الإثنين 25 نوفمبر 2024

للقدر حكاية بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 21 من 106 صفحات

موقع أيام نيوز


يبقى على طرفي شفتيها الا الجفاف 
أغلق الملف الذي كان يدققه ورفع عيناه نحوها يرسم ابتسامه جامده على ملامحه ثم استرخي بجسده فوق مقعده 
خير يامدام صفا 
هتف عبارته ببروده اثلجت روحها... يداها تشبكت ببعضهما فأخذت تفركهما 
صحيح حمدلله على السلامه 
صوته اللامبالي ضغط على آلامها ولكنه تعذره..استنشقت الهواء المختلط برائحة عطره وتعلقت عيناها به

انا عارفه انك پتكرهني ياحمزة... بس انا كنت زيك ضحيه صدقني واه اخدت عقاپي 
ابتسامه لزجة أجاد رسمها فوق شفتيه ومال للأمام قليلا ينظر لها وكأنه يخبر قلبه ان سحرها عليه قد انتهى وتحرر من آسر عيناها 
كره ايه اللي بتتكلمي عنه 
بصيص من الأمل رسم أمامها وهي تسمعه ينفي عنها شعور الكره واردف بباقي عباراته
شعور الكره ده نقوله لناس حاسين اتجاهم بحاجه
صدمها حديثه ولكنها اليوم أخبرت قلبها الصمود حتى يعود اليه الحبيب 
حمزة انا مستعده اتحمل اي عقاپ منك...قلبي لسا بيحبك 
ضحكه صاخبه صدحت بالغرفه فنهض من فوق مقعده يطالع عيناها المرتكزه عليه 
حب ايه يامدام صفا اللي بتتكلمي عنه... الحب ده وفريه لنفسك 
نهضت تعتذر عما مضى 
انا اتظلمت زيك والله.... مكنتش فاكره انهم بيستغلوا في صالحهم بعد ما قولتلهم اني مش هكمل في لعبتهم ... 
يداه وقفت حائل بينهم...ارتسم التقزز على قسمات وجهه 
بكت بحرقه لعلها تثير استعطافه 
اديني فرصه تسمعني 
تجمدت ملامحه پقسوه هو يعلم انها صادقه بأنها ضحيه مثله ولكنها كانت ضحېة الجبن والخضوع... لن ينسى انها شاركتهم في لعبتهم... دمائه كان يسير بها ذلك المخدر اللعېن... كان يعشق مذاق القهوه من منزلها 
يسأل نفسه كلما صنعت له والدته او شقيقته لما تلك القهوه الوحيده التي تجعل الصداع يزول من رأسه والحقيقه التي لم يحب لليوم تذكرها هو أنه كان مدمن 
ادخلته عالمهم بلعبه رسمها لها والده.. ضابط له مستقبل يعمل في مكافحة المخډرات قادته يتنبئون له بالمستقبل المبهر 
واللعبه أصبحت حقيقه فسقطت في حبه ولكن هل أصحاب اللعبه نسوا ان يجروه لهم... يجعلوه تحت سيطرتهم 
فاق على .. فنفض يداها من عليه 
صفا كل اللي بينا انتهى من زمان اوي واتمنى مشوفكيش تاني... حمزة الزهدي بتاع دلوقتي مش حمزة اللي عرفتيه زمان 
انسابت دموعها بغزاره فوق وجنتيها دون توقف متمتمه 
انا مستعده اكون ليك خادمه واقضي باقي من عمري تحت رجليك 
قست ملامحه وكأن قلبه بات يخبره انه ينفرها انها تذكره بالماضي والندوب 
للأسف ياصفا انا ميشرفنيش حتى تكوني خدامه عندي 
الكلمه اعتصرت روحها بل اماتتها طالعته بأمل ان تكون توهمت حديثه الا انه 
اتمنى ماشوفكيش تاني
تقدمت منه خطوتان حتى أصبح لا يفصل بينهم سوا خطوة واحده 
انا خرجت من السچن على أمل اني هلاقي حمزة اللي حبني وحبيته... انت كده بټموتني ياحمزة 
للحظة خفق قلبه بالحنين.. أراد الخضوع ولكن عاد الماضي يتجسد أمامه وهو يتهم بين زملائه وقادته بأنه هو الخائڼ 
بأن حمالات المداهمه هو من كان يفشي سرها 
حمزة ارجوك اسمعني...انا حبيتك بجد... لما عرفتك حبيتك... اذوك من ورايا لما وقفتلهم وقولتلهم هبلغك هددوني پموتك سكت عشانك 
خرج صوتها بصعوبه وعيناها قد اغشاها الدمع
حمزة بيه اجتماع حضرتك بعد دقايق 
اشار نحو سكرتيره بأنه سيتبعه ثم نظر لتلك التي وقفت تنتظر كلمه تحيي داخلها الأمل 
وقتي مش ملكي ياصفا... اعذريني 
قالها وانصرف بخطوات جامده...الضعف والحب أصبحوا خارج حياته..ولا سبيل للعودة 
جمدت عباراته قدميها وشعور المراره أصبح بحلقها 
خرجت من مكتبه واعين الكثير ترمقها بفضول
.....................................
دلفت للشركه بأخطوات أشبه بالركض وهي تحمل الملف الذي امرها به شهاب ان تأتي به للشركه الرئيسيه وتحضر الاجتماع الذي يقام بدلا عنه.. ألتقطت أنفاسها عند الطابق الذي غرفة الاجتماعات ومكتب حمزة... ارشدها مدير مكتبه نحو الغرفه التي دخلتها من قبل وهتف ملقيا إحدى الداعبات وهو ينظر لساعه يده
عدي على الإجتماع عشر دقايق يااستاذه
رمقته ياقوت بأبتسامه مذعوره ثم اتجهت نحو الغرفه.. طرقت على الباب طرقتان ثم دلفت بتوتر تطالع أعين الموجودين 
لم ترجف نظراتهم جسدها كما فعلت نظرات ذلك القابع على مقعده يناقش احد مدراء الأقسام ولكن فور دلوفها.. اتجهت عيناه نحوها يرمقها بنظرة خشت ان يأتي بعدها أعصاره 
اتمنى ميبقش في تأخير تاني يا استاذه ياقوت 
اتسعت حدقتيها من هدوئه كما تعجب الجالسين..
كان مقعد شهاب فارغ ولكنها لم تجرؤ علي التقدم نحو المقعد واعطائه الملف الذي أمرها شهاب بأحضاره وإعطاءه لشقيقه 
اخرجها من تشتتها هذا وهو يعاود مطالعتها 
هتفضلي

واقفه كتير مكانك... اتفضلي 
اشار نحو المقعد الذي يقبع على يمينه .. فتقدمت بتوتر تعطيه الملف وجلست.. ليبدء الإجتماع مرة أخرى 
انتهى الاجتماع اخيرا... وتم نهوض الجميع 
استاذه ياقوت ثواني 
كان هدوئه ولطفه يزيدها ارتباكا.. فحتى أمام الجميع يتعامل معها بلطف.. ظنت ان لطفه هذا منصب على وجودها معه وحده 
انصرف اخر فرد من الغرفه ولم تبقى الا هي.. وضعت دفترها وقلمها داخل حقيبتها وانتظرت حديثه 
ابتسامه لطيفه بصعوبه أجاد رسمها بعد لقاءه ب صفا... لعبته أصبحت تتطلب منه أن يحكم قواعد الخطه فلا بأس ان يغدق عليها لطفه وتودده 
مالك قلقانه كده ليه 
ضحك وهو يهتف عباراته فتمتمت بخجل 
ابدا يافندم مش قلقانه ولا حاجه 
مال نحوها يرمقها بنظرات عابثه 
مش باين يا ياقوت 
وسريعا اردف 
لو مش عجبك انده اسمك من غير ألقاب قوليلي 
تعلقت عيناها خلسة به ثم عادت تطرقهما نحو الطاوله 
لا يافندم مافيش مشكله 
قهقه بعلو وأرخى جسده فوق مقعده متلذذا بتأثيره الطاغي عليها 
زميل ليا زوجته عامله معرض لعرض رسوماتها.. هي فنانه زيك..
انتبهت لحديثه وانتظرت ان يكمل 
لما الدعوه اتبعتتلي افتكرتك.. شايف ان ممكن تستفيدي من كده. 
ابتسامه واسعه احتلت شفتيها...لم تصدق ان لطفه سيصل معها لهذا الحد 
انا مش عارفه اشكرك ازاي.. انا كان نفسي من زمان احضر معرض زي ده 
ابتسم وهو يري سعادتها...شعر بالندم وهو يعلم أن السعاده التي يعطيها له ماهي إلا مصيدة يقعها فيها حتى تسقط في حبه ويتم الزواج برضاها وتتحمل هي نتيجه اختيار قلبها 
هكتبلك مكان المعرض وهستناكي هناك... اتمنى تيجي ومتضيعيش الفرصه ديه 
وتناول احد الكروت ثم قلمه واخذ يدون العنوان... أما هي جلست كالتائهه بعقلها اما قلبها كان كالسعيد بما يحدث
................................ 
نظر مراد لوالده ثم يرمي نفسه عليه هاتفا بحزن 
انت كويس دلوقتي... لو تعبان قولي 
كان التعب والانهاك واضح على ملامح فؤاد الراقد فوق سرير المشفى.. انتقلت عيناه لأعين ناديه الحمراء من أثر البكاء 
طلعت غالي عندك يامراد... كنت خاېف لتكون بطلت تحبني يا ابني 
عاتبه شقيقه على ما تفوه به من مراد يربت على كتفه 
ايه اللي بتقولوا ده يافؤاد... ده مراد روحه فيك
كان يعلم بحب ابنه اليه ولكن خشي من قيوده ان بتعده عنه ولكن اليوم ومع مرضه علم بمكانته 
ألتقط مراد كف والده 
ربنا يخليك لينا يابابا
ابتسم فؤاد وهو سعيد وحنانه عليه ليسأل مراد عن سبب تعبه المفاجئ 
الدكتور بيقول ان في حاجه زعلتك وصلتك للحاله ديه 
تعلقت عين ناديه به في صمت لا تعلم بما سينوي فؤاد فعله 
شويه تعب بسيط من ضغط الشغل... كويس انك رجعت بالسلامه عشان تشيل عني 
.................................. 
نظرت لها سماح بتعجب وهي تخبرها عن الدعوة التي دعاها إليها رب عملها 
غريبه حمزة الزهدي بقى عجيب... لولا أن سمعته معروفه في السوق كنت قولت بيلعب بيكي... بس الصراحه محدش عمره قال عليه أي كلمه غير اخلاقيه 
ارتسم القلق على ملامح ياقوت وسألتها پخوف 
يعني ايه مروحش... تفتكري ممكن يكون بيختبر أخلاقي
صدحت ضحكات سماح حتى شعرت بالآلم في معدتها من أثر الضحك 
روحي على اوضتك يا ياقوت ونامي... قال يختبر أخلاقك هو عريس متقدملك... تفتكري واحد في مكانته هيفكر كده
واردفت بتفكير تحاول فيه تفسير لطافته الحاليه معها 
مش يمكن بقى يعاملك كويس لما عم هناء وصاه عليكي
طالعتها ياقوت مطمئنه وكأنها أردت أن تخبرها ان هذا هو السبب ليس أكثر... فهى لن تضع اي احتمال ان حمزة يحبها كما يحدث بالروايات
اكيد هو ده السبب
................................
وقفت في الشرفه تنتظر عودته... الي ان لمحت سيارته تدلف من باب الفيلا 
أزالت مئزرها عنها ووضعته فوق الاريكه القابعه في احد أركان الغرفه.. ثم اتجهت نحو الفراش تتسطح عليه لتجيد رسم خطتها الليله 
رفعت ثوبها قليلا فأظهرت بياض ساقيها ومالت بحمالاته الرفيعه نحو كتفيها... 
تصنعت النوم الي ان شعرت بدلوفه الغرفه يحمل سترته على كتفه بأرهاق... وقبل ان يصيح بها غاضبا من نومها وعدم انتظاره فقد اوصاها بهذا ..سقطت عيناه على جسدها ونومتها ليبتلع ريقه بتوتر ثم ألقى سترته بأهمال هامسا
ندي... ندي اصحى 
تمللت في رقدتها ولكن لم تفتح عيناها... فمد كفيه نحو وجهها يمسح عليه
مش معقول ياندي كل ما ارجع الاقيكي نايمه... لشعر عسل دوقت عسله ولا حتي دلوقتي عارف ادوق
وفور تذكره رحلة زواجهم.. ضغط على شفتيه بقوه حانقا 
يعني بعد اللبس الحلو اللي لبساهولي الليلادي نمتي... اموت مقهور انا 
ظل لدقائق يندب حظه واتجها بعدها للمرحاض.. لتسمع لصوت المياه... فنهضت من فوق الفراش تتقافز بمرح 
هجنك ياشهاب
................................ 
دلف شريف بسيارته منطقتهم الشعبيه...ثم ترجل من سيارته بعدما ألتقط علبه الحلوى التي احضرها معه
تعجب من اتصال ماجده به اليوم تخبره بالعزيمة التي اعدتها له بالمنزل اكراما للخدمه التي قدمها لها بواسطه سلطته
تعلقت عيناه بالبنايات القديمه المصطغه بجانب بعضها وقبل ان يسأل أحدهم عن المسكن وجد يد تحط على

كتفه
انت حضرت الظابط
هتف بها سالم وهو يتفحص هيئته التي لا تدل على وضعه الاجتماعي المرموق.. حرك شريف رأسه ولم يكن بحاجه لتعريف سالم له فهو قد أصبح يعلم بهويته
انا سالم خطيب ماجدة.. 
ثم هتف بترحيب 
تعالا ياباشا نورت المنطقه
وقاده نحو البنايه العتيقه الي ان وصلوا للشقه التي كان بابها مفتوحا 
فور دلوفهم تقدمت ماجدة مرحبه بصوت عالي
اهلا ياحضرت الظابط 
مد شريف بعلبه الحلوي متمتما 
اهلا بيكي يا ماجده هانم
ضحكت ماجدة كما ضحك سالم 
هانم ايه الله يعزك ياباشا 
لم يكن يوما من محبين تلك المظاهر الفارغه 
مدام مش هتتقبلي مني كلمه هانم... يبقى بلاش باشا ديه 
شعرت ماجده بالزهو من حديثه ونظرت ل سالم الذي لم يكن بتوقع ذلك الرابط القوي بينهم...لم تخبره انه تعرف على شقيقتها أثناء جلوسهم إنما هو من احد اقاربهم وقد اجتمع الشمل بالمصادفه
والله انا قولت عليك ابن أصول يا شريف باشا 
هتف بها سالم الذي لطم كتفه بخفه... فألتف نحوه شريف وهو يشعر بالمقت اتجاهه
تقدمت ماجده نحو غرفه الجلوس مشيره لشريف 
تعالا اتفضل انت مبقتش غريب ياشريف
واردفت تهتف على شقيقتها 
مها انتي فين تعالي 
خرجت مها من غرفتها تتحسس طريقها الذي تعرفه
ايوه ياماجده 
تعلقت عين شريف عندما ظهرت امامه وايضا سالم الذي وقف يتفحصها بنظرات ماكره 
.. واعين شريف جاحظه نحوها پغضب ساحق من الثوب اللعېن الذي ترديه رغم طوله وتقفيلته الا انه أجاد رسم منحنيات جسدها جعلته للحظه يتخيل ما وراء ذلك الثوب 
قبض على كفه ثم اشاح عيناه عنها.. لتبتسم ماجده وهي تتقدم نحو شقيقتها ثم افلتت المشبك من شعرها الطويل لينساب على كتفها.. عاد شريف بعيناه مجددا نحوها 
فأنبهرت عيناه وهو يرى
 

20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 106 صفحات