للقدر حكاية بقلم سهام صادق
لواحده غيرها... احضر فرحه ازاي مش كفايه قبلنا
تجمدت ملامحه وهو يرمقها
ديه اسمها انانيه... والمفروض تكوني ناضجه عن كده ياندي.. طب مريم ولسا صغيره مش فاهمه حاجه اما انتي... اخر كلام تجهزي لا الا هتصرف تصرف مش هيعجبك ياهانم
تركها بعد أن ضاقت أنفاسه من ذلك الجدال الذي صار محور حياتهم كلما اقترب موعد العرس
نظرت ياقوت لكل من سماح وياسمين وهناء الملتفون حولها بحب
ولم يتركوها ذلك اليوم... لم تسافر سماح رغم سفر سهيل لبدء تدريباته واقتراب موعد الدوري الانجليزي
أرادت ان تنهي متعلقاتها وتستعد للمواجها ونيل حقها منه بعد أن ظن أنها لقمه سهله المنال
تأملتها هناء بسعاده
طالعه قمر يا ياقوت
فطالعت زينة وجهها متسائله
المكياج مش تقيل شويه
لتنظر سماح لوجهها
لا خالص... انا مش عارفه
ليه مروحتش الكوافير ولا في صوت حتى اغاني ولا حاجه ده ولا كأننا في عزا
متقلقيش ياسماح انا مجهزه البنات في بيتنا وهنرقص للصبح
هتفت هناء بسعاده وقد نست كل آلامها مع فرحة صديقتها
وفجأة شهقوا حينا دلفت زوجه ابيها فجأة مرتديه السواد.. لتظهر من خلفها ناديه المبتسمه ووالدتها التي سمح لها اخيرا زوجها ان تأتي لها كالأغراب فمنذ رفضها لابن شقيقه مره اخرى وازداد بغضه عليها وبغضه لم يأتي الا في صوره حرمانها من والدتها في لحظات حياتها التي لا تنسى
رقصت هناء حتى قطعت أنفاسها ولم تنتبه لتقي التي ألتقطت لها بعض الصور وسجلت لها فيديو لرقصها مقرره انها ستبعثهم لشقيقها حتى يرى زوجته
اما ندي جلست وبجانبها مها ومريم التي تنظر نحو ياقوت پغضب...رغم رغبه مها في التهليل مع الفتيات الا ان كلامهم عنها كان له تأثير.. اخبروها بعدم فرحتهم وإن ياقوت ماهي إلا فتاه لاعوب ساعدوها لتعمل ثم وضعت شباكها على حمزه الذي كان عازف عن الزواج
وانتهى العرس أخيرا... وبدأت حياه جديده لها معه
أغلق الباب لتنتفض فأقترب منها يرفع ذقنها
بصيلي يا ياقوت
رفعت عيناها نحوه خجلا ليميل على جبينها يلثمه
مبروك
حررت أنفاسها أخيرا فلم تعد تقوى على حپسها.. ليبتعد عنها
مالك يا ياقوت
طالعته بتوتر وخرج صوتها مذبذا
مافيش
وألتفت حوله تسأله
هو احنا مينفعش نفتح الباب
تجلجلت ضحكاته بقوه محركا رأسه
للأسف مينفعش يا ياقوت
ومازحها ومازال يضحك
ممكن نتسرق
فعبست من ضحكاته واشاحت عيناها عنه.. تبحث عن مكان تخرج فيه حتى تلتقط أنفاسها... لتسقط عيناها نحو الشرفه فحملت فستانها وسارت تحت نظراته المتعجبه لفعلتها
وقف يتأملها كيف تستنشق الهواء ثم تزفره وتكرر فعلتها مره تلي الأخرى... طوى ساعديه امام صدره يطالعها
الي ان ألتفت بجسدها لتجده يحدق بها فتمتمت بخجل وهي تخفض عيناها حرجا
في حاجه... بتبصلي كده ليه
ابتسم وهو يقترب منها وألتقط كفوفها البارده
في ان الجو بارد ويلا ادخلي عشان متبرديش
دلف بها من الشرفه... وأغلق الشرفه جيدا لينظر لها وهي تهرب بعينيها بعيدا عنه ولم تشعر الا وهو وجهها بين كفوفه ثم حرر وجهها لتشهق وهي تجده يحملها بين ذراعيه
يتبع بأذن الله
الفصل الواحد والثلاثين
_رواية للقدر حكاية.
_بقلم سهام صادق.
قالها ضاحكا غامزا إليها لتتورد وجنتاها بحمرة الخجل.. طرقت عيناها نحو يداها المتشابكه
ليرمقها بمشاعر جديده عليه لكن عقله كان ېصرخ به يخبره ان ما يفعله معها تلك الليله ماهو الا واجب عليه يقدمه لها وليس حب كما يظن ذلك الذي يخفق داخله بتراقص
مشاعر كڈب به على نفسه واكمل دور الزوج العطوف ولكن هي كأي أنثى تراه حب... ترى انها وجدت سعادتها
خرج من شروده يزفر أنفاسه ببطئ جلي كي ينفض الصراع الذي داخله
مش هتقومي تغيري فستانك
طالعته بتوتر تومئ له برأسها ودقات قلبها تتسارع خجلا
استمتع بخجلها بمتعه رغم زواجه الأول الا انه لم يجرب ذلك من قبل... زيجته من سوسن بنية على الود والاحترام حتى حينا طالبته بحقوقها كان يعاملها وكأنها امرأته وابنته ينسيها فارق العمر بينهم مقتنعا ان حياته سيكملها معها ولكن مۏتها غير كل شئ وكان قدره تلك التي تجلس أمامه تقبض على فستانها وتهرب من مطالعته
كسر الصمت الذي بينهم متنحنحا
هغير هدومي في الاوضه التانيه.. تكوني انتي كمان غيرتي عشان نصلي
اماءت له برأسها مجددا فأبتسم
شكلي مش هسمع ليكي صوت النهارده خالص يا ياقوت
ثم اردف مازحا قبل أن يعطيها ظهره ويخرج
اتمنى تفضلي كده
تركها وأغلق باب الغرفه خلفه كي يعطيها حريتها.. ليقف أمام الغرفه محدقا ب باب الغرفه المغلق
هعملك بما يرضي الله يا ياقوت.. لكن حب القلب مش هقدر ادهولك
..........................
نهضت من فوق الفراش تلتقط أنفاسها ورفعت كفيها تتحسس وجنتيها ثم اتجهت نحو المرآه تطالع هيئتها
انا مالي ضايعه كده... انا حاسه نفسي اني في حلم
وتنهدت وهي تستنشق رائحة عطره التي ملئت الغرفه وعلقت في يداها
بس حلم جميل زي ما كنت بحلم
وطالعت الغرفه الواسعه والفراش الواسع
اخيرا بقى عندي بيت اعيش فيه من غير ما احس ان محدش عايزني
وسقطت دموعها وهي تتذكر معامله زوجة ابيها لها ودعائها عليها الا تفرح وترى السعاده
اوعدك يارب هحافظ على حياتي ومش هعمل زي بابا وماما.. ولا هظلم ولادي زي ما اتظلمت
هتفت بعهودها التي كانت تتمتم بها في سجودها تدعو الله ان يبعث لها زوجا يعوضها عما فقدته
ابتسمت وهي تتذكر الدعوه التي دعتها عندما كان يعاملها حمزه بكره لا تعرف سببه.. تمنت ان يلين الله قلبه ليكون في النهايه هو الزوج الذي انتظرته طويلا بعد أن ذاقت من الحياه مرارتها متحمله راضيه شاكره
اتجهت نحو باب الغرفه تغلقه جيدا لتأخذ حريتها في تبديل ثوبها الذي فور ان حررت جسدها منه رفعته صوب عيناها تنظر اليه
اتمنيت ألبسك ولبستك
انهت ماعليها فعله بعد وقت.. وسارت بخطي خفيفه نحو باب الغرفه تسترقي السمع لكنها لم تسمع شئ
لتفتح باب الغرفه بخفه ومن فتحه صغيره طالعت ما أمامها فلم تجده
أعطاها الحريه كامله حتى تستعد براحه... تأكدت من أحكام حجابها فوق خصلاتها وهندام جلباب الصلاه
لتخرج من الغرفه تبحث عنه.. كنت تدور برأسها يمينا ويسارا ولم تنتبه لخروجه من غرفة المكتب التي خصصها هنا
شهقت بفزع وهي تصطدم به.. ليضحك على منظرها الظريف
بتتسحبي ليه
اطرقت عيناها خجلا
بدور عليك
ضحك وهو يضم وجهها ويرفع رأسها نحوه
اتعودي تبصيلي يا ياقوت.. مش هينفع كده
لطافته وحنانه كل هذا اذابها معه تلك الليله.. خطوه خطوه أصبح يخطوها معها كي تعتاد عليه دون حرج
وكل هذا يضعه تحت بنود ان هذا هو المطلوب منه فهذه حقوقها قبل أن يعود لاطار حياته العمليه وواجبه العائلي
مجرد عسل يغدقه بكثره فعسله لن يظل بكثرته وماعليها الا التقابل والرضى
قانون العقل يقوده تخطيطا اما القلب كان عطشا فحرر نفسه من حصونه مخبرا حاله انه سينعم هذه الليله والليله التي تليها ثم سيعود لغلق بوابته عليه ويعود لظلامه ولم يكن يعلم انه لن يعود مسجنه وظلامه كما كان فمن ذاق العسل اراده دوما
تخضبت وجنتاها بخجل وقد تعلقت عيناها به
مش عارفه... انا عايزه ابله ناديه
اتسعت عيناه وهي تطالبه بشقيقته فأنفرجت شفتاه بضحكه صاخبه
عايزه ناديه يا ياقوت في ليله فرحنا
حركت رأسها له فهى بالفعل أحبت ناديه واعتبرتها شقيقه كبري تمدها بنصائحها فلم تقدم لها والدتها ولا زوجه ابيها نصائح لتلك الحياه الجديده عليها ولم تقم بذلك الدور الا ناديه التي اعطتها من خبرتها بتعقل بعيدا عن چنونها ومكرها فمكر النساء لا يعلم إنما يستكشف
ايه رأيك نصلي الأول وبعدين نتعشا ونشوف موضوع ناديه بعدين.. لأن شكلي بتجوز لأول مره
ابتسمت على عبارته.. فأبتسم هو الآخر
يلا يابنت الناس عشان انا بنام بدري
أنهوا صلاتهم ومجرد ان أنهى دعاء تلك الليله وجدها تبكي
فسألها بلهفه وقلق
ياقوت في ايه
لم تعرف ما تخبره به.. اتخبره انها تخشي فشل زواجهم وتعود لما كانت عليه... اتخبره انها تريد حنانه ولطفه معها دوما والا يحرمها منه
ارتجفت شفتيها وكلما أرادت البوح له صمتت.. مسح دموعها برفق
ياقوت انتي مش مبسوطه
رمقته خلسه ثم اطرقت عيناها وافصحت اخيرا بما يعتريها
في الأول مكنتش مبسوطه لأني خفت منك وقولت ده طردني من شغلي من غير ما يسمعني لما هتجوزه هيعمل ايه فيا
تأملها في صمت وترك أذنيه تسمعها بأهتمام
بعدين سمعت كلام من عم مهاب وابله سلوى عنك كتير حبك لعيلتك ودعمك ليهم ومواقفك معاهم والاهم معاملتك لولاد مراتك وحبك ليهم وعمرك ما حسستهم انك زوج ام مع انها ماټت
رفعت عيناه نحوه تطالع ملامحه الرجوليه عن قرب
انا جربت معامله مرات الأب وجوز الأم.. شعور صعب اوي لما متكنش فرد مرغوب في لا هنا ولا هنا وكأنك على الهامش.. انا مش عايزه حياتي تكون كده
ولم تشعر بحالها الا وهي تلقي نفسها بين ذراعيه ليضمها اليه بملامح جامده متخيلا العڈاب الذي تلقته من معامله سيئه فهو لم يرتاح لزوجه ابيها
انسى يا ياقوت كل ده
وابعدها عنه ينظر إليها بحنان آسرها
حياتي مش ملكي لوحدي يا ياقوت.. ومش هكون زوج كامل ليكي وعلطول معاكي لان عندي مسئوليات وبيت تاني مقدرش اتخلى عنه
اماءت برأسها متفهمه الوضع ولم تفكر انها في النهايه بشړ وسيأتي يوما ولن تتحمل ان تكون في هامش حياته ومجرد ساعات ليل يقضيها معها
بس انا شعري مش ناعم اوي.. ده معالج للشعر
ابتعد عنها ليبتسم على برائتها
برضوه جميل يا ياقوت
............................
ضحك شهاب على ندي التي وضعت الوساده فوق ساقيها وظلت تقضم اظافرها بضيق
مش كنتي راجعه تعبانه ومرهقه
واردف ساخرا وهو يرمقها
واه ياشهاب.. السفر متعب مع انها ساعه ونص من هنا للبلد بس اقول الجوازه مش على هواكي
طالعته ندي بضيق ثم اشاحت عيناها عنه
انت ليه مش قادر تفهمني... اهي عيلتنا السعيده