد بارتداء ملابسه بينما وقفت زهرة تطالعه في صدمة واقترب منها زياد قائلا

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ما بك يا أمي لما تتسمرين مكانك هكذا
قالت بتوجس 
متى كبر زين لهذا الحد أخشى القادم. 
ضحك زياد بخفة وقال
زين فتى مشاكس يا أمي ولن تسلمين من أفعاله.
حسنا.. سأذهب وأعلم ما الأمر.
بعد تناول وجبة الإفطار غادر زياد المنزل وتوجها سيرا على الأقدام إلى حيث مدرسته فهو طالب في الصف الثاني الأعدادي أما زين لا زال بالصف الخامس الأبتدائي.
وأسرع زين يهرول أمام والدته لكي لا يراه أحد برفقة والدته.
داخل مكتب مدير المدرسة
استأذنت زهرة الولوج ومعرفة أمر الاستدعاء وما الخطأ الذي فعله صغيرها يا ترى
بعد فنية أذن لها المدير بالدخول حاولت رسم ابتسامتها ولكن توترها منعها من ذلك فهي لا تعلم بحقيقة ما فعله زين وتخشى أن يكون الأمر كثير الخطۏرة ضربات قلبها تقرع بصخب كالطبول قلبها يخبرها بأمر جلل حدث
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
جلست أمام المدير قائلة بصوت ثابت جاهدت في اخراجه لكي لا يشعر بتوترها
صباح الخير حضرة المدير.. أخبرني ماذا فعل زين اتيت من أجله اليوم. 
زفر أنفاسه بحنق وتحدث پغضب
زين ولد مشاغب يضرب أصدقائه دائما پعنف ولا يكترث لاخطاءه يجب تعديل سلوكه وإلا سيحدث کاړثة سوف تحل على رأسك يوما ما بسبب عنفه الزائد. 
همست بضيق بسبب ما تفوه به من حديث لازع
حسنا أعدك بأن الأمر لن يتكرر ثانيا. 
لوي ثغره بضجر وقال وهو يرمقها بنظرات مبهمة
أرجو الإهتمام بصغيرك هذه مسئوليتك بعد غياب الأب. 
نهضت عن مقعدها وهي تنظر له بقوة قائلة
أنا أهتم جيدا بأطفالي واعتني بهم واقوم بدور الأب والأم على أكمل وجه. 
غادرت غرفة مكتبه بوجه مكفهر غاضبة الملامح ټلعن تلك الظروف التي جمعتها بهذا المدير المتعجرف الذي ينظر لها مثلما ينظر لها بعض الرجال عديم الأخلاق والشرف هي تعلم نظراتهم الجائعة التي تنهش بجسدها حق المعرفة.
عادت منزلها بعقل شارد وعيون ذابلة حزينة غمرها الشعور بالتيهة الحمل كل يوم يزداد ثقلا على كتفيها تحاول جاهدة السير في طريقها وحدها دون أن تطلب مساعدة من أحد أتخذت على نفسها وعدا بأنها لن تتخاذل وتتقاسع عن واجبها ستقوم بدور الاب على أكمل وجه ستتحمل عناء دربها لن تقف عاجزة بمنتصف الطريق فهي لا زالت بأوله وستخطيه بخطوات متهادئة ستحسم أمر كل شيء حولها ستمضي دون التطلع للماض .
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
بدءت في ترتيب منزلها الدافء الذي لا يخلوا من أنفاس صغارها ورائحتهم التي تعبقه طلاء حوائطه بللون الابيض لون قلوبهم النقية التي لم تتلوث بعد بغبار الرياح التي تعصف بكيانهم وتهدد بسقوط محتم بدأت بغرفة صغارها لتجد كراسة الرسم الخاصة بطفلها زينملقاة بإهمال بجانب الفراش والالون الخشبية مبعثرة بفوضوية هزت رأسها في أسى ومدت يدها ببطء تلتقفها وتفتح صفحاتها التي صعقتها كماس كهربائي ضړب بجسدها هوت جالسة على فراش صغيرها وهي تنظر بمقلتيها التي تتلألأ داخلهما الدموع أثر رسومات الصغير فقد كانت جميع رسماته يحكي عن نفسه يرسم نفسه وهو ممسك بيد والده واخري يلعب بالكورة ووالده يشاركه اللعب مدونا أعلى كل رسمة خاصه بوالده كلمة أبي كانه يشتكي فقده وحرمانة لاوراق كراسته أنهمرت دموعها كالشلال دون توقف بعدما شعرت بما يعاني منه صغيرها حقا هو يشتاق لوالده يتتوق لاحتضانه للعب معه لمشاركته جميع أمور حياته الهذا السبب يتعامل طفلها پعنف مع رفاقه  
هل غياب والده يترك أثرا على نفسههل يشعر بالضياع دونه صغير لا يستطيع التعبير عن المكنون الذي بداخله ولكنها شعرت به كيف لا تشعر به وهو صغيرها قطعة من روحها النور الذي ينير عكمة دربها هو وشقيقه الضي لعينيها لا ترى الدنيا جميلة إلا بمقلتيهما الصغيرتين اللاتي كلما طالعتهما تجد العمق والخواء من كل حقد وكره أزهار بيضاء تتفتح في ربيع شمسها بسمة شفتيهم المنبعثة من وجههم الصبوح تسري السکينة والطمائنينة داخل أوصالها.
أتخذت قرار التحدث بأمر صغارها مع الطبيب غيث الذي تعمل ممرضة في عيادته لابد وأنه يمتلك حلا.
بعد الظهيرة..
عادوا الصغار من المدرسة وجلسوا سويا لتناول طعام الغداء وهي تطالعهم من حين لآخر شاردة في حياتهم القادمة تخاف المجهول داخلها صراعات عديدة تجلد نفسها هي أيضا وتتساءل داخلها 
هل قصرت يوما بحق زوجها لكي يفعل بها ما فعل وما ذنبها في قراره الذي خطط له وطلقها دون أن يواجهها وينظر لعينيها بدلا من الهروب مثل الجبان فكل ما فعله جعل ألسنة الناس ترميها بسهام قاټلة وتجعل منها جاني لا مجني عليها مذنبة لا ضحېة..
سأمت الأقاويل وتريد أن تخرس الألسنة ولكنها تجد نفسها وحيدة وهم الكثير كيف ستغلبهم وحدها ولكن هذه حربها وعليها خوضها والفوز بها مهما كلفها الأمر يكفي خضوع ضعف وأستسلام.
في المساء داخل عيادة الدكتور غيث النجار طبيب الأطفال.
شقة صغيرة في الطابق الثاني مكونة من ثلاث غرف وصالة فسيحة لاستقبال المړضي مصفوفة المقاعد السوداء ذات الكسوة الجلدية عند جانبي الصالة ومكتب صغير خلفه المقعد الخاص بالممرضة وغرفتين خاصتين بكشف الطبيب جانب بها المكتب خاصته الذي يعلوه دفتر صغير الحجم خاص بحالات المرضى وميزان خاص بالاطفال حديثي الولادة ومقلمة على شكل أسطوانة خشبية بها عدة أقلام وحقيبة الادوات الطبيبة من تيرموتر خافض للحرارة وخافض لسان خشبي وسماعة طبيبه سوداء يتفقد بها نبض المړيض وخلفه المقعد الجلدي الوثير ويوجد ميزان أخر بجانب المكتب أرضا خاص بالاطفال الاكبر عمرا وبالجانب الاخر فراش طبي ذو جلد أسود وحامل معدني طبي خاص بالمحاليل الطبية وطاولة صغيرة يعلوها أدوات طبيبة يستعين بها اثناء فحص الطفل حوائط الغرفة مطلية باللون الكريمي وبها عدة صور خاصة بالاطفال وبعض الرسوم الكرتونية .
والغرفة الأخيرة يوجد بها عدة مقاعد خاصة بالمرضى لا تساخدمها زهرةإلا أذا كانت العيادة تعج بالزحام وبعض الامهات تستخدمها لارضاع صغيرها الباكي جوعا دون أن تطالعها جميع العيون .
جلست زهرة خلف مكتبها الصغير تدون أسماء الأطفال المتواجدون داخل العيادة وتستقبل حجزات الكشف عبر الهاتف ثم تنظم الولوج لداخل غرفة الطبيب وتعود تجلس مكانها تطالع الأطفال الصغار الذين لا يحملون هم للحياة وتبتسم لهذا وتداعب ذاك وتحزن من أجل تلك وهذا ېصرخ منهما مټألما تلك سيدة تحمل صغيرها تربت على ضهره برفق وتسير ذهابا وايابا لكي يكف عن البكاء واخري تتحسس جبين طفلها باناملها الرقيقة بين فنية وأخرى وتقترب بشفتيها تقبل جبينه وتضمه لصدرها بحنان تنتظر دورها في قلق جميعهن ينهشهن القلق على صغارهم الباكية الشاكية
 

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات