الأحد 24 نوفمبر 2024

عشق كفيفة

انت في الصفحة 20 من 72 صفحات

موقع أيام نيوز


كل علينا يبقى تشتغل وانت ساكت
ليردف عدى بحنق وهو يعقد ما بين حاجبيه بضيق ويلقى الاقمشة التى بيده فوق الارضيه 
انا مالى انا بلون القماش اللى هيتفرش ولا انواع الورد اصلا الحاجات دى تولين هى اللى تختارها مش انا هو انا اللى هجوز ولا عيال ابنك 
لينظر له عاصم باستغراب من كلمته الاخيره ليردف پحده مصطنعه ولد ايه عيال ابنك دى دول اخواتك فاهم وبعدين انت الوحيد اللى انا بثق فيه عنهم دا انت العاقل اللى فيهم يا واد

ليضحك عدى بخفه لانه قد أدرك مغزى حديث الاخر فعاصم يريده بأمرا اخر لكنه تحجج بأمر تنظيم العرس لياتى به ليردف عدى قائلا بابتسامه وثقة
طب طالما بتثق وانا اللى بفهم تقولى عاوزني فى ايه انا اصلا عندى حساسية من الورد وحضرتك جايب ليا ورد وتقولى اختار اصفر ولا ابيض
ليبتسم عاصم ويردف قائلا بحنيه 
طول عمرك لماح تعالى نقعد واقولك عاوزك فى ايه
عدى بمرح وهو يتبعه ليجلسا على احدى الطاولات
الموضوعه بالقاعه التى سيتم بها العرس الغدا
ما كان من الاول لازم الدوخه دى يا جدى
عاصم بصرامه مصطنعه وهو يجلس اتلم يا جزمه
ليرفع عدى حاجبيه بحرج وهو يجلس بجانب الاخر ليردف عاصم قائلا بجديه 
انا هدخل فى الموضوع علطول ومن غير لف ولا دوران انا عارف انك عاقل وهتفهم اللى انا هقوله
ليجيبه عدى بجديه وقد استشعر جديه الأمر من حديث جده وتلك المقدمه التى قالها للتو
اتفضل يا جدى انا سمعك
عاصم بجديه بعد ان زفر الهواء بتعب 
امير يا عدى امير مبقاش اللى احنا عارفينه بتاع زمان بقى عبارة عن آله مش بتعمل حاجة غير انها تشتغل وتبخ سم للناس دا
غير طريقته مع الناس اللى اتغيرت ١٨٠ درجه بقى بيتمتع انه يؤذى الناس ويعايرهم بنقصهم التكبر والغرور اللى هو فيه دا مكنش فيه أنا مربتهوش على كدا انتوا التلاته مربتكمش على كدا عدى امير لو فضل على الحال دا هيخسر كتير وهيخسر كتير اوى كمان امير لازم يفوق انا قلقان على البنت اللى هتبقى مراته سارة أنقى وأطيب من انها تكون مع امير وهو بالحالة دى لو كان امير نفسه بتاع زمان كنت هكون طاير من الفرحه بس انا دلوقتى على قد ما انا مبسوط انه هيجوز بنت طيبه ومتربيه على قد ما انا حزين عليه عاوزك يا عدى تقعد معاه وتفهم ماله وايه اللى غيره انت اخوه مش بس صاحبه 
انهى عاصم حديثه برجاء وهو ينظر الى عدى الذى يخفض رأسه يتركز بنظره على نقطة وهميه يستمع بانتباه على كل كلمة قالها عاصم ويعلم صدق حديثه فامير ليس بأمير الذى يعرفانه فقد تغير بالفعل 
ليتحدث عدى قائلا بهدوء وجديه كعادته بعد صمت استمر للحظات
انت عارف يا جدى ان امير اتغير من بعد مۏت ميادة وهو بقى كدا 
قاطعه عاصم بعصبيه ميادة ايه دى اللى لسه فكرها بدل ما يحمد ربنا انه كشفله حقيقتها قبل يجوزها
عدى بهدوء محاولا امتصاص غضبه بس ميادة كانت أول حب فى حياة امير يا جدى واديك شوفت من ساعة اللى حصل وهو بقى عامل ازاى
ليحرك عاصم راسه بالنفى قائلا بسرعه ورفض تام 
لا لا يا عدى امير لازم يفوق من الوهم اللى هو عايش فيه امير
بقى زى ما قولت لك آله للشغل وبس ودا لا يمكن اسمح بيه انا مش هقبل اشوف حفيده بيضع نفسه بالشكل دا عدى امير لو خسر سارة هيكون خسر كتير 
ليردف عدى بجديه وسرعه لانهاء الموضوع فإذا ظلوا يتحدثان هكذا سيطول بهم الأمر والآخر لن يستمع لغير نفسه فهو يرى ان حفيده مخطئ وتغير اذا فهو هكذا ولن يستمع الى احد اخر نعم هو وافقه بأن طباع صديقه قد تغيرت
منذ مده طويلة فيما يقارب الخمس سنوات لكنه مازال بداخله ذلك الطفل الذى تربى معه لكنه مختبئ من قسۏة الحياة هو وحده يعلم ما بداخل صديقه لكنه أبدا لن يفشى سر صديقه لاحد مهما كان
أنا هكلم يا جدى مع امير بس قولى ليه متمسك بسارة انها تكون مع امير مع ان سارة زى ما حضرتك عارف انها كفيفة انا مش بعيبها والله بس مش هتنفع مع امير مش هتستحمل طباعه البت كيوت اوى وحفيدك ربنا يهديه 
انهى حديثه بنبرة مازحه لتلطيف الجو بينهم وبالفعل ينجح بجعل عاصم يضحك ليردف عاصم قائلا بهدوء
مش عارف بس احساسى بيقولى انها هى اللى هتكون السبب فى ان ربنا يهديه بس هتتعب معاه ودا اللى انا خاېف منه 
ليجيبه عدى وهو يربت على ظهر عاصم قائلا بثقة وابتسامه تزين محياه 
سيبها على الله يا جدى امير مغرور ومتكبر اه بس مش غبى دا غير ان مالك مش هيسيب سارة لحظة واحده
ليوما
له عاصم وهو يزفر الهواء ويلتفت فجأة الى عدى قائلا انت كمان بقالك مدة مش عاجبنى مالك بقى
لينظر له عدى باستغراب كيف تحول فجأة هكذا أليس من لحظات كان حزين على طباع حفيده لكن لا ينكر انه قد سعد من ملاحظته عليه ليردف قائلا بتهرب وهو ينهض من مكانه 
فى ايه يا جدى انت تخلص من امير تجيلى انا
انا ماشى سلام عليكم 
ليغادر على الفور ولم يترك لعاصم فرصه للرد عليه ليشتمه بعصبيه لانه يعلم أن الاخر قد تهرب منه ومن اسالته لكنهم احفاده ويريد ان يطمئن عليهم جميعا امير وتولين حفيداه أبناء ولده المتوفى وايضا عدى ثلاثتهم هو من تولى رعايتهم منذ ان كانا صغار لا يعلم ما اصاب كلا منهم ليصبحوا منطفئين هكذا بداية من تولين تلك الأميرة الصغيرة التى اصبحت كثيرة الشرود منذ ان دق قلبها لذلك التى تدعوه بمالك قلبها وهى فى عالم آخر اصبحت منعزلة وأكثر هدوئا عن قبل لكن الان لا يعلم ماذا سيصبح حالها بعد ان تتزوج من مالك قلبها 
وعدى الذى يدفن نفسه بين دائرة الماضى الذى يرفض ان يتركه او ان يتخطاه فيعشق الوحدة والظلام لا يعلم كم عدد المرات التى ڠضب منه وقاطعه بسبب ما يفعله بنفسه لكنه يعود ويحدثه مرة اخرى يعلم افتقاده لحب العائلة وحنان الاسرة فيحاول ان يعوضه بقدر استطاعته لكن لا ينكر ان تصرفات عدى وطريقة تفكيره تجلطه 
واخيرا حفيده الأكبر ذلك المغرور الذى تغير 180 درجة كما يقولون اصبح مغرور سليط لسان لا يهتم بمشاعر احد يريد ان يخرجه من ما هو عليه لكن الاخر لا يترك لاحد فرصه ان يقترب منه يدفن نفسه فى العمل فاصبح كما يقول دائما عليه آله للعمل فقط 
ليزفر الهواء بتعب يحيط رأسه بكلتا كفيه وهو ينظر الى الاسفل هذا ما أصبح عليه أحفاده الثلاث منذ ان اختلطوا بالعالم الخارجى 
وما أحببتك لأجل شيء ولكن قلبي تعلق بك
احنا رايحين فين! 
هذا ما هتفت به تولين وهى تنظر الى مالك الذى تحرك بالسيارة منذ دقائق ليجيبها مالك وهو مازال ينظر الى الطريق قائلا بجديه
هنروح المول عشان تجيبى الفستان وبعد كدا هنروح النادى هنتغدا وبعدها هوصلك 
لتوما له بصمت وابتسامه سعيدة ارتسمت على محياها لكونها ستذهب الان مع فارس أحلامها لاختيار فستان زفافها بغض النظر عن كونه عابس يكفيها بأن يكون هو زوجها وحلالها هو من كان دعائها كل صلاة وامنيتها كل ليله لتحاول بدء حديث معه افضل من هذا الصمت الذى يحيط السيارة لتردف قائلة 
فى مكان محدد هنروحه
ليلتلت ينظر اليها ومن ثم يعود ينظر الى الطريق مرة أخرى قائلا بهدوء 
مول دا اللي ملك بتجيب منه ليها هى وسارة وكمان امى الله يرحمها كانت بتتعامل معاه
لتردف قائلة بهدوء ورقه الله يرحمها
ليقول هو بجدية وهو ينظر اليها لو فى مكان محدد حابه تروحيه قولى انا مش بجبرك على مكان محدد
لتنفى هى برأسها قائلة بسرعه 
لا خالص المكان دا اصلا معروف وحاجته حلوة
ليوما لها
بصمت من ثم يعودان الى صمتهما مرة اخرى يستمر للحظات ليقطعه هو بسؤاله 
فى حاجة حابة تغيرها فى الاوضة
لتضحك بخفة عندما تذكرت شكل غرفته فقد صدمت من وسعها فقد كانت كبيرة المساحة رائعة الجمال بالوانها التى تمتزج بين الأسود والرمادي مع
اثاثها المعاصر مودرن لتتحدث بابتسامه جميلة 
لا ما شاء الله العفش حلو و واسعه بس هو ينفع طلب صغير
ليقول بسرعه مجيبا اياها اكيد طبعا
لتقول بخجل وهى تفرك كفيها ببعضهم 
ينفع نغير السرير دا طبعا لو مش هيكلفك 
ليبتسم هو على خجلها يردف قائلا بهدوء 
لا يا ستى مش هيكلفنى حاجة بس المشكله انه هياخد وقت لحد ما الجديد يتبعت انت بس شوفى لو عاوزاه تفصيل ولا جاهز
لتجيبه هى بهدوء وهى تنظر اليه لا مش مستاهلة نفصل نجيب جاهز
ليحرك رأسه بالنفى قائلا وهو ينظر اليها مفيش مشاكل بس يومين تلاته كدا وننزل تختارى اللى انت عايزاه عشان زى ما انت عارفة مفيش غير النهاردة ومس هنلحق 
لتحرك راسها بالنفى وهى تبتسم فى وجهه قائلة بحب
ولا يهمك فى اى وقت نبقى
ننزل سوا
لم يميز مالك تلك النبرة التى حدثته بها ولم يشغل باله فى تحليلها واردف قائلا بعد ان صف سيارته
وصلنا
بصى الاول هنجيب الفستان ليكى وبعدها اجيب انا البدلة 
لتوما له بابتسامه سعيدة ليقوم بفتح الباب لها وتترجل من السيارة كادت تتجرأ وتمسك يده لكنها تذكرت انه الى الان ليس بزوجها وأنها اذا قامت بذلك سيظن عنها سوء لتسير بجانبه وهى تكاد تطير من السعادة
سأل احدي
العاملات التي كانت واقفه تتابعه باعين تلتمع بالانبهار والشغف عن المكان الخاص بفاستين الزفاف ارشدتهم بنفسها الي هذا المكان بينما لاحظت تولين تغنجها في التحدث معه متجاهله اياها
تماما كأنها غير موجوده 
بدأ مالك الى الفساتين الخاصه للزفاف
ظلت تولين واقفه تتابعه بصمت وهى تنظر اليه بحب وهو يتنقل فى المكان ينظر الى الفساتين المعروضة وكأنه هو من سبختار بدلا عنها لكن فور رؤيتها لتلك الفتاه التي تدعي اسمهان تقترب منه مره اخري تعرض عليه فساتين و عينيها تلتمع بطريقه فهمتها جيدا تولين فقد كانت لكن كان مالك منشغلا بهاتفه الذى صدر رنينه
لكن اهتزت تولين بقوه من شده الڠضب فور رؤيتها لتلك الفتاه تقترب منه هامسه بصوت لعوب وهى تمسك احدى الفساتين القصيرة التى فوق الركبه وتضعه فوق جسدها 
ايه رأيك يا مال بيه في ده مش فظيع
و قبل ان يجيب عليها مالك اندفعت تولين نحوها جاذبه الفستان من يدها ملقيه اياه پقسوه فوق الارض هاتفه پحده بينما تتطلع نحوها بقسۏة
لا يا حبيبتي مش حلو جوزي ذوقه انضف و احلي من كده بكتير 
لتكمل
بينما تلتف نحو مالك تطلع نحوه بعينين تنبثق منها النيران
ولا انت ايه رأيك يا حبيبي !
انتبه مالك اخيرا للصراع الذي يحدث
 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 72 صفحات