قطة في عرين الأسد للكاتبة سمرة
بالإرتباك .. فأكمل قائلا
اختيار موفق .. أصلا تشبهيها كتير
التفتت ورفعت رأسها تنظر اليه بتحدى قائله
تقصد انى عقلية اجرامية
ضحك مراد حتى بدت نواجزه .. كانت تلك المرة الأولى التى تراه فيها ضاحكا وتسمع فيها صوت ضحكاته فبدا لها مشهدا غريبا فظلت تتطلع اليه .. انتهت ضحكته بإبتسامه صغيره وهو ينظر اليها قائلا
خفضت بصرها وأعادت النظر الى الكتاب بيدها .. ظل واقفا خلفها .. شعرت بتوتر بالغ .. حاولت التظاهر بأنه غير موجود .. لكن عيناها كانتا تمر على السطور دون أن تقرأها .. قال فجأة
خطيبك كان اسمه ماجد مش كده
التفتت تنظر اليه وقد شعرت بخفقات قلبها المتسارعه .. أومأت برأسها بصمت .. فسألها قائلا
أومأت برأسها مرة أخرى وهى لا تدرى سر اهتمامه بمعرفة ذلك .. فسألها
و أهلك اتوفوا امتى
نظرت مريم أمامها وقد ظهر فى عينيها سحابة حزن .. قالت بصوت خاڤت
من 3 سنين
ظهر شئ من الحنان فى صوته وهو ينظر اليها قائلا
ليه عيشتى لوحدك .. ليه ماعيشتيش مع أهلك فى الصعيد
مكنتش أعرفهم ومكانوش يعرفونى .. لا عمرنا زورناهم ولا عمرهم زارونا
قال مراد بإستغراب
ليه
ردت بحيرة
معرفش
أومأ برأسه وترك الكتاب بجوارها كما كان وخرج من الشرفة ليتركها غارقة فى بحور ذكرياتها .
عادت سهى الى منزلها ودخلت غرفتها وألقت بنفسها على الفراش واڼفجرت باكية .. كانت تشعر بمشاعر كثيرة متضاربة .. لكن شعورها الأكبر والطاغى كان الخۏف .. كانت تشعر بأنها أجرمت فى حق نفسها .. حاولت كثيرا اخماد صوت الضمير بداخلها والذى تنجح دائما فى اسكاته .. لكن هذه المرة فشلت فى اسكاته .. بل تعالى صوته أكثر فأكثر يشعرها بمدى جرمها فى حق ربها وحق نفسها وحق أهلها .. تعالى صوت هاتفها معلنا عن اتصال من سامر .. كانت تشعر بأنها لا تطيق مجرد سماع صوته .. لا تعلم كيف تولد هذا الكره والحقد اتجاهه بداخلها .. كيف وهى بالأمس كانت بين ذراع يه .. أغلقت هاتفها وجلست على فراشها تبكى كما لم تبكى من قبل .
طمنى يا خوى .. بوى كيفه .. هيخرج امتى
قال عثمان وهو يجلس بتعب ويضع يده على مكان جرحه
معرفش هيخرج امتى .. ومانعيين زيارته .. أنا سيبتله اللبس والوكل مع عسكري وجالى هيوصلهمله
هتفت أمه بحسرة
كان مستخبيلنا ده كله فين .. اييه العمل دلوجيت يا ربي
أموت وأعرف كيف يعني جمال ينطخ بطبنجة أبوى .. كيف اللى طخ جمال جدر يدخل بيتنا وياخد الطبنجة منييه
ثم قال
كلمت المحامى .. بيجول انهم دلوجيت خدوا بصمات بوى وهيشوفوا هيا اللى كانت على الطبنجة ولا لا .. وخدوا بصماتى آنى كمان .. وخدوا بصمات ناس كتير من عيلتنا وعيلة الهواري
قالت أمه بحرقه
قامت صباح مسرعة وتوجهت الى غرفتها وهى تشعر بالخۏف والحيرة
دخلت ناهد مكتب مراد وجلست أمامه قائله بجدية
مراد عايزين نتكلم شوية
أمال على المكتب ونظر اليها بإمعان قائلا
خير يا ماما
صمتت ناهد قليلا وأخذت تنقر على المكتب بأصابعها بعصبيه ثم نظرت اليه قائله
أنا عرفت انت اتجوزت مريم ليه يا مراد
رجع مراد بظهره الى الخلف وقال ببرود
ليه
هتفت ناهد بتوتر
عشان موضوعها هى و جمال .. والمشكلة اللى كانت هتحصل بين العيلتين
بدا عليه التفكير ثم نظر اليها قائلا بثقه
كل اللى سمعتيه ده مش مظبوط
قالت ناهد بإستغراب
ازاى يعني
قال مراد بحزم
يعني الكلام اللى اتقال على مريم مش مظبوط .. دى لعبة من جمال
هتفت ناهد بدهشة
لعبة ازاى يعني .. وهيستفاد ايه من كدة
قال مراد بضيق
معرفش .. بس عمتو قالتلى كدة .. وللأسف الله يرحمها ماټت قبل ما أعرف منها كل حاجه
فكرت ناهد قليلا ثم قالت
بس انت وهى مش متجوزين برضاكم .. مش كدة يا مراد
قال مراد بهدوء
أيوة احنا الاتنين اضطرينا نتجوز عشان المشاكل اللى كانت هتحصل
تفرست أمه فيه قائله
دلوقتى بدأت أفهم
قال مراد بدهشة
تفهمى ايه
قالت أمه بضيق
أفهم ليه انت ومراتك بعيد عن بعض .. وبتتعامل معاك بحذر أكنك واحد غريب عنها ..
وانت بتتعامل معاها أكنها واحدة متخصكش
ثم أضافت بعصبية
وناويين بأه التمثيلية دى تستمر لحد امتى
زفر مراد بضيق وقال بنفاذ صبر
ماما مش وقت الكلام ده دلوقتى .. لو سمحتى نأجل الكلام ده بعدين .. أنا اللى فيا مكفيني
قالت ناهد وهى تنهض
ماشى يا مراد براحتك .. مش عارفه هلاقيها منك ولا من اخواتك
قال مراد يوفقها
ماما
التفتت ناهد فقال مراد بتعبيرات جامدة
مريم متعرفش بموضوع رجلى
تجمدت ناهد فى مكانها وهى تنظر اليه .. فأكمل قائلا بحزم شديد
ومش عايزها تعرف .. أبدا
أومأت برأسها بحزن والدموع تتلألأ فى عينيها .. خرجت وتركت مراد غارقا فى التفكير .
قامت مريم من على الفراش فى حجرة نرمين قائله بصوت ناعس
أنا هدخل أنام بأه
قالت نرمين
برجاء
خليكي شوية يا مريم
قالت مريم وهى تفتح عينيها بصعوبة
بجد خلاص جبت أخرى أول مرة أسهر كدة
ثم أضافت ضاحكة
يلا تصبحى على خير أشوفك بكرة أحسن شكلى هنام زى الحصان وأنا واقفة
ابتسمت نرمين قائلا
وانتى من أهل الخير
توجهت مريم الى غرفة مراد .. رأت الضوء يتسرب من تحت الباب فطرقت الباب الى أن أذن لها بالدخول .. دخلت مريم وأغلقت الباب خلفها لتجده جالسا مكانها على الأريكة يقرأ أحد الكتب فى يده .. وقفت مكانها وهى فى حيرة من أمرها .. رفع رأسه ونظر اليها قائلا
ازى نرمين دلوقتى
قالت مريم
كويسة الحمد لله .. أحسن كتير
أومأ برأسها ثم عاد ينظر الى كتابه متجاهلا اياها تماما .. قالت مريم
على فكرة فى حاجه جت فى بالى النهاردة
رفع عينه اليها يحثها على الكلام فأكملت
اللى اسمه حامد ده .. ايه اللى خلاه يعرف انك مسافر الصعيد فى اليوم ده الذات .. وكمان الملف اللى طلبه من نرمين عرف منين ان الملف ده فى البيت مش فى الشركة
بدا على مراد التفكير ثم نظر اليها قائلا
تقصدى ايه
قالت مريم
أظن والله أعلم فى حد بيساعده وبينقله أخبارك
قال مراد شاردا
والأغرب من كده ان الملف ده بالذات جبته معايا البيت فى آخر يوم كنت فيه فى الشركة قبل ما أسافر
قالت مريم بحماس
كده يبقى أكيد فى حد بيساعده
أومأ مراد برأسه وقد بدا عليه أنه اقتنع بكلامها وقال
بكرة هشوف الموضوع ده
عاد ينظر الى كتابه وكأن شيئا لم يكن .. قالت بتوتر
فى حاجه تانية كنت عايزة أتكلم فيها
رفع نظره اليها مرة أخرى .. فقالت مريم بثبات
دلوقتى عمتو بهيرة الله يرحمها .. هى اللى كانت هتحل مشكلتنا دى .. وأنا كنت منتظرة انها ترجع القاهرة عشان الموضوع ده يتحل .. أقصد يعني الوضع اللى احنا فيه ده
بدا وجهه خاليا من أى تعبير فأكملت قائله بتوتر
أنا شايفه ان خلاص كده .. نخلص من الموضوع ده .. من غير ما حد من أهالينا فى الصعيد يعرف حاجه .. وأرجع بكرة على بيتي
ظلت نظرات مراد اليها جامدة .. احتارت فى تفسير معناها .. وأخيرا تحدث قائلا
لا لسه شوية
قالت بحزم
لا مفيش داعى نستنى أكتر من كدة .. وطالما أهالينا مش هيعرفوا حاجة يبقى خلاص مفيش مشاكل
قال مراد وهى يعاود النظر الى كتابه
لا مش دلوقتى لما أتأكد ان مفيش مشاكل هتحصل
قالت بحماس
مفيش مشاكل هتحصل .. طالما محدش منهم هيعرف حاجه
قال مراد بحزم وهو ينظر اليها
قولتلك مش دلوقتى أنا مش هخاطر ان مشكلة تحصل .. الأفضل نأجل الموضوع ده شوية
تنهدت مريم بضيق .. تابعها مراد بنظراته المتفحصه .. قالت مريم پحده
طيب لو سمحت عايزة أنام
ظهر المرح فى عيني مراد وقال بخبث
عايزانى أنيمك يعني
نظرت اليه بدهشة وقد احمرت وجنتاها خجلا وهتفت قائله
أقصد الكنبة .. انت آعد على الكنبة
اختفى المرح من عينيه وقال ببرود وهو ينظر الى كتابه
نامى على الس رير
نظرت الى الس رير بدهشه ثم عادت تنظر اليه هاتفه پحده
لأ
قال مراد بإصرار
قولتلك نامى على السرير
شعرت مريم بالإضطراب والتوتر كيف بإمكانها النوم في فراشه .. شعرت بالضيق فحملت أحد كتبها ودخلت الى الشرفة تحت أنظار مراد التى تتبعها .. جلست على المقعد الكبير بالشرفة ورفعت قدميها بجوارها وأسندت رأسها الى ذراع المقعد وهى تقرأ كتابها .. لا تدرى كم مر عليها من الوقت قبل أن يغلبها النعاس وتغط فى نوم عميق .. نهض مراد من مكانه وتوجه الى الشرفة ليجد مريم نائمة وهى تحتضن الكتاب المفتوح .. اقترب منها بحذر وأخذ الكتاب من بين يديها برفق شديد .. كانت ناهد تهم بغلق نافذة غرفتها عندما رأت مراد داخلا الشرفة وهو يحمل غطائه وغطاء مريم وأخذ يدثرها بهما جيدا وبرفق خشية ايقاظها .. أحكم وضع الغطاء عليها وهو يرمقها بنظرات حانيه
.. أزاح بأصابعه خصلة من ش عرها سقطت على وجهها بن عومة .. ثم أرجع ظهره للخلف يستند به على سور الشرفة وظل ينظر اليها ويتأملها نائمه .. اغرورقت عينا ناهد بالعبرات .. وهى ترى ابنها يعامل مريم بتلك الرقه التى تنافى طباعه الجامدة الصارمة .. كانت تشعر بالصراع الكبير الذى يشعر به ابنها بداخله
.. كانت تعلم أن بداخله خوف كبير .. خوف من الحب .. خوف من الرفض .. خوف من أظهار اعاقته .. خوف من أن تتخلى عنه حبيبته مرة أخرى .. خوف من أن يجرح فؤاده مرة أخرى .. خوف من أن يسمح للحب بدخول قلبه .. حتى لا يتألم عندما يحين وقت الخسارة .
يتبع
الفصل التاسع عشر.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
استيقظت مريم فجرا .. لتجد نفسها نائمة فى الشرفة ومدثرة بالأغطية أزاحتهم وهى تنظر اليهم بدهشة .. قامت وهى تحملهم وتوجهت الى الداخل لتجد مراد نائما على الأريكة بلا غطاء .. وقفت تنظر اليه بدهشة .. لحظات وانطلق منبه هاتفه .. فتركت الأغطية على الفراش ودخلت لتتوضأ .. خرجت لتجده مستيقظا تجنبت النظر اليه تماما .. قام وتوضأ ونزل للصلاة .. عاد مراد من المسجد ليجد مريم نائمة على الأريكة وقف بجوارها قائلا بصرامة
مش قولتلك نامى على الس رير
قالت دون أن تلتفت اليه
لأ
أزاح الغ طاء عنها فالتفتت اليه پحده .. فأشار الى الس رير قائلا
هتقومى ولا أشيلك
نظرت اليه بدهشة .. فتحرك وكأنه سيهم بحملها فانتفضت تقوم بسرعة من مكانها وتوجهت الى الفراش فى تبرم وضيق .. تمتمت بصوت منخفض
عنيد
الټفت اليها م
بتقولى حاجه
نظرت اليه قائلا
لأ
احتاجت لبعض الوقت قبل أن يستطيع النعاس أن