زهرة الخريف بقلم فاطمة الألفي
من الآم متفرقة تصيب أجسادهم الصغيرة المنهكة أثر الاعياء.
لاحت ابتسامة جانبية أعلى ثغرها وهي تنظر لطفل صغير نائم مثل الملاك همست داخلها
تتوق عيناي لنوم طفل صغير هادئ لا يعلم للحزن معنى ولا يسكن قلبه هما ولا يورق مضجعه ألما يقرع رأسه بالصداع من كثرة التفكير في متاعب الحياة ولا يعي الخۏف من القادم
غيث شاب في الخامسة والعشرون من عمره تخرج من كلية الطب وتخصص في طب الأطفال وحديثي الولادةطويل القامة بجسد ضعيف ذى وجه صغير نحيف بشړة حنطية وعيون عشبية يعلو جبينه الصغير المسطح خصلات شعره ناعمة مائلة للون البني وانف طويل معكوف وشفتيه رفعتين ولديه غمزة بذقنه تتضح عندما تكون ذقنه حليقة مثله كمثل أي شاب تخرج ويريد ممارسة مهنته بحث عن عيادة بحي بسيط وبدء حياته المهنية ووجد بهذا الحي الشعبي التي تقطن به زهرة مبتغاه وتم إستئجار شقة مناسبة وعندما علمت زهرة بوجود طبيب قررت أن تذهب وتعرض عليه العمل معه ممرضة وسوف تتواجد فترة المساء وهذا بالفعل ما حدث سعد غيث بوجودها فهو أيضا لم يمتلك أن يتواجد بالنهار لان تلك الفترة الصباحية يقضيها بالمشفى الذي يعمل بها فقد كان حلا مناسبا لكلايهما كما أنه يعتبرها مثابة والدته يكن لها أحتراما وهي أيضا تعامله بمودة ومحبة كأنها تعامل شقيقها الأصغر.
طالعها غيث قائلا بتساءل
انتهت حالات اليوم
أومت له بالايجاب ومدت يدها تعطيه المال التي جنته اليوم من المرضى وقالت بخجل
أريد التحدث معك بأمر خاص بطفلي زين
نظر لها باهتمام وهمس بقلق
ما به زين أخبريني
قصت عليه ما حدث في الصباح وعن حديث المدير الذي كان قاسېا معها ولا تعلم بماذا تفعل ولما زين يتعامل پعنف مع أصدقائه وانهت حديثها بالرسومات التي وجدتها داخل دفتر الرسم خاصته .
لا تقلقي يا أم زياد هذا أمر بسيط وسوف يحل زين فتى ذكي يبدو أنه تصرف هكذا ردا لفعل يجب أن تتحدثي معه بلين وتعلمين منه بهدوء ما السبب الذي دفع به بأن يضرب أصدقائه يبدو أنه يعاني أمر ما داخله يجب الإفصاح عنه أولا وبعد ذلك سوف نجد له الحل المناسب وتنتهي تلك الأزمة بسلام.
لا أعلم كيف أتصرف معهم الفتى الكبير منطوي وليس لديه أي أصدقاء والصغير مشاكس ويفتعل المشاكل.
تربية الصبيان صعبة ولكن أثق في والدتهم انها ستحتوي الأمر بحبها وحنانها وسوف تنتهي المشكلة من جذورها أنت أما مثالية ولابد وأن يفتخروا بك.
لست أما مثالية ولكني قوية أحارب دائما من أجل أطفالي.
أعتذر منك على تطفليولكن الطلاق وغياب الأب يأثر على نفسية الأطفال بالسلب وهذا السبب الرئيس وراء تبديل حالة زين وأنطواء زياد أيضا يبدو انه مفتقد الثقه في كل من حوله
تنهدت بعمق ثم خرج صوتها حزينا قائلة
وماذا علي أن أفعل هو من تركنا ورحل .
أشفق غيثعليها ولا يعلم بماذا يخبرها ولكن اقترح عليها بأن تذهب لطبيب نفسي تستشيرة في حالة الصغار وتستعين برأيه وأن تشغل وقت فراغهم بممارسة الرياضة وتصطحبهما إلي مكتبة من أجل القراءة فسوف تساعدهم علي نماء عقلهم الصغير والابعاد عن اللعب واللهو خلف شاشات الكمبيوتر او شاشات الهاتف الذي يضيع عقولهم .
داخل شقة زهرة
جلس زياد خلف مكتب المذاكرة خاصته وهو يتطلع لجهاز الكومبيوتر منشغل بلعبة اما عن زين فقد كان جالسا على فراشه يحمل هاتفا محمولا ويتابع برنامج التيك توك ويسجل بعض المقاطع من خلال عدسة هاتفه على أحدى الاغنيات الشعبية التي حققت أعلى نسبة مشاهدة واصبحت _تيرند_
ولجت زهرة داخل المنزل ثم جالت بانظارها بحثا عن صغارها وجدت الإضاءة منبعثه من داخل غرفتهم علمت بأنهم لا زالوا مستيقظين نزعت حجابها وهي تسير بخطوات متئدة ثم طرقت الباب برفق وفتحته وهي تطل من على اعتابه لتجدهم غير منتبهين لوجودها وكل منهما منشغلا بما يفعله زفرت أنفاسها بضيق وهتفت بحنق قائلا
ماذا تفعلون في هذا الوقت المتأخر منشغلون بالهواتف والكمبيوتر ولم تشعرون بوجودي بدلا عن انشغالكم والتطلع الزائد عن حده في الألعاب الإلكترونية كان من الأفضل أن تذاكرون دروسكم وتخلدون للنوم من أجل الاستيقاظ مبكرا.
أغلق زياد الحاسوب ونهض عن مقعدة ثم اقترب بخطواته من والدته قبل رأسها وقال هامسا
تصبحين على خير يا أمي.
أما زين فوضع الهاتف أسفل الوسادة ليخفية عن والدته وتصنع انه سيذهب للنوم أيضا
تصبحين على خير أمي.
دثر زياد نفسه داخل الفراش واغمض عينيه ولجت والدتهم داخل الغرفة وأشارت للصغير بأن يترك الفراش ويتبعها إلى غرفتها فهي تريد التحدث معه حاول الهرب من حصارها يعلم بأنها سوف توبخه على ما فعله بالمدرسة ولكن أصرت على الحديث معه الان.
لحق بها في هدوء جلست زهرة على طرف الفراش وطلبت منه الجلوس جانبها ربتت على كتفه في رفق وحنو وخرج صوتها متساءلا
كيف حالك يا صغيري
نظر لها بدهشة بادلته ببسمة حانية وقالت
لما تندهش هكذا أنا والدتك وأريد الاطمئنان عليك هيا أخبرني بكل ما في داخلك لن تجد أحدا على وجه الأرض يحبك مثلي ولا يهتم لراحتك غيري هيا احكي لي دون خوف أو خجل ألسنا أصدقاء.
تبسم لها وهو يؤمي برأسه في إيجاب وقال بمراوغة
عديني بالا تنفعلي علي.
أعدك بذلك.
عبس وجهه وقال بصوت خاڤت مخڼوق
أشتاق إلى وجود أبي بيننا.
كادت عينيها أن تزرف الدموع ولكن جاهدت في كبت دموعها وتركته يسترسل كل ما يجتاح نفسه ويشعر به.
اذا عاد لن اضايقه سألبي له كل ما يطلبه سأكون طفل مطيع لن أشاكسه فقط أريده جانبي.
زرفت مقلتيه الصغيرتين الدموع رفعت كفها تحتضن وجنته وتجفف له دموعه المنهمرة ثم جذبته لاحضانها وانهمرت دموعها هي الأخرى تبكي حالهم وشتاتهم الضائع.
يشعر الصغير بالحرمان فقد والده ترك أثرا على نفسه يحمل نفسه ذنب غيابه يظن بأنه المتسبب بفراق والده عنه يا ليته يعلم بأن لا ذنب له ولا ذنب لوالداته بما فعله والده فهو من أختار البعد والتخلي أنجرف خلف التيار وراء غرائزه وترك زوجته تعاني وحدها تحمل مسئولية صغاره تكون لهما الاب والام معا لا يعلم الصغير بأن أنفصال والده عنهما نابع من داخله وأنما بذلك الانفصال تجرد منهما الآخرين كانه تحرر من أبوته كما تحرر من زواجه وقطع الرباط المقدس الذي بينه وبين زوجته للأبد.
حاولت زهرة لم شتات طفلها ضمته وأخبرته بصوت حاني بأن والدهم هو الذي رحل عنهما بإرادته ولا دخل لهما بذلك القرار وعليهم أن يتجاوزا